تفسير أخبار الأيام الثاني ٢٦ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح السادس والعشرون
أنظر 2 مل 1:15-7
الآيات 1-5:- واخذ كل شعب يهوذا عزيا وهو ابن ست عشرة سنة وملكوه عوضا عن ابيه امصيا هو بنى ايلة وردها ليهوذا بعد اضطجاع الملك مع ابائه. كان عزيا ابن ست عشرة سنة حين ملك وملك اثنتين وخمسين سنة في اورشليم واسم امه يكليا من اورشليم. و عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل امصيا ابوه.و كان يطلب الله في ايام زكريا الفاهم بمناظر الله وفي ايام طلبه الرب انجحه الله.
عزيا = هو عزريا (2 مل 1:15) إيلة = على الخليج الشرقى فى بلاد آدوم وكان داود قد أخذ أدوم (2 صم 14:8) ثم إسترجعها الأدوميون (2 مل 20:8) فى أيام يهورام ملك يهوذا. وهى بقرب عصيون جابر (إيلات حالياً) وكان أمصيا قد ضرب أدوم وزاد عزيا إبنه بأن أخذ إيلة = بعد إضطجاع الملك مع أبائه. حسب كل ما عمل أمصيا. الكتاب يذكر أعماله الصالحة ولا يذكر سقطاته. وفى (5) فى أيام زكريا = هو فهيم فيمالله وكان الملك فهيماً أيضاًإذ أنه إستمع لكلام زكريا.
الآيات 6-15:- وخرج وحارب الفلسطينيين وهدم سور جت وسور يبنة وسور اشدود وبنى مدنا في ارض اشدود والفلسطينيين.و ساعده الله على الفلسطينيين وعلى العرب الساكنين في جور بعل والمعونيين.و اعطى العمونيون عزيا هدايا وامتد اسمه الى مدخل مصر لانه تشدد جدا.و بنى عزيا ابراجا في اورشليم عند باب الزاوية وعند باب الوادي وعند الزاوية وحصنها.و بنى ابراجا في البرية وحفر ابار كثيرة لانه كان له ماشية كثيرة في الساحل والسهل وفلاحون وكرامون في الجبال وفي الكرمل لانه كان يحب الفلاحة.و كان لعزيا جيش من المقاتلين يخرجون للحرب احزابا حسب عدد احصائهم عن يد يعيئيل الكاتب ومعسيا العريف تحت يد حننيا واحد من رؤساء الملك.كل عدد رؤوس الاباء من جبابرة الباس الفان وست مئة.و تحت يدهم جيش جنود ثلاث مئة الف وسبعة الاف وخمس مئة من المقاتلين بقوة شديدة لمساعدة الملك على العدو.و هيا لهم عزيا لكل الجيش اتراسا ورماحا وخوذا ودروعا وقسيا وحجارة مقاليع.و عمل في اورشليم منجنيقات اختراع مخترعين لتكون على الابراج وعلى الزوايا لترمى بها السهام والحجارة العظيمة وامتد اسمه الى بعيد اذ عجبت مساعدته حتى تشدد.
حارب الفلسطينين = كان بعضهم قد اتى بهدايا ليهوشافاط (11:17) وقاموا على يهورام إبنه(16:21) جت ويبنة وأشدود = من مدن الفلسطينين
وفى (10) أبراجاً فى البرية = هى أبراج لحماية المواشى من هجوم الأعداء وهى للمراقبة والدفاع من الغزاة يحب الفلاحة = الفلاحة أساس نجاح المملكة. وفى (11) يخرجون أحزاباً = أى جيشاً منظماً وكان نظامه فيما يبدو أحسن ممن كانوا قبله لذلك أشار إليه يعيئيل الكاتب = واجبه أن يكتب أسماء الجنود أفراداً حسب أحزابهم (فرقهم) وفى (12) رؤساء الأباء = أى القادة. وفى (14) حجارة مقاليع = هو أعدها فإذا حدث قتال يجدونها جاهزة وفى (15) منجنيقات = المنجنيقات آلات لرمى الحجارة (مدفعية بلغة هذا الزمان) وهذا السلاح كان موجوداً قبل عزيا وقوله إختراع مخترعين قد يشير أنه طوره ليحمل كميات أكبر من الحجارة او ليرمى مسافات أطول.
الآيات 16-23:- ولما تشدد ارتفع قلبه الى الهلاك وخان الرب الهه ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور.و دخل وراءه عزريا الكاهن ومعه ثمانون من كهنة الرب بني الباس.و قاوموا عزيا الملك وقالوا له ليس لك يا عزيا ان توقد للرب بل للكهنة بني هرون المقدسين للايقاد اخرج من المقدس لانك خنت وليس لك من كرامة من عند الرب الاله.فحنق عزيا وكان في يده مجمرة للايقاد وعند حنقه على الكهنة خرج برص في جبهته امام الكهنة في بيت الرب بجانب مذبح البخور.فالتفت نحوه عزرياهو الكاهن الراس وكل الكهنة واذا هو ابرص في جبهته فطردوه من هناك حتى انه هو نفسه بادر الى الخروج لان الرب ضربه.و كان عزيا الملك ابرص الى يوم وفاته واقام في بيت المرض ابرص لانه قطع من بيت الرب وكان يوثام ابنه على بيت الملك يحكم على شعب الارض.و بقية امور عزيا الاولى والاخيرة كتبها اشعياء بن اموص النبي.ثم اضطجع عزيا مع ابائه ودفنوه مع ابائه في حقل المقبرة التي للملوك لانهم قالوا انه ابرص وملك يوثام ابنه عوضا عنه.
دخل هيكل الرب = هذا لا يجوز لغير الكهنة (عد 40:16) ومذبح البخور كان داخل الهيكل. وكان عزيا قد نجح فى كل شىء (الحرب / الزراعة… الخ) فتكبر قلبه وكان قد إعتاد الحكم المطلق فأحب أن يكون رئيساً فى كل شىء سياسياً ودينياً أيضاً. وهو غالباً قد رأى أن ملوك الوثنيين يفعلون هكذا وملوك إسرائيل يفعلون نفس الشىء فقرر أن يقدم البخور هو الآخر. ولكن الكهنة وقفوا أمامه وكانوا مستعدين أن يخرجوه قهراً حتى لا يدخل وإن كان هذا سيؤدى لأن يقتلهم. فحنق عزيا = لأنه لم يطق أن يأمره أحد خرج أبرص = هذا عقوبة الكبرياء فصار هناك سبب ثانٍ لإخراجه من الهيكل أى لأنه أبرص. والبرص علامة القضاء الإلهى الخاص. والأبرص لا يجوز لهُ أن يخالط الناس فكم بالحرى لا يجوز لهُ أن يدخل البيت المقدس للرب. هو نفسهُ بادر إلى الخروج (20) لئلا يصيبه اشر (كما حدث لقورح وداثان وأبيرام) ولقد عاصر إشعياء النبى عزيا الملك وكتب تاريخه فى حقل المقبرة = أى ليس فى قبور الملوك. ولاحظ أن عزيا دخله الكبرياء فجعلهُ الله محتقراً وهو إعتدى على الكهنوت فصار خاضعاً لفحص الكهنة كأبرص وتعدى على المقادس فحرمه الله من دخول باب الهيكل المسموح به لكل الشعب وتعدى على وقار الكهنوت فسلب منه جلاله الملوكى بل حدثت زلزلة رهيبة فى وقت خطيته كما قال يوسيفوس. عموماً فالكتاب يشير لزلزلة أيام عزيا الملك عا 1:1 + زك 5:14.