تفسير سفر الملوك الأول ١٥ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الخامس عشر
الآيات 1-8:
– وفي السنة الثامنة عشر للملك يربعام بن نباط ملك ابيام على يهوذا. ملك ثلاث سنين في اورشليم واسم امه معكة ابنة ابشالوم وسار في جميع خطايا ابيه التي عملها قبله ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. ولكن لاجل داود اعطاه الرب الهه سراجا في اورشليم اذ اقام ابنه بعده وثبت اورشليم. لان داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما اوصاه به كل ايام حياته الا في قضية اوريا الحثي. وكانت حرب بين رحبعام ويربعام كل ايام حياته وبقية امور ابيام وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا وكانت حرب بين ابيام ويربعام. ثم اضطجع ابيام مع ابائه فدفنوه في مدينة داود وملك اسا ابنه عوضا عنه.
معكة إبنة ابيشالوم = إبنة ابشالوم إسمها ثامار (2 صم 27:14) وقد تزوجت ثامار بأوريئيل فولدت له ميخايا أو معكة (2 أى 2:13) فكانت معكة إبنة إبنة ابشالوم. وفى (6) حرب بين رحبعام ويربعام = بدأت الحرب بين رحبعام ويربعام (30:14) وإستمرت أيام أبيا وقوله هنا بين رحبعام أى أبيا إبن رحبعام كأنه يقول حرب بين بيت رحبعام وبين يربعام. والحرب التى دارت بين أبيا بن رحبعام وبين يربعام2 أى 10:13-12 نجد أبيا إتكل فيها على الرب فنصره الرب لكن قلبه لم يكن كاملا مع الله فى (4) سراجاً فى أورشليم وكانوا يطفئون السراج فى حالة موت صاحب البيت إذا المعنى دوام حياة الشخص أى إستمرار بيت داود.
الآيات 9-15:
وفي السنة العشرين ليربعام ملك اسرائيل ملك اسا على يهوذا. ملك احدى واربعين سنة في اورشليم واسم امه معكة ابنة ابشالوم. وعمل اسا ما هو مستقيم في عيني الرب كداود ابيه. وازال المابونين من الارض ونزع جميع الاصنام التي عملها اباؤه. حتى ان معكة امه خلعها من ان تكون ملكة لانها عملت تمثالا لسارية وقطع اسا تمثالها واحرقه في وادي قدرون. واما المرتفعات فلم تنزع الا ان قلب اسا كان كاملا مع الرب كل ايامه. وادخل اقداس ابيه واقداسه الى بيت الرب من الفضة والذهب والانية.
فى (10) ملك أسا 41 سنة فنلاحظ أن عمر ملوك يهوذا الصالحين كان طويلا فهم أكرموا أبيهم السماوى فطالت أيام حياتهم على الأرض. وإسم أمه معكة واضح أن معكة هى جدته (قارن مع آية 2) ولكن يبدو أنها كانت إمرأة متسلطة قوية فذكرت هى ولم تذكر أمه الحقيقية. وربما هى التى ربته كولى للعهد وكانت معكة هذه عابدة للأوثان وادى قدرون = إلى جهة الشرق من أورشليم وليس فيه ماء إلا فى فصل الشتاء وكانوا يطرحون فيه النجاسات (2 مل 4:23 + 2 أى 16:29 + 14:30) وأما المرتفعات = هو نزع بعضها وليس كلها 2 أى 3:14 أو هو نزعها فأعادوا بنائها. وكانت بعض المرتفعات لعبادة الرب ولكن هذا أيضا ممنوع ومخالف للشريعة فموسى أوصى بالعبادة فى مكان واحد. وأدخل أقداس أبيه = أى غنيمة الحرب التى أخذها أبيه أبيام فى حربه مع يربعام وهذا ليعوض أسا على ما كان شيشق قد أخذه فى زمن رحبعام وسميت أقداس لأنه قدسها لله.
الآيات 16-24:
– وكانت حرب بين اسا وبعشا ملك اسرائيل كل ايامهما. وصعد بعشا ملك اسرائيل على يهوذا وبني الرامة لكي لا يدع احد يخرج او يدخل الى اسا ملك يهوذا. واخذ اسا جميع الفضة والذهب الباقية في خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك ودفعها ليد عبيده وارسلهم الملك اسا الى بنهدد بن طبريمون بن حزيون ملك ارام الساكن في دمشق قائلا. ان بيني وبينك وبين ابي وابيك عهدا هوذا قد ارسلت لك هدية من فضة وذهب فتعال انقض عهدك مع بعشا ملك اسرائيل فيصعد عني. فسمع بنهدد للملك اسا وارسل رؤساء الجيوش التي له على مدن اسرائيل وضرب عيون ودان وابل بيت معكة وكل كنروت مع كل ارض نفتالي. ولما سمع بعشا كف عن بناء الرامة واقام في ترصة. فاستدعى الملك اسا كل يهوذا لم يكن بريء فحملوا كل حجارة الرامة واخشابها التي بناها بعشا وبنى بها الملك اسا جبع بنيامين والمصفاةو بقية كل امور اسا وكل جبروته وكل ما فعل والمدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا غير انه في زمان شيخوخته مرض في رجليه. ثم اضطجع اسا مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه وملك يهوشافاط ابنه عوضا عنه.
وكانت حرب بين أساو بعشا = وفى 2 أى 1:14 أن الأرض استراحت 10 سنين فى أول ملك أسا أى لم تكن هناك حرب عظيمة حتى وقت هذه الحرب. وفى 2 أى 1:16. أن هذه الحرب كانت فى السنة ال 36 لملك أسا وظاهرياً فإن هذا يبدو مستحيلاً لأن بعشا ملك فى السنة الثالثة لملك أسا (آية 29،28) وقد ملك بعشا 24 سنة (آية 33) وبذلك يكون بعشا قد مات فى السنة 27 لأسا ولكن كما ذكرنا فى المقدمة فلم يكن هناك نظام واحد للتأريخ متفق عليه بين الكتاب فكاتب الأيام حين يقول السنة 36 يقصد منذ إنفصال العشرة أسباط عن يهوذا وبذلك تكون السنة 36 للإنفصال موافقة للسنة 16 لملك أسا وفى (17) نجد أن بعشا هاجم الرامة = فى أرض بنيامين وهو على هضبة عالية على شمال أورشليم بحوالى 10 كم وكان حلول بعشا فيها تهديد لأورشليم ذاتها لكى لا يدع أحد يخرج أو يدخل = أى قطع العلاقات التجارية بين يهوذا وإسرائيل منع الذين أرادوا اللجوء إلى يهوذا أو العابدين الذين يذهبون لأورشليم من سكان إسرائيل فضلاً
عن أن هذا يعتبر خطوة إستعداد للهجوم على أورشليم ونجد أسا قد تصرف بذكاء سياسى فهو قد تحالف مع ملك أرام وأرسل له هدايا ليكسر حلفه مع ملك إسرائيل ويضربه ولقد حدث هذا فعلا ونجحت الخطة لكن كان هناك عدة أخطاء لآسا:-
- هو دفع بنهدد لكسر معاهدة بينه وبين إسرائيل.
- إعتماده على ذراع بشر.
- أرسل المقدسات لبنهدد الملك الوثنى.
- ولذلك وبخه حنانى الرائى (2 أى 7:16-10) لأنه إستند على أرام. فغضب أسا وسجن الرائى ولذلك نفهم لماذا أدبه الرب بمرض فى رجليه (آية 23).
وفى (18) حزيون هو غالبا رزون خصم سليمان وفى (19) بينى وبينك عهدا = أى صلح بينه وبين بنهدد كما كان بين بنهدد وأبيه أبيام وقد وافق لأنه سيأخذ بضع مدن من إسرائيل وفى (21) كف عن بناء الرامة = فهو لا يقدر أن يحارب عدوين فى وقت واحد. وفى (22) لم يكن برىء = أى لم يستثنى أو يعفى أحد من هذا العمل القومى.
الآيات 25-34:
– وملك ناداب بن يربعام على اسرائيل في السنة الثانية لاسا ملك يهوذا فملك على اسرائيل سنتين. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق ابيه وفي خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ. وفتن عليه بعشا بن اخيا من بيت يساكر وضربه بعشا في جبثون التي للفلسطينيين وكان ناداب وكل اسرائيل محاصرين جبثون. واماته بعشا في السنة الثالثة لاسا ملك يهوذا وملك عوضا عنه. ولما ملك ضرب كل بيت يربعام لم يبق نسمة ليربعام حتى افناهم حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده اخيا الشيلوني. لاجل خطايا يربعام التي اخطاها والتي جعل بها اسرائيل يخطئ باغاظته التي اغاظ بها الرب اله اسرائيل. وبقية امور ناداب وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. وكانت حرب بين اسا وبعشا ملك اسرائيل كل ايامهما. في السنة الثالثة لاسا ملك يهوذا ملك بعشا بن اخيا على جميع اسرائيل في ترصة اربعا وعشرين سنة. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق يربعام وفي خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ.
نلاحظ كثرة الفتن فى إسرائيل فبينما إستمر كرسى داود فى يهوذا 400 سنة أتت 9 أسرات للحكم فى إسرائيل فى مدة 250 سنة وفى(27) جبثون = هى فى أرض دان على حدود أرض الفلسطينيين وكان الفلسطينيين قد أخذوها. وحاول ناداب أن يسترجعها ولقد إستمرت هذه الحرب حتى زمان عمرى أى بعد 26 سنة. وفى (32) حرب بين أسا بعشا كل أيامهما = هى حروب مناوشات لأن الحرب الكبيرة كانت فى السنة 16 لأسا.
الحروب المستمرة بين يهوذا وإسرائيل أضعفت كليهما وذلك لحساب الملوك المجاورين.
- سفر الملوك الأول – أصحاح 15
- تفاسير أخرى لسفر الملوك الأول – أصحاح 15
تفسير ملوك الأول 14 | تفسير ملوك الأول القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ملوك الأول 16 |
تفسير العهد القديم |