تفسير سفر حزقيال ١٥ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الخامس عشر

كثيرا شبهت الأمة اليهودية بالكرم (أش 5). والله هو الذى غرسها. وأعد بكل شئ ليفرح بعصير كرمته. فمسطار الكرمة يفرح الله والناس قض 9 : 13. فعصير الكرمه يشير للفرح. والكرمه تختلف عن باقى شجر الوعر، فهى لها ثمار، أما شجر الوعر فهو بلا ثمر. ولكن هذه الكرمة التى أعدها الله لنفسه أصبحت شريرة وبلا ثمر، بل تعطى عنباً رديئاً. وبينما أن شجر الوعر الذى بلا ثمر يمكن إستخدام أخشابه فى صناعة الأثاث، فالكرمه التى تعطى عنباً رديئاً تقطع وتلقى فى النار، ففروعها لا تصلح كخشب ولا حتى يمكن تعليق شئ على فروعها. الكرمه مشهورة بالعنب فإن لم تعطى عنباً لا يكون لها إستخدام آخر. فبعض الأمم أشتهرت بالفلسفة كاليونان، والبعض بالتجارة كالفينيقيين، والبعض بفنون الحرب كالرومان. أما شعب الله فلم يشتهر بشئ غير قداسته، وهو لا يصلح لشئ سوى عبادة الرب وتسبيحه، وإن فعل يفرح الرب بكرمه، أما إن كان رديئاً فى هذا فهو لابد ويحرق بنار. وهذا ما حدث إذ خان الشعب الله وإرتدوا عنه. ولقد بدأ الحريق فعلاً والغريب أنهم لم يلاحظوا = تأكل النار طرفيه وهذا حدث فلقد أحرق الأشوريون سنة 722 ق م إسرائيل والسامرة، والبابليون بدأوا فى غزو يهوذا فكان السبى الأول سنة 606 ق م. ثم جاء السبى الثانى والثالث. ولم يتبقى سوى حريق أورشليم = ويحرق وسطه. فالطرفين اللذان إحترقا إشارة لحريق السامرة وسبى يهوذا فكان عليهم أن يتوقعوا حريق وسط الفرع أى أورشليم. ماذا يكون عود الكرم فوق كل عود = أى ماذا يميزه سوى ثماره.وبلا ثمار فهو لا يصلح لشئ حتى لتعليق إناء ماء لذلك يطرح أكلاً للنار. فبعد أن إحترقت نهايتى العود كان على الشعب أن يتوقع أن يحرق الله وسط العود أى أورشليم = هكذا سيبذل الله سكان أورشليم أكلاً للنار. وسيعرف أنى أنا الرب حين أجعلوجهى ضدهم = فأنا قدوس لا أحتمل الخطية بل أعاقب عليها بعدل. لماذا إذا رأينا الله يعاقب أحداً على خطاياه لا نتوقع نفس العقوبات علينا بسبب خطايانا ولماذا نتوقع أن الله سيقبل خطايانا وهو قدوس وإلهنا نار آكله عب 12 : 29

 

زر الذهاب إلى الأعلى