ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل

 

“ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل” (لو ۱ : ۱۸)

المسيح يستحسن اللجاجة جداً كوسيلة مناسبة لاغتصاب ما هو ليس من حقنا ولا من طبيعتنا ، يقصد الروح القدس وملكوت الله : “أقول لكم : وإن كان لا يقوم ( في مثل صديق نصف الليل ) ويعطيه لكونه صديقه ؛ فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاجه”.

لاحظ هنا أن الصداقة لم تسعف صديق نصف الليل السائل ليؤثر على المسيح (الذي يمثله هنا الصديق المعطي). وهنا يُبرز المسيح عنصراً جديداً جداً في نوال مراحمه وعطاياه ، وهي اللجاجة . هذا سر عجيب لا ندرك مفعوله المدهش هذا. الوقوف على باب الله بالصلاة المستمرة والتضرع الذي لا يهدأ ، يُحرك قلب الله . هذا عجيب حقاً!

كذلك نلاحظ أن السهر الطويل ، واللجاجة التي لا تعرف الملل في الصلاة ، تجيء في قصة طالب الثلاث خبزات من أجل صديق آخر جاءه في غير الميعاد، أي كانت من أجل الآخرين . وفي سفر إشعياء نقرأ : “على أسوارك ، يا أورشليم ، أقمت حراساً ( الساهرين بالصلاة من أجل الكنيسة) لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام ( يقظة نشيطة للروح ). يا ذاكري الرب لا تسكتوا ولا تدعوه يسكت” ( إش 62: 9) . الروح هنا يأمر حراس أورشليم أن لا يكفوا عن ذكر الرب حتى يأتي صاحب المدينة ، أي أن الصلاة هنا كانت أيضا من أجل الآخرين.

اللجاجة من أجل السعادة الشخصية والمنفعة الجسدية محكوم عليها بالفشل ، ولكن الصلاة واللجاجة من أجل الآخرين هي الوسيلة الوحيدة لملء النفس بعطايا الروح وتخليص الذات من كل معوقات نموها. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى