تفسير سفر المكابيين الاول ٨ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثامن

هنا نرى روما كقوة عالمية صاعدة، ونرى يهوذا يتحالف معها. فأرسل لها وفداً. ولكنه مات إذ قُتِلَ في الحرب مع اليونانيين قبل أن يصل إليه وفده الذي عاد من روما. إن الله أعانك يا يهوذا، فما فائدة التحالف مع الرومان.

 

آية (1):

1 وسمع يهوذا باسم الرومانيين انهم ذوو اقتدار عظيم ويعزون كل من ضوي إليهم وكل من جاءهم أثروه بمودتهم ولهم شوكة شديدة.”

لماذا أرسل يهوذا وفداً للرومان؟ هم ذوو إقتدار عظيم ويعزون (يعطفون) كل من ضوى (إنضم) إليهم.

 

الآيات (2-4):

2 وقصت عليه وقائعهم وما ابدوا من الحماسة في قتال الغاليين وانهم أخضعوهم وضربوا عليهم الجزية. 3 وما فعلوا في بلاد أسبانية واستيلاؤهم على معادن الفضة والذهب التي هناك وانهم اخضعوا كل مكان بمشورتهم وطول أناتهم. 4 وان كان ذلك المكان عنهم بمسافة بعيدة وكسروا الذين أغاروا عليهم من الملوك من أقاصي الأرض وضربوهم ضربة عظيمة وان سائر الملوك يحملون إليهم الجزية كل سنة.”

بلاد الغاليين= فرنسا وبلجيكا. وكانوا أولاً قبائل من البربر. حاولوا قتال روما فهزمهم الرومان ولم يطلقوهم إلاّ بفدية كبيرة. والغاليين جاءوا إلى روما بعد أن إحتلوا مكدونيه نفسها.

إسبانيا= إحتل الرومان كل البلاد بين إيطاليا وأسبانيا وإحتلوا أسبانيا نفسها.

 

الآيات (5-11):

5 وقد قهروا فيلبس وفرساوس ملك كتيم في الحرب وكل من قاتلهم وأخضعوهم. 6وكسروا انطيوكس الكبير ملك آسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلا وفرسان وعجلات وجيش كثير جدا. 7 وقبضوا عليه حيا وضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية عظيمة ورهائن ووضائع معلومة. 8 وان يتركوا بلاد الهند وماداي ولود وخيار بلادهم وأخذوها منه وأعطوها لاومينيس الملك. 9 ولما هم اليونان أن يسيروا لمقاتلتهم بلغهم ذلك. 10فأرسلوا إليهم قائدا واحدا وحاربوهم فسقط منهم قتلى كثيرون وسبوا نساءهم وأولادهم ونهبوهم واستولوا على أرضهم وهدموا حصونهم واستعبدوهم إلى هذا اليوم. 11 ودمروا سائر الممالك والجزائر التي قاومتهم واستعبدوا سكانها.”

إستعراض لقوة روما. فيلبس= ملك مقدونيا. فرساوس ملك كتيم= كتيم تصلح لأن تكون قبرص أو اليونان. ولكن فرساوس هذا كان آخر ملوك مقدونيا. وبعد إنكسار أنطيوخس الكبير أمامهم لم يعد اليونانيين قوة عظمى في حوض البحر المتوسط بل الرومان. بل أن الرومان إذ هزموا أنطيوخس أخذوا إبنه أنطيوخس أبيفانيوس رهينة عندهم.

 

الآيات (12-16):

12 وانهم حفظوا المودة لأوليائهم والذين اعتمدوا عليهم وتسلطوا على الممالك قريبها وبعيدها وكل من سمع باسمهم خافهم. 13 ومن أرادوا مؤازرته وتمليكه ملكوه ومن أرادوا خلعه خلعوه فعلا شانهم جدا. 14 ومع ذلك كله لم يلبس أحد منهم التاج ولا تردى الأرجوان مباهاة به. 15 وإنما وضعوا لهم شورى يأتمر فيها كل يوم ثلاث مئة وعشرون رجلا لإصلاح شؤونهم. 16 وهم يفوضون سلطانهم وسياسة أرضهم بجملتها كل سنة إلى رجل واحد وجميعهم يطيعون هذا الواحد وليس فيهم حسد ولا منافسة. 17فاختار يهوذا اوبولمس بن يوحنا بن اكوس وياسون بن العازار وأرسلهما إلى رومية ليعقدا معهم عهد الموالاة والمناصرة.”

هنا إظهار آخر لعظمة روما وقوتها. وأن رؤساؤها عمليون لا يهتمون بلبس التيجان. ولكن كل هذا تغير مع الزمن وصارت هناك دسائس وقتل بين القادة الرومان وإهتموا بالمظهريات لكن عموماً ممكن أن نقول أن اليونان إشتهرت بالثقافة والفن والشعر والأدب والفلسفة أما الرومان فإشتهروا بالقوة وكانوا رجال حرب.

 

الآيات (17-32):

18 ويرفعا عنهم النير لأنهم رأوا أن دولة اليونان قد استعبدت إسرائيل استعبادا. 19فانطلقا إلى رومية في سفر بعيد جدا ودخلا الشورى وتكلما وقالا. 20 أنا مرسلان إليكم من قبل يهوذا المكابي واخوته وجمهور اليهود لنعقد معكم عهد المناصرة والمسالمة وان تثبتونا في جملة مناصريكم وأوليائكم. 21 فحسن الكلام لديهم. 22 وهذه نسخة الكتاب الذي دونوه على ألواح من نحاس وأرسلوه إلى أورشليم حتى يكون عندهم تذكار للمسالمة والمناصرة. 23 الفلاح للرومانيين ولامة اليهود في البحر والبر إلى الأبد وليبعد عنهم السيف والعدو. 24 إذا قامت حرب في رومية أولاً أو عند أي كان من مناصريهم في جميع سلطانهم. 25 فأمة اليهود تناصر بكل عزمها كما تقتضيه الحال. 26 وليس على الرومانيين أن يؤدوا إلى المحاربين معهم أو يجهزوا لهم طعاما ولا أسلحة ولا فضة ولا سفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على أوامر الرومانيين بغير أن يأخذوا شيئا. 27 وكذلك أمة اليهود إذا حدثت لها حرب أولا فالرومانيون ينتدبون للمناصرة كما تقتضيه الحال. 28 وليس على اليهود أن يؤدوا إلى المناصرين طعاما ولا أسلحة ولا فضة ولا سفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على أوامر اليهود دون غش. 29 على هذا الكلام عاهد الرومانيون شعب اليهود. 30 وإذا شاء هؤلاء أو أولئك أن يزيدوا على هذا الكلام أو يسقطوا منه فيفعلون برضى الفريقين وكل ما زادوا أو اسقطوا يكون مقررا. 31 أما الشرور التي أنزلها بهم الملك ديمتريوس فقد كتبنا إليه قائلين لم ثقلت النير على أوليائنا ومناصرينا اليهود. 32 فان عادوا يتظلمون منك فسنجري لهم الحكم ونقاتلك بحرا وبرا.”

تشكك البعض في أن يقبل الرومان عقد حلف أو معاهدة مع دولة صغيرة مثل اليهود. لكن غالباً كان هذا لضرب ديمتريوس وإضعاف شوكته.

الفلاح للرومانيين وأمة اليهود= أمنيات بالتوفيق لكلا الدولتين.

ما كان مطلوباً من اليهود مساعدة من جيوشهم للرومان بل معنوية ومساعدات إستخباراتية ثقلت النير على اليهود= ربما تشير بفرض ألكيمس كرئيس للكهنة أو زيادة الضرائب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى