تفسير اخبار الأيام الثاني ٣١ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الحادى والثلاثون

بعد إنتهاء طقوس الصلاة والتسبيح لا يكون كل شىء قد إنتهى بل بدأوا حرباً جديدة ضد ما تبقى من أشكال العبادات الوثنية وهكذا كل منا يقدم توبة ويصلى ويكمل فرحه بالتناول وليس معنى هذا ان الجهاد قد إنتهى بل بعد التناول يجب علينا أن نبدأ حرباً جديدة ضد ما تبقى فى داخلنا من بقايا الخطايا وضد ما يأتى علينا من خارج.

 

الآيات 1-10:- ولما كمل هذا خرج كل اسرائيل الحاضرين الى مدن يهوذا وكسروا الانصاب وقطعوا السواري وهدموا المرتفعات والمذابح من كل يهوذا وبنيامين ومن افرايم ومنسى حتى افنوها ثم رجع كل اسرائيل كل واحد الى ملكه الى مدنهم.و اقام حزقيا فرق الكهنة واللاويين حسب اقسامهم كل واحد حسب خدمته الكهنة واللاويين للمحرقات وذبائح السلامة للخدمة والحمد والتسبيح في ابواب محلات الرب.و اعطى الملك حصة من ماله للمحرقات محرقات الصباح والمساء والمحرقات للسبوت والاشهر والمواسم كما هو مكتوب في شريعة الرب.و قال للشعب سكان اورشليم ان يعطوا حصة الكهنة واللاويين لكي يتمسكوا بشريعة الرب.و لما شاع الامر كثر بنو اسرائيل من اوائل الحنطة والمسطار والزيت والعسل ومن كل غلة الحقل واتوا بعشر الجميع بكثرة.و بنو اسرائيل ويهوذا الساكنون في مدن يهوذا اتوا هم ايضا بعشر البقر والضان وعشر الاقداس المقدسة للرب الههم وجعلوها صبرا صبرا.في الشهر الثالث ابتداوا بتاسيس الصبر وفي الشهر السابع اكملوا.و جاء حزقيا والرؤساء وراوا الصبر فباركوا الرب وشعبه اسرائيل.و سال حزقيا الكهنة واللاويين عن الصبر. فكلمه عزريا الكاهن الراس لبيت صادوق وقال منذ ابتدا بجلب التقدمة الى بيت الرب اكلنا وشبعنا وفضل عنا بكثرة لان الرب بارك شعبه والذي فضل هو هذه الكثرة.

الأنصاب = حجارة منصوبة تذكاراً لحادثة ولاسيما حادثة دينية (قصة يعقوب فى بيت إيل) والوثنيون أقاموا حجارة فى أماكن مقدسة وسجدوا لها. السوارى = جذوع أشجار أقاموها كعواميد وعليها صور منقوشة وكانوا يسجدون لها وهى تمثل إله القمر وسموها عشتاروت كما كان البعل إله الشمس. وبعل قوة الخليقة الذكرية وعشتاروت قوة الخليقة الأنثوية وعبادتهما خلاعة. المرتفعات = كانت للعبادة الوثنية وأحياناً لعبادة الرب. وبعض الملوك الصالحين هدموها كحزقيا ويوشيا والبعض كأسا ويهوشافاط تركوها وكان فى المرتفعات أشجار ومناظر جميلة وكان فيها أكل وشرب ولعب فكانت شركاً لبنى إسرائيل. وكون الإصلاح يصل إلى افرايم ومنسى فهذا يدل على إنحطاط المملكة الشمالية وعلى النشاط والغيرة المقدسة التى أثارها حزقيا فى الجميع. وفى (2) وأقام حزقيا = هو أعاد الترتيب بحسب ما خططه داود، أى أعاد كل شىء إلى ما كان عليه. أبواب محلات الرب = أى الهيكل. فكانت أبنية الهيكل تشبه محلة عسكر. فكان بيت الرب فى الوسط وحوله بيوت خدام الرب أى الكهنة حواليه فكان الرب كالملك وسط جنوده. وفى (3) وأعطى الملك = جعل نفسه قدوة وفى (4) لكى يتمسكوا بشريعة الرب = لا يليق بهم أن يتركوا خدمة الرب ليحصلوا لوازمهم أى قوتهم بعمل آخر سوى خدمة الرب. وفى (6) صبراً صبراً = أى أكواماً أكواماً فبعد أن أكلوا وشبعوا كان المتبقى كثيراً جداً فتركوه فى أكوام. وبدأوا فى وضع هذه الأكوام فى الشهر الثالث وأكملوا فى الشهر السابع = أى حينما زادت العشور عن إحتياجهم بدأوا فى وضع الزيادات فى اكوام ولا يعلمون ماذا يعملون بها وظلوا هكذا حتى الشهر السابع فزادت عدد الأكوام جداً إلى أن أتى حزقيا الملك ووجد هذه الأكوام فشكر الرب على بركاته ولكنه بفكر مرتب كفكر يوسف أمر ببناء مخازن لحفظ هذه البركة فليس من الحكمة أن يبذر عطايا الله هباءً فسيجد بعد ذلك أن هناك من يستحق أن يتم توزيع هذه البركة عليه سواء من الكهنة أو اللاويين وكثرة التقدمات تدل على 1- فى حالة أن يتقدس الشعب تحل البركة على الشعب وعلى الكهنة 2- من يدفع العشور يبارك الله فيما لهُ3- الشعب إنتبه إلى واجباته التى طالما أهملها.

 

الآيات 11-21:- وامر حزقيا باعداد مخادع في بيت الرب فاعدوا. واتوا بالتقدمة والعشر والاقداس بامانة وكان رئيسا عليهم كوننيا اللاوي وشمعي اخوه الثاني.و يحيئيل وعزريا ونحث وعسائيل ويريموث ويوزاباد وايليئيل ويسمخيا ومحث وبنايا وكلاء تحت يد كوننيا وشمعي اخيه حسب تعيين حزقيا الملك وعزريا رئيس بيت الله.و قوري بن يمنة اللاوي البواب نحو الشرق كان على المتبرع به لله لاعطاء تقدمة الرب واقداس الاقداس.و تحت يده عدن ومنيامين ويشوع وشمعيا وامريا وشكنيا في مدن الكهنة بامانة ليعطوا لاخوتهم حسب الفرق الكبير كالصغير.فضلا عن انتساب ذكورهم من ابن ثلاث سنين فما فوق من كل داخل بيت الرب امر كل يوم بيومه حسب خدمتهم في حراستهم حسب اقسامهم.و انتساب الكهنة حسب بيوت ابائهم واللاويين من ابن عشرين سنة فما فوق حسب حراستهم واقسامه مو انتساب جميع اطفالهم ونسائهم وبنيهم وبناتهم في كل الجماعة لانهم بامانتهم تقدسوا تقدسا. ومن بني هرون الكهنة في حقول مسارح مدنهم في كل مدينة فمدينة الرجال المعينة اسماؤهم لاعطاء حصص لكل ذكر من الكهنة ولكل من انتسب من اللاويين.هكذا عمل حزقيا في كل يهوذا وعمل ما هو صالح ومستقيم وحق امام الرب الهه.و كل عمل ابتدا به في خدمة بيت الله وفي الشريعة والوصية ليطلب الهه انما عمله بكل قلبه وافلح.

نجد هنا نظام المخازن. أى أن عطايا الشعب كانت توضع فى هذه المخازن ثم يتم توزيعها على الكل بالتساوى. وفى (14) أقداس الأقداس = ما كان يعطى للكهنة من ذبائح الخطية والإثم وكانوا يأكلونه فى مكان مقدس (لا 3:2، 10+6:7) وفى (15) فى مدن الكهنة = الكلام هنا عما يعطى للكهنة الذين ليسوا فى الهيكل فى أورشليم لأن الكهنة كانوا فرقاً وكل فرقة تخدم أسبوعين فى الهيكل ويعودون لمدنهم باقى السنة. وكان الذين فى أورشليم يأكلون من الهيكل. وفى (16) فضلاً عن… وكان الكهنة ومن ينتسبون إليهم الذين أصابتهم القرعة وهم الآن فى أورشليم الكل يحصل على نصيبه وفى (18،17) نجد الكل يأخذ نصيبه. وفى (19) حتى من هم فى مدنهم (من ليست عليهم القرعة) يحصلون على أنصبتهم. وكل هذا الخير راجع لأمانتهم وراجع قوله فى آية (18) لأنهم بأمانتهم تقدسوا تقدساً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى