تفسير سفر الملوك الثاني أصحاح 23 للقمص تادرس يعقوب ملطي
أعمال يوشيا وموته وتوالي الملوك
1 وارسل الملك فجمعوا إليه كل شيوخ يهوذا واورشليم
2 وصعد الملك إلى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان أورشليم معه والكهنة والأنبياء وكل الشعب من الصغير إلى الكبير وقرا في اذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب
3 ووقف الملك على المنبر وقطع عهدا أمام الرب للذهاب وراء الرب ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس لاقامة كلام هذا العهد المكتوب في هذا السفر ووقف جميع الشعب عند العهد
4 وامر الملك حلقيا الكاهن العظيم وكهنة الفرقة الثانية وحراس الباب أن يخرجوا من هيكل الرب جميع الانية المصنوعة للبعل وللسارية ولكل أجناد السماء واحرقها خارج أورشليم في حقول قدرون وحمل رمادها إلى بيت ايل
كان يوشيا على علاقة وثيقة مع الله، وكان مصلحًا مثل جده حزقيا، طهر الهيكل وأحيا الطاعة للشريعة الإلهية أكد يوشيا إيمانه بأعماله (يع20:2)، (أر15:22-16).
أما من نقاط ضعفه فهو أنه تورط في صراع حربي سبق تحذيره منه.
5 ولاشى كهنة الأصنام الذين جعلهم ملوك يهوذا ليوقدوا على المرتفعات في مدن يهوذا وما يحيط بأورشليم والذين يوقدون للبعل للشمس والقمر والمنازل ولكل أجناد السماء
6 واخرج السارية من بيت الرب خارج أورشليم إلى وادي قدرون واحرقها في وادي قدرون ودقها إلى أن صارت غبارا وذرى الغبار على قبور عامة الشعب
7 وهدم بيوت المأبونين التي عند بيت الرب حيث كانت النساء ينسجن بيوتا للسارية
8 وجاء بجميع الكهنة من مدن يهوذا ونجس المرتفعات حيث كان الكهنة يوقدون من جبع إلى بئر سبع وهدم مرتفعات الأبواب التي عند مدخل باب يشوع رئيس المدينة التي عن اليسار في باب المدينة
9 إلا أن كهنة المرتفعات لم يصعدوا إلى مذبح الرب في أورشليم بل أكلوا فطيرا بين اخوتهم
10 ونجس توفة التي في وادي بني هنوم لكي لا يعبر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك
11 واباد الخيل التي أعطاها ملوك يهوذا للشمس عند مدخل بيت الرب عند مخدع نثنملك الخصي الذي في الاروقة ومركبات الشمس احرقها بالنار
12 والمذابح التي على سطح علية احاز التي عملها ملوك يهوذا والمذابح التي عملها منسى في داري بيت الرب هدمها الملك وركض من هناك وذرى غبارها في وادي قدرون
13 والمرتفعات التي قبالة أورشليم التي عن يمين جبل الهلاك التي بناها سليمان ملك إسرائيل لعشتورث رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموابيين ولملكوم كراهة بني عمون نجسها الملك
كان تمثال عشتاروت الفاضح قد وضعه الملك الشرير منسى في هيكل الله (7:21)، وكثيرًا ما توصف عشتاروت بأنها إلهه من آلهة البحر، وأم للعديد من الآلهة بما في ذلك البعل.
يسمى جبل اللهك، لأنه أصبح بقعة أثيرة لبناء المعابد الوثنية التي قضى الله بتدميرها. بنى عليه سليمان معبدًا وثنيًا، وقام ملوك آخرون بإقامة معابد لعبادة الأوثان هناك. هدم الملوك الأتقياء هذه المراكز وفي العهد الجديد كثيرًا ما جلس ربنا يسوع على جبل الزيتون وعلم تلاميذه عن العبادة الحقة (مت3:24).
14 وكسر التماثيل وقطع السواري وملا مكانها من عظام الناس
15 وكذلك المذبح الذي في بيت ايل في المرتفعات التي عملها يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ فذانك المذبح والمرتفعة هدمها واحرق المرتفعة وسحقها حتى صارت غبارا واحرق السارية
16 والتفت يوشيا فرأى القبور التي هناك في الجبل فارسل واخذ العظام من القبور واحرقها على المذبح ونجسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام
17 وقال ما هذه الصوة التي ارى فقال له رجال المدينة هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الأمور التي عملت على مذبح بيت ايل
18 فقال دعوه لا يحركن أحد عظامه فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة
19 وكذا جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة التي عملها ملوك إسرائيل للاغاظة ازالها يوشيا وعمل بها حسب جميع الأعمال التي عملها في بيت ايل
20 وذبح جميع كهنة المرتفعات التي هناك على المذابح واحرق عظام الناس عليها ثم رجع إلى اورشليم
21 وامر الملك جميع الشعب قائلًا اعملوا فصحا للرب الهكم كما هومكتوب في سفر العهد هذا
22 أنه لم يعمل مثل هذا الفصح منذ أيام القضاة الذين حكموا على إسرائيل ولا في كل أيام ملوك إسرائيل وملوك يهوذا
23 ولكن في السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا عمل هذا الفصح للرب في اورشليم
من المفاهيم الخاطئة أن الله يريد أن ينزع عن الحياة الاحتفالات وروح البهجة، لكن الواقع أن الله يريدنا أن نمارس الحياة الأفضل في ملئها (يو10:10) والذين يحبونه تتحول حياتهم إلى عيد دائم واحتفال لا ينقطع.
24 وكذلك السحرة والعرافون والترافيم والاصنام وجميع الرجاسات التي رئيت في ارض يهوذا وفي اورشليم ابادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة المكتوب في السفر الذي وجده حلقيا الكاهن في بيت الرب
25 ولم يكن قبله ملك مثله قد رجع إلى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب كل شريعة موسى وبعده لم يقم مثله
يمتدح كل من يوشيا وحزقيا على تقواهما يوشيا بكونه أعظم من تمسك بالشريعة الإلهية في طاعة لله، وحزقيا بكونه أعظم من اتكل على الله في اليمان.
26 ولكن الرب لم يرجع عن حموغضبه العظيم لأن غضبه حمي على يهوذا من اجل جميع الاغاظات التي اغاظه اياها منسى
27 فقال الرب أني انزع يهوذا أيضًا من امامي كما نزعت إسرائيل وارفض هذه المدينة التي اخترتها اورشليم والبيت الذي قلت يكون اسمي فيه
28 وبقية أمور يوشيا وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا
29 في أيامه صعد فرعون نخوملك مصر على ملك اشور إلى نهر الفرات فصعد الملك يوشيا للقائه فقتله في مجدوحين راه
كان نحو فرعون مصر يزحف عبر مملكة إسرائيل إلى أشور متحالفًا مع أشور لمحاربة بابل التي صارت تهددها إذا أوشكت أن تصير القوة العظمى المتسلطة في العالم. وقد خشى يوشيا أن تنقلب الدولتان ضده بعد أن يعترض جيش مصر مع بابل، لذلك حاول أن يعترض جيش مصر ويمنعه من المرور في أرضه، لكن يوشيا قُتل وهُزم جيشه، وخضعت يهوذا لمصر سنة 609ق.م (2أي20:35-25).
30 واركبه عبيده ميتا من مجدووجاءوا به إلى اورشليم ودفنوه في قبره فاخذ شعب الأرض يهواحاز بن يوشيا ومسحوه وملكوه عوضا عن ابيه
31 وكان يهواحاز ابن ثلاث وعشرين سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في اورشليم واسم امه حموطل بنت إرميا من لبنة
لم يقبل نخو فرعون مصر اختيار يهواحاز بن يوشيا ملكًا عوضًا عن أبيه فأخذه أسيرًا ومات هناك(24:23). وأقام الابن الآخر يهوياقيم الذي صار ألعوبة في يد فرعون مصر. وفي عام 605 انهزمت مصر أمام بابل وأصبحت يهوذا خاضعة لبابل (1:24).
32 فعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمله اباؤه
33 واسره فرعون نخو في ربلة في ارض حماة لئلا يملك في اورشليم وغرم الأرض بمئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب
34 وملك فرعون نخوالياقيم بن يوشيا عوضا عن يوشيا أبيه وغير اسمه إلى يهوياقيم واخذ يهواحاز وجاء إلى مصر فمات هناك
35 ودفع يهوياقيم الفضة والذهب لفرعون إلا أنه قوم الأرض لدفع الفضة بامر فرعون كل واحد حسب تقويمه فطالب شعب الأرض بالفضة والذهب ليدفع لفرعون نخو
36 كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشرة سنة في اورشليم واسم امه زبيدة بنت فداية من رومة
37 وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل اباؤه
لم يكن يهوياقيم كوالده يوشيا بل كان شريرًا، قتل أوريا النبي (إر20:26-23). كان خائنًا طماعًا وظالمًا لشعبه (إر13:22-19)، كما أنه تمرد على بابل بتحالفه مع مصر. قضى بنبوخذ نصر على هذا النمر فأخذ يهوياقيم أسيرًا إلى بابل (2أي6:36)، لكنه عاد فسمح له بالعودة إلى أورشليم حيث مات.