تفسير سفر يهوديت 11 للأنبا مكاريوس اسقف المنيا

يهوديت تبهر أليفانا بحكمتها وأليفانا يمنى ذاته بنصر سهل أكيد

 

فقالَ لَها أَليفانا: ((تشَجَّعي، يا آمرَأَة، ولا يَضطَرِبْ قَلبُكِ، لِأَنِّي لم أُسِئْ قطّ إِلي إِنْسان آختارَ أَن يَعمَلَ لِنَبوكَدْنَصَّر، مَلِكِ الأَرضِ كُلِّها.2 وأَمَّا شَعبُكِ المُقيمُ في النَّاحِيةِ الجَبَلِيَّة، فلَو لم يَستَهِنْ بي، لَما رَفعتُ رُمْحي علَيهِم. ولكِنَّه هو الَّذي فَعَلَ ذلك بِنَفسِه.3 والآن قولي لي لِمَاذا هَرَبتِ مِن عِندِه وأَتَيتِ إِلَينا، فلَقَد أَتَيتِ لِلخَلاص. تشَجَّعي، ففي هذه اللَّيلةِ ستَحيَينَ، وكذلك في ما بَعد.4 فلَن يُضِرَّكِ أَحد، بل يُحسِنونَ إِليكِ شأَنَ عَبيدِ سَيِّدي نَبوكَدْنَصَّرَ المَلِك

إن أشد ما ضايق أليفانا هو شعوره باحتقار اليهود له، على العكس من جميع البلاد الأخرى التي إلتمست منه السلام، ولم يكن أليفانا صادقًا قال أنه لم يسىء إلى إنسان اختار أن يعمل لنبوخذنصر (في اللاتينية: اثر أن يخضع لنبوخذنصر) فبالرجوع إلى (3: 7) نجد أنه على الرغم من إستقبال المستسلمين له بالدفوف والرايات والحفاوة، إلا أنه أساء إليهم ودمر مدنهم ومعابدهم.

في هذه الليلة تحيين: ربما يقصد أليفانا أنه سيهلك بني إسرائيل في تلك الليلة وتنجو هي منذ الآن، وربما قصد أن يهوديت ستصير من بين نسائه وبالتالي فإن جنوده لن يضرّوها بل يحسنون إليها شأن جميع الجوارى والاماء.

هكذا يظن هذا المسكين (الذي يمثل الشيطان) أنه بسهولة يمكنه أسر هذه النفس وإذلالها وضمها إلى مملكته، ولم يعلم أنه سيصبح هو غنيمتها.

و ظن أليفانا أن يهوديت ربما تحمل رسالة حاصة من رؤساء مدينتها، وربما كانت متشبسة بالحياة ولذتها فخشيت من أن تهلك متى إقتحم الأشوريين ديارهم، وقد تكون (لاجئًا سياسيا!)

5 فقالَت لَه يَهوديت: ((تَقَبَّلْ كَلامَ أَمَتِكَ، ولْتَتَكَّلَمْ خادِمَتُكَ في حَضرَتِكَ، ولا أُخبِرُ سَيِّدي بِالكَذِبِ في هذه اللَّيلة.6 وإِنِ آتَّبَعتَ كَلامَ خادِمتِكَ، يُتِمُّ اللهُ عَمَلَه مَعَكَ ولا يُخفِقُ سَيِّدي في مَساعيه.7 لِيَحْيَ نَبوكَدْنَصَّر، مَلِكُ الأَرضِ كُلِّها، ولتحْيَ قُدرَتُه، فهُو الَّذي أَرسَلَكَ لِتُؤَدِّبَ كُلَّ نَفْس، لِأَنَّه لَيسَ النَّاسُ وَحدَهم يَعمَلونَ لَه عن يَدِكَ، بل وُحوشُ البَرِّ والقُطْعانُ وطُيورُ السَّماءِ تَحْيا بِكَ لِنَبوكَدْنَصَّرَ ولكُلِّ بَيتِه  8 فلَقَد سَمِعْنا بِحِكمَتِكَ وبِحِيَلِ نَفسِكَ، ويُخبَرُ في الأَرضِ كُلِّها بأَنَّكَ وَحدَكَ صالِحٌ في المَملَكَةِ كُلِّها ومُقتَدِرٌ في العِلْم وعَجيبٌ في قِيادة الحَرْب.

يأتي خطاب يهوديت هنا، مشابهًا إلى حد ما، لخطاب أبيجايل زوجة نابال الكرملي لداود لتهدئة ثورة غضبه، حين كان ماضيًا ليدمر بيتها بسبب حماقة زوجها (1 صم 25) وقد جاء كلام وطريقة تصرف كلتاهما، في الإطار الأدبي والأخلاقي السائد في عصر الآباء (راجع خداع يعقوب لأبيه اسحق تك 27: 1 – 25، وخداع أبناء يعقوب له تك 37: 32 – 34، وكذلك واقعة شكيم (تك 34: 13 – 20) وفي زمن الحروب على وجه الخصوص استخدمت كل السبل المتاحة (راجع إرسال يشوع للجواسوسين يش 2: 1 – 7، وكذلك خداع ياعيل لسيسرا قض 4: 17 – 22).

و قد وجدت كل من ابيجايل ويهوديت أن تلك هي الطريقة المتاحة للخلاص من الخطر لا سيما وأن الأمر لا يتعلق بكل منهما كفرد وإنما يخص حياة جماعة كبيرة، مع الفارق الكلى والجوهري بين أليفانا وداود.

هذا وقد امتدحت يهوديت بعض الصفات والتي يمكن أن تكون موجود بالفعل في أليفانا مثل الذكاء والحنكة السياسية والقيادة الناجحة في الحرب.

و يرد هنا التعبير عن جبروت نبوخذنصر، بالطريقة ذاتها التي تصف سطوته وسلطانه في (أر 27: 6، 28: 14، با 3: 16 – 18 – دا 2: 38).

و مرة أخرى يركز السفر هنا على شعور نبوخذنصر بأنه إله الآلهة.. ورب الأرباب.. وسيد الأرض كلها.. وتخضع له الوحوش والطيور وجميع الخلائق تمامًا مثلما يخضع الناس لسلطانه، إن أليفانا وكما هو واضح هنا، سوف يؤخذ بكبريائه وتشامخ قلبه، والوحى هنا يركز على السبب في حتمية هلاك الأشوريين لأنهم استهانوا بالله، فكل آلة صورت ضد الكنيسة لم تنجح.

9 والخِطابُ الَّذي فاهَ بِه أَحْيورُ في مَجلِسِكَ قد سَمِعْنا كَلِماتِه، لِأَنَّ رِجالَ بَيتَ فَلْوى قد أَبقَوا علَيه، فأَخبَرَهم بِكُلِّ ما تكَلَّمَ بِه لَدَيكَ. 10 فيا أَيُّها السَّيِّد، لا تُهمِلْ خِطابَه، بلِ آحفَظْه في قَلبِكَ، لِأَنَّه حقّ. فلا يُعاقَبُ نَسلُنا ولا يَقْوى سَيفٌ علَيهِم، إِن لم يَخطأوا إِلي إِلهِهِم. 11 والآن، فلِئَلاَّ يَكونَ سَيِّدي مَنْبوذًا وفاشِلًا، فالمَوتُ يَنقَضُّ علَيهِم وقَدِ آستَولَت علَيهِمِ الخَطيئَة، تِلكَ الخطيئةُ الَّتي يُثيرونَ بِها غَضَبَ اللهِ كلَما آرتَكَبوا مُخالَفة. 12 وبِما أًنَّ الطَّعامَ قد أَعوَزَهم وأَنَّ كُلَّ ماءٍ قد شحَّ، فقَد عَزَموا على تَعْويضِ أَنْفُسِهم مِنها بِقُطْعانِهم وقرَّروا آستِعْمالَ كُلِّ ما نَهاهمُ اللهُ في شَرائِعِه عن أَكْلِه. 13 وأَمَّا بَواكيرُ الحِنطَةِ وعُشورُ الخَمرِ والزَّيتِ الَّتي حافَظوا علَيها لِأَنَّهم كَرَّسوها لِلكَهَنَةِ القائمينَ في أُورَشَليمَ أَمامَ وَجهِ إِلهِنا، فقَد حكَموا بِتَناوُلِها، مع أَنَّه لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنَ الشَّعبِ أَن يَلمُسَها بِيَدَيه. 14 وأرسَلوا إِلي أُورَشليم- لِأَنَّ السُّكَّانَ هُناكَ أَيضًا قد فَعَلوا مِثلَ ذلك- أُناسًا يَنقُلونَ إِلَيهِمِ الإِعْفاءَ مِن قِبَلِ مَجلِسِ الشُّيوخ. 15 ويكونُ، إِذا ما بَلَغَهم هذا الإِعْفاءُ وعَمِلوا بِه، أَنَّهم في ذلك إلىَومِ يُسلَمونَ إِلَيكَ لِهَلاكِهِم.

تكلم أحيور بالحق، لم يكذب في روايته، هكذا شهدت يهوديت أمام أليفانا، فإن الله لم يسلم بني إسرائيل إلى أعدائهم ما لم يخطئوا إليه، ولأن خطاياهم الآن قد بلغت مداها (هكذا قالت) ومن ثم فعلى أليفانا ألا يبادر بالاقتحام، فإن بني إسرائيل يحتضرون الآن بسبب العطش، فإن بادر أليفانا الآن باقتحام المدينة فقد يفشل فيصير بذلك عارًا وأضحوكة بعد أن أخضع بلادًا ومدنًا هذا عددها، والحقيقة أن يهوديت أرادت فقط أن تؤجل هجومه حتى يتم الله على يدها، ما صار بعد ذلك.

خطية إسرائيل: أما الخطية التي قالت يهوديت، أنه بسببها سينكسر اليهود فهي الأستعاضة عن الماء          – الذي نفذ – بقطعان الماشية، ويرد في الترجمة اللاتينية أن ذلك كان بشربهم دم تلك المواشى، وهو أمر حرمته الشريعة تمامًا، حيث أمرت بسفك الدم على الأرض وعدم تناوله (راجع تث 15 23) وكذلك سلبهم للبكور المستحقة عليهم للهيكل والكهنة (راجع تك 14: 20، لا 23: 9 – 11، عد 18: 12، لا 2: 14، لا 23: 17).

أما أن يرسل اليهود في بيت فلوى ليستصدروا أمرًا بإعفائهم من إرسال هذه البكور والعطايا، فهو أمر جائز جدًا لا سيما في الظروف الخاصة مثل الحروب، بينما يمكن تأجيل استيفاءها بالنسبة ليهود الشتات 1، غير أن ذلك لم يحدث لا شرب دم الحيوانات ولا إعفائهم من البكور. ولكن ذلك يدخل ضمن سيناريو خطة يهوديت، وقد طلبت من أليفانا أن يصبر حتى يصل السماح بإعفائهم من ذلك من قبل رئيس الكهنة وعندئذ ينكسرون في ذلك اليوم، ويرد في الترجمة اللاتينية قولها أن الله قد أرسلها إلى أليفانا لتخبره بهذا السر الخطير.!!

16 وكذلك أَنا أَمَتَكَ، لَمَّا عَملِتُ بِكُلِّ ذلك، هَرَبتُ مِن وَجهِهِم، وأَرسَلَني اللهُ لِأَعمَلَ مَعَكَ أَعْمَالًا تَدهَشُ لَها الأَرضُ كُلُّها، إِذا سَمِعَت بِها. 17 فإِنَّ أَمَتَكَ تَقِيَّةٌ تَخدُمُ لَيلَ نهارَ إِلهَ السَّماء. والآن سَأُقيمُ عِندَكَ، يا سَيِّدي، وستَخرُجُ أَمتُكَ لَيلًا إِلي الوادي وأُصَلِّي إِلي الله، فيَقولُ لي متى يَرتَكِبونَ خَطاياهم، 18 فأَجيءُ وأُخبِرُكَ، فتَخرُجُ بِجَيشِكَ كُلِّه، وما مِن أَحَدٍ مِنهم يَقِفُ أَمامَكَ. 19 وأَقودُكَ في وَسَطِ إلىَهوديَّة، إِلي أَن تَصِلَ أَمامَ أُورَشَليم، وأَجعَلُ عَرشَكَ في وَسَطِها، فتَسوقُهم كَخِرافٍ لا راعِيَ لَها، ولا يَنبِحُ أَمامَكَ كَلْبٌ بِلِسانِه. قِيلَ لي كُلُّ ذلك بِحَسَبِ سابِقِ عِلْمي وأُعلِنَ لي وأُرسِلتُ لِأُخبِرَكَ بِه.

تظهر يهوديت نفسها هنا أمام أليفانا مثل نبية وكاهنة وثن، وهو أمر مألوف أيضًا لدى الوثنيين الذين يترددون على معابدهم يلتمسون المشورة في بعض أمورهم، وكانوا يجلون كهنتهم وكاهناتهم إلى أبعد حد.. ويهوديت تشير أيضًا إلى الإله الذي تنتمي إليه إله السماء وتشرح عبادتها (تخدم ليل نهار إله السماء.. تخرج إلى الوادى لتصلى.. تتقى الله) وبينما يظن أليفانا أن يهوديت ستعمل لحسابه، تقصد يهوديت أن الله سيعمل بها لخلاص شعبه، وقد ظن أليفانا أن يهوديت شأن كاهنات الوثن الفاجرات اللائى كن يسلكن بغير عفة في هياكل آلهتهن، ولذلك فقد أفسح لها المجال وتدخل كيفما شاءت، وبهذا ضمنت يهوديت أن تخرج من معسكر الأشوريين بعد تمام مهمتها دون مقاومة.

كَخِرافٍ لا راعِيَ لَها: تعبير شائع في أزمنة الكتاب المقدس للدلالة على غياب الحاكم وإنفىت زمام الأمور (راجع ما جاء في سفر العدد عند تعيين قائد على الشعب من قبل الرب: ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلًا على الجماعة يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها (عد 27: 17) ونقرأ أيضًا وصف ميخا بن يملة لبني إسرائيل في أيام آخاب: رأيت كل إسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها (1 مل 22: 17) راجع أيضًا (مت 9: 36).

ولا يَنبِحُ أَمامَكَ كَلْبٌ: عبارة سامية تستخدم للدلالة على انعدام المقاومة وغياب المعارضة وتدل أيضًا على شدة الهدوء (راجع خر 11: 7، يش 10: 21).

)). 20 وحَسُنَ هذا الكَلامُ لَدى أَليفانا ولَدى جَميعِ ضُبَّاطِه، وأُعجِبوا بحِكمَتِها وقالوا: 21 ((لا مَثيلَ لِهذه المرأَةِ مِن أَقْصى الأَرضِ إِلي أَقْصاها في حُسْنِ الطَّلعَةِ وحِكمةِ الكَلام)). 22 وقالَ لَها أَليفانا: ((أَحسَنَ اللهُ في إِرسالِكِ أَمامَ الشَّعب، لِتكونَ القُدرَةُ في أَيدينا ويكونَ الهَلاكُ في الَّذينَ آستَهانوا بِسَيِّدي. 23 والآن فأَنتِ حَسْناءُ في طَلعَتِكِ حاذِقَةٌ في كَلامِكِ. فإِن عَمِلتِ بِما قُلتِ، يكونُ إِلهُكِ إِلهي، وأَمَّا أَنتِ فتُقيمينَ في بَيتِ نَبوكَدْنصَّرَ المَلِك وتكونينَ مَشْهورةً في أَنْحاءِ الأَرضِ كُلِّها)).

حُسْنِ الطَّلعَةِ وحِكمةِ الكَلام: نفس الوصف الذي وصفت به ابيجايل (جيدة الفهم وجميلة الصورة 1 صم 25: 3) بقدر ما بهرهم جمالها أعجبتهم حكمتها ومنطقها في الكلام، وهكذا أعطى الله نعمة ليهوديت في أعين أولئك المتربعين بشعبها ومدينتها، ومرة أخرى تظهر المقارنة بين داود وابيجايل من جهة، وأليفانا ويهوديت من جهة أخرى، فيرى أليفاناأن الله قد أرسل يهوديت لرسالة كبيرة، كما يقول داود لأبيجايل أيضًا مبارك الرب إله إسرائيل الذي أرسلك اليوم (1 صم 25: 33) ولكن إرسالية يهوديت كانت لخلاص إسرائيل وهلاك أليفانا بينما كانت إرسالية أبيجايل لخلاص داود من سفك الدماء، وبينما كان داود شخصًا روحيًا إستجاب الله في ابيجايل، كان أليفانا شخصًا متعجرفًا شهوانيًا وثنيًا احتاجت معه يهوديت إلى الحيلة.

بين أليفانا ونابالالاسم أليفانا هو تعريب للإسم HOLOFERNES وهو اسم فارسى بمعنى

(مخادع ماهر) و(ماهر في الخداع) بينما يعنى الاسم نابال NABAL (غبى) ويعنى أيضًا (مولع) و(فلاح) ويجمع الكبرياء بين الشخصيتين، ولكن وبينما أساء نابال معاملة أبيجايل وهي زوجته أحسن أليفانا إلى يهوديت وهي غريبة عن جنسه، وبينما يمثل أليفانا الشيطان، وخلصت اليهودية بهلاكه، هكذا استراحت أبيجايل بموت نابال ووجدت راحتها مع داود (الذي كان قلبه حسب قلب الله) وكما أن أليفانا مات بسبب سكره، هكذا مات نابال وهو في شدة سكره، وقد جمع بين موت أثنيهما، أن موتهما حدث أمام عيني إثننتيهما. (أي موت نابال أمام أبيجايل وموت أليفانا أمام يهوديت).

يكونُ إِلهُكِ إِلهي: آمن أحيور العمونى بإله إسرائيل، فوعده بنو إسرائيل بقبوله في شركتهم، بينما اعتبر أليفانا إله إسرائيل مثل آلهة آشور، ولا مانع عنده من استبدال الإله نسروخ بالإله مردوخ، فقد ظن – كما قلنا – أن يهوديت هي كاهنة وثن تعمل في معبد لأحد الآلهة وإحدى الآلهات، ومن ثم فإنه متى تحقق له النصر وتزوج يهوديت سيعبد هو الآخر ذلك الإله، وبالطبع لم يكن يقصد الله إله إسرائيل وإلا فلماذا يحاربهم ويحارب ذلك الإله…

لقد خلص أحيور وعائلته بينما هلك أليفانا وجيشه.

زر الذهاب إلى الأعلى