يو3: 24 لأنه لم يكن يوحنا قد أُلقي بعد في السجن

 

22وَبَعْدَ هذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ، وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ، وَكَانَ يُعَمِّدُ. 23وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ، لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ . 24لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ.” (يو3: 22-24)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“لأنه لم يكن يوحنا قد أُلقي بعد في السجن”. (24)

“وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير”. (25)

v كان تلاميذ يوحنا دائمًا يحسدون المسيح نفسه وتلاميذه، إذ لاحظوا أنهم يعمدون.

بدأوا يتحاورون مع الذين اعتمدوا كما لو أن عمادهم أفضل من معمودية تلاميذ المسيح. أخذوا واحدًا من المعمدين وسعوا إلى أن يقنعوه بهذا فلم يستطيعوا. اسمعوا كيف جعلنا الإنجيلي نفهم أنهم بدأوا أولاً بمهاجمة (يسوع)… لم يقل أن يهوديًا سألهم بل هم أثاروا التساؤل، صدر التساؤل من تلاميذ يوحنا إلى يهودي.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v كان يوحنا يعمد، وكان المسيح يعمد. كان تلاميذ يوحنا يتحركون، يجرون نحو المسيح… الذين جاءوا إلى يوحنا أسلمهم إلى المسيح ليعتمدوا، وأما الذين جاءوا إلى المسيح فلم يُرسلوا إلى يوحنا.

انزعج تلاميذه يوحنا، وبدأوا يتباحثون مع اليهود كما يحدث عادة.

لتفهم أن اليهود أعلنوا بأن المسيح أعظم، وأن الشعب يلزم أن يتجه إلى معموديته. لقد فهم أيضًا تلاميذ يوحنا ذلك، ومع هذا فقد دافعوا عن معمودية يوحنا. جاءوا إلى يوحنا نفسه لكي يحل السؤال.

لتفهموا أيها الأحباء. هنا أعطي لنا أن نرى استخدام التواضع، وعندما يخطئ الشعب في موضوع المباحثة يظهر إن كان يوحنا يطلب مجد نفسه…

لقد عرف حسنًا أمام من يتواضع، أمام ذاك الذي يعرف أنه جاء بعده بالميلاد، وقد اعترف باختياره بأسبقيته معترفًا به. لقد فهم أن خلاصه هو في المسيح. لقد سبق فقال قبلاً: “ونحن جميعًا من ملئه أخذنا”. بهذا يعترف أنه هو اللَّه. إذ كيف يمكن لكل البشر أن يقبلوا ملئه لو لم يكن هو اللَّه؟…

إنه الينبوع، وهم الشاربون منه. الذين يشربون من ينبوع يعطشون ويشربون، أما الينبوع فلن يعطش قط، ولا يحتاج إلى ذاته، بل يحتاج البشر إلى الينبوع. بالمعدة العطشى والشفاه الجافة يجرون إلى الينبوع ليرتوون، والينبوع يفيض لكي ينعش؛ هكذا يفعل الرب يسوع.

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

24:3- لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ.

‏تعتبر هذه الآية ذات وزن تاريخي عال للغاية، لآن القديس يوحنا يضعها وهو يعرف ما وراءها من التقليد المستقل في الآناجيل الأخرى. إذ أن هذه الحقيقة، أي «وضع يوحنا في السجن وموته بعد ذلك»، تعتبر نقطة البدء لخدمة المسيح في الجليل كما سجلها القديس مرقس وأخذ عنه بقية الإنجيليين: «وبعدما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان.» (مر14:1-15)
‏ولكن هنا القديس يوحنا يكشف عن تقليد رسولى أقدم حيث يوضح أنه حتى وقبل أن يوضع المعمدان في السجن كان المسيح يخدم؛ وليس في الجليل بل في أورشليم بالدرجة الاول وفي اليهودية، وهي الفترة التي أغفلها التقليد عند الإنجيليين الثلاثة. من هنا تظهر أهمية إنجيل يوحنا من جهة سرد وقائع حياة المسيح على مستوى التاريخ الدقيق والحوادث، وما يتبعها من تعاليم.
‏وذكر القديس يوحنا لهذه الواقعة بالذات: «لم يكن يوحنا قد ألقي بعد في السجن»، دون أن يكون لها سبب واضح, يكشف بوضوح أن القديس يوحنا يعرف التقليد الذي كتب منه القديى مرقس، ويلمح إلى أنه يورد هنا إضافة هامة عليه أغفلتها الآناجيل الأخرى. كذلك يلزمنا أن ننتبه جداً إلى هدف القديس يوحنا الأساسى من سرده خدمة المسيح في أورشليم واليهودية قبل الجليل؛ لأن الآناجيل الأخرى اهتمت بأعمال المسيح ومعجزاته بالدرجة الاولى والتى تركزت بصورة ما في الجليل، أما القديس يوحنا فقد اهتم إلى أقصى حد باستعلان شخصية المسيح المسيانية من تعليمه أكثر من معجزاته. وقد رأينا إحدى صور هذا التعاليم الباهرة في حديثه مع نيقوديموس في أورشليم التي تختص بأساس الخلاص والتجديد والملكوت.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية24): في (مر14:1،15) نرى أن المسيح بدا خدمته في الجليل بعد أن أُسْلِمْ يوحنا. ومن هذه الآية نرى أن المسيح بدأ خدمته قبل أن يُسْلَمْ المعمدان. وقد بدأ المسيح خدمته أولاً في اليهودية.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى