تفسير سفر إشعياء ٣٥ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الخامس والثلاثون

 

في ص (34) رأينا الله يدين أعداء شعبه، وكان هذا لأجل بنيان شعبه وتمجيدهم وكل هذا تم بالصليب. وهذا الإصحاح قد يشير لعودة إسرائيل من السبى كرمز أو ازدهار مملكة حزقيا كرمز ولكنه يشير حقيقة لازدهار كنيسة المسيح وللخلاص بالصليب، المسيح يسكب مجده على كنيسته.

 

آية (1)  تفرح البرية و الأرض اليابسة و يبتهج القفر و يزهر كالنرجس.

هنا نرى فرح الأرض بتقييد الشيطان، أو هو فرح اليهود برجوعهم من سبى بابل أو فرح الأمم بالإيمان والحرية أو فرح الكنيسة بالخلاص. عموماً فالفرح هو سمة كنيسة العهد الجديد. و الفرح ناشئ من أن القفر قد أزهر أثمر.

 

آية (2) يزهر إزهارا و يبتهج ابتهاجا و يرنم يدفع إليه مجد لبنان بهاء كرمل و شارون هم يرون مجد الرب بهاء إلهنا.

هم يرون = المؤمنون يرون مجد الرب فيما هم فيه من جمال وثمار ومجد فالله أعطاهم جمالاً كجمال لبنان. ومجد الرب وبهاؤه يتجلى في القلب كعربون للمجد الأبدي السماوي. (2 كو 17 – 18)

 

آيات (3، 4)  شددوا الأيادي المسترخية و الركب المرتعشة ثبتوها. قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا إلهكم الانتقام يأتي جزاء الله هو يأتي و يخلصكم.

شددوا الأيادي = هنا نجد نغمة الجهاد مع الإيمان. فلنشجع بعضنا بعضاً ولا نشك في المواعيد. وليصير الإنسان سنداً لإخوته الضعفاء. و هو يأتي ويخلصكم = قد يكون الخلاص من أشور أو بابل لكن النبي يتحدث عن الخلاص بالمسيح.

 

آيات (5، 6)  حينئذ تتفقح عيون العمى و أذان الصم تتفتح.حينئذ يقفز الأعرج كالأيل و يترنم لسان الأخرس لأنه قد انفجرت في البرية مياه و انهار في القفر.

المعنى أنه بحلول الروح القدس تتفتح العيون الروحية والبصيرة الداخلية تنفتح لتعاين الأسرار الإلهية والأذن الداخلية تسمع صوت الله وتستعذبه. والأخرس روحياً يترنم بتسابيح. و المسيح صنع هذه المعجزات فعلاً فقد فتح عيون العمى وشفى الأخرس ليثبت أنه مرسل من الآب.والسيد المسيح إستعمل هذه الآية فى الرد على تلاميذ يوحنا المعمدان ليعلن لهم من هو( مت2:11-6)

 

آية (7)  و يصير السراب أجما و المعطشة ينابيع ماء في مسكن الذئاب في مربضها دار للقصب و البردي.

السراب هو خداع، منظر لماء غير موجود، هو كنآية عن خيرات غاشة يطلبها الناس ولا يحصلون عليها، أما الأجم فهي أماكن يوجد فيها ماء، وهى كنآية عن خيرات حقيقية يعطيها الله لشعبه. فعوض الجفاف يصير فيض ماء هو فيض الروح القدس (يو 7 : 37، 38) فيتحول المرار في نفس الإنسان لتعزيات. والأماكن التي كانت بلا ماء ويسكنها الذئاب (الشياطين) صارت مملوءة ماء حتى تصبح دار للقصب والبردي. هكذا نفوسنا بعد أن كانت مسكناً للشياطين أصبحت هياكل للروح القدس ليسكن فيها.

 

آية (8)  و تكون هناك سكة و طريق يقال لها الطريق المقدسة لا يعبر فيها نجس بل هي لهم من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل.

السكة = قد تكون الطريقة التي يهيئها الله لشعبه للعودة من السبى. وفى العهد الجديد فالطريق هو المسيح. وقد هيأ لنا الكنيسة بأسرارها كوسائط للخلاص. وكما يطمئن الله اليهود المسبيين في بابل أن يعودوا فهو قد هيىء السكة، هكذا يعطينا طمأنينة قائلا “أنا هو الطريق”.

 

آيات (9 ،10)   لا يكون هناك أسد وحش مفترس لا يصعد إليها لا يوجد هناك بل يسلك المفديون فيها.و مفديو الرب يرجعون و يأتون إلى صهيون بترنم و فرح ابدي على رؤوسهم ابتهاج و فرح يدركانهم و يهرب الحزن و التنهد.

الأسد = يشير لكل من ضايق شعب الله (سنحاريب / الشيطان). المفديون = هم المحررون من عبودية (بابل / إبليس). إلى صهيون = كان الوعد أن المفديون يصلون لصهيون أو لأورشليم السمائية. وعلى رؤوسهم = فرح أبدى كأكاليل.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى