البابا يوليانوس

ولد بالاسكندرية وقيل أنه كان تلميذاً بالمدرسة اللاهوتية تحت ادارة الفليسوف القبطي بنتينوس، ففاق أترابه في العلم وظهر عليهم بتقواه واستحق أن يُرسم قساً.

وبعد ذلك اختير بطريركاً في شهر برمهات 178م في عهد مرقس أوريليوس، وعقب رسامته اشتغل بوضع ميامر( ميمر كلمة سريانية معناها سيرة) لاسلافه البطاركة تخليداً لذكراهم وفائدة لخلفائهم.

وكان هذا البابا الفاضل متقرباً من الهه حتى أعلن له قبيل وفاته عن الشخص الذي سيلحقه في البطريركية، وذلك انه قد ظهر له ملاك الرب في أحدى الليالي قائلاً “أن من يأتيك غداً بعنقد عنب هو الذي يكون بعدك على الكرسي المرقسي” ، واتفق في ذلك الصباح ان رجلاً كراماً عامياً لا يعرف القراءة والكتابة من أصل قبطي مسيحي يدعى ديمتريوس بينما كان يشذب اشجاره عثر بها على عنقود عنب في غير أوانه ففكر ان يهديه للبابا.

وكان البابا يوليانوس حينئذ في اوقاته الاخيرة وأجتمع حوله كبار الشعب وعظمائه يستفهمون منه عمن يجدر به أن يكون خلفه، فأخبرهم انه هو الذي يأتي الينا ويقدم عنقود عنب، فظنوا متحيرين أن البطريرك لا يعي ما يقول اذ لا يمكن أن يوجد عنب في الشتاء، وبينما هم كذلك اذ بديمتريوس قد دخل وعنقود العنب بيده وقدمه للآب البطريرك فدهش الحاضرين وتناول البطريرك الهدية بسرور وأعلمهم بخبر ظهور الملاك له واوصاهم بأنتخاب من عينه روح الله فاطاعوا وصيته وفعلوا بحسب اشارته.

وكانت مدة بطريركية البابا يوليانوس عشر سنين وتوفى في 8 برمهات سنة 190م.