تفسير سفر اشعيا ٦١ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الحادي والستون
عمل المسيح كما نراه في هذا الإصحاح هو:
1- مبشر: بالإنجيل للبائسين والمتواضعين.
2- شافى: منكسرى القلوب من الخطية وأثارها.
3- محرر : هو أُرسِل كملك يحرر شعبه ويعتقهم وكان كورش رمزاً له. وكان رمزاً لهذا سنة اليوبيل، السنة المقبولة التي يتم فيها تحرير العبيد وعتق المرهونات. في هذه السنة المقبولة حين أتى المسيح حررنا بنعمته.
4- معزى: لمن ينوح على خطيته وليس لمن ينوح على العالم، من يجلس في التراب تائباً يقيمه من التراب ويعطيه جمالاً، ودهن فرح أي ثمار الروح.
5- زارع: فالكنيسة هي حقل الرب والمؤمنون أشجار مثمرة، بثمار بر. ليتمجد الله في قديسيه.
6- بكر: ليعطينا ميراث الأبكار، أي السماء وميراث الأبكار هو الضعف.
آيات (1- 3) روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لاعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق و للمأسورين بالإطلاق. لأنادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين.لأجعل لنائحي صهيون لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد و دهن فرح عوضا عن النوح و رداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد.
هذا هو الجزء الذي دفع للمسيح ليقرأه في الهيكل (لو 4 : 16- 21) فقرأ ووقف عند كلمة بسنة مقبولة للرب. ولم يكمل بعدها، لأن ما قبلها يشير للمجيء الأول، السنة المقبولة، وحتى الآن فنحن في السنة المقبولة، وكل من يتوب يقبل. وما بعدها… وبيوم انتقام لإلهنا= هذا سيكون في المجيء الثاني، والمسيح لم يقرأه فالوقت لم يحن بعد. روح السيد الرب علىَ = فهو حبل به بالروح القدس وحل عليه الروح القدس ليمسحه = مسحنى أي كرسه وخصصه لعمله الكهنوتي الملوكي النبوى. وحل عليه الروح القدس لحسابنا فالروح القدس حل على المؤمنين بالميرون ليجدد طبيعتهم ولم يكن ممكناً أن يحل على المؤمنين ما لم يحل على جسد المسيح، وجسد المسيح أي كنيسته. لأجعل لنائحى صهيون = النائحون بمعنى التائبين المتذللين أمام الرب الذين يحزنون على خطاياهم وهؤلاء يعطيهم المسيح جمال روحي ناشئ عن فرح الروح القدس داخلهم = دهن فرح هؤلاء يسبحون دائماً. واللباس يدل على حالة لابسه فما يعبر عن الفرح الداخلي التسبيح الدائم. ويدعون أشجار البر = شبه برهم بالأشجار لأنه ثابت ومتين كشجرة، ولأنه ينمو ويتسع، وهو غرس الرب فيهم. وبرهم هذا يظهر للناس جميلاً مثمراً كشجرة.
آية (4) و يبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الأول و يجددون المدن الخربة موحشات دور فدور.
كما أقيمت أورشليم الجديدة على أنقاض القديمة، هكذا نحن بالمعمودية، يموت الإنسان العتيق فينا ويولد ويقوم إنسان جديد، المسيحية جددت وأصلحت الإنسان الذي خربته الخطية.
آيات (5، 6) و يقف الأجانب و يرعون غنمكم و يكون بنو الغريب حراثيكم و كراميكم.أما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا تأكلون ثروة الأمم و على مجدهم تتآمرون.
الأجانب = أي الذين ليسوا يهوداً. وهؤلاء الأجانب سيكون فيهم كهنة ورعاة وحراثين وكرامين في حقل الرب. فالكرمة أصبحت للكل والزيتونة القديمة طعمت بالأمم. وحقل الرب الجديد أي الكنيسة يحرث فيه الجميع ويعملون كشركاء للروح القدس. أما أنتم فتدعون كهنة الرب = كل المؤمنين لهم كهنوت روحي عام أي تقديم ذبائح صلاة وتسبيح. وتأكلون ثروة الأمم = كل ثروات الأمم من طاقات وجهد أبنائها ومجدهم سيصبح ملكاً للكنيسة تتباهى به. و على مجدهم تتآمرون = تتآمرون أي تتباهون، الكنيسة تستخدم كل هذا لمجدها وتتباهى به.
آية (7) عوضا عن خزيكم ضعفان و عوضا عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في أرضهم ضعفين بهجة أبدية تكون لهم.
الخيرات الموعود بها هي ضعفين عن كل خزيهم السابق كما حدث مع أيوب فالله يعطى بسخاء ولا يعير. ونصيب الضعف هو نصيب البكر. ونحن صرنا أبكاراً في المسيح البكر. وصارت الكنيسة تسمى كنيسة أبكار (عب 12 : 23).
آية (8) لأني أنا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم و اجعل أجرتهم أمينة و اقطع لهم عهدا أبديا.
الرب يعلن أنه عادل وفى عدله قام بعمل الفداء فهو فهو مبغض المختلس بالظلم أي إبليس الذي إختلس أولاده منه، فاستعادهم الله بالفداء.وأجعل أجرتهم أمينه = أمين هو الله الذي أعطانا ميراثاً سماوياً أبدياً وفرحاً على الأرض.
آية (9) و يعرف بين الأمم نسلهم و ذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم أنهم نسل باركه الرب.
يعرف بين الأمم نسلهم = النسل هم كل من يؤمن بالمسيح ويتصور المسيح فيه . “يا أولادي الذين أتمخض بهم إي أن يتصور المسيح فيهم”،كان هذا هو هدف خدمة بولس الرسول، أن يتصور المسيح فيمن يخدمهم. ومن يتصور المسيح فيه سُيعرف بسهوله بين الأمم لنوره وسط الظلمة. والأمم هنا المقصود بهم الذين لم يعرفوا المسيح بعد، ومازالوا في مملكة الظلمة.
الآيات (10، 11) فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة و مثل عروس تتزين بحليها.لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها و كما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا و تسبيحا أمام كل الأمم.
تكون لنا صورة الله، فنلبس البر، بر المسيح، ونتزين كعروس تتزين لعريسها، ومن يلبسه الرب هكذا فليسبح. وفى (10) نرى تسبيح الكنيسة، فالكنيسة بعد أن عرفت مكانها عند المسيح سبحت “فرحاً أفرح بالرب” هذه بهجة أبدية.
آية (11) الكنيسة هنا مشبهة بالأرض، إذا نظرنا إليها وهى يابسة بلا خضرة نظن أن هذا هو حالها، ولكن الله هو الذي ينبتها ويكسيها بالمزروعات والأزهار والثمار. فلنسبح الله الذي يكسو كنيسته ثياب البر.