دعوة إلى الوليمة
ما هو ملكوت السماوات ؟
من هو الملك ؟ من هو ابنه ؟
و من هي العروس ؟
ما هو الغذاء الذي أعده الملك ؟
و من هم الذين رفضوا حضور حفل العرس ؟
من هم المدعوون الجدد ؟
ملكوت السماوات هو قلب كل إنسان يفتح بابه للرب يسوع، کی يمكث فيه، وهو أيضا الكنيسة بيت الرب، والرب موجود فيه، وهو السماء حيث عرش الله، والملائكة، والصديقون، يتمتعون بالرب يسوع حوله، أما الملك فهو الله الآب، و ابنه هو الرب يسوع اقنوم الابن، الذي أخذ جسد إنسان من أجل فدائنا، والعروس هي كل نفس بشرية تحب إلهها، الثيران والمسمنات كانت هي الذبائح، التي تشير إلى الذبيحة العظمى التي لربنا يسوع المسيح، جسده الذي أخذه من العذراء القديسة مريم، والذين رفضوا الحضور هم اليهود الذين انشغلوا عنه ولم يؤمنوا به، أما المدعوون الجدد الذين أتوا من مفارق الطرق (من كل أنحاء العالم) فهم نحن الأمم (الأمم أي كل من ليس يهودياً) الذين آمنا به دعانا إلى وليمته التي هي جسده ودمه، ولكن هذه الوليمة لا يحضرها إلا الذين يلبسون ثياب العرس، أي المستعدين من المؤمنين التائبين.. إنها وليمة يومية يقدمها الرب يسوع جسده ودمه الأقدسين، من خلال القداس الالهى.. فتعالى لنعرف كيف يعد الملك وليمة ابنه ولمن يعدها ..؟
المحطة الأولى (الاستعداد للوليمة)
إن الكنيسة المقدسة تهيئ بالصلاة والتسابيح قلوبنا قبل بدء القداس، ويبدأ الاستعداد من ليلة القداس، فتصلى تسبحة العشية، ثم ترفع بخور عشية (وتصلى وقت الغروب إشارة الى غروب شمس حياة الإنسان، ولذلك تصلي أوشية الراقدين) ثم تصلي تسبحة نصف الليل.
المحطة الثانية
وفي الصباح الباكر ترفع بخور باكر (تصلي أوشيتي المسافرين والمرضى، حيث لم يكن من يسافر ليلاً مثل الآن، كما كانت المستشفيات تستقبل مرضاها صباحاً)، حينئذ يبدأ القلب يتهيأ لأعمق اللحظات حيث يقام القداس الإلهي..
المحطة الثالثة: (مادة الوليمة)
أثناء التقدمة ينتقي الأب الكاهن أفضل القربان المقدم لتكون قربانة التقديس. وصانع القربان يجب أن يكون حريصاً ودقيقاً جداً أثناء عمل القربان، وأثناء عمل القربان يتلو المزامير بروح الصلاة. والقربانة التي تقدم هي نموذج للكنيسة، فهي عبارة عن مجموعة كبيرة من حبات القمح، وكل حبة منها تشير لإنسان مسیحی. ثم يطحن القمح معاً، وعملية الطحن هذه ترمز للألم في الحياة الروحية حين نترك لذة الخطية، ولتعب الوقوف في الصلاة أمام الله.. إنه صليب الألم نحمله بفرح لأجل الذي سبق فمات من أجلنا وقام، لذلك لابد أن تطحن حبات القمح وتصير دقيقاً ناعماً… “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.” (لو 5 : 23).
فبدون الطحن تكون كل حبة مستقلة وغير متحدة بغيرها، ولكن مع الطحن يصعب التمييز بينهم، فتتحول الكنيسة من أفراد متفرقين إلى جسد واحد، وكل واحد منا عضو في هذا الجسد. ولكن الدقيق لم يصر بعد جسداً واحداً، فما أسهل أن يتطاير بنفخة هواء، لذلك يجمعه الماء الذي يرمز للروح القدس، الماء يوحد الدقيق في جسم واحد، كما أن الروح الواحد يجعل الكنيسة واحدة بحلولة فيها، وهنا لا يمكن التمييز بين حبات القمح، ولا يمكن أن يتحول العجين إلى دقيق أو قمح مرة أخرى. أي أن الكنيسة لا يمكن أن تنمحي وتضيع، فلا توجد حبة قمح دخلت الطاحونة وتعود مرة أخرى إلى طبيعتها الأولى، فالكنيسة هي جسد المسيح.
الخميرة : يخلط بعد ذلك العجين بالخميرة، وهي ترمز للشر، ففي العهد القديم كانوا يحتفلون بعيد الفطير وهو خبز بدون خميرة لأنها ترمز للشر.أما القربانة فتوضع فيها الخميرة إشارة إلى الخطايا التي حملها السيد المسيح عنا على الصليب وهو البار الذي شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها. وكما أن الخميرة تموت حين تدخل العجينة إلى الفرن، كذلك بنار آلام الصليب ماتت الخطية، وظلت مدفونة في القبر وقام المسيح بدونها.
والقربانة لا يوضع فيها ملح، لأن السيد المسيح قال: ” أنتم ملح الأرض ” (مت 5 : 13)، ولا يدخل الهيكل إلا قربانة واحدة، ويوضع الباقی خارج الهيكل، سواء قبل القداس أو بعده، فالقربانة التي دخلت الهيكل تشير للسيد المسيح الذي دخل الأقداس العليا وحده فقط، ولا تقدم على المذبح غير قربانة واحدة التي ستحول إلى جسد الرب، فهى مختارة من عدة قرابين قدمت أمام الهيكل لأننا نحن الكثيرين جسد واحد، لذلك يوضع الباقی خارجاً ولا يدخل غير السيد المسيح الحمل.
عدد القربان في طبق الحمل: أما بالنسبة لعدد القربان المقدم فهو يمثل المسيح بين تلاميذه القديسين، الذين كان “يرسلهم اثنين اثنين” (مر 6 :7 )، وكان عددهم (12)لاوبذلك يكون القربان الموجود في الطبق للاختيار يمثل الرسل، وفي وسطهم السيد المسيح، والكاهن يبحث عن هذه القربانة المتميزة ليقدمها على المذبح، وتصير بالصلاة جسد المسيح الحقيقي.
ثلاثة محطات مررنا بها من محطات قداسنا الإلهی (عشية / باكر / اختيار الحمل).
أما بالنسبة للخمر فهو من عصير العنب غير المسكر، إذ لا يضاف إليه كحول.. إذ أن كل حبة عنب تمثل عضو من أعضاء الكنيسة، وجميعهم يُعصرون معاً ليصيروا معا شراباً روحاً واحداً ومتجانساً.
المحطة الرابعة : قراءات الكنيسة
العلكم تتذكرون معجزة الخمس خبزات والسمكتين التي أشبع بها الرب يسوع الجموع.. وجمعوا مما فضل عنهم أيضا. هكذا تشبعنا الكنيسة بكلمة الرب من خلال خمس خبزات هي: البولس والكاثوليكون والابركسيس والمزمور والإنجيل، وسمكتين هما السنكسار وعظة القداس.
المحطة الخامسة
الأواشي وكلمة أوشية معناها صلاة أو طلبة وتسمى الأواشى الصغار وعددها ثلاثة هي: سلام الكنيسة كلها، البابا والأسقف، اجتماعاتنا.
المحطة السادسة : قانون الإيمان
وهنا ينتهي قداس الموعوظين وكان قديماً يخرج غير المؤمنين خارج الكنيسة ويغلقون الكنيسة، وفي قانون الإيمان نعلن إيماننا الأرثوذكسي (يمكنك أيضاً قراءة موضوع قانون الإيمان إيمانياً) ويغسل الكاهن يده معلناً أنه بريء ممن يتناول، وهو غير مؤمن أو غير تائب، ولذلك يصبح غير مستحقاً.
المحطة السابعة : صلاة الصلح
الخطية صنعت خصام ومخاصمة بيننا وبين الله، فيبدأ الكاهن بصلاة الصلح ليصلح السمائيين بالأرضيين، ويبدأ بتذكير الإنسان بخلقته وسقوطه (يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد، والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته بالظهور المحیی)، ولا يتناول من لا يقبل أخاه قبلة مقدسة علامة صفاء القلب، إلا أن الشمامسة داخل الهيكل لايقبلون بعضهم لأنهم يمثلون الملائكة، لكن الشمامسة خارج المذبح والشعب يقبلون بعضهم بقبلة مقدسة، ليتناولوا بغير وقوع في دينونة.
المحطة الثامنة : الرشومات
يصلي الكاهن ليتحول الحمل إلى جسد الرب ويتحول عصير الكرم إلى دمه الكريم، ويصلي الكاهن الرشومات ويرشم الحمل والكأس، ويضع داخل الكأس الاسباديقون أي قلب الحمل (القربانة)، ويأخذ من عصير الكرم، ويدهن به الحمل على شكل صليب ليكون هذا الجسد لهذا الدم، وهذا الدم لهذا الجسد وعند عبارة: “اسجدوا لله بخوف ورعدة” يكون الله بكامل حضوره على المذبح، وهنا أنصح اخوتي (من له طلبة فليذكرها في هذه اللحظة، بثقة أن الرب هو الذي على المذبح مذبوح لأجلنا)، ويحل الروح القدس على الجسد والدم، ويحولهما إلى جسد الرب ودمه الأقدسين.
المحطة التاسعة: الأواشي الكبيرة
ولأن الله في هذه اللحظات المقدسة على المذبح يطلب منه شعبه بدالة البنين:
- طلبة السلام للكنيسة.
- طلبة الحفاظ على البابا والأسقف.
- طلبة الحفاظ على الكهنة والشمامسة والعلمانين.
- طلبة خلاص العالم.
- طلبة أهوية الثمار أو طلبة المياه أو العشب حيث تقسم السنة إلى ثلاث فترات زمنية.
المحطة العاشرة: المجمع
هذه المحطة تعطينا فكرة عن علاقة أعضاء الكنيسة المجاهدة على الأرض بأعضاء الكنيسة المنتصرة والغالبة، فنصلي من أجلهم وهم يشفعون عنا.. إنها شركة مقدسة بين الأرضيين والسمائيين.
المحطة الحادية عشر : القسمة
يقسم الكاهن الجسد رمزا لآلام الصليب، ويعلن أن القدسات للقديسين، فنحن الضعفاء الخطاة قدسنا الرب بدمه، ويعترف الشعب من خلال الأب الكاهن والشماس بأن الذي على المذبح هو جسد حقیقی ودم حقيقى ليسوع المسيح إلهنا.. آمین
الآن كل من في الكنيسة استعد جيدا للتناول، أي صار عليه ثياب العرس وتناول من الأسرار المقدسة، ثم يعطى الكاهن البركة ويصرف الشعب.
لنلاحظ معاً الآتی:
القداس يحملنا في رحلة مقدسة من خلال قصة حياة الرب من تجسده إلى صعوده المجيد، لأجل خلاص البشرية.
أدعوك أن تحضر من عشية القداس حتى التناول في التسابيح السمائية ستشعر بلذة روحية لا توصف.
احرص أن تصلي القداس وتتناول مرة في الأسبوع على الأقل.
أغمض عينيك بروح الصلاة، وردد بقوة وتناغم مع الشمامسة ما تعرفه من ألحان ومردات، ولا تنشغل بالناس المحيطة بك لتجمع فكرك، ولا تخضع للسرحان.
لا تخرج من الكنيسة أثناء الصلاة بداع وبدون، لأن هذا يفقدك الجو الروحي للقداس فتقل استفادتك بشكل كبير، واغلق موبايلك فأنت على موعد مع ملك الملوك الرب يسوع، ولا يصح أن تنشغل عنه بأية اتصالات.
الأسقف سيرابيون :
1- بعد التناول.. الهج بالشكر لله دائماً، متذكر أنك حصلت على أعظم عطية في الوجود، ففيها حياتك وشفائك وقيامتك”.
۲- “الإفخارستيا هي قلب العبادة المسيحية، والحياة المسيحية، وعمودها الفقرى”.
٣- “هب لأجسادنا نمواً في النقاوة, ولنفوسنا نمواً في الفهم والمعرفة خلال تناولنا الجسد والدم الأقدسين”.