تفسير سفر عزرا ٤ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع

الآيات 1-5

“ولما سمع اعداء يهوذا وبنيامين ان بني السبي يبنون هيكلا للرب اله اسرائيل. تقدموا الى زربابل ورؤوس الاباء وقالوا لهم نبني معكم لاننا نظيركم نطلب الهكم وله قد ذبحنا من ايام اسرحدون ملك اشور الذي اصعدنا الى هنا. فقال لهم زربابل ويشوع وبقية رؤوس اباء اسرائيل ليس لكم ولنا ان نبني بيتا لالهنا ولكننا نحن وحدنا نبني للرب اله اسرائيل كما امرنا الملك كورش ملك فارس. وكان شعب الارض يرخون ايدي شعب يهوذا ويذعرونهم عن البناء. واستاجروا ضدهم مشيرين ليبطلوا مشورتهم كل ايام كورش ملك فارس وحتى ملك داريوس ملك فارس.

أعداء يهوذا = هم أهل البلاد السامريين وهؤلاء خليط من الإسرائيليين (الأسباط العشرة) ومن الشعوب الذين أتى بهم ملوك اشور وأسكنوهم فى إسرائيل. وكان هؤلاء من نسل الذين أصعدهم أسر حدون (آية 2) وأسنفر (آية 10) وهؤلاء كان دينهم مزيجاً فيه شىء من تقوى الرب ولكن أكثره أباطيل وثنية ولذلك محا هؤلاء هوية إسرائيل (أش 8:7) والعداوة لشعب الله هى عداوة تقليدية نشأت منذ صارت هناك عداوة بين نسل المرأة ونسل الحية. وإبليس قطعاً سيقاوم بناء الهيكل وسيقاوم أى بناء لجسد المسيح. يهوذا وبنيامين = فهم أغلبية العائدين الذين إستطاعوا معرفة نسبتهم لأبائهم. بنى السبى يبنون هيكلاً = هم صاروا بنى السبى لأنهم أهملوا الهيكل سابقاً. لأننا نظيركم = هم أرادوا الإشتراك ليفسدوا العمل ويعطلوه. وقولهم نظيركم لأنهم يتصورون أنهم يعبدون الله لكن ديانتهم كان فيها القليل من عبادة الله والكثير من العبادة الوثنية. ليس لكم ولنا = رفض اليهود الإتحاد معهم لأنهم عرفوا غايتهم ولكن اليهود لم يستطيعوا بسبب الخوف منهم أن يقولوا السبب الحقيقى للرفض وإكتفوا بقولهم أن الأمر ببناء الهيكل كان من الملك كورش لليهود فقط وليس للآخرين فعليهم أن يلتزموا بالبناء وحدهم. وفى (4) يرخون = إبتدأوا المقاومة فظهرت حقيقة نواياهم وأنهم لا يطلبون الرب ولا بناء بيته. وفى (5) إستأجروا ضدهم مشيرين = فى ديوان الملك وقصره ومن مشيريه. وهؤلاء المشيرين المرتشين إستطاعوا فى أيام قمبيز إبن كورش أن يقنعوه بإصدار أمر بوقف البناء وتوقف فعلاً حتى ملك داريوس.

 

ملحوظة:-

لو كان هؤلاء يريدون البناء فعلاً مما كانوا دفعوا رشاوى لوقف البناء.

 

الآيات 6-10

“وفي ملك احشويروش في ابتداء ملكه كتبوا شكوى على سكان يهوذا واورشليم. وفي ايام ارتحششتا كتب بشلام ومثرداث وطبئيل وسائر رفقائهم الى ارتحششتا ملك فارس وكتابة الرسالة مكتوبة بالارامية ومترجمة بالارامية. رحوم صاحب القضاء وشمشاي الكاتب كتبا رسالة ضد اورشليم الى ارتحششتا الملك هكذا. كتب حينئذ رحوم صاحب القضاء وشمشاي الكاتب وسائر رفقائهما الدينيين والافرستكيين والطرفليين والافرسيين والاركويين والبابليين والشوشنيين والدهويين والعيلاميين. وسائر الامم الذين سباهم اسنفر العظيم الشريف واسكنهم مدن السامرة وسائر الذين في عبر النهر والى اخره.

فى الآيات 7، 6، 5 اسماء ثلاث ملوك غير كورش:-

آية 7:- أرتحشستا = هو قمبيز الذى نجحت مساعى الأعداء فى إقناعه بأن يصدر مرسوماً بوقف البناء فى الهيكل

آية 5:- داريوس = هو داريوس هستاسب الذى أمر بإعادة البناء (هو ملك بعد أرتحشستا)

آية 6:- أحشويرش = ملك بعد داريوس هستاسب كتبوا شكوى فى أيامه ضد اليهود وواضح أن الآية(6)هى إعتراضية وسط الكلام ووضعها عزرا كمثال آخر لمقاومة الأعداء الدائمة لعمل الله. وغالباً فآية(6) تشير لمحاولة الأعداء لوقف بناء الأسوار ويبدو أنهم نجحوا فى مسعاهم هذاوتوقف بناء الأسوار حتى حصل نحميا على إذن بالبناء من خليفة أحشويرس وهو أرتحشستا لو نجيمانوس.

الآيات 8، 7:- بشلام ومثردات وطبئيل. . . رحوم ورفقائه غالباً كان هناك رسالتان فى أيام أرتحشستا الأولى من بشلام ورفقائه وهذه لم تسجل. والثانية من رحوم ورفقائه (آية 8) وهذه هى المذكورة فى الآيات (11-16) ومعظم الأسماء مثل بشلام ومثردات أسماء أجنبية وليست يهودية. فهم من الأمم الذين سكنوا فى إسرائيل. ورحوم صاحب القضاء = هى تعنى رئيس المراسيم أو حاكم البلاد وشمشاى كاتبه. مكتوب بالأرامية ومترجم بالإرامية = أى بأحرف أرامية وباللغة الأرامية وليست بالفارسية وإبتداء من آية 8 وحتى 18:6 باللغة الأرامية واللغة الأرامية هى لغة الحكومة ولغة التجارة الأجنبية. وهى لغة الترجوم. وعزرا إستخدم الأرامية هنا لأنه يورد رسائل إستحسن أن ينقلها كما كتبت بدون ترجمة.

وفى (9) الدينيين. . . هم قبائل مختلفة من الشعوب التى أصعدها الأشوريون ليعيشوا فى إسرائيل. ولاحظ كثرة الأجناس التى تكون منها شعب السامرة وفى (10) أسنفر = قد يكون هو أشور بانيبال الذى ملك فى أشور سنة 668 – سنة 626 ق. م وكان هذا ملكاً عظيماً وحارب أخاه والى بابل الذى كان قد عصاه وحارب عيلام فلعله الملك الذى نفى بعض البابليين والشوشنيين (سكان شوشن) وأسكنهم مدن السامرة. وقد يكون هو أسر حدون نفسه أو قائداً أنابوه لهذه العملية:-

فى عبر النهر = أى ما غرب نهر الفرات. ولاحظ كثرة أعداء شعب الله. وإلى آخره = أصل العبارة فى لغتها الأصلية تعنى ” فلتدم لكم الصحة والسلام كما أنتم الآن “

 

الآيات 11-16

“هذه صورة الرسالة التي ارسلوها اليه الى ارتحششتا الملك عبيدك القوم الذين في عبر النهر الى اخره. ليعلم الملك ان اليهود الذين صعدوا من عندك الينا قد اتوا الى اورشليم ويبنون المدينة العاصية الردية وقد اكملوا اسوارها ورمموا اسسها. ليكن الان معلوما لدى الملك انه اذا بنيت هذه المدينة واكملت اسوارها لا يؤدون جزية ولا خراجا ولا خفارة فاخيرا تضر الملوك. والان بما اننا ناكل ملح دار الملك ولا يليق بنا ان نرى ضرر الملك لذلك ارسلنا فاعلمنا الملك. لكي يفتش في سفر اخبار ابائك فتجد في سفر الاخبار وتعلم ان هذه المدينة مدينة عاصية ومضرة للملوك والبلاد وقد عملوا عصيانا في وسطها منذ الايام القديمة لذلك اخربت هذه المدينة. ونحن نعلم الملك انه اذا بنيت هذه المدينة واكملت اسوارها لا يكون لك عند ذلك نصيب في عبر النهر.

اليهود = أطلق هذا الإسم أولاً على أهل المملكة الجنوبية أى يهوذا وبنيامين. وبعد العودة من السبى صار إسماً لكل اليهود من كل الأسباط اليهود الذين صعدوا من عندك = أى الذين عادوا من السبى. العاصمة الردية = إشارة إلى تاريخ أورشليم التى عصت ملوك أشور وبابل قديماً ولاحظ أن أعداء اليهود فى رسالتهم يهولون الأمور ويبالغون حتى يثيروا الملك ضدهم، فالفرس إشتهروا بأنهم مولعين بتحصيل الضرائب والجزية ليصرفوا منها على جيوشهم الجرارة ونجد هنا أن أعداء اليهود يصورون للملك أن اليهود يبنون الأسوار ليمتنعوا عن دفع الجزية بينما هم يبنون الهيكل الآن وليس الأسوار. ولكن لا مانع للأعداء من ترديد الأكاذيب ضد شعب الله. وإثارة الملوك ضد الكنيسة وضد شعب الله هى حيلة دائمة. وقد فعل اليهود ذلك ضد المسيح حين إتهموه بأنه عدو لقيصر. جزية = ما يدفع للملك. خراج = الرسوم على التجارة وغلة الأرض للإنفاق على المحاكم المحلية. خفارة = الرسوم على عابرى الطرق لأجل إصلاحها ودفع مرتبات رجال أمن الطرق. لاحظ الكذب ففى آية(12) يقولون أكملوا أسوارها وفى آية(16) إذا. . . . أكملت أسوارها. نأكل ملح دار الملك = أى كانوا فى خدمة الملك ولهم مرتبات منه فلا يليق بهم أن يروا ضرر الملك وهكذا حاولوا أن يستروا غايتهم الحقيقية. ونلاحظ أن من يأكل ملح دار الملك يجد نفسه ملزماً بهذا فكم وكم نحن الذين أخذنا كل خيراتنا من الله يكون مجد الله هو هدفنا.

سفر الأخبار = سجلات الحكومة. للملوك والبلاد = أى الملوك وغيرهم من حكام البلاد الذين كانوا تحت سلطة الملك أرتحشستا. منذ الأيام القديمة = إشارة لتمرد صدقيا على نبوخذ نصر

لا يكون لك عند ذلك نصيب فى عبر النهر= هذا مكر الحية فمتى لو فُرِض أن اليهود بنوا أسوار أورشليم فهل يمنع هذا كل البلاد غرب نهر الفرات من دفع الجزية، هذا لن يتم إلا بتكوين دولة يهودية كبيرة تسيطر على كل ما فى غرب النهر وهذا هو التهويل لإثارة الملك.

 

الآيات 17-22

فارسل الملك جوابا الى رحوم صاحب القضاء وشمشاي الكاتب وسائر رفقائهما الساكنين في السامرة وباقي الذين في عبر النهر سلام الى اخره. الرسالة التي ارسلتموها الينا قد قرئت بوضوح امامي. وقد خرج من عندي امر ففتشوا ووجد ان هذه المدينة منذ الايام القديمة تقوم على الملوك وقد جرى فيها تمرد وعصيان. وقد كان ملوك مقتدرون على اورشليم وتسلطوا على جميع عبر النهر وقد اعطوا جزية وخراجا وخفارة. فالان اخرجوا امرا بتوقيف اولئك الرجال فلا تبنى هذه المدينة حتى يصدر مني امر. فاحذروا من ان تقصروا عن عمل ذلك لماذا يكثر الضرر لخسارة الملوك.

حتى يصدر منى أمر = إذا هو لم يغلق الباب نهائياً فجاء من بعده وأعطى الأمر وهذه هى يد الله.

 

الآيات 23-24

حينئذ لما قرئت رسالة ارتحششتا الملك امام رحوم وشمشاي الكاتب ورفقائهما ذهبوا بسرعة الى اورشليم الى اليهود واوقفوهم بذراع وقوة. حينئذ توقف عمل بيت الله الذي في اورشليم وكان متوقفا الى السنة الثانية من ملك داريوس ملك فارس.

بذراع وقوة = الشيطان يقف بكل قوته لمنع العمل.

سؤال :- لماذا توقف البناء هل هذا يرجع لقوة المقاومة؟ لا بل لتراخى من يبنى فهم لم يصلوا ولا صاموا وظلوا فى حالة تراخى إلى أن قام حجى النبى وكلمهم بعنف.

فاصل

فاصل

تفسير عزرا 3

تفسير سفر عزرا
القمص أنطونيوس فكري

تفسير عزرا 5
تفسير العهد القديم

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى