تفسير أخبار الأيام الثاني ٣٥ للقس أنطونيوس فكري


 

الإصحاح الخامس والثلاثون

الآيات 1-6 وعمل يوشيا في اورشليم فصحا للرب وذبحوا الفصح في الرابع عشر من الشهر الاول.و اقام الكهنة على حراساتهم وشددهم لخدمة بيت الرب.و قال للاويين الذين كانوا يعلمون كل اسرائيل الذين كانوا مقدسين للرب اجعلوا تابوت القدس في البيت الذي بناه سليمان بن داود ملك اسرائيل ليس لكم ان تحملوا على الاكتاف الان اخدموا الرب الهكم وشعبه اسرائيل.و اعدوا بيوت ابائكم حسب فرقكم حسب كتابة داود ملك اسرائيل وحسب كتابة سليمان ابنه.و قفوا في القدس حسب اقسام بيوت اباء اخوتكم بني الشعب وفرق بيوت اباء اللاويين.و اذبحوا الفصح وتقدسوا واعدوا اخوتكم ليعملوا حسب كلام الرب عن يد موسى.

 

فى (1) أقام يوشيا فصحه فى 14 من الشهر الأول وهذا حسب الشريعة تماماً وليس كما عمل حزقيا والسبب أن يوشيا كان لديه وقت للإستعداد. وفى (3) إجعلوا تابوت القدس = يُستنتج من هذا أن التابوت لم يكن فى مكانه فى قدس الأقداس وربما خبأه الكهنة أيام الملوك الأشرار خوفاً من الإعتداء عليه منهم. وكانت وصية الملك بأن يردوا التابوت إلى مكانه. ليس لكم أن تحملوا على الأكتاف = توجيه الملك للاويين أن يكون لهم عمل التعليم للشعب لأن عملهم كحاملى التابوت قد توقف بعد أن إستقر التابوت فى الهيكل

وواضح أن يوشيا إهتم بخدمة التعليم كما إهتم بها حزقيا وفى (5) ومعنى هذا أن الملك قسم فرق اللاويين بحسب بيوت أباء بنى الشعب أى أن كل فرقة من اللاويين أصبحت مسئولة عن تعليم أجزاء من بيوت شعب إسرائيل. وفى (6) إذبحوا الفصح = وضع يوشيا على اللاويين مهمة ذبح الفصح أيضاً بالإضافة للتعليم. ومن أجل هذا كان عليهم أن يتقدسوا.

 

الآيات 7-9:- واعطى يوشيا لبني الشعب غنما حملانا وجداء جميع ذلك للفصح لكل الموجودين الى عدد ثلاثين الفا وثلاثة الاف من البقر هذه من مال الملك. ورؤساؤه قدموا تبرعا للشعب والكهنة واللاويين حلقيا وزكريا ويحيئيل رؤساء بيت الله اعطوا الكهنة للفصح الفين وست مئة ومن البقر ثلاث مئة.و كوننيا وشمعيا ونثنئيل اخواه وحشبيا ويعيئيل ويوزاباد رؤساء اللاويين قدموا للاويين للفصح خمسة الاف ومن البقر خمس مئة.

الملك يتبرع ليحث الشعب على التبرع

 

الآيات 10-15:- فتهيات الخدمة وقام الكهنة في مقامهم واللاويون في فرقهم حسب امر الملك. وذبحوا الفصح ورش الكهنة من ايديهم واما اللاويون فكانوا يسلخون. ورفعوا المحرقة ليعطوا حسب اقسام بيوت الاباء لبني الشعب ليقربوا للرب كما هو مكتوب في سفر موسى وهكذا بالبقر.و شووا الفصح بالنار كالمرسوم واما الاقداس فطبخوها في القدور والمراجل والصحاف وبادروا بها الى جميع بني الشعب.و بعد اعدوا لانفسهم وللكهنة لان الكهنة بني هرون كانوا على اصعاد المحرقة والشحم الى الليل فاعد اللاويون لانفسهم وللكهنة بني هرون.و المغنون بنو اساف كانوا في مقامهم حسب امر داود واساف وهيمان ويدوثون رائي الملك والبوابون على باب فباب لم يكن لهم ان يحيدوا عن خدمتهم لان اخوتهم اللاويين اعدوا لهم.

ساعد اللاويون الكهنة بأنهم كانوا يذبحون الفصح (الحملان والجداء المقدمة لأكل الفصح) وكانوا يسلخون الذبائح. وكانت خدمة الكهنة على المذبح مثل رش الدم وترتيب أجزاء الذبائح والشحم والحطب. وكان اللاويون يعدون الطعام للكهنة لأن الكهنة إنشغلوا على المذبح كل اليوم. ولاحظ فى الذبائح المقدمة كان هناك ذبائح فصح مقدمة بالإضافة إلى ذبائح الخطية والإثم والسلامة والمحرقات. وكان لحم الفصح يُشوى بالنار ولحم ذبائح الخطية يطبخ. وكان اللاويون يذبحون الذبائح ويسلخونها ويعطوا الشعب قطع الذبيحة ليقدمها الشعب للكهنة (آية 12).

وفى (13) أما الأقداس = أجزاء ذبائح الخطية والسلامة. والمغنون كانوا مستمرين فى تسابيحهم وإخوتهم اللاويون يعدون لهم الطعام.

 

الآيات 19،16:- فتهيا كل خدمة الرب في ذلك اليوم لعمل الفصح واصعاد المحرقات على مذبح الرب حسب امر الملك يوشيا.و عمل بنو اسرائيل الموجودون الفصح في ذلك الوقت وعيد الفطير سبعة ايام.و لم يعمل فصح مثله في اسرائيل من ايام صموئيل النبي وكل ملوك اسرائيل لم يعملوا كالفصح الذي عمله يوشيا والكهنة واللاويون وكل يهوذا واسرائيل الموجودين وسكان اورشليم.في السنة الثامنة عشر لملك يوشيا عمل هذا الفصح.

فى ذلك اليوم = أى فى ذلك الوقت وليس فقط يوم الفصح بل السبع أيام التالية. ولم يُعمل فصح مثله = لأنه جاء فى وقته (14 من الشهر الأول) ولأن الشعب كله إجتمع فى أورشليم وكان الشعب كثيراً جداً وكانوا طاهرين. ويوشيا هو الذى أطعم كل هذا الجمع.

 

الآيات 20-27:- بعد كل هذا حين هيا يوشيا البيت صعد نخو ملك مصر الى كركميش ليحارب عند الفرات فخرج يوشيا للقائه.فارسل اليه رسلا يقول ما لي ولك يا ملك يهوذا لست عليك انت اليوم ولكن على بيت حربي والله امر باسراعي فكف عن الله الذي معي فلا يهلكك.و لم يحول يوشيا وجهه عنه بل تنكر لمقاتلته ولم يسمع لكلام نخو من فم الله بل جاء ليحارب في بقعة مجدو.و اصاب الرماة الملك يوشيا فقال الملك لعبيده انقلوني لاني جرحت جدا.فنقله عبيده من المركبة واركبوه على المركبة الثانية التي له وساروا به الى اورشليم فمات ودفن في قبور ابائه وكان كل يهوذا واورشليم ينوحون على يوشيا. ورثى ارميا يوشيا وكان جميع المغنين والمغنيات يندبون يوشيا في مراثيهم الى اليوم وجعلوها فريضة على اسرائيل وها هي مكتوبة في المراثي.و بقية امور يوشيا ومراحمه حسبما هو مكتوب في ناموس الرب.و اموره الاولى والاخيرة ها هي مكتوبة في سفر ملوك اسرائيل ويهوذا.

بعد كل هذا مر على الملك والمملكة 13 سنة بالراحة والسلام.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى