تفسير سفر أيوب ٣ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث

أيوب هو مثال للصبر ولكنه إنسان، ونجده هنا قد أخطأ بشفتيه، والكتاب المقدس سجل ما قاله أيوب لا لنقتدي به بل لإنذارناً “لكن يحذر من يظن أنه قائم حتي لا يسقط 1كو 11:10، 12. ونجد أيوب هنا متذمراً من قسوة تجربته ولنلاحظ أن التذمر هو حكم علي الله بأنه أخطأ. أما يسوع فإحتمل الآلام دون تذمر بل بسرور لأجل خلاصنا. والكتاب المقدس أظهر أيوب وغيره من القديسين كبشر لهم ضعفاتهم فليس كامل إلا الله وحده. وفي غضبه

  1.       شكا من أنه قد ولد (1-10) ومنطقه هنا أنه إذا كانت الحياة هكذا صعبة فلماذا وُلِدت.
  2.       شكا من أنه لم يمت حالما ولد (11-19). . . إذا سمح الله وولدت فلماذ لم أموت فوراً.
  3.       شكا من أن حياته طالت وهو في محنته (20-26)إذا سمح الله وعشت فلماذا لا أموت وأنا متألم.

ونلاحظ من تذمر أيوب أن الخراج المختفي بدأ يظهر من ضغط التجربة وحين تكلم متذمراً بدأ الخراج ينفتح ليخرج الصديد وظل الله يضغط وأيوب يتألم والصديد يخرج والله يضغط إلي أن شفي تماماً بقوله ها أنا حقير فبماذا أجاوبك 4:40

آية 1:- “بعد هذا فتح ايوب فاه وسب يومه”.

 لقد سكت الأصحاب لكنهم كانوا ينظرون لأيوب نظرات معناها التساؤل!! لماذا كل هذا إلا لو كنت خاطئاً، فكانت نظرات الإدانة في عيونهم. لذلك بدأ أيوب في الشكوي وهكذا كل من حلت به خسارة يعتقد أن له الحق في أن يشتكي ويتكلم، لكن الشكوي والتذمر لا تعطي راحة بل السكون والتسليم لله.

سب يومه= أي يوم ميلاده. ومعني انه يسب يوم ميلاده أنه كان يتمني لو لم يولد قط، وهو بهذا نسي الخير الذي ولد لأجله والخير الذي عاش فيه زماناً طويلاً. وسب يوم الميلاد بسبب النكبات التي تحل بنا معناه أننا نخاصم الإله الذي سمح بهذا. والأفضل أن نكره يوم موتنا الروحي الذي تعلمنا فيه طريق السقوط والخطية. ومن سيكون مصيره جهنم مثل يهوذا يحق له أن يسب يوم ميلاده (مت 24:26) وكثيرون سبوا يوم ميلادهم فهكذا فعل أرمياء (10:15 + 14:20). ولكن لا يوجد من سب يوم ميلاده الثاني الذي حصل فيه علي نعمة البنوة. ولنلاحظ أن أيوب أخطأ حين سب يوم ميلاده وتذمر لكنه لم يجدف علي الله كما تصور الشيطان.

آية 3:- “ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه والليل الذي قال قد حبل برجل”.

 ليته هلك اليوم= هذا تصور شعري فيه يتصور الشاعر أن يوم ميلاده كأنه شخص يموت ويرتعب، ولا يفرح. والمقصود أنه لو هلك يوم ميلاده ما كان قد ولد لهذا الألم الشديد.

آية 4:- “ليكن ذلك اليوم ظلاما لا يعتن به الله من فوق ولا يشرق عليه نهار”.

 لا يعتني به الله= تمني لو غضب الله علي يوم ميلاده، فاليوم الذي يكرمه الله يكون مكرماً. ليكن ذلك اليوم ظلاماً= ليحرم من بركة الشمس والقمر وأي مصدر للنور

آية 5:- “ليملكه الظلام وظل الموت ليحل عليه سحاب لترعبه كاسفات النهار”.

 كاسفات النهار= هو إستمر في تصوير سواد اليوم متصوراً أن اليوم يصير ظلاماً بسبب كسوف الشمس

آية 6:- “اما ذلك الليل فليمسكه الدجى ولا يفرح بين ايام السنة ولا يدخلن في عدد الشهور”.

فليمسكه الدجي= الدجي أي الظلام الشديد. لا يفرح= يكون حزيناً ففيه ولد أشقي الناس الذي هو أنا

آية 7:- “هوذا ذلك الليل ليكن عاقرا لا يسمع فيه هتاف”. الليل ليكن عاقراً= معني الكلمة المستخدمة موحشاً ومؤلماً، أي ليلة ميلادي ليلة موحشة كلها ألم. أو أن الليل هذا لا يفرح بأن يكون له مولود أي لا يعقبه ليل مثله.

آية 8:- “ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لايقاظ التنين”.

 لاعنو اليوم= إشارة للسحرة الذين إدعوا أنهم لهم سلطة علي الأرواح والقوات الطبيعية وأنهم قادرين علي جعل اليوم “نحس” وكمثال هم لهم سلطان علي الكسوف والخسوف وأن لهم معرفة بالأمور المستقبلة. وكانوا إذا قالوا عن يوم أنه مشئوم لا يجوز العمل فيه. وبما أن القدماء لم يعرفوا علة الكسوف والخسوف ظنوا أن حيواناً وهمياً كان يبلع الشمس أو القمر أو أنه كان يغطيه بإلتفافه عليه كحية عظيمة وأن للسحرة سلطة علي التنين فيوقظونه أو يسكتونه حينما يشاؤون.

المستعدون لإيقاظ التنين= أي السحرة الذين كانوا يهددون بأن يوقظوا هذا التنين الذي يبتلع الشمس ليتحول النهار إلي ظلام. إذاً ليلعن السحرة يوم ميلادي ليصير مظلماً بأن يوقظوا التنين ليلتوي حول الشمس (التنين= لوياثان). وقد وردت كلمة التنين في الإنجليزية لوياثان (راجع 1:41) وهو يرمز للشيطان. وبذلك يكون السحرة يستخدمون قوة الشيطان (لوياثان)

آية 9:- “لتظلم نجوم عشائه لينتظر النور ولا يكن ولا ير هدب الصبح”

لاير هدب الصبح= الهدب هو رموش العين. والمقصود السحب التي تخرج من بينها أشعة الشمس صباحاً التي تحمل معها السرور والبهجة (وهو تصوير شعري)

آية 10:- “لانه لم يغلق ابواب بطن امي ولم يستر الشقاوة عن عيني”.

 يغلق أبواب بطن أمي= أساس سخط أيوب علي نهار وليل ميلاده أنه لم يغلق بطن أمه حتي لا يولد. وهذا القول ما أسخفه ولكن في ثورة الغضب ينطق الإنسان بسخافات عندما يفلت زمامه. فكيف يتمني إنسان أن لا يولد فيحرم من بركات الله وميراثه السماوي، فأن يسمح الله بأن نوجد فهذا من مراحمه ورضائه علينا. صورة أيوب هنا صورة إنسان يائس تماماً من أن يرفع الله عنه ضيقته.

الآيات 11-19:- “لم لم امت من الرحم عندما خرجت من البطن لم لم اسلم الروح، لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع، لاني قد كنت الان مضطجعا ساكنا حينئذ كنت نمت مستريحا، مع ملوك ومشيري الارض الذين بنوا اهراما لانفسهم، او مع رؤساء لهم ذهب المالئين بيوتهم فضة، او كسقط مطمور فلم اكن كاجنة لم يروا نورا، هناك يكف المنافقون عن الشغب وهناك يستريح المتعبون، الاسرى يطمئنون جميعا لا يسمعون صوت المسخر، الصغير كما الكبير هناك العبد حر من سيده”.

 هنا أيوب في يأسه يتمني لو كان قد مات عقب ولادته مباشرة. لماذا أعانتني الركب ولماذا الثدي حتي أرضع= الطفل المولود يكون ضعيفاً جداً. وإن لم تحفظه قدرة الله وعنايته يهلك. والعنآية الإلهية وضعت الرحمة في قلوب الأمهات بل رحمة وشفقة من كل الناس لأي طفل. وتذمر أيوب هنا معناه، وما فائدة هذه الرحمة والشفقة، ولماذا الركب التي حملت عليها (تدليل الطفل علي الركب علامة الحنان أش 12:66 +تك 23:50) ولماذا أرضعتني أمي، كان الأفضل لكل هؤلاء أن يتركونني أموت صغيراً من أن أعاني ما أعانيه الآن. ولنلاحظ أن الجحيم هو المكان الوحيد الذي يصلح أن يقال عنه هذا الكلام فهم هناك سيشتهون الموت ولا يجدونه. أما نحن علي الأرض فمهما كانت ألامنا، يجب أن يكون لنا رجاء أن الله سيتدخل وينهيها وحتي إن لم يسمح بأن ينهيها فيجب أن يكون لنا رجاء في السماء. ونلاحظ أننا في العهد الجديد لنا إمكانيات أكبر من إمكانيات أيوب في إحتمال الآلام بسبب:-

  1.       التأمل في يسوع المصلوب والمتألم بسبب خطايانا وهو القدوس البار.
  2.       ثقتنا الأكيدة في حياة المجد الأبدي التي أعدها الله لنا وهذا يعطينا إحتمال وصبر. وكانت فكرة القيامة والمجد الأبدي غير واضحة في العهد القديم. لذلك علينا أن لا نلوم أيوب بشدة علي كلماته الصعبة.
  3.       الروح القدس الساكن فينا الآن، وفي كل المؤمنين هو الروح المعزي الذي يعطي عزاء وقت التجربة فمن ثماره السلام الذي يفوق كل عقل.

أما حالة اليأس والتذمر ضد أحكام الله فتفقد الإنسان سلامه الداخلي وهي حالة خصام مع الله فيها تزداد حالة الإنسان كآبة فوق ألمه. وهناك من في يأسه يتمني الموت، ومن الأقوال المشهورة “يارب فلتأخذني الآن فأنا لا أحتمل” ومن مراحم الله أنه لا يستجيب لأنه لو مات الإنسان في يأسه لهلك. فالإنسان الذي يؤمن بالله ومملوء بالروح القدس، يكون مملوءاً من الرجاء والثقة في الله. وبدون هذا الرجاء نصير أشقي جميع الناس. يضاف لهذا أن التذمر وعدم الصبر إذا ملأت القلب يحتقر الإنسان مراحم الله وبركاته، وتخرج الإنسان عن صوابه ويصير ناكراً للجميل. وهذا عكس قول بولس الرسول “لي إشتهاه أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جداً “. هنا بولس يشتهي أن يري أمجاد السماء، هو يقول هذا في ملء الرجاء وليس في حالة يأس، والدليل أنه يكمل لكن أن أبقي ألزم لأجلكم” فهو يريد أن ينطلق للسماء لكنه في تسليم كامل لمشيئة الله يسلم لله قائلاً “إن أردت يارب أن تعطيني حياة لأخدمك فليكن ليس كإرادتي بل كإرادتك. قول بولس هنا في (في 23:1، 24) فيه منتهي التسليم والرجاء ولنلاحظ أننا حين نشتهي الموت لنكون مع المسيح ولكي نتحرر من خطايانا يكون هذا من عمل النعمة. ولكن حين نشتهي الموت لمجرد أن نتخلص من متاعب هذه الحياة كان هذا دليلاً علي اليأس وفساد الإنسان الداخلي. وللأسف كانت حالة أيوب هي هذه الأخيرة فهو تصور أنه في موته يستريح مضطجعاً ساكناً= كان كل ما يطمع فيه أن يهدأ من آلامه وأفكاره وذكرياته المؤلمة. لكنه لو خضع لمشيئة الله لحصل علي هذا الهدوء الداخلي. ولنلاحظ أن الحرب الشيطانية ضدنا دائماً في ألامنا أن نتذمر، دائما الشيطان يدفعنا لأن نتذمر وبدون وعي نندفع لآلام أكثر شدة. نمت مستريحاً= الكتاب المقدس يشبه موت المؤمنين بالنوم دا 2:12 + يو 11:11 + أع 60:7. لأنهم عند موتهم يستريحون من أتعابهم ثم يستيقظون لحياة أفضل، والموت في تعريف الكنيسة هو إنتقال لحياة أبدية بعد حياة غربة “ليس موت لعبيدك يارب بل هو إنتقال “أوشية الراقدين” ويسمي نوم لأنه فترة مهما طالت فهي قصيرة. ومن المؤكد سيكون هناك استيقاظ. أما القدماء فلم يعرفوا تماماً حالة الإنسان بعد الموت كما أعلنت في العهد الجديد بل ظنوا أهل الهاوية (الهاوية مكان الموتي) أخيلة بلا أجساد وبلا أفراح الحياة (مز 3:88-6 + أش 9:14، 10 + أش 9:38-20) وأيوب كان له نفس الأفكار لكنه حسب الموت أكثر راحة من الآلام التي يعانيها. بل يتمادي في تصوير راحة القبر ويقول مع ملوك ومشيري الأرض= ولنفهم هذا القول نقول أن هناك أشخاص بعد أن يتذوقوا الغني والكرامة لا يستطعيوا أن يتحملوا الفقر والذل وأيوب هنا يتصور أنه لو مات صغيراً لكان قد مات في كرامة وعظمة مثله مثل ملوك الأرض، أي لو مات صغيراً قبل أن يري هذا الذل وهذه الألام. ولكنه يندب حظه أنه وصل لسن كبير وبعد هذا فقد كرامته. ولكن القبر يسوي بين الجميع الغني والفقير. . الخ. الذين بنوا أهراماً= هكذا فعل المصريين لذلك نقول أن كاتب السفر شعراً عاش في مصر وتأثر بالثقافة المصرية. رؤساء لهم ذهب غالبا المقصود الذهب والمقتنيات الثمنية التي توضع في القبور مع الشخص المتوفي. والأثار المصرية شاهدة علي ذلك. وهم كانوا يدفنون هذه الكنور مع الميت حفظاً لكرامته: ويتضح المعني الذي يقصده أيوب من قوله أو كسقط مطمور فلم أكن= السقط المطمور هو الجنين الذي ولد ميتاً. فواضح هنا أنه كان يتمني لو مات حالما ولد فلا يري هذا الذل والألم الذي هو فيه. ثم يسترسل في تصوير حالة الراحة التي يسعر بها أو يتمتع بها الميت فهو سيستريح من نفاق المشاغبين= هناك يكف المنافقون عن الشغب. والمستعبدون يتحررون= الأسري يطمئنون. وهذا صحيح إلي حد بعيد، فالموت راحة ونياح، راحة للجسد وراحة للنفس وراحة للروح، ولكن لمن هذه الراحة، هي فقط لمن كان خاضعاً لله في رجاء.

الآيات 20-26:- “لم يعطى لشقي نور وحياة لمري النفس، الذين ينتظرون الموت وليس هو ويحفرون عليه اكثر من الكنوز، المسرورين الى ان يبتهجوا الفرحين عندما يجدون قبرا، لرجل قد خفي عليه طريقه وقد سيج الله حوله، لانه مثل خبزي ياتي انيني ومثل المياه تنسكب زفرتي، لاني ارتعابا ارتعبت فاتاني والذي فزعت منه جاء علي، لم اطمئن ولم اسكن ولم استرح وقد جاء الرجز”.

 هنا ينتقل لفكرة جديدة وهي إذا سمح الله بأن أولد وإذا سمح بأن أكبر حتي الآن فلماذا يسمح بأن أعيش الآن وأنا متألم= لماذا يعطي لشقي نور الشقي هو المتألم، هو الذي يحيا في شقاء والتساؤل هنا لماذا يعطي له نور أي حياة تنفتح فيها عيني المتألم كل يوم ليري نور الشمس ويبدأ يوماً جديداً في رحلة آلامه. فالنور في نظره هنا لا فائدة منه إلا أن يري به آلامه. ويتمني أيوب أن لا يري النور ثانية أي يموت، بل هو يبحث عن الموت مثل كنز ولا يجده. ومن كلام أيوب نتصور أن الإنتحار كان فكرة مرفوضة فأيوب كان يبحث عن الموت علي أن يكون بيد الله وإرادته وليس بيده هو. وخطأ الفكرة أن يشتهي الإنسان الموت بسبب آلامه، أن بقاء الحياة ونهايتها شئ راجع لمشيئة الله وليس إلي مشئية الإنسان وحكمة الله وقضائه لا تقاس بحكمة الإنسان رو 33:11-36 المسرورين إلي أن يبتهجوا، الفرحين عندما يجدون قبراً= تترجم هكذا “الذين يفرحون إلي الإبتهاج ويستبشرون إذا وجدوا قبراً. أيوب هنا يتصور أن المتألم مثله يفرح بخبر الموت ويبتهج حين يجد قبراً يدفن فيه.

ملحوظة:- إن كان هذا الكلام قد قيل عن الموت وراحته والفرح به من رجل عاش في العهد القديم لا يفهم معني أفراح الحياة الأبدية وأمجادها فماذا يقول من عاش في مفاهيم العهد الجديد.

ويشرح أيوب سبب رغبته الشديدة نحو الموت فيصور حاله قائلاً

رجل قد خفي عليه طريقه= أي أصابته مصائب لا يقدر أن يفهمها. سيج الله حوله= المشاكل التي أصابه بها الله صارت كسور (سياج) حوله، وصار داخلها مثل سجين لا يري باباً للنجاة، وخفي عليه طريق الهرب أو الخروج من هذا السياج مثل خبزي يأتي أنيني= حسب الترجمة اليسوعية “التنهد صار طعام لي” وحسب الترجمة الإنجليزية “قبل أن أكل يأتي أنيني” أي كلما كان يبدأ ألاكل تأتيه التنهدات فلا يأكل. مثل المياه تنسكب زفرتي= تأتي كأمواج متلاحقة. زفرتى ترجمت فى الإنجليزية زئيرى.

والأيات 26، 25:- ” لاني ارتعابا ارتعبت فاتاني والذي فزعت منه جاء علي، لم اطمئن ولم اسكن ولم استرح وقد جاء الرجز”.

 لها معنيين الأول:- وهو في آلامه كان في رعب دائم من أن تأتي عليه آلام أخري أشد وما كان يخاف منه ويرتعب كان يحدث وكانت الآلام تزداد فكان في رعب دائم وألم دائم. وقد جاء الرجز= الألم والإضطراب

والمعني الثاني:– أنه في أيام راحته لم يكن يشعر بإطمئنان بل كان في رعب من أن تزول عنه نعمته ورخائه، وما كان يرتعب منه ها هو حدث. وإن صح المعني الثاني يكون هذا عيب جديد في أيوب فهو لم يكن في سلام كامل مع الله بل كان متخوفاً من المستقبل.

وأيوب في كل هذا لم يجدف علي الله بل تذمر من الوضع السئ الذي كان فيه ولكنه بكلامه المتذمر الذي وضح فيه إعتراضه علي مشيئة الله فتح باب المناقشات مع أصحابه حول هذه الإعتراضات

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى