تفسير سفر حزقيال أصحاح ٣٥ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الخامس والثلاثون
هو تقريباً إعادة لنبوة آدوم الواردة إصحاح (25). ولكنها تكررت هنا لأن الإصحاح السابق يحدثنا عن عمل المسيح الرعوى. ومن أهم أعمال رعايته هدم قوى الشر الخارجية أى إبليس الذى يمثله هنا آدوم. فآدوم شمتوا فى يهوذا حين سقطت يهوذا، بل هجموا عليهم وقتلوا منهم فكانوا دمويين (يو 8 : 44). وهم منوا أنفسهم بأن يرثوا أرض يهوذا وإسرائيل = هاتين الأمتين (آية 10) بعد خراب الأمتين. وهذه هى أعمال الشيطان تماماً. ولكن الله يقول أبداً فسأرعى شعبى وأعطيهم أن يفرحوا. وحين يفرحوا سيكون آدوم أو الشيطان قفراً وخراباً. هذا الذى له بغضة أبدية مع شعب الله ولاحظ دقة إختيار شعب آدوم ليكون رمزاً للشيطان هنا :-
1- بين يعقوب شعب الله وعيسو (آدوم) بغضة أبدية (من البطن) بسبب الميراث. وإختيار إسم آدوم بدلاً من عيسو فأدوم يعنى أحمر إشارة لدموية إبليس الذى كان قتالاً للناس منذ البدء يو 8 : 44 أى أهلكهم. بخداعاته وإسقاطه لهم فى الخطايا.
2- الحروب المستمرة بين أدوم ويعقوب، إشارة للعداوة بين نسل المرأة والحية.
3- إنتقام أدوم من شعب الله وقت بليته (حز 25 : 12)
وقت إثم النهاية = أى دفعهم للقتل حين إمتلأ كأسهم من إثمهم وأسلمهم الله للتأديب. فهم هجموا عليهم وقتلوا منهم الكثيرين. فوقت إثم النهاية هو تعبير يعنى أن الله كان يحتمل أخطاء شعبه لفترة طويلة، وبعد ذلك بدأ يؤدب بعقوبات بسيطة، وبدأت العقوبات تتزايد، إلى أن قرر الله فى النهاية أن يخرب شعبه بضربة شديدة نتيجة لأثامهم. ويكون معنى إثم النهاية أى الخطايا التى تفشت فقرر الله فى النهاية ضرب الشعب بسببها. ولاحظ قول الله على من تكلم على شعبه بالإهانة أو تكلم عليه هو بالإهانة أنا الرب قد سمعت…. أنا سمعت (آيات 12، 13) فعلينا أن لا نهتم بمن يهين الله أو مسيحه أو الكنيسة، فالله يسمع، لكنه يتدخل فى الوقت المناسب. وأذا فهمنا أن أدوم هنا يرمز للشيطان فإن قوله هاتين الأمتين = أى اليهود (الذين عرفوا الرب) والأمم (الذين لم يعرفوه). فالشيطان يحارب الجميع