تفسير رسالة كورنثوس الاولى أصحاح ٥ للقديس يوحنا ذهبي الفم

تفسير كورنثوس الأولى – الأصحاح الخامس

 

” يُسمع مطلقاً أن بينكم زنی و زنی هكذا لا يُسمي بين الأمم حتى أن تكون للإنسان امرأة أبيه . أفانتم منتفخون و بالحرى لم تنوحوا حتى يُرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل” ( ع ۲،۱).

لم يقل بولس الرسول لماذا زنى فلان وإنما قال ” يُسمع مطلقاً أن بينكم زنی”. ولم يقل أن يزني إنسان في امرأة أبيه ولكنه ترك ما هو قبيح جداً وتعداه إلى الاحتشام كأمر واضح فقال ” حتى أن تكون للإنسان امرأة أبيه”.

“فإني أنا كأني غائب بالجسد و لكن حاضر بالروح قد حكمت كأني حاضر في الذي فعل هذا هكذا” (ع۳).

معنی قول بولس الرسول “حاضر بالروح” أي كما كان أليشع النبي حاضراً مع تلميذه جيحزى حينما ذهب وراء نعمان السرياني ليأخذ منه شيئاً ولما رجع سأله أليشع فأنكر ، هذا ما قاله الكتاب كما يلي “وأما هو فدخل ووقف أمام سيده فقال له أليشع من أين ياجيحزى فقال لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك . فقال له ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك . أهو وقت لأخذ الفضة » (2مل 5 : 25، 26).

“باسم ربنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحی مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح” (ع4).

معنی “باسم ربنا يسوع المسيح” أي يجمعكم هذا الاسم الذي لأجله تجتمعون مع روحی . ومعنى “مع قوة ربنا يسوع المسيح” أي أن المسيح قادر أن يمنحكم مثل هذه القوة.

“أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لکی تخلص الروح في يوم الرب يسوع” (ع5).

معنی قول بولس الرسول و هذا للشيطان لهلاك الجسد ، أي أنه وضع للشيطان ناموساً ولم يدعه يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك كما قال الله في سفر أيوب “هوذا كل ماله في يدك وإنما إليه لا تمد يدك” ( أيوب۱۲:۱).

ولم يقل بولس الرسول لکی تخلص الروح مطلقاً بل قال : “في يوم الرب يسوع” .

“ليس افتخاركم حسناً ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله” (ع6).

إن أهملت الخطية يمكنها أن تفسد باقی جسد الكنيسة لأنه إن أخطأ الأول ولم يقاصص يخطئ بتلك الخطايا آخرون بسرعة.

هذا وإن بقيت الخطية بلا قصاص تفسد البقية.

“إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينة جديدة كما أنتم فطير لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا” (ع۷) .

لم يقل بولس الرسول أزيلوا بل قال “نقوا” حتى لا يبقى منها أي أثر. والمقصود من “الخميرة العتيقة” ليس الزنا فقط بل وكل رذيلة .

“إذا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق” (ع۸).

 المقصود بكلمة لنعيد ، ليس لأن الفصح حاضر ولا لأنه قال العنصرة وإنما قصد أن الزمان كله عيد عند المسيحيين وذلك لكثرة الخيرات المعطاة لهم فعيدنا الزمان كله.

“کتبت[1] إليكم في الرسالة أن لا تخالطوا الزناة . و ليس مطلقا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم. وأما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعو أخاً زانياً أو طماعاً أو عابد وثن أو شتاماً أو سكيراً أو خاطفاً أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا” ( ع ۹ -۱۱ ).

سجل بولس الرسول كلمة “مطلقاً” ، لكي لا يتوهموا أنه لم يوصهم بهذا والمقصود بعبارة “زناة هذا العالم” أي اليونانيين.

أما المقصود من « فيلزمكم أن تخرجوا من العالم » ، أي أن تطلبوا لكم مسكونة أخرى !!

“لأنه ماذا لي أن أدين الذين من خارج ألستم أنتم تدينون الذين من داخل” (ع۱۲).

المقصود من “الذين من خارج” أي اليونانيين.

ولم يكن بولس الرسول يعتني باليونانيين إلا بعد أن يقبلوا الكرازة ويصيروا خاضعين لتعاليم السيد المسيح ، حينئذ يعتني بهم.

“أما الذين من خارج فالله يدينهم فاعزلوا الخبيث من بينكم” (ع۱۳).

إن عزل مثل هؤلاء نراه منذ العهد القديم ، إلا أن في العهد القديم يصير العزل بقساوة ويسمح بعذاب الخاطئ وهلاکه ، أما في العهد الجديد فيتم العزل بِدعِة أكثر فيقتاد الخاطئ إلى التوبة .

فاصل

  1. 1 کو5: 2،1

فاصل

أقرأ أيضاً

فاصل

تفسير 2 كورنثوس 4 تفسير رسالة كورنثوس الأولى تفسير العهد الجديد
تفسير 2 كورنثوس 6
 القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير رسالة كورنثوس الأولى تفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى