تفسير سفر العدد ٤ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع

تنظيم خدمة اللاويين أثناء الإرتحال

يحدد هنا سن خدمة اللاويين من إبن 30 سنة حتى 50 سنة. فالجندى العادى يتجند وهو فى سن العشرين أما اللاوى خادم الرب فيجب أن يكون أكثر نضجاً. ومرحلة السن (30-50) هى أفضل مرحلة من مراحل العمر من ناحية النضج والصحة. وبعد سن الخمسين يحتاج الفرد للراحة.

وسن الثلاثين عند اليهود هو سن الرجولة والنضج وفيه يبدأ الكاهن والنبى عمله. غالباً يتربى الكهنة والأنبياء حول الخيمة أو الهيكل حتى سن الثلاثين فيبدأون الخدمة. وفى (لا24:8) يلتزم اللاويين ببدء العمل فى سن الخامسة والعشرين ليقضوا 5 سنوات تحت التمرين. وبعد ذلك فى أيام داود كانوا يبدأون فى سن العشرين (1أى 24:23 + عز8:3) لكى يبقوا تحت التمرين 10 سنوات. والمسيح بدأ فى سن الثلاثين.

ورقم 30 = 5×6. ورقم 5 هو رقم المسئولية والنعمة والحواس الخمس ورقم 6 يشير لستة أيام الأسبوع. لذلك رقم 30 يشير لحياة التقديس الداخلية كل أيام عمر الكاهن ورقم 50 هو رقم اليوبيل وفيه يتحرر العبيد ويحدث عفو شامل لهم وللأراضى وللمديونيين فهو عام راحة. وفيه حل الروح القدس على الكنيسة ليهب الكنيسة طبيعة سماوية جديدة متحررة من الخطيئة لها قوة الإنطلاق نحو السماويات. ومثل السيد المسيح كان لدائن مدينان على الواحد خمسون هو رقم العفو وإبراهيم بدأ فى شفاعته عن سدوم ال 50 وكأن اللاويين يعفون من الخدمة تعنى هذه السن ليستعدوا للإنطلاق لخدمة الهيكل السماوى 

+ لقد حدد الله لكل عشيرة ما تحمله. فهناك من يحمل التابوت وهناك من يحمل الأوتاد والأطناب. ولا يجب أن يتفاخر من يحمل التابوت ولا تصغر نفس من يحمل الأطناب فالكل يتكامل فى عمله. وكل خدام الكنيسة يتكامل عملهم. فالأستار لا معنى لها بدون أوتاد والعكس. فى يجب أن يحسد خادم خادم آخر على مواهبه وعمله بل يرضى كل واحد بما حدده لهُ الله. بل نجد فى (32:4) بالأسماء تعدون أمتعةحراسة حملهم أى هى عهدة وتسليم وتسلم، عهدة لكل شخص يحمل وتسلم لهُ بالإسم. وهذه العبارة قيلت عن أصغر أو أبسط الأشياء فى الخيمة وأقلها أهمية لتشير لإهتمام الله بأصغر الأشياء وفى الخدمة. فالله يريدنا أن نكون أمناء فى القليل.

تغطية المقدسات الالهية

          تخس                                 غطاء تخس                           ثوب اسمانجونى

          ثوب اسمانجونى                      ثوب قرمز                            غطاء تخس

                                                ثوب اسمانجونى                      حجاب السقف        

                                                

                                                                الخبز الدائم                

 

          المنارة                            المائدة

          تخس                                 تخس                                 تخس

          ثوب ارجوانى                        ثوب اسمانجونى                      ثوب اسمانجونى

ونلاحظ أن كل المقدسات مغطاة بثوب اسمانجونى إشارة للمسيح الآتى من السماء. لكن لا يظهر فى الخارج سوى التخس إشارة لإنعزاله عن الخطية. وهو جعل كنيسته سماوية ويحميها من كل ظروف العالم الصعبة ومؤثراته (التخس)

+ نجد التابوت لهُ وضع خاص فالإسمانجونى من خارج فالتابوت يشير للمسيح السماوى الذى أخذ جسداً (حجاب السجف) ولكنه عاد للسماء وهو الآن فى السماء عن يمين أبيه فى مجده

+مذبح المحرقة يغطيه ثوب أرجوان فمذبح المحرقة يشير للصليب والأرجوان لبس الملوك والمسيح ملك علينا بصليبه الذى كان على الأرض

+المائدة عليها الخبز الدائم وثوب قرمز فالخبز المقدم لنا هو جسد المسيح  ودمه المسفوك فالقرمز يشير للدم المسفوك لأجلنا

+ لم يشيرالكتاب لأى غطاء للمرحضة فهى تشير للمعمودية والتوبة لكى يراها الجميع فتسرع البشرية إليها، إذاً هى دعوة للجميع.

+ وتشير تغطية المقدسات إلى حياة المؤمنين وعلاقتهم بالله وأنها يجب أن تكون سرية فالصلاة فى المخدع والصوم لا يكون علانية.

 

آية 3:- من ابن ثلاثين سنة فصاعدا الى ابن خمسين سنة كل داخل في الجند ليعمل عملا في خيمة الاجتماع.

كل داخل فى الجند = فاللاويين أيضاً مجندين لكن لخدمة الله.

 

آية10:- و يجعلونها و جميع انيتها في غطاء من جلد تخس و يجعلونه على العتلة.

العتلة = هى حمالة توضع عليها المنارة وهى قضيبين من خشب مثبتان بعوارض خشبية وهى تستعمل مع ماليس له عصى

 

آية13:- و يرفعون رماد المذبح و يبسطون عليه ثوب ارجوان.

رماد المذبح = هم يرفعونه إما لإلقائه أو حمل ما سوف يرتحل معهم فالمعروف أن المذبح مفرغ ويكون داخله رمل ورماد. وفى الإرتحال يحمل المذبح مفرغاً. ونلاحظ أن الرماد يشير لجسد المسيح بعد موته.

 

آية15:- و متى فرغ هرون و بنوه من تغطية القدس و جميع امتعة القدس عند ارتحال المحلة ياتي بعد ذلك بنو قهات للحمل و لكن لا يمسوا القدس لئلا يموتوا ذلك حمل بني قهات في خيمة الاجتماع.

لم يكن مسموح إلا للكهنة أن يروا المقدسات. أما اللاويين فيحملونها بعد أن يتم تغطيتها. وهذا معنى آية19:- لا تقرضا = أى إذا لم تغطوا المقدسات وحملها اللاويين من القهاتيين يموتون وهذا ما حدث مع عزة حينما لمس تابوت العهد (2صم 6:6)

 

فك الخيمة والإرتحال

الخمية تشير للجسد (2كو1:5). ونقص الخيمة فى هذه الآية يشير لموت الإنسان وأول شىء يحدث قبل فك الخيمة هو حمل المقدسات وتغطيتها أى إخفائها وهذا هو ما يحدث مع الإنسان عند الموت فالروح ويشير لها هنا المقدسات تفارق الجسد وتختفى. ثم ترفع الأستار وتظهر العوارض وهذا ما يحدث بالموت يختفى اللحم ويظهر العظام. وبعد هذا تعود الخيمة وتنصب ولا يضيع منها شىء وهكذا سنأخذ جسداً جديداً على شكل جسد المسيح بعد القيامة.

 

المرحضة

عدم ذكر المرحضة ضمن المقدسات يرجع إلى إحتمالين

1-     قد تكون ضمن الأمتعة المذكورة فى آية12 ويضعونها على العتلة

قد يكون إغفال ذكرها مقصوداً كما حدث فى إصحاح 8 الذى يبدأ بإعداد المنارة حتى تضىء ثم يتكلم عن كيفية إدخال اللاويين لخدمتهم وتطهيرهم. والمعنى فى إصحاح 8 أن الروح القدس هو الذى يعدهم ويطهرهم. فنجد الكلام هنا عن حمل المنارة إشارة لعمل الروح القدس فى الكنيسة فى كل شىء بما فى ذلك الأسرار

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى