تفسير سفر إرميا ٥٢ للقمص تادرس يعقوب

الأصحاح الثاني والخمسون

ملحق تاريخي

العبارة الأخيرة من الأصحاح السابق “إلى هنا كلام إرميا” (51: 64) توضح أن نبوات إرميا قد تمت وأن ما ورد فيما بعد هو ملحق لها.

لم يرد ذكر كاتب هذا الأصحاح، ربما كتبه عزرا، وقد كتب إرميا ما جاء في هذا الأصحاح في الأصحاحاين (39، 40)[716]؛ وهو يكاد يكون مطابقًا لوحيّ العهد (2 مل 24: 18-25، 30)، وما لم يرد هنا جاء في (40: 7، 43: 7).

بسبب التشابه بين ما ورد في هذا الأصحاح وما جاء في (2 مل 24) ظن البعض أن هذا الأصحاح مقتبس من ملوك الثاني، لكن توجد دلائل لها وزنها تناقض هذا[717]:

أ. ورد اسم ملك بابل هنا “نبوخذراصر”، الاسم الذي كثيرًا ما استخدمه إرميا النبي، بينما استخدم سفر الملوك اسم “نبوخذنصر”.

ب. جاء في هذا الأصحاح ملاحظات لم ترد في (2 مل 24، 25)، وهي:

v      جاء في [10] أن نبوخذنصر أمر بقتل كل رؤساء يهوذا في ربلة بينما حُمل صدقيا إلى بابل وسُجن إلى يوم وفاته.

v      جاء في [19-23] تفاصيل عن أدوات الهيكل المسلوبة لم ترد في (2 مل) ولا في وصف مبنى الهيكل في (1 مل 7).

v      ذُكر في [28-30] الترحيلات الثلاث إلى السبي وأعدادها بدقة الأمر الذي لم يرد هكذا في كل الأسفار التاريخية في العهد القديم.

جاء هذا الملحق للسفر لتأكيد أن ما تنبأ عنه إرميا قد تحقق فعلاً. كثيرًا ما تحدث إرميا عن خراب أورشليم والهيكل وسبي يهوذا، الأمور التي قاومها بشدة الأنبياء الكذبة، وسخر منها الكل فيما عدا قلة قليلة جدًا، وحسبها الكثيرون أحاديث بشرية تحطم نفسية الشعب والجيش، الآن يعلن الكاتب أن ما كانوا يظنونه خيالاً صار واقعًا. لقد تحققت، وبدأ السبي القاسي، لكن مع نسمات الرجاء الحيّ في عمل الله وسط شعبه بأن يردهم إلى بلادهم بعد تأديبهم. أما بالنسبة لأحاديثه عن العودة من السبي، فقد قدم الكاتب ما تم من الملك يهوياكين [31-34] كأول علامة رجاء من أجل المستقبل[718].

  1. تمرد يهوذا[1-3].
  2. سقوط أورشليم[4-7].
  3. محاكمة صدقيا[8-11].
  4. خراب أورشليم[12-14].
  5. السبي النهائي ليهوذا[15].
  6. ترك بقية[16].
  7. الاستيلاء على غنى الهيكل [17-23].
  8. قتل الكهنة والرؤساء[24-27].
  9. الترحيلات الثلاث[28-30].
  10. الأيام الأخيرة ليهوياكين[31-34].
  11. تمرد يهوذا:

“كان صدقيا ابن إحدى وعشرين سنة حين ملك، وملك إحدى عشرة سنة في أورشليم، واسم أمه حميطل بنت إرميا من لبنة.

وعمل الشر في عينيْ الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم.

لأنه لأجل غضب الرب على أورشليم ويهوذا حتى طرحهم من أمام وجهه كان أن صدقيا تمرد على ملك بابل” [1-3].

صدقيا هو الاسم الملكي أُعطي لمتانيا عند تجليسه (2 مل 24: 17)، الذي أقامه نبوخذنصر حاكمًا على يهوذا.

صنع صدقيا الشر في عينيْ الرب، وإن كان ليس هو أشر ملوك يهوذا. أما أسباب دفعه بشعبه إلى الهلاك فهي:

أ. خطاياه أفقدته العون الإلهي.

ب. تمرده على ملك بابل، حانثًا بقسمه أن يبقى مواليًا له (2 أي 36: 13؛ حز 17: 15، 16، 18) أفقدت الملك ثقته في القيادات اليهودية، إن لم يكن كلها فعلي الأقل أغلبها، خاصة الأسرة الملكية.

ج. غباؤه وعدم حكمته في التصرف.

د. ضعف شخصيته: سبق أن التقينا مع صدقيا الملك في الأصحاحات 34، 37، 38 كشخصية غير مستقرة، لا يصلح كقائدٍ وطني ولا كوكيل لنبوخذنصر، وضع نفسه في المطرقة بين نبوخذنصر وشعبه، ولم يكسب أحدًا منهم. يذهب إلى بابل ليجدد ولاءه للملك ثم يعود ليتمرد عليه حانثًا بوعده (2 مل 24: 9). تارة يطالب بتحرير العبيد العبرانيين لكي يرفع الله غضبه عنه، وإذ يُرفع الحصار عن أورشليم يستعبدهم من جديد (34: 18، 16، 21). يحكم على إرميا بالسجن منقادًا لرجال قصره، ثم يذهب إليه ليطلب مشورته أكثر من مرة، مقدمًا له كل وقارٍ!

  1. سقوط أورشليم:

“وفي السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذراصر ملك بابل هو وكل جيشه على أورشليم ونزلوا عليها وبنوا عليها أبراجًا حواليها.

فدخلت المدينة في الحصار إلى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا.

في الشهر الرابع في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة ولم يكن خبز لشعب الأرض.

فثغرت المدينة وهرب كل رجال القتال وخرجوا من المدينة ليلاً في طريق الباب بين السورين اللذين عند جنة الملك والكلدانيون عند المدينة حواليها فذهبوا في طريق البرية” [4-7].

تم حصار أورشليم وسقوطها من يناير 588 ق.م إلى يوليو 587 ق.م، أي استمر الحصار 18 شهرًا.

  1. محاكمة صدقيا:

“فتبعت جيوش الكلدانيين الملك،

فأدركوا صدقيا في برية أريحا وتفرق كل جيشه عنه.

فأخذوا الملك وأصعدوه إلى ملك بابل إلى ربلة في أرض حماة،

فكلمه بالقضاء عليه.

فقتل ملك بابل بني صدقيا أمام عينيه،

وقتل أيضًا كل رؤساء يهوذا في ربلة.

وأعمى عيني صدقيا،

وقيده بسلسلتين من نحاس،

وجاء به ملك بابل إلى بابل وجعله في السجن إلى يوم وفاته[8-11].

جاء ما ورد هنا مطابقًا كلمة بكلمة مع (2 مل 24: 18-20)، ويطابق ما جاء في إرميا (39: 1-7).

لم يشر النص هنا إلى هروب الملك، وإن كان بقية الأصحاح يلمح إلى هروبه. ربما كان هروبه من بابٍ كان يُعرف باسم “بين الحائطين”، وكان يظن أنه قادر أن يخترق الحصار الكلداني حول المنطقة، لكن استطاع الجيش الكلداني أن يدركه في برية أريحا (راجع إر 39: 5-7؛ 2 مل 25: 5-7).

قُدم صدقيا الملك للمحاكمة أمام نبوخذنصر الذي كان ينتظر في ربلة بأرض حماة، وهي مدينة سريانية جنوب قادش على نهر العاصى Orontes. وكان لموقعها أهمية إستراتيجية، إذ تقع في ملتقى الطرق بين مصر وما بين النهرين. كان المصريون مرابطين فيها عندما أُتي بيهوذا أسيرًا (2 مل). وكما سبق أن قلنا أنه اختار نبوخذنصر هذا الموقع ليمنع أية معونة أجنبية تتقدم لمساندة يهوذا أثناء اقتحام جيشه أورشليم.

قُتل أبناء الملك وكل رؤساء يهوذا المقبوض عليهم، أما الذين هربوا فرجعوا فيما بعد والتفوا حول جدليا الوالي (41: 1).

أُلقي صدقيا في “السجن”، وكما يرى Hitzig أن النص العبري يعني “بيت العقوبة” أو “بيت الاصلاح”، حيث أُلزم صدقيا أن يدور بالطاحونة كبقية المجرمين، وكما أُلزم شمشون بذلك (قض 16: 21)[719]. يرى Ewaldذلك متطلعًا إلى ما جاء في المراثي: “اخذوا الشبان للطحن” (مرا 5: 13) إشارة إلى الملك المسجون ومن معه[720].

  1. خراب أورشليم:

“وفي الشهر الخامس في عاشر الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم.

وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار.

وكل أسوار أورشليم مستديرًا هدمها، كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط” [12-14].

بعد انهيار المدينة بشهر جاء نبوزرادان رئيس الشرط ليحرق المباني الهامة مثل الهيكل وقصر الملك، غالبًا الذي بناه سليمان الحكيم بعد بناء الهيكل، وقصور العظماء ثم المدينة ككل لتدميرها تمامًا، وأخيرًا دمَّر الجيش أسوار المدينة لكي لا يبقى رجاء لأحد في عودة الحياة هناك، وبالتالي لن يحدث تمرد ضد بابل.

أحرق الهيكل ودمر مبناه الشامخ الذي يعتز به اليهود حتى يومنا هذا، وقد بقى قائمًا 424 عامًا و3 شهور 8 أيام. لاعتزازهم به كان اليهود يمارسون صومين أثناء السبي، أحدهما تذكارا لحرق الهيكل والثاني لاغتيال جدليا الوالي.

  1. السبي النهائي ليهوذا:

“وسبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضًا من فقراء الشعب وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربين الذين سقطوا إلى ملك بابل وبقية الجمهور” [14].

  1. ترك بقية:

“ولكن نبوزرادان رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين” [16].

ترك نبوزرادان من رآهم ليسوا بذي قيمة، لأن ذهابهم إلى بابل لن يفيد شيئًا، إذ سبق فسُبي كثيرون يعملون ككراميين وفلاحيين، ولم تعد هناك حاجة إلى آخرين في بابل، وبقاؤهم في يهوذا لن يؤثر، إذ هم عاجزون عن القيام بأية ثورة أو تمرد، لأنهم فقراء جدًا وضعفاء، شبههم إرميا النبي بالتين الرديء جدًا [24].

  1. الاستيلاء على غنى الهيكل:

“وكسر الكلدانيون أعمدة النحاس التي لبيت الرب والقواعد وبحر النحاس الذي في بيت الرب وحملوا كل نحاسها إلى بابل.

وأخذوا القدور والرفوش والمقاص والمناضح والصحون وكل آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها.

وأخذ رئيس الشرط الطسوس والمجامر والمناضح والقدور والمناير والصحون والأقداح، ما كان من ذهب فالذهب، وما كان من فضة فالفضة.

والعمودين والبحر الواحد والاثني عشر ثورًا من نحاس التي تحت القواعد التي عملها الملك سليمان لبيت الرب.

لم يكن وزن لنحاس كل هذه الأدوات.

أما العمودان فكان طول العمود الواحد ثماني عشرة ذراعًا وخيط اثنتا عشرة ذراعًا يحيط به وغلظه أربع أصابع وهو أجوف.

وعليه تاج من نحاس، ارتفاع التاج الواحد خمس أذرع وعلى التاج حواليه شبكة ورمانات الكل من نحاس.

ومثل ذلك للعمود الثاني والرمانات.

وكانت الرمانات ستًا وتسعين للجانب.

كل الرمانات مئه على الشبكة حواليها” [17-23].

استولى الكلدانيون على كل أثاثات الهيكل النحاسية والفضية والذهبية. هذه هي المرة الثانية التي يفعلون فيها ذلك. الأولي سنه 597 ق.م. حيث حملوا بعض الأدوات، خاصة الذهبية والفضية (إر 27: 16؛ 2 مل 24: 13)، والثانية أغلبها من النحاس حيث حُملت أغلب الأدوات الذهبية والفضية قبلاً، وقد قام الشعب بتصنيع أدوات جديدة للهيكل خلال هذه السنوات العشرة.

  1. قتل الكهنة والرؤساء:

“وأخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الأول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلثة.

وأخذ من المدينة خصيًا واحدًا كان وكيلاً على رجال الحرب،

وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وُجدوا في المدينة،

وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الأرض للتجند،

وستين رجلاً من شعب الأرض الذين وجدوا في وسط المدينة.

اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم إلى ملك بابل إلى ربلة.

فضربهم ملك بابل وقتلهم في ربلة في أرض حماة.

فسبى يهوذا من أرضه[24-27].

اختار نبوزارادن شخصيات لها وزنها ليأخذهم إلى الملك في ربلة فيحكم عليهم كيفما يرى. وهم:

v     سرايا حفيد حلقيا رئيس الكهنة في أيام يوشيا (1 أي 6: 13-15)، ابنه يوصادق والد يشوع رئيس الكهنة عند اعادة بناء الهيكل بعد السبي (عز 5: 2، حج 1: 1).

v     صفنيا ربما الذي أشير إليه في (29: 24-32؛ 37: 3).

v     حارسوا الباب الثلاثة، وهم كهنة ذوو رتب عالية ربما كانوا حارسي الهيكل.

v     الخصي الوكيل على رجال الحرب، وهو رجل مدني يهتم بشئون رجال الحرب ربما كوزير الدفاع.

v     السبعة رجال الذين ينظرون وجه الملك، وهم مشيروه الذين يرافقونه باستمرار ويثق في مشورتهم.

بقوله ضربهم ثم قتلهم يعني قام بتعذيبهم قبل قتلهم.

  1. الترحيلات الثلاث:

“هذا هو الشعب الذي سباه نبوخذراصر في السنة السابعة.

من اليهود ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرون.

وفي السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر سبى من أورشليم ثمان مئة واثنان وثلاثون.

في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذراصر سبى نبوزرادان رئيس الشرط من اليهود سبع مئة وخمسًا وأربعين نفسًا.

جملة النفوس أربعة آلاف وست مئة” [28-30].

جاءت الحسابات هنا على النظام البابلي حيث لا تُحتسب السنة الأولى من تولى الملك عرشه مادامت لم تبدأ باليوم الأول من السنة، أي تكون كسرًا من السنة.

المرحلة الأولى للسبي سنة 7/598 ق.م في السنة السابعة لنبوخذنصر (حسب الحسابات البابلية يبدأ الحساب في بدء السنة الجديدة الكاملة أي سنة 604 ق.م.) عدد المسبيين 3023 شخصًا، بينما في (2 مل 24: 14-16) العدد 18.000، ربما لأنه يذكر هنا الذكور الناضجين أو المتمردين، وفي سفر الملوك التعداد الكامل.

المرحلة الثانية سنة 6/587 ق.م. في السنة الثامنة عشرة من ملك نبوخذنصر حسب النظام البابلي، والسنة التاسعة عشرة في (2 مل 25: 8) حسب النظام العبري؛ أيضًا عدد المسبيين 823 صغير جدًا، يمثل غالبًا الذكور الناضجين أو المتمردين، ولأن كثيرين قُتلوا.

المرحلة الثالثة والأخيرة التي فيهت أُقيم جدليا واليًا، عدد المسبيين 745 شخصًا.

 يرى البعض أن عدد المسبيين في هذه المراحل الثلاث والبالغ 4600 رقم صغير جدًا.

  1. الأيام الأخيرة ليهوياكين:

“وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس والعشرين من الشهر رفع أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا وأخرجه من السجن.

وكلمه بخير،

وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل.

وغيّر ثياب سجنه،

وكان يأكل دائمَا الخبز أمامه كل أيام حياته.

ووظيفته وظيفة دائمة تُعطى له من عند ملك بابل أمر كل يوم بيومه إلى يوم وفاته كل أيام حياته” [31-34].

السنة السابعة والثلاثون لسبي يهوياكين هي عام 561 ق.م؛ في ذلك الحين مات نبوخذنصر وتولى الحكم ابنه اويل مردوخ Evil -Marduk. اسمه بالأكادية هو “اميل Amel مردوخ”، ويعني “رجل مردوخ”، لكن مع تلاعب خفيف في الحروف يصير بالعبرية ewil – Marduk، وتعني كلمة ewil شخصًا غبيًا. حكم لمدة قصيرة 561 -560 ق.م.، حيث اغتاله زوج أخته نرجل شراصر وخلفه على العرش (560-556 ق.م).

إذ مت الملك الشيخ نبوخذنصر وقد حمل ذكريات سيئة عن ملوك يهوذا حيث تعهد الملك صدقيا بقسم أن يخضع له سرعان ما تمرد عليه، لذل كانت نظرته لملوك اليهود أنهم غير أهل للثقة. إذ مات الملك وجاء ابنه قدم معاملة أفضل للأسرة الملكية اليهودية، فقام باخراج يهوياكين من السجن وتكريمه بمناسبة توليه الحكم حيث يقدم الملك أعمالاً خيِّرة، فصنع هذا المعروف بعد أن قدم يهوياكين ولاءه للملك الجديد.

عاش يهوياكين في السجن 37 عامًا، منذ عام 597 ق.م وكان في البداية يتطلع إليه رجال يهوذا إنه الملك الشرعي ليهوذا. كما يتطلعون إلى صدقيا كنائب لملك بابل وحاكم غير شرعي ليهوذا. ولكن إذ سُبي يهوذا نهائيًا وحُرقت المدينة بهيكلها وقصورها، ولم يعد هناك إلا فئة معدمة، لم يعد هناك خوف من تكريم يهوياكين في بابل، فقد استقر اليهود المسبيون في بابل كمن هم في وطنهم، وصارت لهم أعمالهم الحرة، لهذا أُخرج الملك يهوياكين من السجن وكُرم وحُسب ذلك معروفًا قُدم لكل اليهود المسبيين المستقرين هناك.  

يرى بعض الدارسين أن يهوياكين عومل في السجن معاملة حسنة.

ماذا يعني بـ “الملوك الذين معه“؟ ربما قصد الملوك الذين أخرجهم الملك من السجن مع يهوياكين وأقامهم ولاة، أو قصد بذلك الولاة المساعدين لملك بابل.

خُتم السفر بهذا الحدث لتأكيد عمل الله العجيب حتى في السبي، وإن التحرر من السبي ليس مستحيلاً على الله. لقد خرج يهوياكين من السجن وقد قارب الثمانين من عمره. عاش زمانًا في الضيق، لكن يدّ الله تعمل في الوقت المناسب لتكريمه.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى