تفسير سفر إشعياء ١٦ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس عشر

 

آية (1)أرسلوا خرفان حاكم الأرض من سالع نحو البرية إلى جبل ابنة صهيون.

كان الموآبيون رعاة خرفان. وكانوا يدفعون الجزية ليهوذا من هذه الخرفان. وكانوا حينما يتمردون يمتنعون عن إرسالها. وهنا مشورة من النبي لهم بإرسال الجزية، فهم سيحتاجون ليهوذا في هروبهم. حاكم الأرض = هو ملك يهوذا. وسالع = هي مدينة أدومية تحت تسلط موأب.

 

آية (2) و يحدث انه كطائر تائه كفراخ منفرة تكون بنات مواب في معابر ارنون.

في هروبهم من موآب إلي يهوذا سيكونون. كطائر تائه. أرنون = علي حدود موآب الشمالية. وطالما سيهربون إلي يهوذا فعليهم من الآن أن يقدموا خرافهم لملك يهوذا. ونحن سنهرب إلي الله أو سنذهب إلي الله في نهآية أيامنا فلنقدم له أنفسنا كخراف مذبوحة (رو 12 :1) عوضاً عن كبريائنا (كما كانت موآب متكبرة آية 6). وهذا ما يعطينا سلام هنا وحياة أبدية.

 

آية (3) هاتي مشورة اصنعي إنصافا اجعلي ظلك كالليل في وسط الظهيرة استري المطرودين لا تظهري الهاربين.

علي يهوذا أن تحمي ولا تظهر الموأبيون الذين إحتموا بها.

 

آية (4) ليتغرب عندك مطرودو موآب كوني سترا لهم من وجه المخرب لأن الظالم يبيد و ينتهي الخراب و يفنى عن الأرض الدائسون.

أشور الظالمة ستبيد وتفني من علي وجه أرض موآب.

 

آية (5) فيثبت الكرسي بالرحمة و يجلس عليه بالأمانة في خيمة داود قاض و يطلب الحق و يبادر بالعدل.

سيثبت كرسي ملك يهوذا بالرحمة التي سيظهرها لموآب. ولكن طبيعة الكلمات تشير للمسيح الجالس علي كرسي يهوذا في خيمة داود أي الكنيسة جسده وهو يحكم علي يهوذا والأمم (موآب) ويحمي كل من يلتجئ إليه. وهو ملك علي قلوب شعبه وكنيسته برحمته التي ظهرت في صليبه.

 

آية (6) قد سمعنا بكبرياء مواب المتكبرة جدا عظمتها و كبريائها و صلفها بطل افتخارها.

نبوة بان موآب لن تقبل النصيحة فيخربون لكبريائهم. والنبي هنا يكشف سبب الجرح. والكبرياء يمنع صاحبه من سماع المشورة الصالحة. وفعلاً موأب لم تقبل النصيحة ولم ترسل الجزية.

 

آية (7) لذلك تولول مواب على مواب كلها يولول تئنون على أسس قير حارسة إنما هي مضروبة.

وبالتالي عليهم أن يولولوا لأن رجاءهم بيهوذا إنقطع. قير حارسة = هي قير موآب التي لم يبق منها غير أسسها التي يئنون عليها فبيوتها هدمت. تولول موآب علي موآب = لا يوجد سبب يشجع به أحد الآخرين بل الكل يولول.

 

آية (8)لان حقول حشبون ذبلت كرمة سبمة كسر أمراء الأمم أفضلها وصلت إلى يعزير تاهت في البرية امتدت أغصانها عبرت البحر.

كرمة سبمة = مشهورة بخمرها وكسرها الأشوريون المغرمون بتكسير كل شيء حتى لو لم يكن فيه فائدة لهم. وصلت إلي يعزير = مدينة شمالي سبمه علي بعد 15 ميلاً. وهذا يدل علي أتساع الكرم. تاهت في البرية = أي الكروم وصلت للبرية شرقاً.

 

آيات (9، 10) لذلك ابكي بكاء يعزير على كرمة سبمة أرويكما بدموعي يا حشبون و العالة لأنه على قطافك و على حصادك قد وقعت جلبة. و انتزع الفرح و الابتهاج من البستان و لا يغنى في الكروم و لا يترنم و لا يدوس دائس خمرا في المعاصر أبطلت الهتاف.

هنا نري النبي بمشاعره الرقيقة يبكي خراب موآب ومصائبها. جلبة = صوت قتال بدل الفرح. أبطلت الهتاف = هذا إذن عمل الرب نفسه.

 

آية (11) لذلك ترن أحشائى كعودٍ من أجل موآب وبطنى من أجل قير حارس.

هذه مشاعر النبى الذى مازال يئن.

 

آية (12) و يكون إذا ظهرت إذا تعبت مواب على المرتفعة و دخلت إلى مقدسها تصلي أنها لا تفوز.

حينما يدخلون لهياكل آلهتهم ويظهرون فيها لا ينجحون، لأن ليس أسم آخر تحت السماء أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص إلا إسم يسوع المسيح. ويخزي جميع المتكلين علي صنعة الأيدي أما طالبو الرب فلا يعوزهم شيء من الخيرات.

 

آيات (13، 14) هذا هو الكلام الذي كلم به الرب مواب منذ زمان. و الآن تكلم الرب قائلا في ثلاث سنين كسني الأجير يهان مجد مواب بكل الجمهور العظيم و تكون البقية قليلة صغيرة لا كبيرة

يظهر أن إشعياء يحدد هذا الخراب أنه سيأتي بعد نبوته هذه بمدة 3 سنوات. وهي كسني الأجير أي محسوبة بكل دقة لا يزاد عليها فإن الأجير يستثقل مهمته وخدمته ويطلب سرعة كمالها. وهذا الخراب الذي تنبأ عنه إشعياء كان بيد ملك أشور ولكن خراباً أشد كان ينتظرها علي يد ملك بابل تنبأ عنه أرميا (ص 48).

فاصل

فاصل

تفسير إشعياء 15 تفسير سفر إشعياء
القمص أنطونيوس فكري
تفسير إشعياء 17
تفسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى