تفسير صموئيل الثاني ١٧ للقمص تادرس يعقوب

الأصحاح السابع عشر

إحباط مشورة أخيتوفل

بقي داود حوالي سبع سنوات ونصف في حبرون ملكًا على سبط يهوذا (٢: 4) حتى جاء إليه رجال الأسباط مع أبنير يطلبون إليه أن يملك عليهم، عندئذ انتقل إلى أورشليم كعاصمة لكل إسرائيل، أما أبشالوم فعلى النقيض من والده بعث رسلاً إلى رجال الأسباط لمبايعته ملكًا، وبسرعة تحرك من حبرون إلى أورشليم (١6: ١5)، لكنه لم يسترح بالرغم من استلامه المملكة في عجلة دون صراع من والده ورجاله… لقد وضع في قلبه قتل أبيه لعله يطمئن ويستريح. تقدم أخيتوفل بمشورة شريرة لكنها تحسب مُحكمة في تحقيق هدف أبشالوم، غير أن الله بدد هذه المشورة بمشورة أخرى أشار بها حوشاي الأركي.

١. مشورة أخيتوفل                   [١-٤].

٢. حوشاي يبطل المشورة            [٥-١٤].

٣. بعث رسولين إلى داود            [١٥-٢٢].

٤. انتحار أخيتوفل                    [٢٣].

٥. استعداد أبشالوم للحرب            [٢٤-٢٦].

٦. داود في محنايم                   [٢٧-٢٩].

١. مشورة أخيتوفل:

تقدم أخيتوفل كمشير للملك إلى أبشالوم بخطة لتحقيق أهدافه، وهي سرعة اللحاق بداود وهو متعب مع الشعب الذي معه، فبسبب الإرهاق الشديد وخلال عنصر المفاجأة وقبل أن يستقر داود لينظم جيشه ويدبر أموره يضطرب الكل ويتركونه، فيبقى داود وحده، يقتلونه ويرجع الشعب إلى أبشالوم دون مجهود يُذكر. في رأيه أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من اثني عشر ألف رجل منتخبين يتحركون في ذات الليلة ليرجعوا فورًا بنصرة أكيدة.

هذه المشورة حسبها الكتاب صالحة [١٤] لا بمعنى أنها تحمل صلاحًا وإنما لأنها قادرة على تحقيق هدف أبشالوم، يلاحظ فيها الآتي:

أ. جاءت رمزًا لمشورة رئيس الكهنة قيافا ضد ابن داود إذ قال: “أنتم لستم تعرفون شيئًا، ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها” ويعلق الإنجيل قائلاً: “ولم يقل هذا من نفسه إذ كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد” (يو ١١: ٤٩-٥٢).

إن كان اسم “أخيتوفل” يعني “أخ الحماقة”[96]، فإن الله في صلاحه يستخدم حتى هذا الأحمق الشرير أداة ليتنبأ به، كما فعل قبلاً مع بلعام العراف (عد ٢٣، ٢٤)، وها هو يستخدم أخيتوفل ليعلن أن الحاجة أن يموت داود فلا تهلك الجماعة كلها بل “يكون كل الشعب في سلام[٣]. وقد تحقق ذلك في المسيح يسوع الذي قدم نفسه بإرادته كفارة عن العالم كله (١ يو ٢: ٢)، لذلك سلمنا جسده المبذول سر خلاص للكل. يقول القديس جيروم: [لنأكل جسد الحمل الذي بلا عيب، هذا الذي ينزع خطايا العالم، لنأكله في بيت واحد، أي في الكنيسة الجامعة المرشوشة بالحب والحاملة سلاح الفضيلة[97]].

ب. صوّر أخيتوفل داود ومن معه كخارجين عن طاعة الملك أبشالوم… هكذا بعينه الشريرة كرجل خائن رأي في داود عصيانًا وخروجًا عن القانون!

٢. حوشاي يبطل المشورة:

يرسل الله مع التجربة المنفذ؛ في كل عصر وُجد المقاومون للحق كما أقام الله من يحطمون مقاومتهم أو يحولونها للبنيان. إذ قام فرعون قاسيًا أرسل الله موسى قائدًا قويًا، وإذ بعث عدو الخير أخيتوفل أقام الله حوشاي، وإذ يأتي ضد المسيح في نهاية الأزمنة يرسل الله نبيين يحطمان أضاليله.

مع استصواب أبشالوم مشورة أخيتوفل استدعى حوشاي الأركي يطلب أيضًا مشورته ليأخذ قراره النهائي. بحكمة تظاهر بأن أخيتوفل لم يصب في هذه المرة، مقدمًا مشورة أخرى تبدو أكثر صلاحًا، غايتها في الواقع إنقاذ داود وخطوطها العريضة هي الآتي:

أ. أن داود رجل حرب وأنه يتوقع ما أشار به أخيتوفل لهذا فهو لن يبيت الليلة مع الشعب وإنما يختفي في مكان مجهول، في مغارة أو شق، ولن يبلغ إليه رجال أبشالوم، لذا تقوم حرب طاحنة يُقتل فيها الكثيرون من الطرفين ويبقى داود على قيد الحياة ينغض حياة أبشالوم.

ب. أن أبشالوم يواجه رجل حرب، صاحب خبرة، حكيم، يعرف أن يُخطط، رجاله قلة لكنهم أقوياء وجبابرة، لهذا فالتسرع ليس في صالح أبشالوم، وإنما يحتاج الأمر إلى تروٍ ودراسة وتحرك جاد على نطاق أوسع حتى لا ينهزم جيش أبشالوم فيفقد الشعب الثقة فيه.

ج. أن أبشالوم له إمكانيات جبارة، شعبه ممتد من دان إلى بئر سبع بلا عدد، فلماذا لا ينتفع بهذه الإمكانيات مكتفيًا باثني عشر ألف رجل؟! إنه قادر أن ينزل على داود كالطل على الأرض في كل موضع، وإن انحاز إلى مدينة يجرها رجاله بالحبال إلى الوادي حتى لا تبقى في المدينة هناك ولا حصاة. هكذا بعدما أرعبه من داود ورجاله عاد يطنب في قدرة أبشالوم برجال إسرائيل حتى لا يظن أبشالوم أن حوشاي يحتقره أو يستهين به. إنه يقف بجواره لكنه يطلب منه التروي وعدم التسرع… كان لابد من المديح حتى يتقبل رجل كأبشالوم المتعجرف مشورته.

د. أن الأمر لا يحتاج إلى قتل داود وحده وإنما الخلاص من كل رجاله حتى لا يسببون لأبشالوم كدرًا، وإذ قال له: “لا يبقى منه ولا من جميع الرجال الذين معه واحد” [١٢]. هذا الرأي يجد استطابة في قلب أبشالوم إذ لا يُريد أيضًا رجال داود.

هـ. هذه هي الحرب الأولى التي يقوم بها أبشالوم كملك فكيف لا يخرج مع رجاله، لذا أشار عليه حوشاي: “وحضرتك سائر في الوسط” [١١]. لعله هدف بهذا أن يموت أبشالوم في الحرب فلا توجد فرصة أخرى للمقاومة.

هذه النقاط أرعبت أبشالوم من ناحية إن تسرع، وطمأنته من ناحية أخرى بل وأشبعت كبرياءه إن تأنى ليجمع الكل تحت قيادته ويثير حربًا جادة وعنيفة قادرة على وضع نهاية لداود ورجاله.

لم يدرك أبشالوم إنه وإن وُجد كثيرون يمدحونه ويمالقونه لكن يوجد أيضًا بين الشعب كثيرون لازالوا يحبون داود أباه، وأن جمع كل بني إسرائيل حوله قلبيًا أمر يحتاج إلى وقت طويل.

على أية الأحوال هذا ما قدمه حوشاي، لكن السر الخفي وراء ذلك هو الله العامل الحقيقي لإنقاذ داود، فقد أعطى لمشورة حوشاي نعمة في عيني أبشالوم، إذ قيل: “فإن الرب أمر بإبطال مشورة أخيتوفل الصالحة لكي ينزل الرب الشر بأبشالوم” [١٤].

الله الذي سمح بتقديم مشورة أخيتوفل هو بنفسه أبطلها خلال مشورة حوشاي ليعطي داود ورجاله نصرة على أبشالوم. هذه يد الله العاملة عبرالأجيال لحساب مؤمنيه، خاصة حينما نزل ابن داود – كلمة الله المتجسد – إلى عالمنا ليحطم كل خطية شيطانية. يقول القديس جيروم: [“في البحر طريقك” (مز ٧٧: ١٩)، أي خلال الأمواج، خلال المياه المُرّة حيث يسكن التنين… أنت في السماء وقد نزلت إلى الأرض… جاء ينبوع الحياة ليحوّل البحر المُرّ والميت إلى مياه حلوة[98]].

“حوشاي” اسم معناه “مسرع”[99]. فقد أسرع إلى داود ليخرج معه وقد ضيقته بالرغم من شيخوخته لكن داود طلب منه البقاء في أورشليم ليكون سندًا له، وها هو يسرع إلى نجدته بتقديم مشورة تبطل مشورة أخيتوفل مع إبلاغ داود بكل ما جرى.

٣. بعث رسولين إلى داود:

كان لابد لحوشاي أن يخبر داود بما حدث خلال الكهنة؛ وقد استخدم الله الشعب والكهنة، الرجال والنساء، الشيوخ والشبان لتحقيق هذا الهدف، ليعلن أن الكنيسة جسد واحد يتحرك كل أعضائها بروح واحدة، كل عضو له دوره الفعّال[100].

أ. أرسل حوشاي إلى الكاهنين صادوق وأبيأثار يخبرهما بما حدث من جهة أخيتوفل ومن جانبه، حتي يتحركا للعمل، وطلب منهما أن يبعثا إلى داود في سهول البرية أي في الضفة الغربية من الأردن (١٥: ٢٨). لئلا يُبتلع هو وجميع الشعب الذي معه، إذ خشى أن يعود أبشالوم فيقبل مشورة أخيتوفل ويهاجم داود في ذات الليلة.

إن كان حوشاي  يمثل القيادات الشعبية، فإنها تلتزم بالعمل مع القيادات الكنيسة، بروح الوحدة والتعاون كأعضاء لجسد واحد، يتبادلان الحب ويتممان العمل الكنسي الواحد، مقدمين بعضهم بعضًا في الكرامة.

كل مغالاة من الجانبين يُحطم الكنيسة، فالأسقف كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هو أسقف بشعبه، والشعب يعمل بأسقفه في انسجام وتناغم معًا، فتحل البركة ويعمل الله في الجميع].

من الجانب الرمزي فإن حوشاي (تعني “مسرعًا”) قد أسرع إلى صادوق (تعني “صديقًا أو بارًا”[101]) وأبيأثار (تعني “أب الثراء[102]”) الكاهنين ليتدبرا الأمر. فإن الكاهنين يمثلان دور الكاهن في الخدمة متعاونًا مع الشعب، ألا وهو العمل خلال الحياة البارة أو المقدسة في الرب، والأبوة الثرية بفيض الحب. بمعنى آخر إن كان الشعب يسرع نحو الكهنة إنما لأنهم يتوقعون فيهم أولاً وقبل كل شيء قدسية الحياة والأبوة الصادقة المملوءة حنانًا ولطفًا.

أ. انطلقت جارية من قبل الكاهنين الشيخين صادوق وأبيأثار إلي ابنيهما الكاهنين الشابين: يوناثان (كلمة عبرية تعني “عطية يهوة”[103]) وأخيمعص (تعني “أخ الغضب”[104])، اللذين كانا واقفين عند عين روجيل (أي “عين مسافر”[105]) ينتظران الرسالة. الكنيسة في حاجة إلى جميع أفراد شعبها وكهنتها، فإنه ما كان يمكن لحوشاي أن يحقق رسالته دون الجارية الفقيرة، ولا كان يمكن للكاهنين الشيخين أن يعملا بدون الشابين. ليت الغني يشعر بعوزه إلى الفقير، والكاهن الشيخ لا يستخف بالكاهن الشاب!

اسما الشابين يحملان معنى رمزيًا، فإنه يليق بالشيوخ أو البالغين أن يتطلعوا إلى الشباب من زاويتين: الأولى أنهم عطية الله (يوناثان). فالشاب ليس أداة في يد الشخص البالغ إنما هو إنسان الله له كيانه وشخصيته ومواهبه وفكره، أمور تحتاج من البالغين أن يقدروها فيهم لا أن يطلبوا صَبَّ الشباب في قوالب حسب أهوائهم الشخصية[106]. أما الثانية فهي أن الشباب يُعرف بسرعة الإنفعال والغضب… لنقبلهم كإخوة (أخيمعص = أخ الغضب) لتتحول عواطفهم الثائرة للبنيان بتقديسها وليس بتحطيمها.

كان الشابان واقفين عند “عين روجيل” أي “عين المسافر” إذ يميل الشباب إلى الحركة المستمرة، إنهم لا يقبلون الحياة الخاملة الجامدة. عمل الشيوخ ليس مهاجمة الشباب في تحركهم وإنما مساندتهم بالحب والرعاية مع الحكمة فيتحرك الكل معًا في نمو للبنيان.

ب. لم يكن الشابان قادرين على الظهور في أورشليم [١٧] لأنهما معروفان أنهما من تابعي داود. ومع ذلك فقد رآهما غلام وأخبر أبشالوم بما حدث. وكأن مع كل عمل نتوقع مقاومة من عدو الخير من حيث لا ندري، لذا لن تنجح أية خطة بشرية مهما أُحكمت ما لم تتدخل عناية الله ونعمته.

ج. انطلق الشابان إلى بيت رجل في بحوريم (تعني “شبابًا”[107])، وهي ذات المدينة التي خرج منها شمعي بن جيرا البنياميني ليسب داود ويرشقه بالحجارة ويذري التراب مقابله (١٦: ٥، ٦، ١٧). المدينة التي أخرجت رجلاً يقاوم داود وجد فيها امرأة مؤمنة تعمل لحسابه، إذ أخفت الرجلين في بئر جافة وغطتها بسجف (ستائر) الباب وسطحت عليها سميذا. يمكننا القول إن المدينة التي أخرجت إنسانًا يهين داود فيحتمله باتساع قلب وجدت فيها امراة متسعة القلب نحو داود ورجاله. لقد سمع الرب لكلمات داود التي نطق بها هناك: “لعل الرب ينظر مذلتي ويكافئني خيرًا عوض مسبته بهذا اليوم” (١6: ١1).

حيت يوجد احتمال الإهانة والسب برضى يقوم الخلاص!

الرجل سبّ داود والمرأة عملت على إنقاذ حياته… ليت كلا الجنسين يدركان دورهما الإيجابي في العمل لحساب ملكوت الله.

لعل الرجل الذي سب داود يشير إلى اليهود الذي جحدوا المخلص ورفضوه، أما المرأة فتُشير إلى جماعة الأمم التي قبلت بالإيمان بئر المعمودية المقدس وقد غطته ستائر الحب الإلهي خلال الدم المبذول على الصليب.

د. فتش عبيد أبشالوم عن الكاهنين الشابين فلم يجدوهما، فقالت لهم: “قد عبرا قناة الماء” [٢٠]. ربما أشارت بذلك إلى مجرى صغير من الماء بالقرب من البيت. في هذا كذبت المرأة كما فعلت راحاب (يش ٢: ١-٧) وميكال (١ صم ١٩: ١٢) وحوشاي (١٥: ٣٤). هذا الكذب هو ضعف بشري لا يمكن تبريره!

هـ. خرجا من البئر وانطلقا إلى داود يخبرانه أن يعبر هو وشعبه الماء (نهر الأردن) سريعًا بالرغم من صعوبة الأمر. وبالفعل تم العبور طوال الليل متجهين نحو المشرق، حتى لم يبق في الصباح أحد لم يعبر الأردن [٢٢].

٤. انتحار أخيتوفل:

لم يعمل أبشالوم بمشورة أخيتوفل المتعجرف، لهذا انطلق إلى بيته حيث خنق نفسه ومات بعدما أوصى لبيته أي رتب أمور أسرته [٢٣].

صنع هذا لسببين رئيسيين: الأول من أجل كرامته الذاتية، إذ استصعب أن تُقبل مشورة آخر غيره. والثاني أنه أدرك أن مشورة حوشاي ستُحطم أبشالوم فيعود داود إلى كرسيه وينتقم منه كخائن.

أما خنقه في بيته فيُشير إلى أن ما حلّ به هو ثمرة طبيعية للأنا أو البيت الداخلي المتقوقع بغير انفتاح قلب أو محبة للغير. لذا يؤكد القديس مقاريوس الكبير في العظات المنسوبة إليه أنه لا خلاص خارج الآخرين، ويقول مار اسحق السرياني: [من يقرض ذراعه لمساندة أخيه يتقبل ذراع الرب عونًا له[108]].

صار أخيتوفل رمزًا ليهوذا الخائن الذي خنق نفسه أيضًا.

٥. استعداد أبشالوم للحرب:

عبر داود ورجاله نهر الأردن إلى محنايم، وهي مدينة للاويين عند تخم جاد الشمالي (٢: ٨)، وكانت مدينة مناسبة لداود بسبب حصونها.

عبر أبشالوم الأردن ومعه رجال إسرائيل تحت قيادة عماسا (معناها “ثقل”[109]) الذي يحمل ذات القرابة لأبشالوم مثل يوآب ابن خالته، وقد صار عماسا ثقلاً على أبشالوم وليس معينًا له، إذ قُتل أبشالوم في المعركة الوحيدة التي قادها مع عماسا ضد أبيه.

٦. داود في محنايم:

جاء داود ورجاله إلى محنايم حيث قدم لهم شوبى بن ناحاش وماكير بن عميئيل من لودبار وبرزلاي الجلعادي أثاثات وطعامًا ليأكلوا، تقدمة محبة تقبلها داود وسط ضيقه ومتاعبه، لذا ترنم بالمزمور ٢٣ قائلاً: “ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي”.

تلقى محبة عملية في محنايم البعيدة عن عاصمة ملكه في وقت قام فيها كثيرون من أصدقائه بمقاومته وخيانته.

إن كانت “محنايم” تعني “معسكرين”، فالتجاء داود إليهما إنما يشير إلى تجلي السيد المسيح في كنيسته في العهدين القديم والجديد. في محنايم وُجد شوبى (يعني “الآسر” أو “المُعتقل”[110])، وماكير (تعني “البائع”[111]) بن عميئيل (يعني “شعب الله”[112])، وبرزلاي (يعني “قلبًا حديديًا”[113])، هؤلاء قاموا بخدمة داود بتقديم أثاثات وأطعمة متنوعة ليأكل هو ومن معه وسط الضيق والتعب. كأنه يليق بالمؤمنين من العهدين أن تكون لهم السمات الثلاث التالية:

أ. أن يكونوا آسرين لا أسرى، يعرفون كيف يقودون حياتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم بقوة الروح غير مستعبدين لشهوات الجسد؛ في أيديهم عجلة القيادة الداخلية بالروح القدس الساكن فيهم.

ب. أن يكونوا بائعين، أي لهم العمل الإيجابي في الكنيسة، يشعرون بنوع من الحرية كأعضاء حقيقيين في شعب الله.

ج. أن يكون لهم القلب الحديدي، لا يخنعون للخوف والقلق ولا للذة والشهوة، إنما يحملون روح النصرة والغلبة بالمسيح يسوع قائد الموكب الروحي.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى