الإنسان مخلوق سماوی

جزيرة ما بعد الموت : قيل أن مدينة كان يقيم أهلها كل سنة ملكاً عليهم ، وعند نهاية السنة يفاجئه أهل المدينة من حيث لا يدرى ، فيخلعونه من ملكه ، ويطوفون به المدينة ، ثم ينفونه إلى جزيرة يموت فيها جوعاً وحزناً. 
ماذا كنت تفعل لو كنت مكان هذا الملك ؟ وماذا يفعل الشخص الحكيم؟

الإنسان مخلوق سماوی

١- الإنسان ينفرد عن سائر الكائنات الأخرى: الإنسان في تكوينة عنصر سماوي وهو الروح التي هي نفخة من الله ، “وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ، ونفخ في أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفساً حية . وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً، ووضع هناك آدم الذي جبلة .. وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها ” ( تك ۸،۷:۲ ) .

إن الحلم الذي رأه يعقوب في بيت إيل والسلم المنصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء وملائكة الله صاعدة ونازله عليها والرب واقف عليها ( تك ۱۷:۲۸) ، فما هو إلا تشيد لحقيقة الإنسان وصلته بالسماء ، هذه الحقيقة التي صارت فی أوضح صورة في شخص السيد المسيح مخلصنا الذي قال لنثائيل حين شهد له بأنه ابن الله : “الحق الحق أقول لكم : من الآن ترون السماء مفتوحة ، وملائكة الله يصعدون وينزلون علی ابن الإنسان” ( يو 51:1).

ومن هذه النصوص يتضح لنا أن الإنسان مخلوق سماوي حتى ولو كان في تكوينه جوهر ترابی ، فمصير الإنسان بعد الموت هو السماء ، فهي وطنه ومستقرة في النهاية ، لذلك يشتاق الإنسان إلى السماء وهو مازال على الأرض ، كما يقول المزمور “عطشت نفسي إلى الله ، إلى الإله الحی . متى أجيء وأتراءى قدام الله ؟ ” ( مز 2:42 ) .

٢- يقدم صلوات : وهي تعبير عن حب الإنسان وأشواقه إلى الله .. ” إليك رفعت عني يا ساكناً في السماوات ..” ( مز ۱:۱۲۳ ) .

٣– الصدقات والتقدمات : الصدقة المسيحية لها مفهوم يؤكد کون الإنسان مخلوق سماوی ، قال رب المجد : ” لا تكنزوا لكم كنوزا علی الأرض حيث يفسد السوس .. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء ” ( مت 6: 19-20).

4- له مكانة وطلباته تستجيب لها السماء : فيشوع بن نون تلميذ موسى النبي في قيادة شعبه ، استطاع أن يوقف الشمس في السماء فلم تغرب نحو يوم كامل ( یش ۱۲:۱۰-۱۳ ) ، وإيليا استطاع أن يغلق السماء أن لا تمطر ثلاث سنين ونصف ، ثم عاد وفتحها بصلاته ( امل ۱:۱۷ ) ، وهذا إثبات أن الإنسان مخلوق سماوی ، و إلا ما كانت لصلاته استجابة من السماء ..

5- التشفع بالملائكة والقديسين: وإقامة صلاة لأجل المنتقلين .. إنها شركة حية بيننا وبين سكان السماء ، ولذا تعبر الكنيسة عن هذا المفهوم في صلاة المجمع في كل قداس فتقول : ( لأن هذا يا رب هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك في تذكار قديسيك .. ) ونذكر أسماء القديسين .. وتصلي الكنيسة أيضا وتقول : ( أولئك يا رب الذين أخذت نفوسهم نيحهم في فردوس النعيم .. ) ، وفي القداس الكيرلسی نقول : ( وليس أننا نحن أيها السيد نستحق أن نتشفع في طوباوية أولئك ، بل هم قيام أمام منبر ابنك الوحيد ، ليكونوا عوضاً عنا يشفعون عن مسكنتنا وضعفنا .. ) .

فالسماء، حقيقة مؤكدة …

ما معنى كلمة سماء ؟
استخدمت كلمة سماء ، لتصف العالم العلوي الأسمى في الكون ، الذي خلقه الله بالمقابلة مع الأرض ، التي هي الجزء السفلي المحدد لسکنی البشر ، وفي العربية مشتقة من كلمة ( سما = يسمو ) أي ( علو = ارتفع ) ، وكلمة سماء عموماً تشير لكل ما سما وعلا ، والسموات الثلاث : 
– الأولى : الجلد ، وهي سماء الطيور ، ويوجد بها طبقة الهواء والغلاف الجوي .
– الثانية : سماء الكواكب والأفلاك ، وكلا السماء الأولى والثانية سموات مادية
– الثالثة : هي الفردوس السماء الروحية التي يستعلن فيها مجد الله ، وقد عرفنا هذا من معلمنا بولس الرسول إذ قال ” أعرف إنسان .. اختطف هذا إلى السماء الثالثة … أنه اختطف إلى الفردوس” ( 2کو 2:12-4 ) .

والسماء الأولى والثانية الماديتان هما اللذان سيزولان مع الأرض لتوجد سماء جديدة وأرض جديدة ، وبالطبع فلن تزول السماء الثالثة الروحية.

قصة رائعة
كان هناك رجل يقيم في خيمة في الصحراء ، وكان بعض العلماء يرتادون هذه الصحراء بحثاً عن الآثار ، وعندما وصلوا إلى خيمة هذا الرجل سمعوه يصلي داخل الخيمة ، فانتظروا حتى فرغ من صلاته ، ثم تقدموا للتعرف عليه ، وقالوا له في سخرية : كيف تعلم يقينا أنه يوجد إله يستجيب لصلاتك ؟ ” . أجابهم وأنتم كيف علمتم أن إنسانا زارني في خيمتي الليلة الماضية ، أجابوه : لقد علمنا ذلك من آثار قدميه على الرمال ” ، أجابهم : ” وأنا أعلم أنه يوجد إله لأنني أرى آثاره في كل مكان ..
نعم إن الله يترك آثاره حولنا في كل شيء وفي كل مكان ، ألم يقل رب المجد : ” السماء كرسي لى ، والأرض موطئ لقدمي ” ( أع 49:7 ) .. وكأن الله يتمشى على الأرض بين البشر مخلفا آثارا مختلفة.

لم يكن الشهداء في قبولهم للآلام والعذابات بلهاء أو مجانين ، حينما يقدمون كل هذه التضحيات ، وكل أنواع البذل ، لكنهم بلاشك قد فعلوا ذلك من أجل شيء أفضل هو السماء ، لكن هل تستحق السماء كل هذه التضحيات؟! .. نعم ، هيا بنا لنرى معاً .. 

إذا أردنا أن نصف مدينة الله فلن نجد أبلغ مما أورده القديس يوحنا في سفر الرؤيا “وذهب بي بالروح إلى جبل عظيم عال” ( رؤ ۱۰:۲۱ ) .. فياليتنا نقرأ هذا الإصحاح لنتعرف على وصف المدينة العظيمة .. وسوف نعلق على بعض الرموز الواردة في الإصحاح .
المدينة كلها من الذهب النقي : فهو يشير هنا إلى غني مالك المدينة ، وثراء سكانها ، والذهب في السماء ما هو إلا شیء رمزی ، لأن ما فوق تفوق كرامته أضعاف أضعاف قيمة الذهب الذي تطأه أقدام القديسين في أورشليم السماوية ، ويدسونه بأقدامهم ، ولكن هذا الذهب النقي شبه زجاج أو بللور نقي ، فما معنى هذا ؟ هذا يشير إلى نقاوة حياة ساكني هذه المدينة ، فالسيد المسيح قال : ” طوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله ” ( مت ۸:۵ ) .
– المدينة من الخارج : لها مجد الله ، ولمعانها يشبه أكرم حجر ، وهو حجر اليشب البللوري ولذلك لها لمعان عجيب .. وهنا نتذكر ماحدث لموسى عندما صعد على جبل سيناء ليأخذ الوصايا ، كان ينزل ووجهه يلمع لمعاناً شديداً، فكان يضع برقعاً حتى يغطي هذا اللمعان ( خر ۲۹:۳۶-۳۳ ) ، فإذا كان هذا هو ما حدث لموسى لمجرد لقائه مع الله على الجبل ، فكم وكم تكون مدينة الله – مسكن الله ذاته ومخلصنا في وسطها !!

المدينة متساوية الابعاد : ” والمدينة كانت موضوعة مربعة ، طولها بقدر العرض . فقاس المدينة بالقصبة مسافة اثنى عشر ألف غلوة . الطول والعرض والارتفاع متساوية ” ( رؤ 16:21 ) .
هي مربعة لها أربعة زوايا متساوية، إشارة إلى أن حاملها الأناجيل الأربعة التي ترتفع بالمؤمنين تجاه السماويات وتهيئهم ليكونوا عروساً سماوية بقوة الكلمة ، أما قياسها ۱۲۰۰۰ غلوة فذلك لأن رقم ۱۲ يشير إلى أبناء الملكوت ، ۱۰۰۰ يشير إلى السماء ، أي تتسع لكل أبناء الملكوت السمائيين .

سور المدينة : “وقاس سورها : مئة وأربعة وأربعين ذراعاً، ذراع إنسان أي الملاك ( رؤ ۱۷:۲۱ ) يشير رقم 144 إلى الكنيسة الجامعة ( كنيسة العهد القديم ۱۲ سبط * كنيسة العهد الجديد ۱۲ ) التي هي مسورة بسور واحد لتنعم بإله واحد ، أما الذي قاس فهو ملاك لا إنسان أرضى حتى لا تتخيل أن في السماء أمور مادية أرضية .

أساسات المدينة : “وأساسات سور المدينة مزينة بكل حجر كريم ” ( رؤ ۱۹:۲۱ ) .
أولاً: تشير هذه الحجارة الكريمة إلى رسل المسيح ، إذ هي كنيسة رسولية ، كما يقول الكتاب : “مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية ” ( أف ۲۰:۲ ) .
ثانيا : تشير الحجارة الكريمة إلى الفضائل التي يهبنا الله إياها لأجل تزيننا ، فالأساس الذي تبني عليه في الأبدية هو الفضائل التي يهبنا عربونها فی هذه الحياة خلال جهادنا ، وهناك تتلألأ فينا في مجد سماوی ، لهذا يُعزي الرب الكنيسة المجاهدة قائلاً لها : “أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية ، هانذا أبنی بالأثمد حجارتك ، وبالياقوت الأزرق أؤسسك ، وأجعل شرفك ياقوتاً، وأبوابك حجارة بهرمانية ، وكل تخومك حجارة كريمة … هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي ، يقول الرب” ( إش 54: 11-17 ) . 
ثالثا : إذ يشير رقم ۱۲ إلى أبناء الملكوت ، فكأن كل ابن للملكوت يتزين بزينة إلهية مختلفة عن أخيه ، لكنها ثمينة وجميلة . وهكذا تكمل الكنيسة بعضها البعض في وحدة بالغة .
وهذه الأحجار تتكون من ألوان ، وهذه الألوان الأصلية التي يتكون منها النور ، فالمسيح هو النور الحقيقي ، وهكذا ترى أنه بسبب عجز الكلمات التي يستخدمها الإنسان في وصفه للسماء إيجابياً، فقد وصفها سلبيا إذ قال معلمنا بولس الرسول : ” ما لم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على بال إنسان” ( 1کو 9:2) . هكذا أدخلنا معلمنا بولس الرسول في لغز كبير عن وصف السماء ، أو ما بداخلها وهذا هو الحق ، فالسماء ، والحياة الأبدية ، والمجد السماوي كلها سر مختوم ، لا يمكن فك ختومه ، والتمتع بأفراحه هنا على الأرض .

أبواب المدينة : “والاثنا عشر باباً اثنتا عشرة لؤلؤة ، كل واحد من الأبواب كان من لؤلؤة واحدة” ( رؤ ۲۱:۲۱ ) ، كل باب من أبوابها عبارة عن لؤلؤة ، وهذا يشير إلى غنى ومجد وروعة مدينة السماء ، فاللؤلؤة إنما تشير إلى الرب يسوع ذاته .. الذي هو اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن ، كما جاء في ( مت 13: 45-46 ) 

سوق المدينة ( الساحة ) : ” وسوق المدينة ذهب نقى كزجاج شفاف”(رؤ ۲۱:۲۱). وسوق المدينة من ذهب نقي ، فيشير إلى الأبرار ، فكل المدينة ذهب نقي ، أي سماوية ليس فيها أمر أرضى ، وزجاج شفاف ليس فيها دنس أو تعقيد بل بساطة ونقاوة قلب.

الهيكل : “ولم أر فيها هيكلاً، لأن الرب الله القادر على كل شيء ، هو والخروف هيكلها ” ( رؤ ۲۲:۲۱ ) .
أ- لقد طالب الله الشعب القديم أن يقيموا خيمة اجتماع ، يجتمع فيها الله مع الناس ، خلال الرموز والظلال ، ثم عاد فطلب بناء هيكل يحمل معنى وجود الله وسط البشر .
ب- وإذ انحرف اليهود ورفضوا الرب خرب الهيكل ، بعدما قدم لنا الرب جسده هيكلاً جديداً (يو۱۹:۲) ، وإذ صرنا نحن من لحمه وعظامه ( أف5: 30) ، صرنا به هيكلاً مقدساً ( اکو 3: 16-17 ) ، وأصبحنا أبناء الله ( اکو 3: 9) .
ج- وفي نفس الوقت سلمنا الذبيحة غير الدموية في خميس العهد ، وطالبنا أن نقدم في هيكل العهد الجديد ، عربون الهيكل الأبدي .
د- أما في الأيدية فلم ير الرسول هيكلا ، لا لأنه غير موجود ، بل لأن ” الرب الله القادر على كل شيء ، هو والخروف هيكلها ” ( رؤ ۲۲:۲۱ ) ، إنه هيكل هذا اتساعه وهذه إمكانياته ، هيكل لا نهائی سرمدی !

الإضاءة في المدينة : ” والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها ، لأن مجد الله قد أنارها ، والخروف سراجها ” ( رؤ ۲۳:۲۱ ) . انعدمت وسائل الإضاءة المادية لأنه قد صار لنا الرب شمساً وسراجاً ۔

مجدها : ” ولن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً، إلأ المكتوبين في سفر حياة الخروف” ( رؤ ۲۷:۲۱ ) . على ضيائها وبنورها يسير كثيرون تجاهها ، إذ يقول الرب : ” إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات ” ( مت ۱۱:۸ ) . يأتون بمجدهم وكرامتهم ، أي نازعين كل مجد أرضي وكرامة زمنية من أجلها . يأتون بإرادتهم لا قسراً أو إلزاماً ، فالأبواب مفتوحة للكل والدعوة للجميع إذ يريد الله أن الكل يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ، يأتون ليجدوا أبوابها لن تغلق ، إذ تستقبل الكل بلا محاباة بين غنى أو فقير ، عبد أو حر . يأتون نهاراً ، لأنه لا تدخلها الظلمة ولا يتسلل إليها من يصنع دنساً أو رجساً أو كذباً .

 

