تفسير سفر الرؤيا اصحاح 22 لابن كاتب قيصر

الأصحاح الثاني والعشرون

128(1) وأراني نهر ماء الحياة صافيا كبلور خارجا من عرش الله والخروف (2) في وسطها وعلى جانبي النهر شجرة الحياة تثمر اثنتي عشر ثمرة وتعطى كل شهر ثمار وورق الشجرة لشفاء الأمم .

 التفسير للأنبا بولس البوشي مطران مصر.

يشير نهر ماء الحياة إلى المعمودية المقدسة التي تطهر قابليها وتقدسهم حيث لا يمكن الدخول إلى الملكوت إلا بها.

وشجرة الحياة تشير إلى الأعمال الصالحة المؤدية إلى الحياة الأبدية وكون أن ثمرها اثنتى عشر ثمرة ، فهو لأن الفضائل يجب أن يكون عملها متساويا ، والأثمار هي ظهور الكؤمنين بسلوكهم الحسن أمام الأمم

129- (3) ولا تكون لعنة فيما بعد وعرش الله والحمل يكون فيها فيعبده عباده (4) وهم ينظرون وجهه ويكون اسمه على جباههم (5) ولا يكون هناك ليل ولا يحتاجون إلى سراج ولا إلى نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم وسيملكون إلى أبد الآبدين.

هذا ما أعد للأبرار في أورشليم السماوية حيث يقدمون مع الملائكة التسبيح والتمجيد للإله ، ويشاهدون نور جلاله كما شاهده الرسل وقت التجلي

وأما كون اسمه على جباههم ، فيقصد به مجده وبهاءه اللذين سيسطعان على وجوههم

130- (6) وقال لي هذه الأقوال صدق وحق والرب إله أرواح الأنبياء أرسل ملاكه ليرى عبيده ما سيكون عن قريب (7) ها أنا آتي سريعا طوبى لمن يحفظ كلام هذه النبوة

يعني بذلك أنه كما أعطى الله قديما الأنبياء روح النبوة فتكلموا عن الأمور المزمعة أن تكون ، هكذا أعلن ليوحنا هنا ما سيكون . ثم أعطى الطوبى ، أي الغبطة والسعادة لمن يحفظ أقوال هذه الرؤيا ويحتفظ من السقوط

131- (8) وأنا يوحنا الذي سمع ورأى هذا وحينما سمعت ورأيت خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا (9) فقال لى انظر لا تفعل لأنى عبد مثلك ومع إخوتك الأنبياء والذين يحفظون كلام هذا الكتاب اسجد لله

 منع الملاك يوحنا من السجود له ليعلمنا أن لا نقبل المجد من الناس بل نقدمه لله الممجد إلى أبد الآبدين

132- (10) وقال لي لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب .

یعني لا تسكت ولا تكف عن إذاعة هذه الأقوال لتكون عظة وحثا على التوبة ، وقرب الوق يدل على ضرورة حدوث ما في هذا الكتاب

133- (11) من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد ومن هو مقدس فليتقدس بعد

يقصد بذلك أن الله تعالى يترك الإنسان في حريته وما هو عليه من تماد في عمل الخير أو الشر ، حتى إذا ازداد في أي نوع منهما يجازي عليه

134- (12) وها أنا آتي سريعا وأجرتى معی لأجازي كل واحد كما يكون عمله (13) أنا الألف والياء البداية والنهاية الأول والآخر

قوله : « وأجرتى معى» ، يوافق قول أشعياء : «هوذا مخلصك أت وأجرته معه » ، يريد بذلك إيهاب الملكوت لمستحقيه كل واحد حسب عمله

 

135- (14) طوبى للذين غسلوا ثيابهم بدم الحمل ليكون لهم سلطان على شجرة الحيوة ويدخلوا المدينة من الأبواب.

أعطى الطوبى للذين قد تنقوا من دنس الإثم بالتوبة النقية التي جعلها الله سببا لرجوعنا إليه ما دمنا في هذه الحياة الحاضرة ، حيث نرث في الحياة الآخرى الملكوت الأبدى

136- (15) ليبق خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب الكذب ويعمل به

.

وهذا يوافق قول الله لموسى : «لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذر »

137- (16) أنا يسوع أرسلت ملاكي ليشهد لكم بهذا الكلام عن الكنائس أنا أصل داود ونسله كوكب الصبح المنير

 يقصد بكلامه هذا بكلامه هذا يوحنا ، كما دعى قبل ذلك يوحنا المعمدان ملاكا بقوله : «هأنذا أرسل ملاكي فيهيء الطريق » وقوله : «ليشهد لكم بهذا الكلام» ، أعنى عن كرامة الملكوت وعذاب الجحيم

138 (17) والروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء الحياة مجانا

يعلن بذلك الدعوة إلى الملكوت ، كما قال : «تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمالوأنا أريحكم »

قوله : « ومن يرد فليأخذ ماء الحياة مجانا » ، فهذا ما قاله الرب يسوع في الإنجيل : «إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب » 

وقال أشعياء : «أيها العطاش جميعا هلموا إلى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة ولا ثمن خمرا ولبنا »

139(18) لأني أشهد لكل من يسمع أقوال هذا الكتاب من زاد على هذه يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب (19) ومن حذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب.

أمر أن لا يزاد على هذه الرؤيا أو ينقص منها ، مهددا ومتوعدا ولهذا فقد بقيت صحيحة عند كل الألسن كالنبوات والأناجيل والرسائل

140- (20) يقول الشاهد بهذا نعم أنا آتي سريعا آمين تعال أيها الرب يسوع .

يصرخ يوحنا بالروح قائلا : تعال يا ربنا يسوع المسيح . وهكذا جميع الأبرار الأطهار ينتظرون ملاقاة سيدهم فرحين لكي يسرع بالمجيء إليهم وافتقاده إياهم ، ليستريحوا من الأتعاب التي تنالهم ، ويكونوا معه في ملكوته بلا تعب ولا ألم إلى الأبد .

141- (21) نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميع القديسين إلى الأبد آمين

وحقا أن نعمته ورحمته على جميع قديسيه وأبراره ، كما أن غضبه ونقمته على جميع المعاندين لوصاياه.

ونحن نسأل مراحمه أن يعضدنا بمعونته ، لنجد منه رحمة ونجاة. له المجد إلى أبد الآبدين ، آمين .

 تفسير رؤيا 21 تفسير سفر الرؤيا تفسير العهد الجديد فهرس
ابن كاتب قيصر
تفاسير سفر الرؤيا تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى