تفسير سفر إشعياء ٣٦ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس والثلاثون

 

مضمون الأربعة الإصحاحات (36 – 39) هي نفسها مذكورة في (2 مل 18 – 20) غالباً فكاتبها كلها هنا وهناك هو إشعياء نفسه وهذه الإصحاحات جاءت هنا كتحقيق للنبوات السابقة، فكل ما تكلم عنه إشعياء في نبواته ها هو حدث تماماً. وبدآية قصة سنحاريب مع حزقيا أنه طلب جزية حتى لا يضرب المدينة فدفعها حزقيا 300 وزنة فضة + 30 وزنة ذهب لكن سنحاريب غدر بوعده واستدار وضرب يهوذا وأخذ 200.000 أسير وإشعياء هنا لم يذكر هذا فهو يريد أن يظهر إمكانية الغلبة على الأعداء، فهنا نرى إمكانية أن يعيش الإنسان منتصراً. قد ينتصر العدو لفترة لكنه في النهآية سينهزم.

آيات 1-15

آيات (1، 2)   و كان في السنة الرابعة عشرة للمك حزقيا أن سنحاريب ملك أشور صعد على كل مدن يهوذا الحصينة و أخذها.و أرسل ملك أشور ربشاقى من لاخيش إلى أورشليم إلى الملك حزقيا بجيش عظيم فوقف عند قناة البركة العليا في طريق حقل القصار.

ربشاقى = كان رئيس سقاة وكان ضليعاً في اللغة العبرانية.

لاخيش = مدينة فلسطينية على طريق مصر ويبدو أن غرضه كان فتح مصر وفى الطريق قصد تدمير المدن الحصينة. قناة البركة = قناة تحت الأرض لجلب الماء من خارج أورشليم إلى داخلها (7 :3)

 

آية (4) فقال لهم ربشاقى قولوا لحزقيا هكذا يقول الملك العظيم ملك أشور ما هو هذا الاتكال الذي اتكلته.

ظن ربشاقى أن عظمة أشور تستدعى من حزقيا أن يتكل على أحد مثل مصر وينبه هنا أنه باطل الاتكال على مصر أو حتى على الله (وتشكيك ربشاقى في قدرة الله على حمآية شعبه هو عمل الشيطان دائماً، لذلك يقول “ما هذا الاتكال الذى اتكلته”.

 

آية (5)  أقول إنما كلام الشفتين هو مشورة و باس للحرب و الآن على من اتكلت حتى عصيت علي.

معنى الكلام أن مشورة اليهود وبأسهم هو مجرد كلام ولكن بلا فعل.

 

آية (7) و إذا قلت لي على الرب إلهنا اتكلنا افليس هو الذي أزال حزقيا مرتفعاته و مذابحه و قال ليهوذا و لأورشليم أمام هذا المذبح تسجدون.

بحسب فهم ربشاقى أن المذابح التي أزالها حزقيا هي مذابح لله فهو وثنى.

 

آية (10)  و الآن هل بدون الرب صعدت على هذه الأرض لأخربها الرب قال لي اصعد إلى هذه الأرض و أخربها.

كثير من ملوك الوثنيون اعتبروا أنفسهم رسلاً لألهتهم.

لا تسمعوا لحزقيا لأنه هكذا يقول ملك أشور اعقدوا معي صلحا و اخرجوا إلي و كلوا كل واحد من جفنته و كل

آيات 16-17

  واحد من تينته و اشربوا كل واحد ماء بئره. حتى آتي و أخذكم إلى ارض مثل أرضكم ارض حنطة و خمر ارض خبز و كروم.

هو يطلب منهم أن يذهبوا معه لأرضه ويعدهم بأن يعطيهم أراض كأرضهم وهذا غش وخداع لأنه كان سيستعبدهم وهذه حيلة إبليس دائماً أن يجذب النفس خارج أسوار أورشليم (أي خارج أسوار الكنيسة) لينفرد بها ويذلها. وحكمة حزقيا واضحة في عدم الجدال مع ربشاقى وعلينا أن لا نتحاور مع إبليس مهما كانت وعوده تطبيقاً لقول بولس “أما المناقشات الغبية فأجتنبها” ولنلاحظ أن حواء سقطت حينما تحاورت مع الشيطان.

آيات 18-22

  لا يغركم حزقيا قائلا الرب ينقذنا هل أنقذ آلهة الأمم كل واحد أرضه من يد ملك أشور. أين آلهة حماة و ارفاد أين آلهة سفروايم هل أنقذوا السامرة من يدي. من من كل آلهة هذه الأراضي أنقذ أرضهم من يدي حتى ينقذ الرب أورشليم من يدي. فسكتوا و لم يجيبوا بكلمة لان أمر الملك كان قائلا لا تجيبوه. فجاء الياقيم بن حلقيا الذي على البيت و شبنة الكاتب و يواخ بن اساف المسجل إلى حزقيا و ثيابهم ممزقة فاخبروه بكلام ربشاقى

كانوا يعتقدون أن الحروب هى  حروب بين الآلهة والنصرة هي للآلهة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى