تفسير سفر يهوديت 5 للقمص تادرس يعقوب ملطي
حوار بين أليفانا وأحيور قائد بني عمون
يروى لنا الكاتب غلبة ملك أشور على أرفكشاد ملك مادي فاستسلمت الممالك المحيطة له، وصار الكل عبيدًا له، وإذ لم يرسل له اليهودي إليه مستسلمين، سأل ملك أشور القائد العموني عن هذا الشعب الذي لم يستسلم فأجاب إنهم لن ينهزموا إلا إذا أثموا ضد إلههم.
اغتاظ أليفانا لأن إسرائيل استخف به، ولم يقابله بالسلم كسائر الشعوب. روى حيور قائد بني عمون قصة قيام إسرائيل منذ دعوة إبراهيم، وكيف خلصهم الرب من فرعون وملوك الكنعانيين واليبوسيين والحثيين إلخ. وأنه لا يمكن النصرة عليهم ما لم يرتكبوا إثمًا في حق إلههم. أراد عظماء إليفانا قتل أحيور، معتبرين إياه أنه يستهين بالملك وجيشه، وأنه يخدعهم.
1. مجلس حرب في معسكر أليفانا |
1 –4. |
||
2. مشورة أحيور العموني لقائد أشور |
5 –24. |
1. مجلس حرب في معسكر أليفانا
وأُخبِرَ أَليفانا، رَئيسُ قُوَّادِ جَيشِ أَشُّور،
بِأَنَّ بني إِسْرائيلَ يستَعِدُّونَ لِلحَرْب
وبِأَنَّهم سَدُّوا مَسالِكَ الجَبَل،
وسَوَّروا كُلَّ رَأسِ جَبلٍ عالٍ،
ووَضَعوا الحَواجِزَ في السُّهول [1].
فغَضِبَ غَضَبًا شَديدًا
واستَدْعى جَميعَ رُؤَساء مُوآب وقُوَّادِ عَمُّون وجَميعَ رُؤَساءِ السَّاحِل [2].
دهش أليفانا أن شعب إسرائيل وحده دون كل الشعوب اختار أن يقاومه وأنهم يعدون أنفسهم بالفعل للدخول في معركة [1-2]. لهذا استدعى الرؤساء الأسرى وبدأ يسألهم في تشامخ عما وراء موقف إسرائيل [3-4].
كان أليفانا يجهل تمامًا إمكانيات هذا العالم الساكن في المرتفعات.
استدعاء أليفانا القيادات العسكرية للأمم التي خضعت له يكشف عما حلّ بأليفانا من ارتباكٍ شديد، إذ لم يكن يتوقع أمة ما تتجاسر وتفعل ما فعله اليهود. أراد أليفانا أن يستفيد من خبرة هؤلاء القادة بكونهم في جوارٍ للأمة اليهودية يعرفون أسرارهم الحربية. كان يتوقع أن يقدموا تقارير عسكرية لا علاقة لها بالعبادة والحياة الروحية. فقد آمن أليفانا بالقوة والسطوة والإمكانيات العسكرية.
وقالَ لهم: “أَخبِروني، يا بَني كَنْعان،
مَن هو ذلك الشَّعبُ المُقيمُ في النَّاحِيَةِ الجَبَلِيَّة؟
وما هي المُدُنُ الَّتي يَسكُنُها،
وما هو عَدَدُ جَيشِهم،
وعلى أَيِّ شيءٍ تَقومُ قُدرَتُهم وقوَّتُهم،
ومَن هو المَلِكُ القائِمُ علَيهِم والقائِدُ لِقُوَّاتِهم [3].
ولماذا اسْتَهانوا بِالمَجيءِ لِمُلاقاتي،
على خِلافِ ما صَنَعَ سُكَّانُ المَنطِقةِ الغَربيَّة؟” [4]
لا نعرف بأية لهجة قدم هولوفرنيس هذه الأسئلة، هل تحدث بلغة الاستخفاف والاستهانة بهم، أم تحدث بلغة الدهشة لموقفهم. لكن واضح أنه كان في حيرة من الموقف الذي اتخذه اليهود، والذي لم تجسر أمة أخرى أو دولة أن تفعله.
2. مشورة أحيور العموني لقائد أشور
فأَجابَه أَحْيور Achior، رَئيسُ بَني عَمّونَ جَميعًا:
“لِيَسْمَعْ سَيَدي كَلامًا من فَمِ عَبدِكَ
فأُخبِرَكَ بِالحَقيقةِ عن ذلك الشَّعبِ السَّاكِنِ في تِلكَ النَّاحِيَةِ الجَبَلِيّة
والمُقيمِ بِالقُربِ مِنكَ،
ولا يَخرُجُ كَذِبٌ مِن فَم عَبدِكَ [5].
أ. رأى بعض الدارسين(80) أن كلمة “أحيور” مشتقة عن الفعل العبري hy’wr ، وأنه يعني “النور هو أخي (الإلهي)”. وهو اسم لائق به حيث ألقى بنورٍ على تاريخ إسرائيل لهولوفرنيس، وأنه صار أخيرًا أخا يهوديًا، حيث قبل الإيمان اليهودي (10: 14).
ب. يرى (81) D.N. Freedman أنه يُمكن تفسير كلمة “أحيور” لتعني “الإله الشمس هو أخي الإلهي”، وهو أمر يتناسب مع يهوه الذي قيل عنه: “جعل للشمس مسكنًا فيها…” (مز 19: 4-6)، أو لأنه موآبي يعبد الإله الشمس.
ح. يرى آخرون مثل Cowley, Steinmamn أن هذا الاسم مشتق عن الكلمة السريانية Ahihud، وتعني: “أخ يهوذا” كما جاء في الترجمة السبعينية في عد 23: 27(82).
د. يرى Henri Cazelles أن Achior مأخوذة عن Ahikar وهو اسم حكيم وثني مشهور.
في رأي البعض أن أحيور أحد الأمميين الأتقياء الذين دعاهم الله للإيمان، مثل راحاب (يش 2-6)، ونعمان السرياني (2 مل 5) وخصي كنداكة الأثيوبي (أع 8: 26-40) وكرنيليوس (أع)، وغيرهم.
غير أن البعض وهم يرون فيه شخصًا ليس فقط يجيد تاريخ الشعب اليهودي بدقة، وإنما الفكر اللاهوتي لهذا التاريخ (5: 5-21) أنه يهودي لم يختتن.
يعتقد البعض أن أحيور هنا هو نفسه Ahiker ابن أخ طوبيت وربشاقي الذي لسنحاريب. لا نعجب إن كان لأحيور خلفية إسرائيلية، ففي الحملة الثالثة اُختير بصفة خاصة لمخاطبة اليهود بلغتهم. فقد كان ربشاقي ضليعًا في الآرامية والعبرية وقد طلب منه الرؤساء الثلاثة من اليهود الذين جاءوا معه ألا يتكلم بلغة الشعب (إش 36: 11-12).
كلمة “ربشاقي” معناها حرفيًا “الرجل العظيم” مثل Turtan وهو لقب عسكري يميز حامله عن بقية كل القيادات العسكرية. نراه في سفر يهوديت يتكلم مباشرة بعد القائد الأكبر أليفانا نفسه.
نظر اليهود إلى أحيور قائد العمونيين نظرة ملؤها الامتنان، وحسبوه الوثني الصالح.
جاء خطاب أحيور عرضًا مختصرًا لتاريخ اليهود. وقد عرض الكتاب المقدس هذا التاريخ باختصار في مواقفٍ كثيرة، كما جاء في مز 78؛ 105؛ 106؛ حز 16؛ 20؛ حك 10؛ أع7. أما صلب التاريح كله كما ورد هنا فإن إمكانيات الشعب اليهودي تتوقف لا على قدراتهم العسكرية، وإنما على علاقتهم بالله إلههم، فإن أطاعوه وسلكوا حسب وصاياه لا تقف أمامهم أية قوات بشرية أو طبيعية، وإن عصوا وصاياه انحلوا وسقطوا.
لقد حمل الخطاب تحذيرا لأليفانا مؤكدًا له أنه سيلحق به وبجيشه عارًا، فإن إمكانيات اليهود غير منظورة، لا يقدر بشر على مواجهتها.
* في سفر يهوديت، عندما سأل أليفانا عدو الإسرائيليين من أي نوع هذه الأمة، وأية حرب تُعلن ضدها، أجابه أحور قائد العمونيين هكذا: لِيَسْمَعْ سَيَدي كَلامًا من فَمِ عَبدِكَ فأُخبِرَكَ بِالحَقيقةِ عن ذلك الشَّعبِ… (5: 5-9)، كما روى أحور العموني. من هذا واضح أن بيت تارح عانى اضطهادًا من الكلدانيين من أجل التقوى الحقيقية التي بها عبدوا الله الواحد الحقيقي(83).
القديس أغسطينوس
إِنَّ هذا الشَّعبَ هو مِن نِسْلِ الكَلْدانِيِّين Chaldeans [6].
مما دعا البعض إلى وجود خلفية يهودية وراء شخصية أحيور، أنه تحدث عن التاريخ الإسرائيلي ابتداء من إبراهيم إلى عصره (5: 6-19). فهل يمكن لعموني وثني أن تكون له مثل هذه المعرفة في شيء من التفصيل؟ على أي الأحوال دعاه أليفاز: “مرتزق إفرايمي” (6: 2). ويرى البعض أن الحل سهل وبسيط، وهو أنه إفرايمي لكنه إلى ذلك الوقت لم يكن قد اختتن، فحسب كأنه أممي عموني.
أَقاموا أَوَّلًا فيما بَينَ النَّهْرَين Mesopotamia،
لأَنَّهم أَبَوُا إتباع آِلهَةِ آبائِهمِ المُقيمينَ بِأَرضِ الكَلْدانِيِّين Chaldea [7].
يقصد بأرض الكلدانيين حاران في شمال ما بين النهرين (تك 11: 31؛ نح 9: 7).
جاء في الترجمة السريانية وأيضًا الفولجاتا “التي عُبدت“، وكأن الضمير هنا لا يعود على “آبائهم” وإنما على “آلهة آبائهم”.
وخَرَجوا عن طَريقِ آبائِهم وسَجَدوا لإِِلهِ السَّماء،
لِلإِلهِ الَّذي عَرَفوه.
فطُرِدوا مِن وَجهِ آلهتهِم،
وهَرَبوا إلى ما بَينَ النَّهرَين،
وأَقاموا هُناكَ أيَّامًا كَثيرة [8].
يقصد بالطريق هنا “العبادة”، وذلك كما ورد في، 2 مل 16: 3 عن آحاز بن يوثام ملك يهوذا “سار في طريق ملوك إسرائيل حتى أنه عبر في النار حسب أرجاس الأمم…”
إله السماء: كثيرًا ما يشار إلى الله الحقيقي بتعبير “إله السماء” (2 أي 36:23؛ عزرا 1: 2؛ 5: 11، 12؛ دا 2: 37؛ طوبيا 10: 11، 12؛ يهو 6: 19، 11: 17).
يرى البعض أن هذه الآية، جاءت اعتراضيه وسط الحديث. لم يذكر سفر التكوين 11: 31-12: 5 (راجع أيضًا نح 9: 7-8، أع 7: 2-4) أن إبراهيم وأهل بيته قد طردوا، إنما خرجوا بكامل حرية إرادتهم. غير أنه جاء في المدراش أن إبراهيم قد طُرد من أور الكلدانيين(84). وربما قد وجد إبراهيم مضايقات بسبب رفضه لعبادة القمر، الذي كان الكلدانيون يتعبدون له، واحتمل مضايقاتهم حتى جاءته الدعوة بالخروج فأطاع.
وأَمَرَهُم إِلهُهم أَن يَخرُجوا مِن مُقامِهِم،
ويَذْهَبوا إلى أَرضِ كَنْعان،
فسَكَنوا هُناكَ وامتَلأوا ذَهَبًا وفِضَّةً،
وكثُرَت قُطْعانُهم جِدًّا [9].
ونَزَلوا إلى مِصْر،
لأنَّ المَجاعةَ عَمَّت وَجهَ أَرضِ كَنْعان،
وأَقاموا هُناكَ فظَلُّوا على قَيدِ الحَياة،
وصاروا جُمْهورًا كبيرًا، وكانَ نَسلُهمِ لا يُحْصى [10].
فقاوَمَهم مَلِكُ مِصْر،
وخَدَعَهم بِتسْخيرِهم لِعَمَلِ اللَّبِن،
وأَذَلُّوهم واستَعبَدوهم [11].
فصَرَخوا إلى إِلهِهم،
فضَرَبَ كُلَّ أَرضِ مِصْرَ ضَرَباتٍ لا عِلاجَ لَها.
وطَرَدَهمُ المِصرُّيونَ مِن وَجهِهم [12].
فجفَّفَ اللهُ البَحرَ الأَحمَرَ أَمامَهم [13].
وقادَهم في طَريقِ سيناءَ وقادِشَ بَرْنِيع Kadesh-Barnea.
فطَرَدوا جَميعَ سُكَّانِ البَرِّيَّة [14].
قدمت لنا الترجمة الفولجاتا تفسيرًا للآيات 12-14، ترجمة القديس جيروم عن المخطوط الكلداني:
[فتح إله السماء البحر لهم عند هروبهم، فصارت المياه واقفة في ثباتٍ كحائطٍ من الجانبين، وساروا خلال عمق البحر وعبروا فيه بالأقدام بكونه جافًا. وعندما اقتفى جيش المصريين الذي لا يُعد أثرهم في ذلك الموضع ابتلعتهم المياه، ولم تترك أحدًا منهم ليروي للأجيال المتعاقبة ما حدث. وعندما خرجوا من البحر الأحمر سكنوا في جبل سيناء، الموضع الذي لم يكن ممكنًا لأي إنسان أن يقطنه أو ابن إنسان أن يستريح فيه، هناك صارت الينابيع المرة عذبة لهم ليشربوا منها، وتقبلوا طعامًا من السماء لمدة أربعين عامًا” (الترجمة الفولجاتا 5: 12-15).
وأَقاموا في أَرضِ الأَمورِيِّين
وأَبادوا جَميعَ الحَشْبونِيِّينَ Esebon بِقُوَّتِهم.
وبَعدَ أَن عَبَروا الأُردُنّ،
اِستَولَوا على كُلِّ النَّاحِيَةِ الجَبَلِيَّة [15].
يرى البعض ما جاء في الترجمات الحديثة للعبارة “جميع الحشبونيين” في الأصل “الذين في حشبون“، وقد كانت حشبون عاصمة الأموريين كما جاء في عد 21: 25-26، 34، إذ كان سيحون ملك الأموريين ساكنًا في حشبون. تقع حشبون عبر الأردن جنوب وادي حسبان في الجزء الشمالي لموآب، تبعد حوالي 50 ميلًا شرق أورشليم.
وطَرَدوا مِن وَجهِهِمِ الكَنْعانِيَينَ والفَرِزِّيَينَ Pherezite
واليَبوسِيِّينَ Jebusite وشَكيمَ Sychemite وجَميعَ الجِرْجاشِيِّين Gergesites
وأَقاموا هُناكَ أَيَّامًا كثيرة [16].
وماداموا لا يَخطَئونَ إلى إِلهِهم،
كانَتِ الخَيراتُ مَعَهم،
لأَنَّه كان معَهم إِلهٌ يُبغِضُ الإِثم [17].
جاء في الأصحاح 28 من سفر التثنية يقدم الوعد بالخيرات من كل جانب لمن يسمع صوت الرب، ويسلك حسب وصاياه.
ولَمَّا حادوا عنِ الطَّريقِ الَّذي رَسَمَه لَهم،
أُبيدوا إلى حَدٍّ بَعيدٍ في حُروب عَديدة،
وتَمَّ سبيهم إلى أَرضٍ غير أَرضِهم.
ولم يَبقَ مِن هَيكَلِ إِلهِهم إِلًا الأَساس،
وسَقَطَت مُدُنُهم في أَيدي خُصومِهِم [18].
والآن فقَد تابوا إلى إِلهِهم،
وصَعِدوا مِنَ الشَّتاتِ الَّذي تشتَّتوا فيه،
واستَعادوا أُورَشليم حَيثُ مَقدِسُهم،
وأَقاموا في النَّاحِيَةِ الجَبَلِيَّة،
فقَد كانَت غيرَ مأهولة [19].
والآن، فإن كانَت في هذا الشَّعبِ جَهالة،
وأَخطَأَوا إلى إِلهِهم
ورَأَينا أَنَّ عِندَهم سَبَبَ الضُّعْفِ هذا،
نَصعَدُ ونُحارِبُهم [20].
وإِن لم يكُنْ إِثْمٌ في أُمَّتِهم،
فلْيَعدِلْ سيِّدي،
لِئَلاَّ يُدافِعَ عَنهُم رَبّهُم وإِلهُهم،
فنَكونَ عُرضَةً لِتَعْييرِ الأَرضِ كُلِّها” [21].
فلمَّا انتَهْى أَحْيورُ مِن هذا الكَلام،
تذَمَّرَ كُلُّ الشَّعبِ المُتَحَلِّقِ حَولَ الخَيمة،
وهَمَّ بِتَمزيقِه عُظَمَاءُ أَليفانا
وجَميعُ سُكَّانِ السَّاحِلِ وموآب [22].
حسب أليفانا خطاب أحيور إهانة مرّة لأليفانا وجيشه، كما حسبه إهانة لنبوخذنصر إله الأرض كلها. فإن كانت المعركة تمس الآلهة، ففي ذهنه ليس من إله يقف أمام نبوخذنصر.
كما أثار هذا الخطاب رجال أليفانا سواء الآشوريين أو ممن خضعوا له من الأمم، وحسبوا ذلك إهانة لهم لا تغتفر، فلن يسمحوا لأنفسهم أن يهددهم شعب أو جيش أو شخص ما أو إله ما.
لم يكن يتوقع الجنود المرتزقة دفاع أحيور عن إسرائيل مما أذهلهم فأرادوا تمزيقه قطعًا قطعًا.
إذ قالوا:لأَنَّنا لا نَخافُ مِن وجوه بَني إِسْرائيل،
فهذا شَعبٌ لا قُوَّةَ لَه ولا قُدرَةَ على قِتالٍ عَنيف [23].
سنَصعَدُ إِذًا، وستَلتَهِمُهم قُوَّاتُكَ التِهامًا،
أيُّها السَّيِّدُ أَليفانا” [24].
جاءت في الترجمة الفولجاتا ما يقابل هذه العبارة، هكذا:
[لذلك فلكي يعلم أحيور أنه يخدعنا، دعنا نصعد على الجبال، وعندما يؤخذ رجالهم الأقوياء كمسجونين، ليُطعن معهم بالسيف، حتى تعرف كل أمةٍ أن نبوخذنصر هو إله الأرض، وليس آخر معه” [28-29].
جاءت الترجمة الحرفية: “سيصيرون طعامًا لجيشك“.