تفسير سفر يشوع ١٨ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثامن عشر

نصيب بنيامين :-

للأسف بقدر ما كانت الأسباط الثلاثة ” يهوذا وإفرايم ومنسى” تتسابق على التمتع بالميراث ونوال اكبر نصيب ممكن، إذا بباقى الأسباط متراخية. وهذا مما يحزن قلب الله يشوعنا الحقيقى الذى أعدّ كل شىء لنا ولم يتركنا فى عوز إلى شئ، حارب عنّا وغلب، مات وقام ليقيمنا معه وفتح أبواب الفردوس للطبيعة البشرية التى تغربت عن السماء زمناً (2كو 5 : 2 + عب 11 : 16). وأعطانا روحه القدوس ولم يعد لنا عذر بعد أن صار الملكوت قريباً إلينا مع هذا فنحن متراخون عن الدخول إلى ميراثه الذى وهبنا أياه.

 

آية (1): “واجتمع كل جماعة بني إسرائيل في شيلوه ونصبوا هناك خيمة الاجتماع وأخضعت الأرض قدامهم.”

شيلوه = بعد ان أقامت الخيمة فى الجلجال 6 سنوات أختاروا شيلوه لأنها وسط كل الأسباط فيتمكن الجميع من العبادة. ومعنى كلمة شيلوه موضع الراحة وهى رمز للمسيح شيلوه (تك 49 : 10) الذى فيه الراحة الحقيقية. وأستمرت الخيمة فى شيلوه 300 سنة حتى أخذ الفلسطينيون التابوت أيام عالى. وشيلوه صارت تمثل الحضرة الإلهية وسط الشعب لوجود الخيمة والتابوت فيها. وخضوع الأرض رمز لخضوع جسدنا الذى صار مقدساً وصارت حياتنا بكليتها لله يرثها كملك ونرث نحن أمجاده فى شيلوه الحقيقية. وكنيسة العهد الجديد حل روح الله القدوس فيها وفى كل نفس وجعلها هيكلاً لهُا وصار كل جسد خيمة إجتماع.

 

آية (2): “وبقي من بني إسرائيل ممن لم يقسموا نصيبهم سبعة أسباط.”

لم يقسموا = ربما بسبب التراخى أو الخلاف على الميراث أو ظنن أن الله سيعطيهم كل شىء دون أن يعملوا.

 

الآيات (3-10): “فقال يشوع لبني إسرائيل حتى متى انتم متراخون عن الدخول لامتلاك الأرض التي أعطاكم إياه الرب اله آبائكم، هاتوا ثلاثة رجال من كل سبط فأرسلهم فيقوموا ويسيروا في الأرض ويكتبوها بحسب أنصبتهم ثم يأتوا إلى، وليقسموها إلى سبعة أقسام فيقيم يهوذا على تخمه من الجنوب ويقيم بيت يوسف على تخمهم من الشمال، وانتم تكتبون الأرض سبعة أقسام ثم بالأبواق إلى هنا فالقي لكم قرعة ههنا أمام الرب إلهنا، لأنه ليس للاويين قسم في وسطكم لان كهنوت الرب هو نصيبهم وجاد ورأوبين ونصف سبط منسى قد اخذوا نصيبهم في عبر الأردن نحو الشروق الذي أعطاهم أيام موسى عبد الرب، فقام الرجال وذهبوا وأوصى يشوع الذاهبين لكتابة الأرض قائلا اذهبوا وسيروا في الأرض واكتبوها ثم ارجعوا إلى فالقي لكم هنا قرعة أمام الرب في شيلوه، فسار الرجال وعبروا في الأرض وكتبوها حسب المدن سبعة أقسام في سفر ثم جاءوا إلى يشوع إلى المحلة في شيلوه، فألقى لهم يشوع قرعة في شيلوه أمام الرب وهناك قسم يشوع الأرض لبني إسرائيل حسب فرقهم.”

أمر يشوع 21 رجلاً، 3 رجال من كل سبط من الأسباط التى لم تملك أن يذهبوا ويقدموا تقرير بكل المدن التى لم توزع بعد أن حصل يهوذا وإفرايم ومنسى كلّ على نصيبه. ويقدموا تقريراً عن حالة هذه المدن وبعد ذلك يقوم يشوع بتقسيم الأراضى والمدن بالعدل حتى لا يظلم أحد الأسباط. وهناك أراضى واسعة ولكن خيراتها أقل ولذلك كانت التقارير التى سيقدمها الرجال الـ 21 يجب أن تشمل الحالة تماماً فلا يأخذ سبط مساحة واسعة وخيراتها قليلة فيظلم. لذلك كان لابد لهؤلاء الرجال ان يكونوا خبراء فى الأراضى ورسومات الأرض ومدى جودة الأرض. وفى (4) يسيروا فى الأرض = روحياً علينا بعد القيامة من مياه المعمودية أن نسير فى الأرض مثل هؤلاء الرجال نتذوق عربون السموات ونحن بعد على الأرض ويكتبوها = أى يحاولوا قدر أستطاعتهم أن يتعرفوا على الأسرار الغير المدركة. ونحن لن نكتشف كل هذا من أنفسنا بل بعمل الروح القدس فينا (1كو2 : 9-12).

 

آية (11): “وطلعت قرعة سبط بني بنيامين حسب عشائرهم وخرج تخم قرعتهم بين بني يهوذا وبني يوسف.”

جاء نصيب بنيامين بجانب يوسف أخيه (من أمه راحيل) وبجانب يهوذا الذى سانده قديماً (فى مصر) وجاء نصيبه بقرب خيمة الإجتماع (تث 33 : 12). وإلتحام بنيامين بيهوذا ليس أمراً غريباً. فإن بنيامين يعنى إبن اليمين، فيشير إلى السيد المسيح الجالس عن يمين أبيه والخارج من سبط يهوذا.

 

الآيات (11-21): ” و طلعت قرعة سبط بني بنيامين حسب عشائرهم و خرج تخم قرعتهم بين بني يهوذا و بني يوسف. و كان تخمهم من جهة الشمال من الاردن و صعد التخم الى جانب اريحا من الشمال و صعد في الجبل غربا و كانت مخارجه عند برية بيت اون. و عبر التخم من هناك الى لوز الى جانب لوز الجنوبي هي بيت ايل و نزل التخم الى عطاروت ادار على الجبل الذي الى جنوب بيت حورون السفلى. و امتد التخم و دار الى جهة الغرب جنوبا من الجبل الذي مقابل بيت حورون جنوبا و كانت مخارجه عند قرية بعل هي قرية يعاريم مدينة لبني يهوذا هذه هي جهة الغرب. و جهة الجنوب هي اقصى قرية يعاريم و خرج التخم غربا و خرج الى منبع مياه نفتوح. و نزل التخم الى طرف الجبل الذي مقابل وادي ابن هنوم الذي في وادي الرفائيين شمالا و نزل الى وادي هنوم الى جانب اليبوسيين من الجنوب و نزل الى عين روجل. و امتد من الشمال و خرج الى عين شمس و خرج الى جليلوت التي مقابل عقبة ادميم و نزل الى حجر بوهن بن راوبين. و عبر الى الكتف مقابل العربة شمالا و نزل الى العربة. و عبر التخم الى جانب بيت حجلة شمالا و كانت مخارج التخم عند لسان بحر الملح شمالا الى طرف الاردن جنوبا هذا هو تخم الجنوب. و الاردن يتخمه من جهة الشرق فهذا هو نصيب بني بنيامين مع تخومه مستديرا حسب عشائرهم. وكانت مدن سبط بني بنيامين حسب عشائرهم أريحا وبيت حجلة ووادي قصيص.”

أريحا :- لعنة يشوع كانت على من سيبنى أسوار أريحا ويقيمها كمدينة حصينة ولكن بنيامين عاشوا فيها واستغلوها كأرض زراعية وما تم بنائه فيها كان مجرد مساكن بسيطة للعاملين.

 

الآيات (22-28): “و بيت العربة و صمارايم و بيت ايل. و العويم و الفارة و عفرة. و كفر العموني و العفني و جبع ست عشرة مدينة مع ضياعها. جبعون و الرامة و بئيروت. و المصفاة و الكفيرة و الموصة. و راقم و يرفئيل و ترالة. و صيلع و الف و اليبوسي هي اورشليم و جبعة و قرية اربع عشرة مدينة مع ضياعها هذا هو نصيب بني بنيامين حسب عشائرهم.”

فاصل

سفر يشوع أصحاح 18

تفاسير أخرى لسفر يشوع أصحاح18 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى