تفسير سفر نحميا 12 للقمص تادرس يعقوب
قوائم الكهنة والاحتفال الختامي
من الصعب تحديد موعد تدشين السور، فالبعض يرى أنه تم في نهاية الاثني عشر عامًا التي قضاها نحميا كحاكم يهوذا في الفترة الأولى، وآخرون يرون أن التدشين تم بعد شهور قليلة من الانتهاء من إعادة بناء السور.
تم طقس الاحتفال بالتدشين على ثلاث مراحل:
أ. موكبان من المغنيين يغنون بتسابيح الحمد لله.
ب. قراءة الشريعة.
ت. فصل الغرباء عن شعب الله.
يقدم لنا هذا الأصحاح قائمة بأسماء رؤوس كهنة ولاويين رجعوا مع زربابل ويهوشع [1- 9]. هذه القائمة ليست شاملة لكل الكهنة واللاويين، إنما تقدم الأسماء اللامعة التي كان لها دورها الفعّال، والذين نجحوا في عملهم وقاموا بمهمتهم بإخلاص وفي شجاعة. غاية هذه القائمة حث الأجيال التالية للعمل بجدية وإخلاص، متمثلين بالقادة المخلصين.
قائمة أخرى [10-11] تقدم خط رؤساء الكهنة من يهوشع إلى يديا هذا الذي يعرف عنه من يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه كان رئيس كهنة عندما غزا اسكندر الأكبر فارس (333 ق.م).
يرى البعض أن هذا لا يعني أن السفر كتب في ذلك الوقت المتأخر، لكن أضيفت هذه القوائم لتكون كاملة.
تأتي بعد ذلك قائمة الكهنة في وقت يواقيم [12-21]، واللاويين من أيام أليشيب حتى داريوس الثالث [22-26]. الأخبار الوارد في (عدد 23) هي من سجلات الهيكل، والواردة في (عدد 24) تشير إلى (1 أي 16: 4-6).
بعد هذا نرجع إلى القصة مرة أخرى.
أولًا: لقد تم بناء السور، وبعد ذلك قُرأت الشريعة، وتم تثبت العهد وتكرس السور. أحضر جميع اللاويين ومغنين الهيكل من القرى المحيطة [27-29]. وتطهر الشعب والسور، ربما برش دم ذبيحة عليهم [30].
عندئذ تحرك موكبان عظيمان ربما من الباب الذي في الجنوب الغربي الذي منه خرج نحميا من مدة ليست ببعيدة (2: 13-15). موكب قاده عزرا، [31-37] والآخر قاده نحميا [38-39]. في أغلب الطريق كان الموكبان على قمة السور، لكنهما اجتمعا معًا في ديار الهيكل [40]، حيث قدما ذبائح وسبحا الله [41-43].
هذا الاحتفال كان مرة واحدة، أما العبادة في الهيكل فكانت تُمارس يوميًا. لهذا أقام الشعب رؤساء لمساندة احتياجات العاملين في الهيكل [44-46]. هذا يعني التزام الشعب بدفع العشور وضرائب للمغنين وحارسي الأبواب، وإذ ينال هؤلاء أنصبتهم يقوم اللاويون بعملٍ كهذا بخصوص الكهنة.
1. الكهنة واللاويون في العودة الأولى 1-9
وَهَؤُلاَءِ هُمُ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ،
الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَ زَرُبَّابَلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعَ.
سَرَايَا وَيِرْمِيَا وَعَزْرَا. [1]
شالتئيل: هو والد زربابل كما جاء هنا وفي عز 3: 2، 8؛ حج 1: 1؛ وأما في 1 أي 3: 17-19 فيذكر أنه عم زربابل.
يشوع: كان رئيس الكهنة حوالي عام 560-590 ق.م. (راجع عز2: 2؛ نح 7: 7؛ 12: 10، 26).
سرايا: دعي عزاريا في 1 أي 9: 11.
عزرا: المذكور هنا حتمًا غير عزرا الذي عاد بعد 80 سنة.
وَأَمَرْيَا وَمَلُّوخُ وَحَطُّوشُ. [2]
وَشَكَنْيَا وَرَحُومُ وَمَرِيمُوثُ. [3]
وَعِدُّو وَجِنْتُويُ وَأَبِيَّا. [4]
وَمِيَّامِينُ وَمَعَدْيَا وَبَلْجَةُ. [5]
وَشَمَعْيَا وَيُويَارِيبُ وَيَدَعْيَا. [6]
وَسَلُّو وَعَامُوقُ وَحِلْقِيَّا وَيَدَعْيَا.
هَؤُلاَءِ هُمْ رُؤُوسُ الْكَهَنَةِ وَإِخْوَتُهُمْ فِي أَيَّامِ يَشُوعَ. [7]
تعاقب الأربعة وعشرين بيتًا كهنوتيًا يمكن أن يكون قد تم في أيام داود. يوجد 22 رأسا للبيوت الكهنوتية وردت هنا في الأعداد 1-7.
قام داود بتنظيم الكهنة في 24 فرقة (1 أي24: 8)؛ كل فرقة تخضع لأخرى. وقد استمر هذا النظام إلى خراب أورشليم بواسطة الرومان [1].
وَاللاَّوِيُّونَ يَشُوعُ وَبِنُّويُ وَقَدْمِيئِيلُ وَشَرَبْيَا وَيَهُوذَا،
وَمَتَّنْيَا الَّذِي عَلَى التَّحْمِيدِ هُوَ وَإِخْوَتُهُ [8].
التحميد أو الشكر يمثل الدور الرئيسي لعمل المغنين (نح 11: 17).
وَبَقْبُقْيَا وَعُنِّي أَخَوَاهُمْ مُقَابَلَهُمْ فِي الْحِرَاسَاتِ. [9]
كان نظام التسبيح هو نظام التجاوب antiphonal حيث يوجد خورسان أو قسمان من الخورس، يقف القسم مقابل الآخر (ع 24، 2 أي 7: 6، عز 3: 11).
2. رؤساء الكهنة واللاويون منذ يوياقيم 10-26
وَيَشُوعُ وَلَدَ يُويَاقِيمَ وَيُويَاقِيمُ وَلَدَ أَلِيَاشِيبَ وَأَلِيَاشِيبُ وَلَدَ يُويَادَاعَ. [10]
وَيُويَادَاعُ وَلَدَ يُونَاثَانَ وَيُونَاثَانُ وَلَدَ يَدُّوعَ. [11]
يخبرنا يوسيفوس [2] أن الإسكندر الأكبر اتجه نحو أورشليم لمعاقبة اليهود لولائهم لداريوس ملك الفرس. قاد جيشًا عظيمًا جدًا وأراد أن ينتقم من اليهود، لكن رئيس الكهنة الأعظم يوياداع (نح 12: 11، 22) التقى به على رأس موكب من الكهنة واللاويين لاستقباله. أثار المنظر الإسكندر الأكبر، إذ رأى نفس المنظر في رؤيا سابقة، فشعر أن الأمر صادر من قبل الله. أظهر رئيس الكهنة للإسكندر نبوة دانيال التي تعلن عن أن ملكًا يونانيًا يطيح بمملكة فارس. هذا حدث في سنة 322 ق.م. وصار الإسكندر صديقًا لليهود يعاملهم بلطف غير عادي بعد ذلك، هذا يكشف أن اليهود عرفوا السفر قبل الإسكندر وفهموا من نبواته قيام المملكة اليونانية بعد مملكة فارس.
وَفِي أَيَّامِ يُويَاقِيمَ كَانَ الْكَهَنَةُ رُؤُوسُ الآبَاءِ،
لِسَرَايَا مَرَايَا وَلِيرْمِيَا حَنَنْيَا [12]
وَلِعَزْرَا مَشُلاَّمُ وَلأَمَرْيَا يَهُوحَانَانُ [13]
وَلِمَلِيكُو يُونَاثَانُ وَلِشَبْنِيَا يُوسُفُ [14]
وَلِحَرِيمَ عَدْنَا وَلِمَرَايُوثَ حَلْقَايُ [15]
وَلِعِدُّو زَكَرِيَّا وَلِجِنَّثُونَ مَشُلاَّمُ [16]
وَلأَبِيَّا زِكْرِي وَلِمِنْيَامِينَ لِمُوعَدْيَا فِلْطَايُ [17]
وَلِبِلْجَةَ شَمُّوعُ وَلِشَمَعْيَا يَهُونَاثَانُ [18]
وَلِيُويَارِيبَ مَتْنَايُ وَلِيَدَعْيَا عُزِّي [19]
وَلِسَلاَّيَ قَلاَّيُ وَلِعَامُوقَ عَابِرُ [20]
وَلِحِلْقِيَّا حَشَبْيَا وَلِيَدَعْيَا نَثَنْئِيلُ. [21]
وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ فِي أَيَّامِ أَلِيَاشِيبَ وَيُويَادَاعَ وَيُوحَانَانَ وَيَدُّوعَ،
مَكْتُوبِينَ رُؤُوسَ آبَاءٍ،
وَالْكَهَنَةُ أَيْضًا فِي مُلْكِ دَارِيُوسَ الْفَارِسِيِّ. [22]
داريوس الفارسي: إما داريوس الثاني (423- 404 ق.م)، أو داريوس الثالث (335-331 ق.م.) الملك الذي هزمته إمبراطورية إسكندر الأكبر.
وَكَانَ بَنُو لاَوِي رُؤُوسُ الآبَاءِ،
مَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ إِلَى أَيَّامِ يُوحَانَانَ بْنِ أَلْيَاشِيبَ. [23]
ربما أخبار الأيام الرسمي للهيكل، وهو يحوي قوائم وسجلات متنوعة.
قارن سفر أخبار الأيام لملوك فارس (عز 4: 15؛ أس 2: 23؛ 6: 1؛ 10: 2) وسفر أخبار أيام ملوك إسرائيل الذي أشير إليه 18 مرة في ملوك الأول والثاني، وسفر أخبار الأيام لملوك يهوذا أشير إليه 15 مرة في ملوك الأول والثاني.
وَرُؤُوسُ اللاَّوِيِّينَ حَشَبْيَا وَشَرَبْيَا وَيَشُوعُ بْنُ قَدْمِيئِيلَ وَإِخْوَتُهُمْ
مُقَابَِلَهُمْ لِلتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ حَسَبَ وَصِيَّةِ دَاوُدَ رَجُلِ اللَّهِ نَوْبَةً مُقَابَلَ نَوْبَةٍ. [24]
وَكَانَ مَتَّنْيَا وَبَقْبُقْيَا وَعُوبَدْيَا وَمَشُلاَّمُ وَطَلْمُونُ وَعَقُّوبُ بَوَّابِينَ
حَارِسِينَ الْحِرَاسَةَ عِنْدَ مَخَازِنِ الأَبْوَابِ. [25]
كَانَ هَؤُلاَءِ فِي أَيَّامِ يُويَاقِيمَ بْنِ يَشُوعَ بْنِ يُوصَادَاقَ
وَفِي أَيَّامِ نَحَمْيَا الْوَالِي وَعَزْرَا الْكَاهِنِ الْكَاتِبِ. [26]
3. تكريس السور 27-42
وَعِنْدَ تَدْشِينِ سُورِ أُورُشَلِيمَ طَلَبُوا اللاَّوِيِّينَ مِنْ جَمِيعِ أَمَاكِنِهِمْ،
لِيَأْتُوا بِهِمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ،
لِكَيْ يُدَشِّنُوا بِفَرَحٍ وَبِحَمْدٍ وَغِنَاءٍ بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ. [27]
قام سليمان الملك قبل ذلك بتدشين الهيكل الذي بناه (1 مل 8).
يرى البعض أن هذا التدشين تم بعد بناء السور مباشرة، وآخرون يرون أنه تم بعد القيام بأعمال إنشاءات وتجديدات في المدينة.
دُعي كل اللاويين من جميع أماكنهم للقيام بهذا التدشين، فإنه لم يكن احتفالًا مجردًا يهنئون فيه كل العاملين في البناء على المجهودات الضخمة، إنما يحمل معانٍ كثيرة منها:
أولًا: تقديم الحمد والشكر لله الذي دبّر وأعان الجميع لإتمام العمل بالرغم من مقاومة الأعداء المستمرة.
ثانيًا: إنه سور مدينة الله الفريدة، التي تقوم جوهريًا على وجود هيكل الرب الفريد في ذلك الوقت في العالم، ليمثل الحضرة الإلهية.
ثالثًا: إنه احتفال ديني مقدس، ملوكي.
الصنوج: كانت تستخدم في الاحتفالات الدينية (2 صم 6: 5؛ 1 أي 16: 42؛ 25: 1؛ 2 أي 5: 12؛ 29: 25؛ عز 3: 10)
الرباب: أيضًا كانت مستخدمة وهي آله موسيقية وترية (1 صم 10: 5؛ 2 صم 6: 5؛ 1 أي 15: 16؛ 20، 28؛ مز 150: 3).
العيدان: آلة وترية كالرباب وفي نفس الطول، لكنها تختلف عنها من وجهة السُمك أو قطر الدائرة والأوتار.
فَاجْتَمَعَ بَنُو الْمُغَنِّينَ مِنَ الدَّائِرَةِ حَوْلَ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ ضِيَاعِ النَّطُوفَاتِيِّ. [28]
النطوفاتي: من نطوفا وهي مدينة بالقرب من بيت لحم.
وَمِنْ بَيْتِ الْجِلْجَالِ وَمِنْ حُقُولِ جَبَعَ وَعَزْمُوتَ،
لأَنَّ الْمُغَنِّينَ بَنُوا لأَنْفُسِهِمْ ضِيَاعًا حَوْلَ أُورُشَلِيمَ. [29]
بيت الجلجال: ربما هي الجلجال بالقرب من أريحا (يش 4: 19-20)، أو جلجال إيليا (2 مل 2: 1) تبعد حوالي سبعة أميال شمال بيت إيل.
وَتَطَهَّرَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ وَطَهَّرُوا الشَّعْبَ وَالأَبْوَابَ وَالسُّورَ [30]
كلمة “تطهر” هنا تستخدم عن تطهر شخص مارس شيئًا غير طاهر، فيتطهر ليتهيأ للعبادة (لا 22: 4-7). غاية طقس التطهير الكشف عن قدسية الله وعن الالتزام بالسلوك التقي (لا 16: 30). تطهير الأبواب والسور غالبًا ما يقصد به رفع الأنقاض، ثم رشها بالماء الحي الذي يوضع فيه غبار حريق ذبيحة المحرقة (لا 19: 17). فكما يتطهر الكهنة واللاويون لخدمة الله الحي القدوس، هكذا يتطهر السور والأبواب، لأنها مكرسة لخدمة مدينة الله الحي القدوس.
وَأَصْعَدْتُ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا عَلَى السُّورِ،
وَأَقَمْتُ فِرْقَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْحَمَّادِينَ،
وَسَارَتِ الْوَاحِدَةُ يَمِينًا عَلَى السُّورِ نَحْوَ بَابِ الدِّمْنِ [31]
كان هناك موكبان عظيمان انطلقا ربما من منطقة باب الوادي (2: 13، 15؛ 3: 13) في وسط القسم الغربي من السور. الموكب الأول قاده عزرا [36] وهوشعيا [32] وتحرك في اتجاه ضد حركة عقارب الساعة على السور والموكب الثاني تحت قيادة نحميا تحرك تجاه حركة عقارب الساعة. التقيا بين باب السجن وباب الماء ثم دخلا منطقة الهيكل (مز 48: 12- 13).
وَسَارَ وَرَاءَهُمْ هُوشَعْيَا وَنِصْفُ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا [32]
وَعَزَرْيَا وَعَزْرَا وَمَشُلاَّمُ [33]
عزرا هنا غير عزرا الكاتب [36]. كل خورس يتكون من سبعة كهنة ينفخون في الأبواق ويلعب اللاويون على الآلات الموسيقية الأخرى.
وَيَهُوذَا وَبِنْيَامِينُ وَشَمَعْيَا وَيِرْمِيَا [34]
وَمِنْ بَنِي الْكَهَنَةِ بِالأَبْوَاقِ زَكَرِيَّا بْنُ يُونَاثَانَ بْنِ شَمَعْيَا بْنِ مَتَّنْيَا بْنِ مِيخَايَا بْنِ زَكُّورَ بْنِ آسَافَ [35]
آساف هو مؤسس أحد الثلاث طوائف الموسيقية (1أي 25: 1-2).
وَإِخْوَتُهُ شَمَعْيَا وَعَزَرْئِيلُ وَمِلَلاَيُ وَجِلَلاَيُ وَمَاعَايُ وَنَثَنْئِيلُ وَيَهُوذَا وَحَنَانِي
بِآلاَتِ غِنَاءِ دَاوُدَ رَجُلِ اللَّهِ وَعَزْرَا الْكَاتِبُ أَمَامَهُمْ. [36]
وَعِنْدَ بَابِ الْعَيْنِ الَّذِي مُقَابَلَهُمْ صَعِدُوا عَلَى دَرَجِ مَدِينَةِ دَاوُدَ
عِنْدَ مَصْعَدِ السُّورِ فَوْقَ بَيْتِ دَاوُدَ
إِلَى بَابِ الْمَاءِ شَرْقًا. [37]
دار الموكب حول النهاية الجنوبية للأسوار وبعد ذلك دار شمالًا إلى السور الشرقي إلى باب الماء.
وَسَارَتِ الْفِرْقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الْحَمَّادِينَ مُقَابَلَهُمْ وَأَنَا وَرَاءَهَا،
وَنِصْفُ الشَّعْبِ عَلَى السُّورِ مِنْ عِنْدِ بُرْجِ التَّنَانِيرِ إِلَى السُّورِ الْعَرِيضِ [38]
سارت الفرقة الثانية تحت قيادة نحميا في اتجاه مضاد لفرقة عزرا، أي نحو الشمال في اتجاه حركة عقارب الساعة، حوالي الأقسام الشمالية الغربية من السور.
وَمِنْ فَوْقِ بَابِ أَفْرَايِمَ وَفَوْقَ الْبَابِ الْعَتِيقِ،
وَفَوْقَ بَابِ السَّمَكِ وَبُرْجِ حَنَنْئِيلَ وَبُرْجِ الْمِئَةِ إِلَى بَابِ الضَّأْنِ،
وَوَقَفُوا فِي بَابِ السِّجْنِ. [39]
لم يُشر إلى باب أفرايم في الأصحاح الثالث إذ لم يكن في حاجة إلى إصلاح.
فَوَقَفَ الْفِرْقَتَانِ مِنَ الْحَمَّادِينَ فِي بَيْتِ اللَّهِ وَأَنَا وَنِصْفُ الْوُلاَةِ مَعِي [40]
وَالْكَهَنَةُ أَلِيَاقِيمُ وَمَعْسِيَّا وَمِنْيَامِينُ وَمِيخَايَا وَأَلْيُوعِينَايُ وَزَكَرِيَّا وَحَنَنْيَا بِالأَبْوَاقِ [41]
وَمَعْسِيَّا وَشَمَعْيَا وَأَلْعَازَارُ وَعُزِّي وَيَهُوحَانَانُ وَمَلْكِيَّا وَعِيلاَمُ
وعَازَرُ وَغَنَّى الْمُغَنُّونَ وَيِزْرَحْيَا الْوَكِيلُ. [42]
وَذَبَحُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ذَبَائِحَ عَظِيمَةً وَفَرِحُوا،
لأَنَّ اللَّهَ أَفْرَحَهُمْ فَرَحًا عَظِيمًا.
وَفَرِحَ الأَوْلاَدُ وَالنِّسَاءُ أَيْضٍا،
وَسُمِعَ فَرَحُ أُورُشَلِيمَ عَنْ بُعْدٍ. [43]
سرّ فرحهم ليس مجرد إعادة بناء السور، ولا المواكب العظيمة وفرق الموسيقى المبهجة، وإنما الله نفسه “أفرحهم فرحًا عظيمًا“.
4. الله سرّ فرحهم 43-47
كل ما هو حولهم مفرح:
- اجتماع القادة المدنيين مع الروحيين بروحٍ واحدٍ.
- اهتمام كل الكهنة واللاويين بالاحتفال.
- اشتراك الرجال مع النساء والأبناء.
- الأبواب صارت قائمة، والسور أعيد بناؤه.
- تم تسكين أورشليم.
- قيام موكبين يضمان عظماء القوم للهتاف بروح البهجة.
- تقديم ذبائح للرب.
- تقديم تسابيح وشكر لله.
أمور كثيرة هزت أعماق الكل: القادة والشعب ليفرح الكل ويتهلل. لكن الكاتب يسجل لنا هذه العبارة المفرحة: “الله أفرحهم فرحًا عظيمًا“. سرّ فرحهم هو الحضور الإلهي، وعمله الفائق في حياتهم.
- الله هو الذي بدأ بالعمل في قلب نحميا، وهو الذي كمل العمل حتى النهاية.
- الله هو الذي وهبهم النجاح، وأبطل مقاومة الأشرار.
- الله وهبهم روح الوحدة للعمل معًا.
- الله هو الذي قدَّس المدينة والهيكل والسور!
- الله هو قائد الموكب الخفي!
- الله هو سور أورشليم الحقيقية وأبوابها، فهو الذي يحمي شعبه، ويدخل بهم إلى أمجاده!
2- من نظر في ذاته إلى ربنا، وامتزجت نفسه بنوره، يمتلئ قلبه بالفرح.
الشيخ الروحاني
* كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء لا يمكنها أن تنمو، هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلى العلاء. أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السمائي فهي التي تستطيع الارتفاع إلى العلاء.. فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السماوات وهي بعد في هذا الجسد، ووجدت دالة قدام الله في كل شيء، وكملت لها جميع طلباتها.
* تتربى النفس دائمًا بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء كالجسد لها غذاؤها الروحي.
القديس أنطونيوس الكبير
* الفرح الحقيقي للنفس هو الخالق. لذلك يليق بالإنسان أن يبقى في حزن أبدي في داخله بتركه خالقه، وبحثه عن الفرح في نفسه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
وَتَوَكَّلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُنَاسٌ عَلَى الْمَخَادِعِ لِلْخَزَائِنِ وَالرَّفَائِعِ وَالأَوَائِلِ وَالأَعْشَارِ
لِيَجْمَعُوا فِيهَا مِنْ حُقُولِ الْمُدُنِ أَنْصِبَةَ الشَّرِيعَةِ لِلْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ
لأَنَّ يَهُوذَا فَرِحَ بِالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ الْوَاقِفِينَ [44]
حينما تُقدم العبادة بالروح يفرح الكل، كهنةً وشعبًا.
حَارِسِينَ حِرَاسَةَ إِلَهِهِمْ وَحِرَاسَةَ التَّطْهِيرِ.
وَكَانَ الْمُغَنُّونَ وَالْبَوَّابُونَ حَسَبَ وَصِيَّةِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ابْنِهِ. [45]
لأَنَّهُ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ وَآسَافَ مُنْذُ الْقَدِيمِ
كَانَ رُؤُوسُ مُغَنِّينَ وَغِنَاءُ تَسْبِيحٍ وَتَحْمِيدٍ لِلَّهِ. [46]
وَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ زَرُبَّابِلَ وَأَيَّامِ نَحَمْيَا
يُؤَدُّونَ أَنْصِبَةَ الْمُغَنِّينَ وَالْبَوَّابِينَ أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهِ
وَكَانُوا يُقَدِّسُونَ لِلاَّوِيِّينَ
وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ يُقَدِّسُونَ لِبَنِي هَارُونَ. [47]
من وحي نح 12
أنت هو سرّ فرحي!
* إلهي، أنت هو البداية والنهاية.
بدأت العمل مع نحميا وسرت معه وبلغت معه إلى كمال النجاح!
كنت مرافقًا له،
فلم تستطع كل قوات الظلمة أن تحطمه.
أعطيته نعمة أمام العظماء والفقراء.
* إلهي وهبت شعبك روح الوحدة.
كنت حاضرًا في وسطهم،
عاملًا بهم وفيهم لحساب ملكوتك!
* كنت القائد والمدبر والمقّدِس الخفي.
صرت لهم سورًا من نارٍ تحميهم.
وصرت لهم الباب لينعموا بالدخول إليك!
* إلهي أنت هو سرّ فرحي.
كل أسوار العالم تُهدم يومًا ما.
وأبواب الحياة الزمنية تُغلق.
أنت هو سور حياتي.
تحميني من ضربات العدو.
وتحوط حولي بنعمتك،
وتجدد على الدوام أعماقي.
* أنت هو فرحي الأبدي.
بك أتحدى الموت.
وبك أبلغ إلى حضن أبيك.
وبك أنعم بالأبدية.
لك المجد يا ينبوع كل فرحٍ سماويٍ!
تفسير سفر نحميا 11 | تفسير سفر نحميا القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير سفر نحميا 13 |
تفسير العهد القديم |