من يحب الله ، يحب أخاه أيضاً
“لنا هذه الوصية منه أن من يحب الله ، يحب أخاه أيضاً” (1 یو 4: 21)
أي ملك أو زعيم أو أي رئيس ديني ، كان من كان ، يشترط أن لا يقبل محبة أي إنسان له إن لم يُثبت هذا الإنسان محبته للأخرين ؟ !
أنت عجيب يا الله ، وتعاليت جداً على كل بني البشر بحبك العجيب ذي الألوان المتناهية في الجمال والبريق الخاطف للقلوب.
أترفض محبتي إن لم أقدمها لأخي أولاً؟
يا ويحي ، ويا لشقاوة نفسي ، إن انصدَّ قلبي عن حب أحد ، فحتما ستشيح أنت بوجهك عني ، وينحجب نورك من قلبي.
اسمع ما يقوله رسول المحبة :”كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح ، فقد وُلد من الله ، وكل من يحب الوالد (الله) يحب المولود منه أيضاً (أولاد الله)”
لقد اعتبر القديس يوحنا أن الحب مادته هي من نور الله ، يسري سراً فيضيء القلوب ويضيء العالم كله من حول الإنسان . فالذي اقتنى حب الله والإخوة ، فالعالم كله من حوله مكشوف وطرقه سهلة ناجحة مضيئة صاعدة دائماً إلى فوق ، والناس كلهم من حوله يبتسمون مستبشرين ، يضحكون في وجهه وضحكهم يبهج قلبه ، ليس من عدو يتراءى أمامه إلا ونور الحب في قلبه يغطي عداوته ويخترقها اختراقاً، فلا يجد فيها إلا دعوة إلى الملكوت ووجه المسيح ذي الجلال.
يا إخوة ، يا بني النور ، أشعلوا مصابيح قلوبكم بالحب ليكون لكم نور الحياة فتنقشع الظلمة الوهمية المحيطة ، ويشرق لكم الله نورة من ظلمة ، ويضيء لكم وجه الحبيب ، فتعرفون الطريق وتعرفون الحق والحياة ، والله.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين