تفسير سفر نحميا ١٣ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث عشر

الآيات 1-3:

– في ذلك اليوم قرئ في سفر موسى في اذان الشعب ووجد مكتوبا فيه ان عمونيا وموابيا لا يدخل في جماعة الله الى الابد. لانهم لم يلاقوا بني اسرائيل بالخبز والماء بل استاجروا عليهم بلعام لكي يلعنهم وحول الهنا اللعنة الى بركة. ولما سمعوا الشريعة فرزوا كل اللفيف من اسرائيل.

قرىء فى سفر موسى = فائدة قراءةالكتاب المقدس كشف أخطائنا لنعرفها لا يدخل فى جماعة الله إلى الأبد = كانت كرامة شعب إسرائيل أنهم شعباً مفرزاً لله لا يختلط بالأمم. وهكذا كرامة شعب الله دائماً الإنعزال عن الشر. وكان من يدخل إلى جماعة الله تكون لهُ كل حقوق الجماعة من عبادة ويلتزم بكل الشريعة ويتزوج منهم وقوله فى ذلك اليوم = غالباً تعنى رجوع نحميا من فارس للمرة الثانية وكان قد قضى عند الملك حوالى سنة. فرزوا = أى منع الرؤساء الغرباء من الإشتراك فى الصلوات والأعياد ولا تعنى طردهم من المدينة.

 

الآيات 4-9:

–  وقبل هذا كان الياشيب الكاهن المقام على مخدع بيت الهنا قرابة طوبيا. قد هيا له مخدعا عظيما حيث كانوا سابقا يضعون التقدمات والبخور والانية وعشر القمح والخمر والزيت فريضة اللاويين والمغنين والبوابين ورفيعة الكهنة. وفي كل هذا لم اكن في اورشليم لاني في السنة الاثنتين والثلاثين لارتحشستا ملك بابل دخلت الى الملك وبعد ايام استاذنت من الملك. واتيت الى اورشليم وفهمت الشر الذي عمله الياشيب لاجل طوبيا بعمله له مخدعا في ديار بيت الله. وساءني الامر جدا وطرحت جميع انية بيت طوبيا خارج المخدع. وامرت فطهروا المخادع ورددت اليها انية بيت الله مع التقدمة والبخور.

الياشيب = هو رئيس الكهنة. وهو إستغل غياب نحميا وعمل شراً عظيماً فهو بدد ثروة الهيكل ومخازنه ليصنع مخدع عظيم لطوبيا الوثنى والذى كان يضمر شراً ويخطط شراً لأورشليم. فكان مثل الشعب اليهودى حين إستغلوا غياب موسى على الجبل وصنعوا عجلاً ذهبياً. وهكذا الشيطان يزرع الشوك بينما الناس نيام مت 25:13. وما صنعه الياشيب يعتبر إحتقار للكهنوت إذ زوج أحد أولاده وهو كاهن أيضاً لأممية وثنية. وكان منتهى الإستهانة منه أن يعطى حجرة فى الهيكل لطوبيا الوثنى وهذا يشابه ما فعله أباؤه إذ وضعوا الوثان فى الهيكل. قرابة طوبيا = ربما كان إبن إلياشيب الذى تزوج بوثنية قريبة لسنبلط وبسبب قرابة إلياشيب لسنبلط ولصداقة سنبلط وطوبيا صار طوبيا ذو قرابة لإلياشيب، إذاًهى علاقة إرتباط وتحالف. وفى (5) هيأ له مخدعاً = المخادع كانت تستخدم كمخازن للبخور والتقدمات. . . . الخ

وطرحتُ جميع آنية طوبيا = طوبيا هنا يمثل الشيطان. لذلك يجب أن نطرح كل أدواته التى يستعملها فينا لإثارة شهواتنا لنجعل أعضائنا أعضاء بر فحين يجىء الشيطان لا يجد ما يستعمله فينا. وكما طهر طوبيا الهيكل هكذا طهر المسيح الهيكل.

 

الآيات 10-14:

–  وعلمت ان انصبة اللاويين لم تعط بل هرب اللاويون والمغنون عاملو العمل كل واحد الى حقله. فخاصمت الولاة وقلت لماذا ترك بيت الله فجمعتهم واوقفتهم في اماكنهم. واتى كل يهوذا بعشر القمح والخمر والزيت الى المخازن. واقمت خزنة على الخزائن شلميا الكاهن وصادوق الكاتب وفدايا من اللاويين وبجانبهم حانان بن زكور بن متنيا لانهم حسبوا امناء وكان عليهم ان يقسموا على اخوتهم. اذكرني يا الهي من اجل هذا ولا تمح حسناتي التي عملتها نحو بيت الهي ونحو شعائره.

أنصبة اللاويين لم تعط = بسبب هذا وبخ ملاخى الشعب لإهمالهم حق بيت الله (مل 8:2) وقوله لم تعط قد تحمل معنى إهمال الشعب فى دفع أنصبتهم أو تحمل معنى أن الرؤساء أخذوا كل شىء ولم يعطوا اللاويين. فإضطر اللاويون أن يتركوا خدمتهم ويذهبوا للحقول ليحصلوا معيشتهم. لذلك جدد نحميا النظام كله.

