تفسير رسالة رومية اصحاح 14 للأنبا أثناسيوس مطران بني سويف

الأصحاح الرابع عشر
المؤمن وضعفاء الإيمان 1:14 – 15: 13

 

يمتد هذا الجزء الخاص بعلاقة المؤمن بالأخوة المتشككين في بعض الأمور إلى الآية 13 من الأصحاح الخامس عشر.

تكامل الأعضاء 14 : 1 – ۸ ورد مـرات عديدة في الرسائل أن جماعة المؤمنين هم جسد واحد في الرب.

وهو هنا يؤكـد مراعاة المؤمنين لآراء بعضهم البعض . فهناك من نشأوا على الفكر الـيـهـودي في حفظ السبت ورأس الشـهـر ، وعـدم أكل الحيوانات التي لا تجتر ولا تشق الظلف . وهناك من يعلمون ببطلان هذه القوانين . والرسول يطالب العارف ألا يزدر بمن يتشكك ، لأن كلا منهما ، يسلك بضمير صادق أمام الله.

والآيتان القائلتان

إن عشنـا فـلـرب نعيش وإن متنا فللرب نموت… 14: 7-8 هما ختام هذه الفقرة المتكلمة عن احترام الآراء وتلازم كل عضو بالتكامل مع الآخرين فهما أصلا ليسا عن قضية الموت بل عن التعاون والترابط فتطالبان بأن يعيش الناس بعضهم لبعض وبذلك يكونون عائشين الله • الإنسان يعيش بأمانة لأخوته وللمجتمع فيكون عائشاً للرب . فأن عاش أو مات محباً للأخوة فقد كان للرب . فالمحبة الصادقة هي تطبيق الإيمان بالرب ، “وأما الآن فليثبت الإيمان والرجـاء والمحبة . هذه الثلاثة ولكن أعظمهم المحبة”. 

 “المحبة هي تكميل الناموس” ثم من كان تاجراً أو صانعاً أو مهندساً أو طبيباً أو يقوم بأي عمل آخر هو خادم للرب لأنه يعمل لخدمة المجتمع. فلا يظن إنسان أن الحياة للرب هي في التخصص للخدمة الدينية فقط . لأن كل من عاش لغـيـره عـضـوا صادقاً في الجسم الواحد فقد عاش للرب . وهكذا عاش المسيح للبشر ، ولو عاش لنفسه لما تجسد ولما صلب. وكل إنسان يحاسب عن نفسه وعن أعماله وصدق نياته.

 عدم الوقوع في الدينونة 14: 13-23

 وما دام الأمر كما سبق فلا نضغط على أحد في شئ لا هو خطأ ولا هو ضد الإيمان ، لأنه مجرد ارتياح لنوع من الطعام قد تعود عليه . فالذين من اليهود تحرم عليهم الشريعة لحوماً وتفرض التقاليد عليهم عادات ، وقد تربوا عليها وصار من الصعب أن يقتلعوها . فلا يحق لأحد أن يفرض غيرها عليهم . وإذا فرض فأنه يهز سلامهم ويكون تصرفه بغير محبة . وملكوت الله بر وسلام وفرح في الروح القدس.

ولو وصل الأمر إلى سلوك إنسان يسبب تعباً لأخيه فذلك أيضاً ليس من الأيمـان و فـلنـعـكـف إذا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض. آیه 19

وفي الرسالة الأولى إلى كورنثوس معالجة طويلة لموضوع أكل ما ذبح للأوثان ( أصحاحات 8-10) . ولو اعتبرنا أن هذا الأصحاح الرابع عشر في الرسالة إلى رومية يخص التعامل مع الذين كانوا من أصل يهودي بدليل قوله “واحد يعتبر يوما دون يوم وآخر يعتبر كل يوم” آيه 5 وكان لليهود أعيـاد في بداية كل شهر وغير ذلك ، فأن الحديث في الرسالة إلى أهل كورنثوس موجه لمن يشتركون في المهرجانات العامة وأعياد آلهة الوثنيين.

تفسير رومية 13 تفسير رسالة رومية تفسير العهد الجديد تفسير رومية 15

الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف

تفاسير رسالة رومية تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى