تفسير سفر اللاويين ١٤ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الرابع عشر
شريعة تطهير الأبرص
ينتهى الإصحاح 13 بعجز كامل للأبرص ويصرخ وقد شق ثيابه وكشف رأسه نجس نجس وقد إعتزل خارج الجماعة فى عار. لا يستطيع يستطيع عمل أى شئ لنفسه. وقد سبق ورأينا بشاعة هذا المرض وأثاره.
وفى هذا الإصحاح نجد بصيص ضوء فالله يعلن أن هناك أمل فى الشفاء إذا تدخل هو. وهو قد شفى مريم أخت موسى من قبل وأيضاً نعمان السريانى ولكن هناك من هلك به مثل جحزى.
والآن إن كان أحد قد برئ من البرص فالأمر يحتاج إلى طقس طويل وإجراءات دقيقة ومشددة حتى يتحقق الكاهن من تطهيره فيسمح بدخوله للجماعة المقدسة من جديد. والخطية حرمت الإنسان من عضويته فى الجماعة المقدسة وعودته إستلزمت أن يقدم الإبن نفسه ذبيحة. وطقس التطهير هنا رمز لذبيحة المسيح لأن الخطية كان رمزها هنا مرض البرص
1- يؤتى به إلى الكاهن
لذلك فالمسيح بعد أن يشفى الأبرص قال له إذهب أر نفسك للكاهن مت 8 : 4. وقوله يؤتى به إلى الكاهن يشير لدور الكنيسة التى تأتى بالخاطئ إلى رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح. فنحن لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة المقدسة. كما حمل أصدقاء المفلوج، المفلوج إلى المسيح هكذا تصنع الكنيسة “فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج ثق يا بنى، مغفورة لك خطاياك مت 9 : 2”. وكما قال الشهيد كبريانوس “من يبقى خارج الكنيسة فهو خارج معسكر المسيح”
2 – خروج الكاهن إليه
الكاهن يخرج إليه فهو معزول مبعد لا يمكنه الدخول. هو فى عزلته فى مركز البعد الأدبى عن الله وعن مكان قدسه ومجتمع شعبه. والأبرص لا يقوم بشئ فى طقس التطهير بل الكاهن. فنحن لا فضل لنا فى شئ. فالأبرص نجس وكل ما يمسه يتنجس فكيف يطهر نفسه. إذاً لابد أن يقوم آخر بالعمل وهذا ما قد صنعه المسيح. هو أتى لنا ونزل إلى الأرض ليرفعنا معه للسماء وهو الذى خرج إلى خارج المحلة حاملاً عارنا وهو الذى قدم لنا من خلال روحه القدوس الأسرار لنحيا كأعضاء فى جسده. وإبن الإنسان جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك لو 19 : 10 وهو قال خرجت من عند الآب وأتيت إلى العالم يو 16 : 18.
3 – عصفوران حيان
العصفوران هنا يقومان بنفس عمل التيسان يوم الكفارة (لا 16) حيث يذبح عصفور منهم ويطلق الآخر حياً (إشارة للمسيح المصلوب الذى قام من الأموات) وكان العصفور يذبح فى إناء خزفى على ماء حى إشارة لذبح المسيح الذى حمل ناسوتنا كإناء خزفى، مقدماً لنا فيه دمه الثمين والماء اللذين فاضا من جنبه لتطهيرنا. أما العصفور الآخر الحى فكان يغمس أجنحته وذيله فى دم العصفور المذبوح ويطلقحياً على وجه الصحراء. هذا يرمز للمسيح الذى قام من الأموات حاملاً لنا دمه وأثار جراحاته فى يديه تكفيراً عنا.
وهنا إستعمال عصفورين إشارة للمسيح الأتى من السماء والذى إنطلق للسماء. وكان إطلاق العصفور حراً رمزاً للحرية التى نالها الأبرص بقيامة المسيح. وما أحلى منظر العصفور الملطخة أجنحته بالدم وهو منطلق للسماء بالنسبة لهذا الأبرص المسكين فهو يرى فى هذا حريته. وهو حين يرى العصفور ينطلق للسماء ربما يفهم أنه عليه أن يحيا كإنسان سماوى حتى لا يعاقب ثانية.
4 – خشب الأرز والقرمز والزوفا
الأرز هو أعلى النباتات والزوفا أدناها. والأرز يشير للكبرياء أساس السقوط والزوفا تشير للتواضع طريق الخاطئ للتوبة والمريض للشفاء. وكلاهما يشيران للمسيح العالى الذى إتضع ليشفينا. لذلك كان الزوفا يستخدم دائماً للتطهير مز 51 : 7. والزوفا يسمى فى اللغات الأوربية hyssop ومأخوذه من الكلمة العبرية “أزوب” ويقال أن جذره يمسك بالصخر لذلك يرمز لمن يتمسك بالمسيح فيتطهر. ويرمز للتواضع. وهو له أثر طبى فيستخدم لشفاء الأمراض لتنقية الرئتين فمن يحمل بغضة تكون رئتاه غير نقيتين ويحتاج لتنقيتهما.
والأرز والزوفا معاً قد يمثلان كل حدود الطبيعة (1مل 4 : 33) والمعنى أن كل ما فى العالم قد صلب لى.
(غل 6 : 14) ففى طقس التطهير نجد الكاهن يربط العصفور الحى مع باقة من الزوفا مع قطعة قماش من القرمز ويربطهما بخيط من القرمز، وكان يربط كل هذا على خشب الزوفا (وهى قطعة من خشب الأرز طولها 1.5 قدم وكان العصفور يربط مفرود الجناحين شبه مصلوب، ويغمس جناحيه وذيله فى الدم. لذلك فخشب الزوفا يشير للصليب. وفى صلب المسيح نرى نهاية كل أمجاد وكبرياء العالم (الأرز) وزوال وتفاهة العالم بكل ما فيه (زوفا) فنقبل بفرح صلب العالم لنا وصلبنا للعالم.
أما القرمز فهو صورة الدم المقدس الذى تفجر من كل جسد المسيح وغطاه ليكفر عنى ولاحظ أن راحاب الزانية خلصت بربط حبل قرمز فى كوتها يش 2 : 18
وكان العصفور الذى يذبح يدفن أمام الكاهن والأبرص ولاحظ روعة الوحى فهذا لم يذكر إنما حفظه التقليد. ولماذا لم يذكرفمسيحنا المرموز له بهذا العصفور لم يعد بعد فى قبر بل هو حى فى السماء يشفع فينا. ولاحظ أيضاً أن العصفور الذى يذبح كان يذبح خارج المحلة كما صلب المسيح خارجاً عن أورشليم.
وكان يستخدم ماء حى أى ماء جارى وهذا يشير للحياة والقوة (الماء مرتبط بالدم)
ملحوظة :- حتى آية 5 نرى الكاهن يأمر بكذا وكذا وبعد ذلك فى آية 6 نجد الكاهن يشرع فى العمل. وهذا يشير لأن المسيح بدأ ينفذ عمل الخلاص إبتداء من تجسده حتى صلبه ثم قيامته بعد أن كان عمل الخلاص مجرد إرادة قبل ذلك. راجع يو 19 : 34 + 1يو 5 : 6، 8 لترى إرتباط الدم مع الماء فى عمل التطهير
5 – النضح على المتطهر بالدم والماء
رش دم المسيح يتكلم أفضل من هابيل فهو للكفارة والشفاعة عن البشر عب 12 : 24 ورشه 7 مرات للتطهير أى كمال التطهير فعمل المسيح كامل ويبقى المرشوش طاهراً طوال حياته (أسبوع حياته) وكأن التطهير وإن إنطلق فى مياه المعمودية لكنه يبقى عملية مستمرة غير منقطعة.
إلى هنا يعود الأبرص إلى المحلة ولكن ليس لبيته حيث الألفة.
6 – غسل الثياب
هى رمز للتطهير والتخلص من العادات السيئة. والأبرص أى الخاطئ حين يغسل ثيابه يشير هذا للمعمودية التى نستبدل فيها إنساننا العتيق ثم يتكرر هذا بالتوبة وهى عملية غسيل مستمر يو 13 : 10
7 – حلق شعره
شعر الخاطئ يشير للأعمال الميتة التى تنبع عن شهوات جسده الشريرة. لذا يليق عند تطهيره أن يحلق شعره فالشعر هو جزء بلا روح ولا دم، إذاً هو يشير للإنسان العتيق الذى دفن فى المعمودية. وهذا يعنى أن يترك الخاطئ كل الأفكار والكلمات والتصرفات إلتى كانت للجسد العتيق
8 – إقامته خارج المحلة
هو دخل فى جماعة الرب لكن لا يعود للراحة فى خيمته إلا بعد 7 أيام. هكذا نحن لا نجد الراحة الحقيقية إلا بعد إنقضاء 7 أيام هذا العالم أى أيام غربتنا وإذا إعتبرنا الخيمة هى جسدنا، إذاً بقاءه خارج الخيمة 7 أيام يشير لأن التائب يجب أن يعيش بعد توبته كمن هو فوق متطلبات الجسد. يعيش طول عمره شاعراً بغربة فى هذا العالم، حتى متى جاء اليوم الثامن ننعم بالدخول إلى جسد روحانى سماوي يليق بالحياة الجديدة
9 – طقس التطهير فى اليوم السابع
هو يحلق كل شعره : رأسه ولحيته وحواجب عينيه. ويغسل ثيابه ويرحض جسده بماء فيطهر. وهذا كله قد سبق وعمله فى اليوم الأول فلماذا يكرره فى اليوم السابع ؟
1- هو أصبح طاهراً منذ اليوم الأول ولكن هذا يعطيه شعور أن عمل التطهير هو عمل دائم أى التخلص من كل مظاهر الطبيعة الأولى (الإنسان العتيق)
2- لعل ما حدث فى اليوم الأول يشير إلى ما يتمتع به المؤمن فى بداية عضويته بالكنيسة حين دخل مياه المعمودية ونال البنوة لله وصار طاهراً فى عينى الله. وما يحدث فى هذا اليوم السابع إشارة للغسل بالتوبة وهذا يستمر فيه المؤمن مجاهداً كل العمر. فالمعمودية بداية حياة وليست نهايتها وبداية جهاد وليس نهايته. قال القديس غريغوريوس النيصى “من يقبل المعمودية يشبه جندياً صغيراً أعطى له مكان بين المصارعين لكنه لم يبرهن بعد على إستحقاقه للجندية”
3- هذا يشير لخلع كل ما هو زمنى كل أيام حياتنا حتى النفس الأخير
4- يرى العلامة أوريجانوس أن حلق الرأس يشير لنزع كل فكر ضد إيمان الكنيسة وحلق اللحية يشير لتجديد شباب الإنسان وحلق الحواجب يشير لنزع روح الكبرياء
10 – طقس التطهير فى اليوم الثامن
فى اليوم الثامن يتم كمال التطهير، ففيه كان يتحقق الختان وهو يوم القيامة وفى هذا اليوم نجد الأبرص لأول مرة يمارس عملاً بنفسه وقبل ذلك كان غيره يقوم بالعمل. وكأنه إذ ينعم خلال التطهير الروحى بالعضوية الكنسية يلزم أن يدخل إلى العمل الإيجابى الذى للبنيان خلال تمتعه بقيامة الرب والحياة الجديدة المقامة (فى اليوم الثامن)
والذبائح والتقدمات هى خمس
1- ذبيحة إثم :- خروف صحيح ليكفر به الكاهن عن خطاياه. وهنا نسمع فى هذه المرة فقط أن ذبيحة الإثم تردد ترديداً ومعنى ذلك “لك وحدك أخطأت”
2- ذبيحة الخطية :- نعجة حولية وهى أنثى رمز للولادة فالمؤمن يجب أن يكون ولود ويعنى أن النفس تلد أعمالاً صالحة وتكون غنية فى ثمر البر
3- ذبيحة محرقة :- فالمؤمن بعد أن غفرت أثامه يشتاق أن يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله. ففى ذبيحة الخطية يعلن رفضه للخطية وشوقه للعمل الصالح وفى ذبيحة المحرقة يعلن ممارسته للفضيلة فى الرب
4- تقدمة الدقيق :- 3/10 دقيق ملتوت بالزيت. ورقم 3 يشير لإستحالة التطهير خارج سر الثالوث. وتقدمة الدقيق تشير لشخص المسيح بكونه تقدمة الكنيسة للآب، وفى نفس الوقت هبة الآب للكنيسة إذ يهبها حياة إبنه عطية لها تتمتع بجسده ودمه المبذولين كسر ثبوتها فيه وتمتعها بالحياة الأبدية. هنا نتمتع بالشركة مع الله فى شخص المسيح المبارك. (لاحظ أن رقم 3 يشير للقيامة أيضاً)
5- لج زيت :- اللج 1/3 لتر. يشير مسح المريض وسكب الزيت عليه لمسحنا بالميرون
ترتيب الذبائح = يبدأ بذبيحة الأثم حيث أن البرص قد أصابه على خطية معينه ويأتى بعد هذا ذبيحة الخطية تعبيراً عن إحتياجنا لشفاء طبيعتنا الخاطئه ثم بعد الغفران نشتاق فى حب لتقديم حياتنا محرقة فنتقبل حياة المسيح فينا ومن ثم نقبل الروح القدس يحل فينا.
والطقس المتبع هو الأتى
1- يقب الكاهن (على باب خيمة الإجتماع) والأبرص (خارج الباب). هذا رأى معلمو اليهود. وله معنى أن المسيح هو الباب الذى به ندخل خيمة الإجتماع فننعم بالعضوية الكنسية أو بعضوية جسده المقدس.
2- هناك إحتمال بإشتراك كاهنين أحدهما يستقبل دم ذبيحة الإثم ويرشه على جانب المذبح والآخر يأخذ من الدم لمسح شحمة أذن المتطهر اليمنى ويده اليمنى ورجليه اليمنى (أى تنقية حواسه وأعماله وسلوكه) وآية (14، 15) تعطى هذا الإحتمال بوجود كاهنين ومع هذا فقد يكون كاهن واحد هو الذى يقوم بالطقس.
3- بفرض أنهما كاهنين يأخذ أحدهما لج الزيت ويصب فى يد الكاهن الآخر اليسرى ويأتى الآخر الذى بيده اليسرى الزيت وبإصبعه ينضح سبع مرات أمام الرب أى نحو قدس الأقداس. وبعد ذلك يضع على شحمة أذن المتطهر اليمنى وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى، فى نفس الأماكن التى مسحها بالدم السابق شرحه. ولاحظ أن الزيت يوضع على الدم لأن عمل الروح القدس مؤسس على الدم. فالدم والزيت متلازمان. وسكب الزيت يساوى تكريس هذا الأبرص ثانية لحساب الله. وهناك من قال أن الدم يشير للغفران والزيت يشير للشفاء. ثم يقوم الكاهن بسكب باقى الزيت على رأس المتطهر. (الزيت يشير لعمل سر الميرون بالكنيسة ) ونحن نفهم هذا الطقس فى الكنيسة أن التطهير من الخطية بالدم والماء ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يلزم التمتع بالإمتلاء بالروح القدس (1يو 5 : 8)
11 – طقس تطهير الفقراء
يمارس الطقس بكل دقة للفقير كما للغنى ليحمل ذات المفاهيم. ولكن الفقير يقدم ذبائح وتقدمات غير مرهقة مادياً له. وهى خروف واحد + يمامتان أو فرخا حمام (خطية ومحرقة) وعشر واحد دقيق ولج زيت. ويكرر الوحى نفس الطقس إعلاناً بإهتمام الرب بالفقير وأنه سيعطيه نفس النعم بلا تمييز.
12 – برص المنازل
+ وجعلت ضربة برص = قوله جعلت يجعلنا نفهم أنها عقوبة عن الخطايا. وهنا الله يعطيهم هذه الشريعة وهم بعد فى خيام قبل وصولهم لأرض كنعان حيث سيكون لهم بيوت فالله الذى يطلب أن لا نهتم بالغد يهتم هو بمستقبلنا.
+ وهنا نرى الكاهن يقوم بدور المهندس فى عصر بدائى ليطمئن على بيوت الشعب ولا تتعرض حياتهم للخطر. فإن شاهد إنسان فى منزله ظهور أثار رطوبة أو نشع على الجدران تميل للحمرة أو الخضرة أو تكون مناطق أعمق من الجدار أى تآكلت لابد وأن يستدعى الكاهن ليحكم ماذا يصنع.
+ وكنعان هى أرض الميعاد، الأرض المقدسة ولكن نسمع أن الله يمكن أن يرسل لهم ضربات فيها. فكل إنسان وكل مكان مهما كانت قدسيته أو مركزه لهو معرض لغضب الله لو أخطأ. فهكذا قال الرب لملاك كنيسة أفسس “فتب وإلا فأنا أتى وأزحزح منارتك من مكانها” (رؤ 2). فدخول أرض الميعاد ليس نهاية المشوار لأن الأرض مع أنها مقدسة فهى تحت اللعنة بسبب الخطية فالقانون السائد “من مس نجساً يتنجس”. وهذا طبقه الله مع بيته فحينما إنتشرت الخطية ووصلت لهيكله سمح بخراب الهيكل وتدميره بل أن الأمم الوثنية داسوه عدة مرات.