 

الآيات 15-22:

–  في تلك الايام رايت في يهوذا قوما يدوسون معاصر في السبت وياتون بحزم ويحملون حميرا وايضا يدخلون اورشليم في يوم السبت بخمر وعنب وتين وكل ما يحمل فاشهدت عليهم يوم بيعهم الطعام. والصوريون الساكنون بها كانوا ياتون بسمك وكل بضاعة ويبيعون في السبت لبني يهوذا وفي اورشليم. فخاصمت عظماء يهوذا وقلت لهم ما هذا الامر القبيح الذي تعملونه وتدنسون يوم السبت. الم يفعل اباؤكم هكذا فجلب الهنا علينا كل هذا الشر وعلى هذه المدينة وانتم تزيدون غضبا على اسرائيل اذ تدنسون السبت. وكان لما اظلمت ابواب اورشليم قبل السبت اني امرت بان تغلق الابواب وقلت ان لا يفتحوها الى ما بعد السبت واقمت من غلماني على الابواب حتى لا يدخل حمل في يوم السبت. فبات التجار وبائعو كل بضاعة خارج اورشليم مرة واثنتين.

 فاشهدت عليهم وقلت لهم لماذا انتم بائتون بجانب السور ان عدتم فاني القي يدا عليكم ومن ذلك الوقت لم ياتوا في السبت. وقلت للاويين ان يتطهروا وياتوا ويحرسوا الابواب لاجل تقديس يوم السبت بهذا ايضا اذكرني يا الهي وتراءف علي حسب كثرة رحمتك.

الصوريون الساكنون بها = كانوا يسكنون أورشليم أياماً لأجل تجارتهم. بسمك = كانوا يملحونه ويبيعونه. فخاصمت عظماء يهوذا = الذين تولوا الأمور فى غيابه. ألم يفعل أباؤكم= لأن أباؤهم أهملوا السبت عاقبهم الله. لا يفتحوها إلى ما بعد السبت = حتى لا يدخل حِمْل كما يظهر من آية (20). وأقام من غلمانه حراساً على الأبواب مؤقتاً إلى أن يترتب حراس الأبواب من اللاويين (22) أو أن اللاويين عادوا للحراسة وإنسحب غلمان نحميا بعد أن إنتهت الأزمة وعادت الأمور لطبيعتها.

 

الآيات 23-27:

–  في تلك الايام ايضا رايت اليهود الذين ساكنوا نساء اشدوديات وعمونيات وموابيات. ونصف كلام بنيهم باللسان الاشدودي ولم يكونوا يحسنون التكلم باللسان اليهودي بل بلسان شعب وشعب. فخاصمتهم ولعنتهم وضربت منهم اناسا ونتفت شعورهم واستحلفتهم بالله قائلا لا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تاخذوا من بناتهم لبنيكم ولا لانفسكم. اليس من اجل هؤلاء اخطا سليمان ملك اسرائيل ولم يكن في الامم الكثيرة ملك مثله وكان محبوبا الى الهه فجعله الله ملكا على كل اسرائيل هو ايضا جعلته النساء الاجنبيات يخطئ. فهل نسكت لكم ان تعملوا كل هذا الشر العظيم بالخيانة ضد الهنا بمساكنة نساء اجنبيات.

إنتهى الآن حوالى 25 سنة منذ أن طهر عزرا الشعب من زوجاته الوثنيات ولكننا نجدهم وقد عادوا ثانية لنفس الخطأ. وكان من نتيجة ذلك أن الأولاد إما صار كلامهم نصفه عبرانى ونصفه أشدودى. أو أن نصف أولاد العائلة يتكلمون اللسان أو اللغة العبرانية والنصف الآخر يتكلم بالأشدودية وكان نحميا حازماً معهم فهو الوالى وإن تساهل فى هذا الأمر لضاع الدين اليهودى كله ولتحولوا إلى الوثنية وعبدوا الأوثان فهم ليسوا أحكم من سليمان الذى سقط نفس هذه السقطة. فبالرغم من كل حكمة سليمان غلبته النساء الوثنيات اللواتى أحبهن وتزوجهن.

الآيات 28-30:

–  وكان واحد من بني يوياداع بن الياشيب الكاهن العظيم صهرا لسنبلط الحوروني فطردته من عندي. اذكرهم يا الهي لانهم نجسوا الكهنوت وعهد الكهنوت واللاويين. فطهرتهم من كل غريب واقمت حراسات الكهنة واللاويين كل واحد على عمله.

طردته من عندى= فهو أخطأ خطيئة عظيمة لكونه من نسل الكهنوت. فهو نجس الكهنوت بعمله هذا ونجس عهد الكهنوت. فالكاهن عليه أن يكون طاهراً لكى يخدم فى الهيكل. ونحميا طردهُ لأنه رفض غالباً أن يترك زوجته الوثنية ويقول يوسيفوس أن هذا الكاهن المطرود إسمه منسى. وأنه بعد أن طرده نحميا ذهب إلى حماه سنبلط فأقام لهُ هيكل على جبل جرزيم وجعلهُ رئيساً على كهنة السامرة (يو 20:4).

سؤال أخر

لماذا نجح نحميا فيما فشل فيه آخرون ولماذا إستطاع أن يبنى السور الذى ظل 140سنة مهدوماً؟

1-  الله يريد أن العمل يتم. والشيطان يريد أنه لا يتم. لذلك فكل عمل صالح لابد ويقابل بمقاومة. فلو توافقت المقاومة مع تقاعس  داخلى عند الخدام يتوقف العمل ليس لأن الشيطان قوى ولكن لأن الخادم متقاعس وفاتر

2-  حينما وُجد نحميا ذو القلب الغيور، رجل العمل والصلاة، الذى قلبه مشغول بمجد الله وحال شعبه وإهتم أن يعمل تذللت أمامه كل المعوقات وظهر ضعف إبليس أمام قوة الله. فقوة الله تظهر مع من يطلب بأمانة ومن يضع فى قلبه أن يعمل.

فاصل

فاصل

تفسير سفر نحميا 12 تفسير سفر نحميا 
القمص أنطونيوس فكري
فهرس
تفسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى