تفسير سفر نحميا ٨ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الثامن
فى هذا الإصحاح نرى الإهتمام بحفظ الشريعة ودراستها. فبدون ذلك سيعودون للسبى ثانية.
الآيات 1-8:
– اجتمع كل الشعب كرجل واحد الى الساحة التي امام باب الماء وقالوا لعزرا الكاتب ان ياتي بسفر شريعة موسى التي امر بها الرب اسرائيل. فاتى عزرا الكاتب بالشريعة امام الجماعة من الرجال والنساء وكل فاهم ما يسمع في اليوم الاول من الشهر السابع. وقرا فيها امام الساحة التي امام باب الماء من الصباح الى نصف النهار امام الرجال والنساء والفاهمين وكانت اذان كل الشعب نحو سفر الشريعة. ووقف عزرا الكاتب على منبر الخشب الذي عملوه لهذا الامر ووقف بجانبه متثيا وشمع وعنايا واوريا وحلقيا ومعسيا عن يمينه وعن يساره فدايا وميشائيل وملكيا وحشوم وحشبدانة وزكريا ومشلام. وفتح عزرا السفر امام كل الشعب لانه كان فوق كل الشعب وعندما فتحه وقف كل الشعب. وبارك عزرا الرب الاله العظيم واجاب جميع الشعب امين امين رافعين ايديهم وخروا وسجدوا للرب على وجوههم الى الارض. ويشوع وباني وشربيا ويامين وعقوب وشبتاي وهوديا ومعسيا وقليطا وعزريا ويوزاباد وحنان وفلايا واللاويون افهموا الشعب الشريعة والشعب في اماكنهم. وقراوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى وافهموهم القراءة.
الشهر السابع = كمل السور فى 25 من أيلول أى الشهر السادس (15:6) كرجل واحد إلى الساحة التى أمام باب الماء = باب الماء يشير للمعمودية مدخل الأسرار التى بها نمتلىء بالروح ونصير جسداً واحداً وروحاً واحداً فهذا عمل الروح القدس أن يجعل الكنيسة عروس واحدة للمسيح ” خطبتكم لأقدم عذراء “. . . . . . . عذراء واحدة وليس عذارى. وكان الإجتماع فى ساحة بيت الله فهى متسعة وتحتمل عدد كبير من الشعب. وكان هذا الإجتماع وما سبقه فى بابل حين كانوا يجتمعون لدراسة الشريعة بداية المجامع. والمجمع هو مكان يقرأ فيه الناموس ثم يفسره المعلمون كما حدث هنا. وقالوا لعزرا = هنا اول ذكر لعزرا فى السفر لأن عزرا كان مشغولاً بتجميع وضبط الأسفار فكانت هذه خدمته بعد وصول نحميا. والشعب بعد أن أكملوا الأسوار منتصرين على مقاومة أعدائهم شعروا بأنهم شعب الله الخاص وأنهم منفصلين عن الأمم وما فرزهم هو وجود شريعة الرب عندهم فطلبوا أن يسمعوا هذه الشريعة وكان عزرا قد أتم عمله غالباً فطلبوا منهُ أن يأتى بكتاب. والكنيسة تبنى على التعليم” لاحظ نفسك والتعليم 1 تى 16:4″ فى اليوم الأول من الشهر السابع = هو عطلة هتاف البوق. ونلاحظ أنه فى عيد الأبواق يقرأون الشريعة وكلمات الكتاب هى بوق إنذار لكل واحد. وفى (4) منبر الخشب = ليراه الجميع وهذا يناظر المنجلية فى الكنيسة الآن. وفى (5) نلاحظ وقوف الشعب عند فتح السفر إحتراماً لكلمة الله وهكذا نقف فى الكنيسة عند سماع قراءة الإنجيل. وكان عزرا يقرأ ومعه مساعدون وللتفسير (أسماؤهم فى آية 7) وربما كانوا يترجمون من العبرانية إلى الأرامية فكثير من الشعب يتكلم الآن الأرامية وفى (6) وبارك عزرا الرب = وهكذا فى الكنيسة وبعد قراءة الإنجيل نبارك الرب بقولنا والمجد لله دائماً آمين.
فوق كل الشعب = علينا أن نتضع أمام كلمة الله لنفهمها. وفى (7) واللاويون = المذكورين هنا لاويون فحرف العطف لا يضيف شىء بل هو صفة لهؤلاء المذكورين، هو عطف تفسيرى أى ” وهؤلاء اللاويون”.
الآيات 9-12:
– ونحميا اي الترشاثا وعزرا الكاهن الكاتب واللاويون المفهمون الشعب قالوا لجميع الشعب هذا اليوم مقدس للرب الهكم لا تنوحوا ولا تبكوا لان جميع الشعب بكوا حين سمعوا كلام الشريعة. فقال لهم اذهبوا كلوا السمين واشربوا الحلو وابعثوا انصبة لمن لم يعد له لان اليوم انما هو مقدس لسيدنا ولا تحزنوا لان فرح الرب هو قوتكم. وكان اللاويون يسكتون كل الشعب قائلين اسكتوا لان اليوم مقدس فلا تحزنوا. فذهب كل الشعب لياكلوا ويشربوا ويبعثوا انصبة ويعملوا فرحا عظيما لانهم فهموا الكلام الذي علموهم اياه.
هذا اليوم مقدس = لأنه أول الشهر السابع ولأنهم إستمعوا فيه لكلمة الله.
لا تنوحوا = هم ناحوا لأنهم فهموا أن كل مصائبهم كانت بسبب خطاياهم. والحزن على الخطيئة هو من فعل روح الله فى قلوبهم يو 8:16. ولكن الحزن على الخطية يتحول لفرح روحى وهناك وقت للحزن ووقت للفرح، لذلك قالوا لم لا تنوحوا. وهكذا نتعلم التوازن الدقيق بين الحزن والدموع على خطايانا والفرح بغفران الله ومحبته ورحمته. فقال لهم = غالباً عزرا إذهبوا كلوا السمين وإشربوا الحلو وأبعثوا انصبة = ونحن فى القداس الإلهى بعد أن نسمع كلمة الله المقدسة والإنجيل ونصلى باكين على خطايانا فرحين بالخلاص، نأكل ونشرب جسد ودم المسيح وتشترك الكنيسة كلها فى هذه الوليمة التى نفرح بها لآن فرح الرب هو قوتكم = الفرح الروحى هو علاج دائم للنفس والجسد وليس الفرح بملذات العالم بل بعطايا الله ونعمته وغفرانه ومحبته. ونلاحظ أن الفرح يأتى بعد الدموع فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج ونلاحظ وصية عزرا ” إبعثوا أنصبة” فكانوا فى الأعياد عليهم أن يأكلوا أفخر طعام وعليهم أيضاً أن يشركوا من لا يستطيع ذلك من الفقراء. وفرح الرب هو قوتكم = فهم لو نظروا لسلاحهم وعددهم لخافوا وحزنوا ولكنهم لو نظروا للرب وحمايته ومواعيده ومحبته وقدرته لتشددوا وفرحوا.
الآيات 13-18:
و في اليوم الثاني اجتمع رؤوس اباء جميع الشعب والكهنة واللاويون الى عزرا الكاتب ليفهمهم كلام الشريعة. فوجدوا مكتوبا في الشريعة التي امر بها الرب عن يد موسى ان بني اسرائيل يسكنون في مظال في العيد في الشهر السابع. وان يسمعوا وينادوا في كل مدنهم وفي اورشليم قائلين اخرجوا الى الجبل واتوا باغصان زيتون واغصان زيتون بري واغصان اس واغصان نخل واغصان اشجار غبياء لعمل مظال كما هو مكتوب. فخرج الشعب وجلبوا وعملوا لانفسهم مظال كل واحد على سطحه وفي دورهم ودور بيت الله وفي ساحة باب الماء وفي ساحة باب افرايم. وعمل كل الجماعة الراجعين من السبي مظال وسكنوا في المظال لانه لم يعمل بنوا اسرائيل هكذا من ايام يشوع بن نون الى ذلك اليوم وكان فرح عظيم جدا. وكان يقرا في سفر شريعة الله يوما فيوما من اليوم الاول الى اليوم الاخير وعملوا عيدا سبعة ايام وفي اليوم الثامن اعتكاف حسب المرسوم.
وفى اليوم الثانى = هم اتوا فى اليوم الثانى لأنهم تذوقوا بالأمس حلاوة كلمة الله ودراستها.وعلى الكهنة والخدام أن يدرسوا كلمة الله ليعلموها لآخرين. ولذلك نجد هنا الرؤوس والكهنة واللاويون يأتون لعزرا ليتعلموا ويفهموا. وماذا سمعوا؟ أن يلتزموا بأن يعيدوا عيد المظال. وما يلزم الكنيسة بعد أن تدرس كلمة الله أن تحيا بروح الغربة فى هذا العالم. ولقد نفذ الشعب عيد المظال بفرح وتقوى وتوبة ورجوع إلى الله فكان بصورة لم يوجد مثلها من أيام يشوع بن نون. فالتأديب والتعليم حرك قلوبهم للبكاء، والبكاء قادهم لفرح وتقوى وهذا إختبار جديد لم يعرفه من سبقهم الذين كانوا يفرحون ويعيدون فى مظهرية. إعتكاف = أى حبس النفس عن التصرفات العادية فى يوم يخصص للعبادة الدينية فقط.
تفسير سفر نحميا 7 | تفسير سفر نحميا القمص أنطونيوس فكري |
تفسير سفر نحميا 9 |
تفسير العهد القديم |