+ قد يرمز برص المنازل لخطية الجماعة (نحن بيت الله). فموسى كان أميناً فى كل بيته… وبيته نحن عب 3 : 2 – 6. ولذلك نجد أن طقس تطهير المنازل يشير لرغبة الله فى تقديس الجماعة كلها كما يتقدس كل فرد على حدة. (راجع 1بط 2 : 5)
آية 36 :- فيامر الكاهن ان يفرغوا البيت قبل دخول الكاهن ليرى الضربة لئلا يتنجس كل ما في البيت و بعد ذلك يدخل الكاهن ليرى البيت.
يتم تفريغ البيت من كل ما فيه قبل دخول الكاهن. لأنه لو حكم الكاهن أن هذه ضربة برص لزم الأمر بحرق كل ما فى البيت إذ أن كل شئ قد تنجس. هذه العلامة كأن البيت يصرخ لصاحبه تب وإرجع لله لأن الحريق قادم
آية 40 :- يامر الكاهن ان يقلعوا الحجارة التي فيها الضربة و يطرحوها خارج المدينة في مكان نجس.
إن رأى الكاهن بعد غلق البيت 7 أيام أن الضربة قد إمتدت يأمر بإقتلاع الحجارة المصابة وبإلقائها خارج المدينة فى مكان نجس حيث القاذورات والجيف ثم يقشرون حول الضربة ويلقون تراب الملاط أيضاً خارج المدينة فى مكان نجس. وهذا ما طبقه الله مع سدوم وعمورة فقد أخذ بعض أهلها للسبى، وطبقه الله مع أورشليم فقد أخذ بعض شعبها للسبى فى بابل (مكان نجس بسبب وثنيتها). وطبقة بولس الرسول مع كورنثوس حين طلب عزل الزانى (1كو 5) وحين تطهر حكم برجوعه (2كو2). ويمكن القول أن يوشيا وحزقيا الملوك القديسين حاولوا قطع بعض الأحجار (حين منعوا العبادة الوثنية) ولكن عودة الشعب للعبادة الوثنية كان مثل عودة البرص للبيت كله بعد إقتطاع الحجارة المضروبة. لذلك أمر الله بحرق البيت كله وسقطت أورشليم محروقة. حتى قطع بعض الحجارة كمن يقطع عضو مصاببالغرغرينا حتى لا يموت باقى الجسم الصحيح “إن أعثرتك عينك فإقلعها”
الأيات 41، 42 :- و يقشر البيت من داخل حواليه و يطرحون التراب الذي يقشرونه خارج المدينة في مكان نجس. و ياخذون حجارة اخرى و يدخلونها في مكان الحجارة و ياخذ ترابا اخر و يطين البيت.
لاحظ أن بعض الأيات الكاهن فيها يأمر وبعضها هم يفعلون وبعضها الكاهن نفسه يقوم بالعمل وهذا يشير لأمر الله أن نتوب وعلينا أن نعزل الخبيث من داخلنا ونرفضه والله يقوم بكل العمل داخل النفس ليبنيها ثانية = ويأخذ تراباً آخر ويطين البيت ثم نجد نفس طقس التطهير الذى للشخص الأبرص. لذلك فغالباً الإشارة هنا هى للجماعة كلها كشعب الله أو بيت الله. وكان علماء اليهود يقولون أن ضربة برص البيوت ما كانت تحدث سوى لليهود فقط فى بيوتهم لأن المفروض أن تكون بيوتهم مقدسة وكانت تدشن تث 20 : 5 فلو نجسوها كان الله يضربهم “من يفسد هيكل إبن الله يفسده الله” أما السبعة أيام المهلة فهى تعبر عن طول أناة الله “فهو يطيل أناته لعلنا نتوب” وهناك إحتمال بأن بعض البيوت بل وبعض الأشجار تصيبها أمراض فطرية وهى التى يتكلم عنها هنا الوحى. وهذه الأمراض قد تنتقل للإنسان
“هناك بحث قال أن بعض أمراض النباتات (أورام) أصاب سكان البيت الذى يسكنون بالقرب من هذه الأشجار التى فى حديقة منزلهم” لذلك كان الوحى يعتبر أن من تلامس مع هذه البيت يتنجس فهى معدية.