تفسير إنجيل لوقا أصحاح 6 – أ. بولين تودري

9- يوم الرب هو يوم عمل الخير (6: 1-11)

رأينا الفريسيين يتذمرون علي المسيح لأنه يأكل مع العشارين والخطاة. ثم يتذمرون عليه لأن تلاميذه لا يصومون. والآن يتذمرون لأنه يفعل الخير في يوم السبت. إن تذمرهم ليس غيرة علي الشريعة، التي يكسرها المسيح في نظرهم. بل أنهم يريدون أن يصطادوه في خطأ. وتذمروا أيضًا -علي التلاميذ الذين يقطفون السنابل ويفركونها. أنهم امتلأوا حمقًا وصاروا يتكلمون فيما بينهم ماذا يفعلون بيسوع.

أما المسيح فأراد أن يشفي فكرهم اليابس المتحجر كما شفي اليد اليابسة. فذكرهم بقصة داود واكله للخبز الذي لم يكن يجوز أكله إلا للكهنة (1 صم 21: 1-6).

10- يدعو تلاميذه في كل جيل (6: 12-19)

تعالوا لنري المثال الحي الذي قدمه لنا المسيح عند الشروع في أي عمل هام. لقد قضي الليل كله في الصلاة. إنه يريد أن يختار تلاميذه الاثني عشر الذين سماهم رسلًا بعد ذلك.

والرب يدعو له خدامًا في كل جيل. لا يختارهم بحسب تعليمهم، أو وضعهم الاجتماعي، أو بنيتهم الجسدية، أو ثروتهم. بل بحسب أمانتهم، وصدق محبتهم، واستعدادهم للتعب من أجله. لأن القوة تخرج منه هو، وتكمل كل ضعف.

11- من هم المطوبون؟ (6: 20-26).

هم المساكين بالروح. أي الفقراء من الخطية. الذين ليس للشيطان موضعًا فيهم. فيستحقوا غنى الملكوت.

هم الجياع إلى البر، الذين يسعون بجد وراء التقوى والصلاح والفضيلة. فإنهم سيشبعون من كنوز البركات الروحية.

هم الباكون بدموع التوبة والندم لأجل خلاصهم وخلاص أخوتهم فإنهم سيتعزون بالفرح القلبي.

وهم المبغضين من الناس لأجل أسم المسيح. الذين لا يستخدمون وسائل هذا العالم من رشوة ورياء وتملق. الذين يتنازلون عن حقوقهم من أجل الشهادة للمسيح. فإن أجرهم مخزون لهم في السموات.

12- المحبة حدودها وصفاتها (6: 27-42).

من سمات الإنسان العادي أنه يحب الذين يحبونه، ويقرض الذين يتوقع أن يسترد منهم، أي يتعامل بالمثل.

أما الإنسان المسيحي فهو يتخذ من شخص الرب يسوع مثالًا له في الحب والرحمة والعطاء، لأن الرب ينعم أيضًا علي غير الشاكرين والأشرار. فالمسيحي تمتد محبته فتشمل الأعداء، وإحسانه يشمل المبغضين، وصلاته ترفع لأجل المسيئين إليه أيضًا وبدافع من هذه المحبة غير المحدودة، لا يدين أخاه، بل يغفر له، ويفعل الخير وهو لا ينتظر شيئا، ولا يحكم في احد، ويُعطي بسخاء.

علي أن هذا كله يفعله المؤمن في إطار الوصية التي تقول “كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام” (مت 10: 16)، فالفضيلة المسيحية لا تتجزأ، فكما أنه يعطي ويبذل ويتسامح هكذا أيضًا له أن يعاتب من يخطئ إليه في محبة، وله أن يطالب بحقوقه، حتى لا يظن أحد أن المسيحية أهدارًا للإنسانية.

13- الشجرة تعرف من ثمارها (6: 43-49).

تساءل الرب يسوع قائلًا “لماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله”. أنه يريد أن يقول أنكم تعبدون آلهة أخري مثل (المال – الذات – الكرامة – الشهوة..) ولذلك تعملون الأعمال التي تتطلبها. ولكن أن كنتم تحبونني وتريدون أن تتبعونني، فعليكم أن تعملوا بما أقوله.

زر الذهاب إلى الأعلى