المسلة المهملة

وقف شاب بين الشباب يتطلع إلى المسلة التي تحمل جمالاً فائقاً في جوانبها الثلاثة .. وبقى الجانب الرابع لم تمسه يد الفنان ، لقد رقدت هذه المسلة على الأرض عدة آلاف من السنوات في محجر بأسوان لم يقم أحد بتكملتها ، ولا بوضعها في مدخل مدينة ، أو أمام هيكل .. استمع الشباب إلى كلمات المرشد السياحي وهو يقول : ” أراد أحد الفراعنة غالباً تحتمس الثالث ، أن يقيم أكبر مسلة في العالم ، فاختار قطعة الجرانيت الضخمة التي تبلغ قاعدتها 14×14 قدماً مربعاً، ويقدر وزنها بحوالی ۱۱۷۰ طنا. قام الفنانون المصريون بنحت النقوش التي على جوانبها الثلاثة ، ثم اكتشفوا أن بها عيب فتوقفوا عن العمل بعد هذا الجهد الضخم . وها هي ملقاة ومهملة أمامكم . إنه لا يليق بمدينة مصرية أن توضع في مدخلها مسلة بها عيب ، وهكذا لا توضع أمام أي هيكل .. حقا إنها قطعة نادرة من الجرانيت كلفت الكثير من المال والجهد ، ولم يتم تكملتها كمسلة بسبب هذا العيب البسيط !! عاد الشاب إلى الفندق مع زملائه ولم يستطع أن يأكل ، بل ترك زملاءه ليسير بمفرده خارج الفندق ، ومنظر المسلة لا يفارقه . ماذا تتوقع أن يجول بخاطر هذا الشاب ؟ وماذا فعل ؟

فاصل

ما الذي يعيق التمتع بالسماء ؟

وقف الفتي بجانب الطريق ، وهو يحمل قفصاً كبيراً، امتلأ بطيور من أشكال وألوان وأحجام متعددة . مر به رجل ، استوقفه المنظر ، كيف اجتمعت كل هذه الطيور المختلفة في قفص واحد ؟ سأل الفتى : من أين أتيت بهذه الطيور ؟ ” ، أجاب : من هنا وهناك ، من كل مكان . فعاد الرجل يسأله : وكيف جمعتهم ؟ ” ، أجاب الفتی والخبث يشع من عينيه : كنت أغريهم ببعض فتات من الخبز أقدمه لهم لإطعامهم ، متظاهراً أني صديقهم ، وعندما يقتربون في أمان ، ألقي عليهم شبکتی ثم أضعهم في القفص . وماذا تنوي أن تفعل بهم ؟ ” . سأنخسهم بعصا ، وألقي بينهم بعض الفتات ، لأجعلهم يتقاتلون فيما بينهم ، فيقتل بعضهم البعض ؟ – ثم ماذا ؟ ” – ” الباقين أحياء سأقتلهم أنا . لن يفلت واحد ” .. وقف الرجل يتأمل قليلاً في القفص و الطيور بائسة المصير التفت إلى نظرات الخبث والقسوة في عيني الفتي ، ثم هتف : بكم تبيعني هذه الطيور؟ … استشعر الفتى الخبيث أن هذه فرصته ليغتنم مغنا ، فقال : “ان القفص كلفنی اليوم كله لأجمعهم ، لذا فلا أستطيع أن أبيعهم بأقل من ثلاثمائة دولار .. وكان هذا المبلغ هو كل ما في جيب الرجل ، وإذا دفعه سيضطر أن يعود إلى بيته ماشياً. لكنه بهدوء أخرج حافظته ، وأعطى الفتى المبلغ ، وأخذ منه القفص . ولكن يا ترى ماذا فعل الرجل ؟ .. لقد فتح باب القفص وأطلق الطيور حرة ..

ما هو المغزى من هذه القصة ؟
هل مازلت تصدق أن الشيطان صديقك بما يعرضه عليك من ملذات ومتع زائفة زائلة ؟ وهل بعد لا تدري المصير الذي يقودك إليه ؟ هل أدركت من هو الرجل الذي دفع ثمن الحرية ؟ طوعاً واختياراً ، أن يموت من أجلك ، دافعا فيك أغلى ثمن ، ليمنحك الحرية والحياة الأفضل ؟ فهيا تعالى إليه الآن ..

فاصل

ما هي شروط دخول السماء

  • “أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. “(یو۵:۳) 
  • “لِكَيْ لاَ تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ.”( عب 12:6 ) 
  • “لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”( أف ۱۰:۲ ) 
  • “وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لاَ يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا.”( 2تی ۵:۲) 
  • “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ.”( يو 53:6 ) .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى