تفسير سفر يهوديت 15 للقمص أنطونيوس فكري

 

آيات (1-15): “وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ الْجَيْشِ أَنَّ أَلِيفَانَا قَدْ قُطِعَ رَأْسُهُ، طَارَتْ عُقُولُهُمْ وَمَشُورَتُهُمْ وَلَمْ يَعُودُوا يُبَالُونَ إِلاَّ بِالْخَوْفِ وَالرُّعْبِ، فَاسْتَنْجَدُوا بِالْهَزْيمَةِ. وَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدٌ صَاحِبَهُ، بَلْ طَأْطَأَ كُلٌّ مِنْهُمْ رَأْسَهُ وَتَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ، وَكَانُوا يُسَارِعُونَ لِيَنْجُوا مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ الَّذِينَ سَمِعُوهُمْ آتِينَ عَلَيْهِمْ بِسِلاَحِهِمْ، فَهَرَبُوا فِي طُرُقِ الصَّحْرَاءِ وَشِعَابِ التِّلاَلِ. فَلَمَّا رَآهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ هَارِبِينَ، سَعَوْا عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَنَزَلُوا وَهُمْ يَهْتِفُونَ بِالأَبْوَاقِ مُجَلِّبِينَ وَرَاءَهُمْ. وَكَانَ الأَشُورِيُّونَ مُتَبَدِّدِينَ وَهُمْ مُنْدَفِعُونَ فِي هَزِيمَتِهِمْ، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ صُبَّةً وَاحِدَةً فِي آثَارِهِمْ، فَأَهْلَكُوا كُلَّ مَنْ أَدْرَكُوهُ. وَأَرْسَلَ عُزِّيَّا رُسُلًا إِلَى جَمِيعِ مُدُنِ وَنَوَاحِي إِسْرَائِيلَ. فَكُلُّ بَلْدَةٍ وَمَدِينَةٍ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِمْ شُبَّانًا مُنْتَخَبِينَ مُدَجَّجِينَ فِي السِّلاَحِ، فَطَرَدُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ إِلَى أَنْ بَلَغُوا إِلَى آخِرِ تُخْمِهِمْ، وَدَخَلَ بَقِيَّةُ سُكَّانِ بَيْتَ فَلْوَى مَحَلَّةَ أَشُّورَ، فَأَخَذُوا كُلَّ مَا تَرَكَهُ الأَشُّورِيُّونَ عِنْدَمَا هَرَبُوا وَكَانَ شَيْئًا كَثِيرًا. وَالَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى بَيْتَ فَلْوَى مَنْصُورِينَ جَاءُوا بِجَمِيعِ أَمْوَالِهِمْ حَتَّى كَانَتِ الْمَوَاشِي وَالْبَهَائِمُ وَجَمِيعُ أَثَاثِهِمْ بِلاَ عَدَدٍ، فَأَثْرَوْا جَمِيعُهُمْ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ مِنْ غَنِيمَتِهِمْ. وَأَتَى يُويَاقِيمُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتَ فَلْوَى مَعَ جَمِيعِ شُيُوخِهِ لِيَرَى يَهُودِيتَ. فَلَمَّا خَرَجَتْ إِلَيْهِ، بَارَكُوهَا كُلُّهُمْ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ قَائِلِينَ: «أَنْتِ مَجْدُ أُورُشَلِيمَ وَفَرَحُ إِسْرَائِيلَ وَفَخْرُ شَعْبِنَا، فَإِنَّكِ قَدْ صَنَعْتِ بِبَأْسٍ وَثَبَتَ قَلْبُكِ فَأَحْبَبْتِ الْعَفَافَ وَلَمْ تَعْرِفِي رَجُلًا بَعْدَ رَجُلِكِ، فَلِهذَا أَيَّدَتْكِ يَدُ الرَّبِّ، فَكُونِي مُبَارَكَةً إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «آمِينَ، آمِينَ». وَلَمْ يَكَدْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ فِي ثَلاَثِينَ يَوْمًا يَجْمَعُونَ غَنِيمَةَ الأَشُّورِيِّينَ. وَكُلُّ مَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ خَوَاصِّ أَلِيفَانَا دَفَعُوهُ إِلَى يَهُودِيتَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَثِيَابٍ وَجَوَاهِرَ وَأَمْتِعَةٍ كُلُّ هذِهِ أَعْطَاهَا لَهَا الشَّعْبُ. وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَفْرَحُونَ مَعَ النِّسَاءِ وَالْعَذَارَى وَالشُّبَّانِ بِالأَعْوَادِ وَالْقَيَاثِيرِ.”

 

الآيات (1، 2): هم شعروا بالضعف والهزيمة أمام إله إسرائيل.

 

الآيات (3، 4): هروب جيش أشور أعطى بني إسرائيل قوة فهجموا عليهم وإنصبوا نحوهم= صبة واحدة كقذيفة واحدة.

 

الآيات (5، 6): لم نسمع أن أورشليم العاصمة أرسلت أحدًا، والسبب أن منسى الملك كان قد أفسد أورشليم بشروره. فالغارق في خطاياه لا يستطيع الجهاد. وهذه المدينة الصغيرة كان لها شرف الانتصار على أشور لأن الله فيها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى