تعليقات لامعة على سفر التكوين للقديس كيرلس الكبير

المقالة الخامسة: 1- جمال سر المسيح

 

 أخبرتنا الكتب المقدسة – بأنواع وطرق كثيرة ( انظر عب 1:1) – عن أمثلة تشرح لنا الخلاص بالمسيح ، لذا فهي تقدم للذين يقرأونها فائدة ليست بقليلة. فكما يرسم الرسامون  منظراً جميلاً جداً بأنواع كثيرة جدا من الألوان والظلال لتكتسب الأيقونة استحساناً عظيماً جداً، هكذا فإن الله كلي الحكمة خالق هذا الكون قد سبق وأشار بأعمال كثيرة جدا وبطريقة دقيقة إلى جمال سر المسيح . وكانت هذه الأعمال رموزاً تشير إلى هذا السر ، وبمثابة عظات تمهيدية لكي يدرك الداخلون إلى الإيمان ويفهموا هذا السر ويصيروا مستعدين لقبول الحق[1]. ليتنا نحيا في هذا العالم ونحن متميزون ولو قليلاً عن الحيوانات وإلا سنكون أدنى منهم ، حسب قول الله لبني إسرائيل : « الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم » ( أش 3:1).

إذن ، فإن كان شعب اليهود الذين أُعطى لهم الناموس کمربً، قد أدينوا بسبب جهلهم الرهيب ، فماذا يمكن أن يقال عن الأمم الذين سقطوا في ظلام ضلال الأوثان الدامس ؟ لقد كانوا حقا منجذبين إلى الأمور الدنيئة ومنشغلين بشهوات الجسد ، والشيء الوحيد الذي اهتموا به كان التفكير الدائم في الأرضيات ، ولم يقدروا أن يرفعوا عيون أذهانهم إلى مفاخر المحبة الإلهية.

فاصل

  1.  يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : “ وحسنا فعل إذ بدأ ( الرسالة إلى العبرانيين ) بهذه الكلمات : “ بأنواع وطرق كثيرة ” . لأنه يظهر أن الأنبياء أنفسهم لم يروا الله ، أما الابن فقد رآه . إن عبارة “ بأنواع وطرق كثيرة ” تعني بطرق متنوعة . لأنه يقول ‘ ‘ وكلمت الأنبياء وكثرت الرؤى وبيد الأنبياء مثلت أمثالاً (هو ۱۰:۱۲ ) . وقد اتضح أن امتیاز النعمة لا يتمثل في هذا الأمر فقط ، أي أن الله قد أرسل أنبياء للآباء ، بينما لنا نحن أرسل الابن ، بل يكمن الامتياز في أنه لا أحد من هؤلاء الأنبياء قد رأى الله ، بينما الابن الوحيد الجنس قد رآه تفسير الرسالة إلى العبرانيين ، ص ۳۷ .

فاصل

المقالة الرابعة

المقالة الخامسة  2-المسيح ينقذنا من الموت
البابا كيرلس عمود الدين
تعليقات لامعة على سفر التكوين

 

زر الذهاب إلى الأعلى