تفسير المزمور 132 للقمص أنطونيوس فكري
هذا المزمور يتكلم عن إقامة المسيح ملكًا، فبعد أن رأيناه في المزمور السابق متضعًا نراه يجلس ملكًا على كرسي داود (آية 11) وأعداؤه يلبسون الخزي (آية 18).
من ناحية المصاعد، فهذا المزمور يرتفع درجة عن المزمور السابق، الذي اتضعت فيه النفس تمامًا فسكن الرب فيها وعندها (أش15:57) فيقول المرنم هنا الرب اختار صهيون، اشتهاها مسكنًا له.
ونصلي هذا المزمور في النوم لنذكر أننا يجب أن نجد مكانًا للرب في قلوبنا قبل أن ننام.
يقال أن داود هو الذي كتب المزمور معبرًا عن اشتهائه أن يبني بيتا للرب. أو حين نقل تابوت العهد في حفل ورقص. ويقال أيضًا أن الذي أنشده سليمان حين نقل التابوت إلى الهيكل، وربما هذا هو الأدق، إذ نجد بعض آيات هذا المزمور في صلاة سليمان (2أي41:6، 42).
الآيات (1-5): “اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ، كُلَّ ذُلِّهِ. كَيْفَ حَلَفَ لِلرَّبِّ، نَذَرَ لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ: «لاَ أَدْخُلُ خَيْمَةَ بَيْتِي. لاَ أَصْعَدُ عَلَى سَرِيرِ فِرَاشِي. لاَ أُعْطِي وَسَنًا لِعَيْنَيَّ، وَلاَ نَوْمًا لأَجْفَانِي، أَوْ أَجِدَ مَقَامًا لِلرَّبِّ، مَسْكَنًا لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ».”
لم يجد المرتل فضيلة في داود أثمن من ذله ووداعته وتواضعه. فحيثما يوجد التواضع نجد الله ساكنًا. وكل نفس مؤمنة لا تستريح ولا تهدأ، إلا إذا صارت هيكلًا لله، والله يرتاح فيها كمسكن له. والمرتل يذكر أن داود حينما بَنَى بيته لم يهدأ لأنه لم يكن قد بَنَى بيتًا للرب يستريح فيه الرب. أو أجد مقامًا للرب = أي أنه لن يستطيع أن ينام في قصره إن لم يجد مسكنًا يقيم فيه إله يعقوب، هكذا نذر داود للرب ولكن الرب طلب من داود أن يبني سليمان البيت، فابن داود أي سليمان الملك يرمز للمسيح ابن داود الذي سيبني الهيكل أي جسده (يو21:2). وسليمان هنا لو كان هو مرتل هذا المزمور، نجده بعد أن أتم بناء الهيكل يرتل بهذه الكلمات بمعنى أنه وفي نذر أبيه.
آية (6): “هُوَذَا قَدْ سَمِعْنَا بِهِ فِي أَفْرَاتَةَ. وَجَدْنَاهُ فِي حُقُولِ الْوَعْرِ.”
هوذا قد سمعنا به في أفراثه = عندما عزم داود أن ينقل تابوت الرب إلى أورشليم أخذ يسأل عن مكانه فقيل له أنه في أفراته وهي بيت لحم (تك19:35) وجدناه في حقول الوعر= وهم وجدوا تابوت العهد في قرية يعاريم (1أي5:13) وهي تبعد عن أورشليم 11 ميل من جهة جنوب الغرب. وسميت موضع الغابة لأن المنطقة مقاطعة مملوءة بالأشجار. وكلمة يعاريم تعني لغويًا غابات أو وعر (قاموس الكتاب) والكنيسة تفسر هذه الآية عن اجتهاد داود في البحث عن التابوت في بيت لحم وتعبه في إعداد مكان مناسب له يضعه فيه على تجسد ربنا يسوع المسيح من القديسة العذراء حيث ولدته في بيت لحم. ونلاحظ معاني الكلمات. بيت لحم = بيت الخبز، إفراتة = مثمر. فالمسيح قدم جسده لنا خبزًا نأكله، وبعد أن كنا غير مثمرين كشجر الوعر صرنا مثمرين. وهو موجود وسط كنيسته يعمل دائما ليحول كل من كان وعرا غير مثمر في شعبه إلى شخص مثمر.
آية (7): “«لِنَدْخُلْ إِلَى مَسَاكِنِهِ. لِنَسْجُدْ عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ».”
المعنى المباشر، لندخل إلى الهيكل مسكن الله وموطئ قدميه. وهذه كانت نبوة فالرعاة ذهبوا وسبحوا لمولود بيت لحم. والمجوس سمعوا عنه وأتوا ليسجدوا له.
آية (8): “قُمْ يَا رَبُّ إِلَى رَاحَتِكَ، أَنْتَ وَتَابُوتُ عِزِّكَ.”
هذه قيلت غالبًا عند نقل التابوت إلى الهيكل، عوضًا عن التنقل مع الخيمة، فصار الهيكل مكان راحة واستقرار. ولقد وجد السيد المسيح راحته في بطن العذراء مريم لذلك شبهت الكنيسة في تسابيحها العذراء مريم بالتابوت. وتعتبر الآية نبوة عن قيامة الرب يسوع بجسده الممجد (كان التابوت من خشب مغشى بذهب رمز لاتحاد اللاهوت بالناسوت) ثم صعوده بهذا الجسد إلى السموات وجلوسه وراحته عن يمين أبيه. والكنيسة المقدسة هي مكان راحته. وبهذا نصلي قم وإظهر أن الكنيسة هي مكان راحتك وإظهر مجدك فيها.
آية (9): “كَهَنَتُكَ يَلْبَسُونَ الْبِرَّ، وَأَتْقِيَاؤُكَ يَهْتِفُونَ.”
هنا المرنم يتطلع إلى واجب الكهنة إذ حل الله بمجده وسط هيكله بدخول تابوت عهد الله، ويوصي الكهنة بأن يلبسوا البر. والشعب الأتقياء يهتفون ويسبحون لوجود الله وسطهم. وهذه الصورة يجب أن تكون في الكنيسة، كهنة قديسين وشعب مسبح ولكن يلبسون البر= البر الذي بالمسيح، وليس البر الشخصي. فنحن تبررنا بدمه. والكنيسة كلها تبررت بدم المسيح، وعليها أن تحيا حياة الشكر والتسبيح.
آية (10): “مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِكَ لاَ تَرُدَّ وَجْهَ مَسِيحِكَ.”
سليمان هنا يتشفع بأبيه داود المحبوب جدًا عند الله (عقيدة الشفاعة) أن يرضى عليه ويسمع له ويبارك الهيكل الذي بناه ويسكن فيه ويتقبل صلواتهم فيه، ولقد استجاب الله بنزول نار من السماء وأكلت المحرقة (2أي1:7) ويصلي سليمان أيضًا أن يستجيب الله له بشفاعة داود أبيه أن يجلس على كرسي داود أبناء سليمان دائمًا، كما وعد الله داود بذلك.
الآيات (11، 12): “أَقْسَمَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ بِالْحَقِّ لاَ يَرْجعُ عَنْهُ: «مِنْ ثَمَرَةِ بَطْنِكَ أَجْعَلُ عَلَى كُرْسِيِّكَ. إِنْ حَفِظَ بَنُوكَ عَهْدِي وَشَهَادَاتِي الَّتِي أُعَلِّمُهُمْ إِيَّاهَا، فَبَنُوهُمْ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ يَجْلِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّكَ».”
راجع وعد الله لداود في (2صم12:7-16). وتحقق وعد الله جزئيًا في ملك سليمان وابن سليمان ونسله لفترة طويلة حتى سبي بابل. وتحققت هذه النبوة في المسيح فعلًا الذي سيملك على كنيسته إلى الأبد.
الآيات (13، 14): “لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ صِهْيَوْنَ. اشْتَهَاهَا مَسْكَنًا لَهُ: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا.”
الله أحب صهيون أي أورشليم لأن عبادته في الهيكل كانت فيها، وهناك يذكر اسمه بالتسبيح وبالحب. ولكن قوله إلى الأبد= يجعلنا نفهم أن المقصود ليس أورشليم نفسها فأورشليم خربت أثناء سبي بابل، ثم عادوا وبنوها. وخربت نهائيًا بعد سنة 70م على يد تيطس. أما صهيون التي أحبها الله ويرتاح فيها للأبد هي الكنيسة هنا على الأرض وفي أورشليم السمائية حيث “مسكن الله مع الناس” (رؤ21: 3) وهذا سيكون للأبد.
الآيات (15، 16): “طَعَامَهَا أُبَارِكُ بَرَكَةً. مَسَاكِينَهَا أُشْبعُ خُبْزًا. كَهَنَتَهَا أُلْبِسُ خَلاَصًا، وَأَتْقِيَاؤُهَا يَهْتِفُونَ هُتَافًا.”
حين يسكن الله وسط جماعة أو كنيسة يباركها (تث2:28-6) = طعامها أبارك بركة. ومساكينها أشبع خبزًا= هنا يتكلم عن الخبز الروحي أي التناول من جسد المسيح ودمه، فنجد في هذه الآية أن الله يبارك بركة مادية وبركة روحية لمن يسكن عنده. ومن يشبع هم المساكين أي المتضعين، فهؤلاء يسكن الله عندهم (اش 57: 15).
كهنتها ألبس خلاصًا= هذا رد على آية (9) للتأكيد. فالله سينفذ وعده ويخلص ويبرر.
الآيات (17، 18): “هُنَاكَ أُنْبِتُ قَرْنًا لِدَاوُدَ. رَتَّبْتُ سِرَاجًا لِمَسِيحِي. أَعْدَاءَهُ أُلْبِسُ خِزْيًا، وَعَلَيْهِ يُزْهِرُ إِكْلِيلُهُ».”
هذه نبوة صريحة عن المسيح (لو68:1-72) فالمسيح هو القَرْن إشارة لقوة عمله. وهو السِرَاج فهو نور العالم. والله هيأ جسدًا لمسيحه من بطن العذراء= رَتَّبْتُ سِرَاجًا لِمَسِيحِي = وهذا الجسد كان سراجًا، ينير للعالم بل يضيء لكل من يقترب منه فيصير أيضًا نورًا للعالم. والمسيح ألبس أعداءه الخزي = فإبليس إندحر واليهود قد تشتتوا في العالم كله. وملك هو على كنيسته= عَلَيْهِ يُزْهِرُ إِكْلِيلُهُ. وجاءت العبارة في السبعينية “عليه يزهر قدسي” وفي الإنجليزية “لكن عليه هو نفسه تاج يشع منه بريق مجده” وبهذا نفهم المعنى أن جسد المسيح صار يشع منه مجده وقداسته التي ازدادت إزدهارًا أو وضوحًا وأصبحنا ندركها بعد قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب، وانتصاره القوي على إبليس وعلى الموت وعلى الخطية. وهذه العبارة جاءت بعدما تكلم عن جسد المسيح الذي ظهر في اتضاع أولًا، ثم ظهر أنه يهوه نفسه، خاصة بعد قيامته. وهذا ما كان يعنيه بولس الرسول بقوله “تعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو4:1). وهذا ما رأى التلاميذ الثلاثة قبسًا منه في التجلي، وهذا ما رآه يوحنا من صورة المسيح في (رؤ1). إِكْلِيلُهُ = فهو ملك الملوك.
قدسي (سبعينية) فهو القدوس وحده.
وكلما تأملنا في عمل المسيح وتجسده وفداءه وعظم محبته يزداد إكليله لمعانًا واشراقا وبهاءًا، إكليله الذي على رأسه الذي هو علامة ملكه علينا. ونحن نملكه علينا ليس بالإجبار ولكن بهذا الحب الذي ملأ قلوبنا.
تأمل في المزمور
الآيات 1 – 5:- كان سليمان ابن داود رمزًا للمسيح ابن داود بالجسد. وبهذا تصير شهوة قلب سليمان لبناء الهيكل هي تعبير عن شهوة قلب ابن الله لبناء هيكل جسده أي الكنيسة (يو2: 21). ونرى أن الإشارة إلى ذل داود أو دعته (سبعينية) هو إشارة لألام المسيح وصليبه ليتمم الفداء.
ونرى شهوة قلب الرب ليوم الصليب في قول الوحي لإشعياء النبي “فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ (لوياثان والحية والتنين رموز لإبليس) الَّذِي فِي الْبَحْرِ (العالم المخدوع من إبليس). فِي ذلِكَ الْيَوْمِ غَنُّوا لِلْكَرْمَةِ الْمُشَتَهَاةِ: (الكنيسة) – أَنَا الرَّبُّ حَارِسُهَا. أَسْقِيهَا كُلَّ لَحْظَةٍ (إشارة لإرسال الروح القدس). لِئَلاَّ يُوقَعَ بِهَا أَحْرُسُهَا لَيْلًا وَنَهَارًا. لَيْسَ لِي غَيْظٌ. لَيْتَ عَلَيَّ الشَّوْكَ وَالْحَسَكَ (أثار الخطية) فِي الْقِتَالِ (يوم الصليب يوم كللوا الرب بإكليل شوك) فَأَهْجُمَ عَلَيْهَا وَأَحْرِقَهَا مَعًا. أَوْ يَتَمَسَّكُ بِحِصْنِي فَيَصْنَعُ صُلْحًا مَعِي (رو5: 10). صُلْحًا يَصْنَعُ مَعِي. فِي الْمُسْتَقْبِلِ يَتَأَصَّلُ يَعْقُوبُ. يُزْهِرُ وَيُفْرِعُ إِسْرَائِيلُ، وَيَمْلأُونَ وَجْهَ الْمَسْكُونَةِ ثِمَارًا” (إش27: 1 – 6). وأيضًا “الرب كالجبار يخرج. كرجل حروب ينهض غيرته (على خلاص شعبه بصليبه). يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه. قد صَمَتُّ منذ الدهر سَكَتُّ تجلدت (حتى يأتي ملء الزمان). كالوالدة اصيح.انفخ وانخر معًا. اخرب الجبال والاكام (الشيطان وأتباعه المتكبرين) واجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا (هي أنهار بابل أي مصادر شرور العالم التي يستغلها الشيطان رئيس هذا العالم ليخدع أولاد الله) وانشف الاجام” (إش42: 13 – 15).
الآيات 6 – 7:- الكنيسة التي سمعت بمولود بيت لحم وفهمت لماذا تجسد، تسجد له شكرا. وإستخدم الوحي هنا تابوت العهد للإشارة إلى مولود بيت لحم (وهذا يتضح من آية 8) والسبب أن مولود بيت لحم والمولود في مذود هو رب المجد نفسه. وتابوت العهد هو إشارة لله على عرشه.
الآيات 8 – 9:- صراخ الكنيسة ليحل المسيح بمجده في كنيسته. ويقيم لها كهنة أبرار وشعبا مبررا يسبحونه “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه” (2كو5: 21).
الآيات 10 – 12:- صراخ الكنيسة لله ليقبل شفاعة المسيح عنها، وهذه تنفيذا لطلب رب المجد يسوع من تلاميذه “إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الان لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تاخذوا، ليكون فرحكم كاملا” (يو16: 23 – 24). ولهذا تختم الكنيسة الصلاة الربية وتقول “بالمسيح يسوع ربنا”. فنحن لا نُقبل أمام الله إلا في المسيح يسوع وشفاعته الكفارية. ولكن هناك شرط أن نستمع لوصاياه.
كرسيك = سليمان جلس على كرسي داود أبيه، وهكذا بنوه الذين من صلبه طالما أرضوا الرب. أما كرسي المسيح الذي جلس عليه هو عرشه الذي جلس عليه إشارة لمجده *كملك *وكرئيس كهنة:-
- بالنسبة للكنيسة:جسد المسيح، يشير الكرسي لمجده الذي أعطى شعبه أن يكونوا هم أيضًا فيه (راجع رؤ3: 21). وكانت هذه طلبة رب المجد يسوع للآب (يو17: 5 ، 22 ، 24).
- وبالنسبة للكهنوت: فإن كهنوت المسيح الذي هو على طقس ملكي صادق مستمر في كهنوت الكنيسة التي تقدم ذبيحة الإفخارستيا. وكما كان كهنة العهد القديم خارجين من صلب هرون كاستمرارية لاختيار هرون، فهذا كان إشارة ورمزًا لأن كهنوت الكنيسة هو استمرار لكهنوت المسيح وليس خارجا عنه. وراجع تفسير (مزمور 110).
الآيات 13 – 14:- الله يختار الكنيسة مسكنا أبديا له ومكانا لراحته.
الآيات 15 – 16:- استمرارية الكهنوت وسر الإفخارستيا. وجاءت كلمة طعامها أبارك في السبعينية بمعنى لصيدها أبارك فكلمة طعام تشير لصيد الحيوانات إشارة لمن يصطادهم خدام الله ليدخلوهم إلى شبكة الإيمان، كما قال الرب لبطرس وآخرين “أجعلكما صيادي الناس” (مت4: 19) وهؤلاء الداخلين إلى شبكة الكنيسة يباركهم الرب إذ يثبتهم في جسده فتكون لهم حياة أبدية.
الآيات 17 – 18:- المسيح القوي في كنيسته، سر انتصار كنيسته على الشيطان. ويومًا فيومًا تنفتح أعيننا بالتوبة ونقاوة القلب، وندرك نورانية وقدسية وجمال ومحبة وعظمة شخص المسيح.
مزمور 132: هو مزمور يشير للمسيح الذي وُلِد في بيت لحم ليجعل الكنيسة هيكل جسده، مُقَدِّما جسده ذبيحة على الصليب. وكذبيحة حية مقدمة لكنيسته في سر الإفخارستيا إلى نهاية الزمن. ويأتي بعده مزمور 133: ليكلمنا عن انسكاب الروح القدس على شعب الكنيسة المجتمعة في محبة، نتيجة لفداء المسيح. ثم يأتي بعده مزمور 134: لنرى أن تسبيح الكنيسة هو نتيجة لانسكاب الروح على الشعب، تعبيرا عن فرح الكنيسة بمسيحها وبالخلاص الذي قدمه لها. فنرى الكنيسة تسبح وتبارك الله.