ولكن متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض
“ولكن متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض” (لو ۸:۱۸)
عنصر العلاقة الشخصية بالمسيح؛ يشكل في الإيمان المسيحي أعظم وأخطر الأركان التي تقوم عليها حياة الإنسان في المسيح يسوع .
لأنه إما أن ينحصر الإيمان في المدارك العقلية ليبقى المسيح شخصية في أخرى يقترب منها العقل وقتما يشاء ويتأمل ويناظر ويصف ويتحدث عن شخص اسمه يسوع المسيح، حتى ولو بلغ أنه هو ابن الله، الله الظاهرفي الجسد وأنه المخلص والفادي، ولكن كل ذلك من مدارك العقل والحفظ والاستذكار. وإما أن يكون الإيمان عن شهادة الروح والإحساس بالانطباع الكياني الذي أنشأه المسيح في الإنسان الجديد الجواني عن الابن الوحيد المحبوب، الذي طبع بصمات جروحه على الصليب هيكل جسدنا الجديد ووهبه روح قيامته.
هذا هو واقع إيمان الروح وليس العقل المدرك لماهية ابن الله. فالإيمان بالمسيح يكون على درجتين: الأولى: الدرجة الإنسانية العقلانية الذكية الفاهمة لماهية الرب الإله التي يمكن أن نكتب عنها الكتب ونتكلم ونتحدث باستفاضة عن كيان إلهي آخر نراه من بعيد ونحكي عنه.
والثانية: الدرجة الروحانية التي عن وعي الروح ترى الرب الروح وتحسه، لا إحساس الآخر، ولكن الإحساس الذي يتلاشى فيه “الأنا” أي الذات.
فمنه هو أستمد إحساسي بذاتي، إذ لا وجود لي إلأ به وفيه: «الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح، وأوجد فيه». واضح من كلام الرسول أنه خسر كل الأشياء ولم يبق له شيء إلا المسيح وهذا الذي ملأ كيانه ووجدانه، فلم يعد يفكر أو يحس بشيء إلأ فيه.
المسيح هو الكل الذي يملأ الكل : « الكل في الكل » ، ولا يستطيع إنسان فرد أن يستوعبه إلا بقدر ما يملأه ، ويستحيل أن يستوعبه أحد مهما بلغ من الإيمان به إلا بقدر ما يشترك فيه ويتحد .
فالمسيح يستعلن نفسه لي بقدر ما يسعه إيماني وتدركه روحي. وخارجاً عن نفسي وعن روحي لا أدرك المسيح إلا بعقلي باعتباره آخر . وفرق بين أن يستعلن المسيح نفسه لي ، وبين أن أدركه أنا بعقلي . فما يستعلنه المسيح من نفسه لي هو حصيلة إيماني واتحاده بي بنعمته . أما إدراكي أنا للمسيح بعقلي فلا علاقة له بإيماني ولا يوصلني إلى الاتحاد به ، بل يظل خارجاً عني إلى أن أقبله بإيماني فيستعلن نفسه لي ، وباستعلان الروح أدركه .
إذن ، أصبح الإيمان بالمسيح هو حقيقة صلتي بالمسيح وصلة المسيح بي . فالثبوت في المسيح وثبوت المسيح فيَّ المعبَّر عنه بالاتحاد بالمسيح الذي هو الشركة المقدسة بالروح والحياة في المسيح ، هو معيار الإيمان الصحيح والعملي : « أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح » .
لذلك فإن معرفة المسيح والإيمان به هي معرفة ذاتية وليست فكرية : “لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم” .. هنا الإيمان بالمسيح إيمان بذاته أنه الكائن بذاته ، وهو لقب يهوه في القديم. والإيمان بذات المسيح لا يأتي بالمعرفة العقلية ، بل بقبوله الشخصي باعتباره أنه هو حياتنا الجديدة ، حياتنا الحقيقية ، التي كانت مخفية عند الآب وأُظهرت لنا بحسب خبرة القديس يوحنا الاستعلانية للمسيح الكلمة .
الإيمان المسيحي مصدره الإنسان الجديد المخلوق على صورة الله في القداسة والحق، لذلك يُحسب الإيمان للإنسان أنه عمل كبير جداً وهام للغاية.
فإذا وضعنا الإيمان بالمسيح في وضعه الصحيح على أنه تعبير الإنسان الجديد فينا المولود من الله على صورته في القداسة والحق، يعبر به عن صلة حب وقربي واتحاد وشركة؛ هذا يكون هو الإيمان الحقيقي الذي يورث الحياة الأبدية ، بل هو يكون منطوقاً من واقع الإحساس بالوجود في الحياة الأبدية في حالة شركة مع الآب وابنه يسوع المسيح، حيث يكون لنا الفرح الكامل، الضائع منَّا الآن بسبب عدم صحة إيماننا بالمسيح. إذ اقتصر على إدراك العقل لصفات الابن اللاهوتية دون إحساس واقعي وشركة أو محبة صادقة.
للأسف، لقد ضاع منا الإحساس أننا مولودون من الله، وأننا مسلحون ببر المسيح، والشرير لا يمسنا، وأن لنا بصيرة لتعرف الحق، وأننا في الحق و الحياة الأبدية لأننا في المسيح يسوع نعيش. هذا كله ضاع منا بسبب ضياع مفهوم أن الإيمان بالمسيح هو عمل الإنسان الجديد المولود من الروح، وان الإيمان الحقيقي هو حالة حب واتصال بالمسيح، وليس مجرد تصور عقلي نحفظه بفمنا ونتلوه بلساننا، ووعينا الروحي غائب.
والآن، هل أنت مؤمن بالمسيح حقاً؟ هل عندما يأتي المسيح يجد عندك إيماناً؟
الإيمان المسيحي مصدره الإنسان الجديد المخلوق على صورة الله في القداسة والحق ، لذلك بحسب الإيمان للإنسان أنه عمل كبير جداً وهام للغاية . فإذا وضعنا الإيمان بالمسيح في وضعه الصحيح على أنه تعبير الإنسان الجديد فينا المولود من الله على صورته في القداسة والحق ، يعبر به عن صلة حب وقربي واتحاد وشركة ؛ هذا يكون هو الإيمان الحقيقي الذي يورث الحياة الأبدية ، بل هو يكون منطوقة من واقع الإحساس بالوجود في الحياة الأبدية في حالة شركة مع الآب وابنه يسوع المسيح ، حيث يكون لنا الفرح الكامل ، الضائع منا الآن بسبب عدم صحة إيماننا بالمسيح.
إذ اقتصر على إدراك العقل لصفات الابن اللاهوتية دون إحساس واقعي وشركة أو محبة صادقة. وكان من نتيجة عدم صحة إيماننا بالمسيح على مستواه الروحي من واقع إحساس الإنسان الجديد المولود من الله ، أننا لازلنا نشعر أننا خطاة وأننا نعيش في إنساننا العتيق غرباء عن الله والمسيح ، في حين أن أهم صفة للإنسان الجديد المولود من الله أنه لا يخطئ .
للأسف ، لقد ضاع منا الإحساس أننا مولودون من الله ، وأننا مسلحون ببر المسيح ، والشرير لا يمسنا ، وأن لنا بصيرة لنعرف الحق ، وأننا في الحق وفي الحياة الأبدية لأننا في المسيح يسوع نعيش. هذا كله ضاع منا بسبب ضياع مفهوم أن الإيمان بالمسيح هو عمل الإنسان الجديد المولود من الروح ، وأن الإيمان الحقيقي هو حالة حب واتصال بالمسيح ، وليس مجرد تصور عقلي نحفظه بفمنا ونتلوه بلساننا ، ووعينا الروحي غائب . والآن ، هل أنت مؤمن بالمسيح حقا ؟ هل عندما يأتي المسيح يجد عندك إيمانا ؟
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين