تفسير سفر يونان – مقدمة للقمص مكسيموس صموئيل

مقدمة

يونان النبي :-

معنى اسمه ورمزيته :-

  • يونان اسم عبري يعني يونا أي حمامة، ويرى العلامة جيروم أنه يعني المتألم. 
  • أما رمزيته تعني أن الحمامة ترمز للروح القدس فيونان جاز في بطن الحوت 3 أيام و 3 ليالي كرمز لموت ربنا يسوع في القبر وقيامته بعد 3 أيام وبهذا بعد صعوده حل الروح القدس على تلاميذه.

نبوته :

  •  تنبأ عن أن الله يرد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالاً وجنوباً إلى بحر العربة وخليج العقبة.
  • وأيضا تنبأ عن إنقاذ إسرائيل من آرام.

زمان ومكان نبوته :-

  • تنبأ في عصر يربعام الثاني ( 2 مل 25:14)
  •  كان نبياً للمملكة الشمالية ( 825 – 784 ق.م) وكان معاصراً لعاموس النبي.
  • عاش في جت حافر في الجليل.
  •  كتب نبوته بعد عودته من نينوى.

يونان في التقليد اليهودي :-

  • هو ابن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه إيليا من الموت.
  • فكان أممياً من ناحية والدته ولهذا بعثه الله إلى نينوى الأممية.

نينوى :-

نينوى تاريخياً وجغرافيا :-

جغرافيا :-

  • هي عاصمة المملكة الآشورية التي سبت المملكة الشمالية.
  • جددها سنحاريب كعاصمة له ( 2 مل 36:19).
  • تقع نينوى على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
  • مدينة الموصل الحالية تأخذ 2/1 موقع نينوى القديم.
  • تقع على رافد الخسر الذي يتلاقى مع رافد الزاب على بعد 27 ميلاً لكن العبرانيين يسمون المنطقة كلها التى تشمل الخسر والتقائه بالزاب بنينوى.

 تاريخياً:-

  • في منتصف القرن السابع أخذت في الانحلال.
  • وفي عام 625 ق. م. قام نبوبلاسر البابلي بإعلان استقلاله عنها.
  • وفي عام 612 ق. م. قام نبوبلاسر البابلي بغزوها وتدميرها وساعده في ذلك فيضان نهر دجلة في ساحات الشوارع فصارت المدينة أطلالاً.

وصف الأنبياء لها : سماها ناحوم مدينة الدمار، أما صفنيا فتنباً عليها بالخراب.

قسوة ملوكها : كان ملوكها قساة إذ كانوا يتسلون بالفرجة على الأسرى الذين كانوا يقطعون أنوفهم وآذانهم ويسحلون عيونهم.

غنى المدينة وعبادتها : كانت المدينة غنية جداً إذ كان الملوك يجلبون إليها الغنائم ويحسبوا العالم كله متعبداً لها.

كانت تتعبد هذه المدينة للعشتاروت الذي كان يعبده كل منطقة كنعان القديمة.

سفر یونان رمزياً:-

1- نينوى كمدينة أممية تظهر مدى صدق توبتها وقبولها الله رمزاً لما تم في العهد الجديد وتابوا أما اليهود فرفضوه وصلبوه وهم أيضاً رفضوا حيث قبل الأمم الإيمان بربنا يسوع الأنبياء قبلاً وقتلوهم ورجموهم.

2- رئيس النوتية وركاب السفينة التي هرب فيها يونان من الرب إذ هم طلبوا إلههم في الضيقة ولما عرفوا رب يونان آمنوا به ونذروا نذراً بل طلبوا من إله يونان أن لا يحسب دم يونان عليهم لإلقائهم إياه في البحر.

الحيتان (الحوت) ويونان :-

من المؤكد أن الذي ابتلع يونان ليس سمكة ضخمة لكنه كان حوت لأن الكلمة اليوناني في السفر Ketos وتعني حوت، ويذكر سفر التكوين أن الله خلق التنانين العظام وغالباً هي الدولفين.

منشأ الحيتان وسلوكها :-

 تعتبر الحيتان أضخم المخلوقات والأكثر عجباً وسحراً بين الكائنات، وأكثر الحيتان ضخامة هو أنثى الحوت الأزرق blue whales ، وإن كان اصطياد حوت مغامرة خطرة ولكنها تعود بثروة عظيمة من كميات الزيت واللحم فإن حوت واحد يكفي لإطعام قرية بأكملها طوال الشتاء ولكن العلماء حذروا من استمرار صيد الحيتان لأنها مهددة بالانقراض وأعدادها في تناقص مستمر.

والحيتان تختلف عن الأسماك الضخمة والتي يطلق عليها وحوش البحر فالأسماك جميعها تبيض أما الحيتان فهي حيوانات ثديية بحرية تلد وذات دماء دافئة وتتنفس الهواء من الرئة، فالحيتان انحدرت من ملايين السنين من حيوانات برية قليلة الشعر وذات أربع كانت تعيش على اليابسة، تحولت فيها الأطراف الأمامية إلى زعانف واختفت الأطراف الخلفية وتكون من الذيل ذنب الحوت، وأخذت الحيتان تدريجياً شكلاً إنسيابياً مكنها من الحياة في الماء، كما تلاشى كل الشعر فيما عدا قليل من الزغب على الرأس وتحرك الأنف إلى قمة الرأس حيث كون منخر الحوت وتكون تجويف أنفي كبير واختفت الأذن الخارجية ولكن بقيت الأذن الداخلية ويبدو أن حدة حاسة السمع عند الحيتان أكثر من أي حيوان ثدييى أخر والسمع الحاد فيها يفوق فائدة العينين وبواسطة السمع يمكن للحوت أن يتحسس وجود العوائق ويجد الغذاء ويمكنه الاتصال بزملائه من نفس الفصيلة أو القطيع وتنبعث من الحيتان أصوات أشبه بالأغاني ولها نغمات تختلف باختلاف أنواع الحيتان، وحاسة السمع فيها تحدث عن طريق إرسال موجات صوتية ترتطم بالأشياء ثم ترتد إليها ثانية وتحدث ذبذبات في الأذن الوسطى.

وهكذا أخذت الحيتان حياتها الجديدة في البحار ولكنها تتصرف في حياتها وسلوكها إلى حد كبير بطريقة تشبه الحيوانات البرية، فتلد الأم الصغار وترضعها وتحملها إلى سطح الماء لتأخذ الهواء وتتنفس.

حياة الحيتان وهجرتها :-

تعيش الحيتان أساسا فى المحيطات والمياه الباردة ويساعدها فى ذلك ما تخزنه من دهون ووجود تكييفات خاصة بجسمها تمكنها من العيش فى المناطق الباردة، وتحتفظ الحيتان بملايين السعرات الحرارية، والحيتان دائمة السباحة في المياه لأن ما تفقده من طاقة وهي ساكنة أكثر منها وهي تسبح لذلك فالسباحة الدائمة تجعلها تحتفظ بحرارة جسمها في المياه.

 وتهاجر الحيتان من المناطق الباردة إلى البحار الدافئة للتزاوج وولادة الصغار في المياه الدافئة حيث أن الصغار لا تحتمل برودة المياه، ويولد الصغير بعد فترة حمل نحو عشرة أشهر ويولد من رحم الأم ويبدأ في الرضاعة من ثدي أمه لعدة أشهر ويسبح في الماء منذ ولادته، والحوت حديث الولادة يصل طوله إلى 8.5 متر ووزنه 3 طن، وتتزاوج الحيتان بعد ثلاث سنوات وتمتد دورة حياة الحوت إلى عشرين سنة.

الغطس في الأعماق :-

تتمكن الحيتان من البقاء إلى فترة طويلة تحت الماء تصل إلى ساعتين وتستطيع الغوص في الأعماق التى تصل لعدة كيلو مترات تحت ضغط جوى عالى وتساعد تكييفات خاصة في الأجهزة التنفسية والدموية للحيتان على الاحتفاظ بكميات من الأكسجين الأنف الموجود فى أعلى الرأس يؤدى مباشرة إلى الممرات الهوائية المؤدية إلى الرئة بدون الاتصال بالحلق وعندما يتنفس الحوت على السطح يخرج الهواء من الممرات ويحدث علامة مرئية من الهواء المكثف وهي صفة تميز الحيتان، وطريقة التنفس في الحيتان أن الحوت يخرج إلى سطح الماء ويستنشق كمية كبيرة من الهواء فتمتلئ به الرئة المرنة وتوجد شبكة من أوعية دموية معينة تنتشر في جميع أنحاء جسم الحوت تقوم هذه الأوعية بتخزين الأكسجين الزائد وينتقل الأكسجين من الدم إلى العضلات، والتمثيل الغذائي للحيتان يعمل على توفير كميات الأكسجين لذلك يستطيع الحوت الانتظار طويلاً تحت الماء بين فترات الشهيق وهذا يفسر كيف عاش يونان في بطن الحوت وكيف كان يتنفس إذ كان في كل مرة يخرج الحوت إلى سطح الماء ويستنشق الهواء كان يمد یونان بما يحتاجه من الأكسجين النقي حيث أن كمية الأكسجين الوفيرة المخزنة في الأوعية الدموية الخاصة تساعد على ذلك، وحينما يغوص الحوت في الأعماق ثانية كانت تغلق فتحات الأنف بواسطة صمامات وتبطئ ضربات القلب ويتحكم الحوت في هذا الوقت في الأكسجين المختزن وتعايشا الحوت ويونان في هذه الثلاثة أيام يقتسمان الأكسجين المختزن ويتنفسان معا.

أنواع الحيتان :-

تنتمي الحيتان والدولفين إلى فصيلة (رتبة Catacea (Order وهي كلمة من أصل يوناني ومشتقة من كلمة Ketos وتعني حوت.

 وتنقسم أنواع الحيتان إلى قسمين ‏(Sub-Order)

أولاً : الحيتان الخالية من الأسنان  وتسمىMysticeti or baleen whales‏.

ثانيا : الحيتان ذات الأسنان Odontoceti

ويعتبر أهم فرق مميز بين هذين النوعين هو في أجهزة تغذيتها، ومن أمثلة الحيتان الخالية من الأسنان حيتان البالين وأهمها نوع ضخم يسمى الحوت وهو أضخم حيوان على الأرض blue whales الأزرق ويبلغ فيه طول الأنثى البالغة 30.50 متراً وأقل طول في هذا النوع يبلغ 21 متراً، وتزن الأنثى 150 طن، وجميع أنواع حيتان البالين لا توجد بها أسنان وبدلاً منها توجد ألواح عبارة عن صفائح من مادة صلبة هدبية وهي امتداد طبيعي لجلد الحوت مثل الأظافر في الإنسان وهي معلقة إلى أسفل من الفك العلوي، بهذه الألواح يصفى الحوت الغذاء من ماء البحر، وحيتان البالين لها طريقة خاصة في الأكل إذ تندفع بسرعة في الماء وهي فاتحة فمها على اتساعه وتبتلع كل ما يصادفها من حيوانات عائمة وأسماك وقشريات، كما يتميز الحوت الأزرق بوجود أخاديد طويلة في الحلق تمكنه من التمدد أثناء عملية البلع، وأثناء اندفاع الحوت بسرعة في الماء يندفع الغذاء بقوة تجاه ألواح البالين التي تشبه الحصيرة ويغلق الحوت فمه ويرفع لسانه فيندفع الماء إلى الخارج من بين ألواح البالين حيث تكون الشفاه غير محكمة الغلق فيخرج الماء تاركاً الغذاء في داخل تجويف الفم، والذي يدفع بواسطة اللسان إلى الخلف حيث يتم بلعه ثم يدخل إلى تجويف البطن المكون من أربع حجرات وهناك يتم هضمه، وعملية البلع هذه تفسر كيف أن الحوت ابتلع يونان ولم يمزقه أو يمضغه وظل يونان حياً في واحدة من حجرات تجويف بطن الحوت وهو ما يسمى جوف الحوت.

لقد كان يونان ضيفاً أقام في جوف حوت كريم ابتلعه واستقر في أحد الحجرات الداخلية بالحوت، وكان في حماية من أهوال البحر وأمده بالأكسجين اللازم ليتنفس به وسار به في البحر وأخيراً طرحه على الشاطئ إذ ” أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر ” (10:2)

أحداث حول قصة يونان :- 

شكك أعداء الكتاب المقدس في قصة يونان النبي وادعوا أنها قصة من نسج الخيال معترضين على بقاء يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام، ولكن المؤمنين الذين يثقون في صدق كل كلمة في الكتاب المقدس فرحوا بقصة يونان وابتهجوا بها فالسيد المسيح أكد حقيقة الحدث وأن يونان شخصية حقيقية حينما ذكر أن يونان كان رمزاً له (مت 40:12) ، وجاءت الدراسات العلمية تضع توثيقا على صحة ابتلاع الحوت ليونان بعد الحصر العلمي لأنواع الحيتان ودراسة التركيب التشريحي للحوت بأجناسه وأنواعه ولا نكتف بهذه القرائن لكن هناك أحداث مشابهة لقصة يونان حدثت في أماكن متعددة نذكر بعضاً منها :

– نظراً لضخامة رأس الحوت يوجد به فراغات واسعة والتجويف الأنفي واسع حتى أن شخص وزنه 100 كجم تمكن من المرور من فم حوت ميت إلى تجويفه الأنفي بسهولة.

– عثر على شخص حيا في التجويف الأنفي لحوت ضخم ظل لمدة ثلاثة أيام.

– وحدث أن كلباً فقد من صائد حيتان ولكنه وجده بعد ستة أيام في رأس أحد هذه الحيتان الذي اصطاده وكان لا يزال حياً وكان موجوداً في التجويف الأنفي للحوت.

– في جزر هاواي فقد جندي في الماء وبعد شهر تمكنت جماعة من الصيادين اليابانيين من سكان الجزيرة ( هيلو ) أن يصطادوا سمكة من أسماك القرش الضخمة، ووجدوا في معدتها الهيكل العظمي للرجل المفقود، ولاحظوا أن عظام الرجل لم تكن مكسرة مما يدل أن هذا النوع وهو لا أسنان له يمكنه أن يبتلع رجلاً دون أن يطحنه.

– حدث في جزر هونولولو قصة مشابهة عن تاجرين خرجا في قارب للصيد واختفيا، وبعد عدة أيام عثر ثلاثة صيادين على سمكة ضخمة من أسماك القرش ووجدوا في جوفها جثة أحد التاجرين وقد تعرفوا عليه من أسنانه الصناعية.

– وفي سنة 1891م. تم اصطياد حوت بواسطة أحد رؤساء قوارب الصيد باسكتلندا يدعي جيمس بارتلي فضربه بحربة الصيد لكن الحوت ضرب القارب ضربة قوية حطمته وسقط الصيادون في البحر ونجوا وفقد جيمس بارتلي وبعد أن اصطادوا الحوت الذي كان ينازع الموت وجدوا بارتلي في داخله حيا بعد مرور 36 ساعة على ابتلاعه ولقبته الصحافة الفرنسية ” بيونان الثاني “.

– وفي عام 1953م. حدث في القتال الانجليزي وكان أحد البحارة من الأسطول يقوم بالصيد فسقط في الماء وقبل أن يتمكن زملاؤه من انتشاله من الماء ابتلعه حوت ضخم وطاردته واحدة من السفن التي بالقنال وبعد 48 ساعة وجد الحوت وقتل بمدفع تزن قنبلته رطل وبعد سحب الحوت إلى الشاطئ وفتحوا بطنه استعداداً لدفن زميلهم بإكرام يليق به، وكم كانت دهشتهم حينما وجدوه حيا وكان مغشيا عليه ويعاني من آثار الصدمة وبعد بعض الإسعافات شفي تماماً وعرض في معرض بلندن تحت اسم “يونان القرن العشرين”. .

وهكذا ثبت من الناحية العلمية والتاريخية أن بعض الأشخاص وجدوا أحياء في بطن الحوت لمدة يومين أو ثلاثة، وقد بقى يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام ولا ننسى أنها كانت معجزة إلهية وكان يونان رمزا للإله العظيم.

سمات السفر :-

1- إعلان محبة الله لكل البشر ليس لليهود فقط إنما للأمم.

2- أعلن عن عصيان يونان نبيه لا للتشهير إنما لإعطاء رجاء لكن نفس ضعيفة.

3- أبرز الجوانب الطيبة للأمم مثل : رئيس النوتية ورجاله المملوءين حكمة ولطفا، وأيضا ركاب السفينة، والتوبة القوية التي لأهل نينوى (مت 41:12 ).

4- أبرز السفر أن الله محب لنا حتى أنه يسخر كل الخليقة لصالحنا ولكى يصالحنا، فسخر حوتاً لابتلاع يونان ثم يقطينة ثم دودة ثم ريحاً شرقية ضربت رأس يونان لكي يتحاور مع الله.

سفر يونان من الجانب النقدي :-

(1) أشار بعض النقاد أن السفر لم يشير إلى كاتبه أنه يونان النبي ؟

الرد : جاء السفر في مقدمته مثل كثير من أسفار الأنبياء مثل : هوشع ويوئيل وميخا، وصفنيا، وحجي، وزكريا.

(2) يقول المعترضون أن وجود كلمات آرامية لم تظهر في الأسفار المقدسة إلا في زمن بعد السبى مثلما ظهرت في أسفار عزرا ونحميا ودانيال وخصوصاً تعبير إله السماء:

الرد : وجود كلمات آرامية ظهرت بعد السبي في الأسفار المقدسة ليس معنى هذا أنها لم تكون موجودة قبل السبي.
الكلمات الآرامية نظراً لتواجد يونان في نينوى فنقل عن هذه البلاد بعض الكلمات مثلما
كان عزرا ونحميا ودانيال نقلوا عن لغة البلاد التي استوطنوا فيها فترة بعض تعبيرات لغتهم.
 تعبير ” إله السماء ” ( يون 9:1 ) ملائماً لسفر كتب للأمميين حديثي الإيمان مثل البحارة، وملك نينوى، وأهل نينوى.

(3) الكاتب من عصر متأخر عن عصر يونان بدليل عدم ذكر ملك نينوى :-

الرد عدم ذكر اسم الملك ليس دليل على عصر متأخر أو مبكر فعادة كثير من الأنبياء وكاتبى الكتاب المقدس لم يذكروا اسم الملك بل أشاروا إليه في عمله أو بمعنى رمزي مثلما قال معلمنا بولس” أنقذت من فم الأسد ” وكان الأسد هو محاكمته أمام نيرون.

(4) الكاتب من عصر متأخر بدليل اقتباسه من المزامير في صلاته الشعرية في (يون 2)

الرد : سفر المزامير معظمه كتبه داود النبي الذي عاش في الألف الأولى قبل الميلاد أما يونان فسفره كتب قبل دمار نينوى التي دمرت في 612 ق. م. أي في القرن السابع قبل الميلاد فمن الطبيعي أن يقتبس من سالفه داود النبي كما فعلت والدة الإله في تسبحتها فليس دليل عن عصر متأخر بل كل شئ له تاريخ.

سفر يونان واتهام البعض أن كل ما فيه رمزى ولم يحدث حقيقة :

(1) دليل المعارضين الأول أن السفر وضع بين الأسفار النبوية وليس التاريخية :-

الرد : أن سفر يونان به نبوات عن السامرة، وعمل رمزي كما ذكره ربنا يسوع يخص موت ربنا يسوع وقيامته بعد 3 أيام، وأيضاً جاءت صلاة يونان في الإصحاح الثاني نبوة رائعة عن موت ربنا يسوع وحمله خطايا العالم ونزوله إلى الجحيم وقيامته.

(2) توبة أهل نينوى وملكها كانت سريعة :-

هذا ليس دليل عن رمزية السفر لكن جاء السفر ليبين أو يقارن بين عدم قبول إسرائيل لأنبيائهم ورفضهم وقتلهم وبين الأمميين عابدي الأوثان وكيف أثرت كلمات يونان فيهم وهنا واضح أن خطيتهم كانت فيها نوع من الجهل لذلك كانت الاستجابة سريعة.

(3) ما ورد في التشبيهات الرمزية في سفر يونان مستقاة من إرميا النبي وهوشع مثل تشبيه ملك بالتنين ومدة السبي 3 أيام :-

سفر إرميا كتب أثناء وبعد السبي أي متأخراً عن يونان النبي، وأيضا هوشع كتب متأخراً عن يونان فيكون هم الذين استقوا منه وليس العكس.

ملحوظة : الاعتراض بعدم إمكانية بقاء إنسان 3 أيام في جوف الحوت (أنظر ما جاء عن الحيتان سابقاً).

أدلة على أن سفر يونان حقيقة واقعية :-

1- ذكره ربنا يسوع كرمز لموته وقيامته ولم يعترض اليهود عليه كما جاء في (مت 12: 39-40 ؛ لو 11: 29-30)

2- ذكر السفر أشياء حقيقية مثل اسم النبي وأبيه دليل أنهما معروفين لدى اليهود ومعروف مكان نشأتهما ( 2 مل 25:14 ) ، وذكر السفر أماكن حقيقية موجودة في زمانه مثل يافا – ترشيش – نينوى.

3- النبي نفسه في كتابته لم يؤله نفسه بل ذكر خطأه كما فعل كل الأنبياء وكاتبي العهد القديم والجديد مثل موسى وداود ومعلمنا بطرس، فهو يذكر كيف عصى الرب وكيف عوقب وكيف أدى رسالته بل قارن بينه وبين توبة أهل نينوى وفضائل النوتية وأهل السفينة الأمميين.

4- قرر Winchler أن الملك الذي كان على نينوى أيام يونان هو أداد نيراري الثالث (812 – 783 ق. م) إذ وجد تعاليمه فيها تشابه كبير مع يونان النبي وذلك بمقارنة تعاليم وأقوال هذا الملك بالملك المصري أمينوفس الرابع.

أقسام السفر :-

1- يونان وعصيانه وركوبه السفينة ثم دخوله لبطن الحوت (ص 1).

2- صلاة يونان النبوية والشعرية (ص 2).

3- يونان النبي التائب ينذر بالهلاك لنينوى وتوبة أهل نينوى (ص 3).

4- يونان في شرق المدينة مصالحة الله ليونان (ص 4).

فهرس سفر يونان النبي  تفسير سفر يونان
تفسير العهد القديم تفسير يونان 1
القمص مكسيموس صموئيل
تفاسير يونان – مقدمة  تفاسير سفر يونان تفاسير العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى