تفسير سفر الأمثال – المقدمة للقمص أنطونيوس فكري

تفسير الأمثال – مقدمــة

 

1-    الله لم يترك طريق إلا وسلكه حتى يعلمنا. فنجد الكتاب المقدس قد اشتمل على عدة طرق للتعليم:

‌أ.      القصص: وفيها يعلمنا الله قصص سقوط وتوبة كثيرين لنتعلم.

‌ب.  الوصايا والشريعة: إذا إلتزمنا بها تتقدس النفس.

‌ج.   النبوات: حينما نرى تحقيقها نؤمن بقوة الكلمة.

‌د.     الأناشيد والتسابيح والمزامير: هذه يسهل حفظها لترديدها فنتعلم الصلاة.

‌ه.     الأمثال: جمل قصيرة تحوى حكمة ملخصة يكون شرحها كلاماً كثيراً.

والله استخدم كل هذه الطرق المتنوعة ليتركنا بلا عذر إذا فضَّلنا طريق الخطية بلا توبة.

2-    التعليم بالأمثال:

‌أ.          هي طريقة قديمة استعملها المصريين واليونان والفرس وشعوب أخرى كثيرة.

‌ب.      هي طريقة مباشرة وسهلة للتعليم.

‌ج.   الأمثال تعبر عن الشعوب فالأجيال تتسلم الأمثال من القدماء كخلاصة فكرهم واختباراتهم وتسلمها للأجيال التالية. فهي تشكل فكر الشعوب، بل تعبر عن ثقافة وحضارة هذه الشعوب. (1صم13:24)

‌د.   تستعمل الأمثال في الحوار على أنها بديهيات لا يناقشها أحد. ويحاول كل طرف في مناقشته أن يستعمل الأمثال في صالحه. بل أن الكلمة العبرية “مشل” وتعني مثل تحمل معنى يحكم أو يسيطر أو شئ سائد. ومن يستخدم الأمثال في تعليمه فهو بهذا يريد أن يسود على فكر سامعه فالمثل خلاصة حكمة القدماء وكأن من يستخدم المثل يقول للآخر “كيف تناقشني والقدماء قد قالوا كذا وكذا” (أي8:8).

‌ه.   وتوجد لدى الشعوب أمثال كلها حكمة فعلاً ولكن هناك أمثال شعبية سيئة تفسد عقول الناس ومنها ما انتشر مثلاً في مصر ويدعو للنفعية والأنانية.

    “إن رحت بلد بتعبد العجل حش وإديله”.. وهذا المثل لا يمانع في عبادة الأوثان.

    “إن جالك الطوفان حط ولادك تحت رجليك”.. وهل هناك أنانية أكثر من هذا.

    ومثل هذه الأمثال السيئة تقسى الإنسان في طريق الخطية. ومثل هذه الأمثال السيئة أيضاً انتشرت أمثال سيئة وسط الشعب اليهودي. (راجع حز22:12 + حز2:18).

‌و.   والله حتى يحمي عبيده من تأثير الأمثال السيئة المفسدة سمح بوجود أمثال مقدسة، أوحى الله بها بواسطة روحه القدوس لبعض رجاله في كل مكان. ولنفس السبب تستخدم الكنيسة التراتيل والألحان والتسبحة لتحمي شعبها من تأثير الأغاني العالمية الهابطة.

3-    أمثال سليمان وأمثال الشعوب

بعض الدارسين من نقاد الكتاب المقدس عقدوا دراسات مقارنة بين أمثال سليمان الحكيم وبين الأمثال التي جمعوها من بين الشعوب ووجدوا هناك تشابهاً بينهم واستخلصوا من هذا أن سليمان ما كان سوى جامعاً وناقلاً لأمثال الشعوب من حوله ولنرد على هذا نقول الآتي:

‌أ-        ينسى هؤلاء أن “كل الكتاب موحى به من الله” (2تي16:3 + 2بط21:1)

‌ب-  الله لم يقتصر عمله على شعب اليهود فقط، بل كان الله يتعامل مع كل الشعوب في كل العالم ويلقي أضواء بوحي من روحه القدوس على الحقيقة، فالله لا يترك نفسه بلا شاهد. ودليل على ذلك:

     [1] قال أيوب وأصحابه كلاماً كله حكمة إلهية عجيبة.

     [2] بلعام تنبأ عن المسيح وهو ليس بيهودي.

‌ج-  وُجِد بين الشعوب نوعين من الحكمة، الحكمة الجيدة المقدسة وهذه تقود لقداسة الناس، والحكمة الفاسدة النفعية. ويجب أن نفهم أن كل حكمة حقيقية مصدرها هو الله (يع16:1،17). فإذا وجدت حكمة جيدة وسط الشعوب فمصدرها هو الله. ومن أين أتى أيوب وأليفاز وبلدد وأليهو بكل ما قالوه وهم من القبائل العربية. أما الحكمة الفاسدة التي انتشرت وسط الشعوب فهي خلاصة تجاربها النفعية وخبراتها الشريرة وهي حكمة نفسانية شيطانية (يع15:3).

‌د-   ويكون بهذا أن التصور الصحيح للتشابه بين أمثال سليمان والأمثال المنتشرة وسط الشعوب مرجعه.. أن الله أوحى بالتعاليم الصحيحة لبعض عبيده الأمناء في بعض الشعوب. وانتشرت هذه الأقوال وسط هذه الشعوب ووسط الشعوب التي احتكت بها سواء بالمصاهرة أو بالتجارة. ثم أضيفت لهذه الأمثال ذات المصدر الإلهي أمثال سيئة مصدرها الخبرات الشخصية لهذه الشعوب. ويكون سبب التشابه بين أمثال سليمان الحكيم الواردة في الكتاب المقدس وأمثال الشعوب راجع إلى:

  1. i) الروح القدس الذي أوحى لسليمان أن يكتب هنا هو نفسه الذي أوحى للآخرين وطالما أن المصدر واحد في الحالتين وهو الروح القدس سيكون الكلام واحداً.
  2. ii) سليمان بوحي من الروح القدس انتقي من وسط الأمثال الشعبية التي للشعوب الأخرى الأمثال المقدسة التي أوحى بها الله أولاً لهذه الشعوب قبل أن يضاف إليها. والرأي الأول أرجح.

‌ه-   سليمان بحكمته نطق بأمثال (3000مثل) (1مل32:4). والوحي لم يسجلها كلها. وربما كانت هذه الأمثال صالحة لوقت سليمان ولمملكته فقط، أما الروح القدس حين يُسَّجلْ في الكتاب المقدس لا يسجل سوى ما هو مفيد لكل الناس في كل العصور. ومن هذا نفهم أن سليمان حين كتب هذا السفر لم يكن حراً تماماً في أن يسجل ما يختاره من أمثال الشعوب ولا حتى أن يسجل كل ما كتبه هو نفسه. بل بوحي من الروح القدس انتقي ما كُتِبَ هنا، وهو النافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر بحسب ما رأي الروح القدس الذي أوحي به (2تي16:3،17)

‌و-   بنفس المنطق نجد أن كل الشعوب الوثنية كانت تقدم ذبائح حيوانية إرضاءً لآلهتها وجاءت شريعة موسى تطلب تقديم ذبائح حيوانية فهل نقل موسى عن الشعوب الوثنية؟ الصحيح أن فكر تقديم ذبيحة حيوانية كرمز للمسيح ثابت منذ البدء والله علَّم آدم أنه بواسطة الذبيحة يستر عُرْيَهْ وغضب من قايين إذ لم يقدم ذبيحة حيوانية. ومن هنا تسلمت الأجيال فكرة تقديم الذبيحة الحيوانية ولكن الشعوب في جهلها ظنت أنها بهذا ترضي آلهتها الوثنية واختفت من وسط هذه الشعوب الوثنية فكرة الكفارة. وجاء موسى ليقدم الفكر الصحيح وينقيه من كل الشوائب الوثنية. وأيضاً قيل أن موسى نقل قصة الطوفان من أساطير الشعوب الوثنية لأنهم وجدوا أن قصة الطوفان منتشرة في كل العالم تقريباً. والصحيح أن قصة الطوفان قد حدثت فعلاً وتناقلتها الأجيال ومع فساد البشر بسبب الخطية دخلت العبادة الوثنية لمعظم الشعوب فتحورت القصة الصحيحة ونسبت لآلهة كل شعب وجاء موسى وبوحي من الروح القدس ليكتب ما حدث فعلاً وينقي القصص المشوهة المنتشرة في كل العالم مقدماً الصورة الحقيقية. وهكذا قدم سليمان الصورة الحقيقية للفكر الإلهي والحكمة الإلهية انتقاها من وسط كم هائل من حكمة الشعوب وبوحي من الروح القدس ولكن بعد أن تنقت واستبعد منها كل فكر شيطاني نفساني دخيل وانتقى منها ما هو صالح لكل إنسان في كل زمان وفي كل مكان.

4-  الأمثال في هذا السفر كلها حكمة وقداسة وتقدس من يتبعها فهي بوحي من الروح القدس، وليست مجرد خبرات سليمان الحكيم أو خبرات أي إنسان. ولذلك ففي بداية السفر نسمع أن مخافة الرب رأس المعرفة (7:1). وهذا ما قاله أيضاً أيوب “هوذا مخافة الرب هي الحكمة” (أي28:28). فالروح القدس الذي أوحى لسليمان هو نفسه الذي أوحى لأيوب. وهو أوحى بهذا لكليهما لنتعلم نحن (2تي16:3 + عب5:12)

5-    الأسفار الشعرية لها تسلسل رائع: هي خطة إلهية متكاملة مع كل نفس.

‌أ-   أيوب: يقدم عمل الله مع الإنسان ليؤدبه ويروضه ليترك بره الذاتي ويمتنع عن أن يبرر نفسه وينسب الخطأ لله، ويتعلم أن الله مصدر كل حكمة وأنه لا يخطئ.

‌ب-      المزامير: الخطوة الثانية طالما إقتنع الإنسان بأن الله هو القادر على كل شئ وأن الإنسان خاطئ، يبدأ الإنسان يلجأ لله بروح الاتضاع والخشوع، يلجأ لله مصلياً مسبحاً. وبعد أن تعلم الإنسان في سفر أيوب أن تموت ذاته نجده في حياة الصلاة والتسبيح يختبر حياة القيامة المقرونة بالتسبيح والعبادة والفرح.

‌ج- الأمثال:هي حديث شيق من الرب، يوجه فيه المؤمن كيف يسلك عملياً بحكمة في هذه الحياة، وقد أظهر سليمان هدف هذا السفر في (2:1،3). إذاً هذا السفر يرينا كيف نعيش حتى لا نعثر بل ننجح.

‌د-  الجامعة: يخبرنا فيه سليمان الحكيم عن بُطل العالم وقصوره عن إشباع النفس. وهذا هو نفس ما توصل له بولس الرسول (فى7:3،8). فكل نفس تسير في طريق الله بطريقة صحيحة لابد وستكتشف بطلان هذا العالم وأنه لا شئ بل نفاية إذا ما قورن بمعرفة يسوع المسيح.

‌ه-     النشيد: يخبرنا عن النفس التي وجدت المسيح فدخلت معه في علاقة حب. وهذا أيضاً ما توصل له بولس الرسول في (رو35:8-39)

وبذلك نجد أن الأسفار الشعرية تعرض علينا طريقاً روحياً يتبعه الله مع النفس البشرية ليصل بها الرب لقمة الفرح. فالنفس البشرية متمردة بطبعها بعد السقوط والله يعلم ذلك. والنفس المتمردة تميل للإنفصال عن الله ولكن سيكون هذا سبباً في غمها وحزنها وموتها نهائياً في إنفصال كامل عن الله. لذلك نجد الله يبدأ مع هذه النفس كمؤدب ومعلم، يؤدب الإنسان حتى يمتنع عن تمرده ويشعر بحاجته إليه وهذا هو دور سفر أيوب. وإذا شعر الإنسان بالحاجة لله سيصلي وهذا هو دور سفر المزامير. ثم يأتي سفر الأمثال ليقدم للنفس المجاهدة أسلوباً مثالياً للتعليم فيشرح لها كيف تسلك في العالم. ولا يوجد كتاب نافع للصلوات بقدر المزامير لذلك استخدمته الكنيسة في صلوات الأجبية. وهكذا لا يوجد كتاب نافع للحياة بقدر الأمثال الذي يتكلم عن كل شئ المرأة والاقتصاد والسياسة.. الخ. وكما أن سفر المزامير مدرسة للصلاة هكذا سفر الأمثال مدرسة للحياة وكلا السفرين مشحونين بالفوائد لتقديس حياتنا. ويأتي بعد ذلك سفر الجامعة([*]) ليلخص حكمة هذه الحياة “أن كل شئ باطل ومصيره إلى الزوال. وكل خاطئ يتمسك بهذه الحياة الباطلة مصيره للموت، وأنه مهما حصل الإنسان على ملذات هذا العالم سيكتشف أنه قبض الريح. وحكمة هذا السفر لكل نفس “لا تسعى وراء الباطل”. ثم يأتي سفر النشيد ولا يشعر بحلاوته سوى من خضع لتأديب الله وسلك في حياة الصلاة بالمزامير وسلك في حياته بطريقة صحيحة واكتشف بطلان هذا العالم حينئذ تتذوق هذه النفس حلاوة الحب الناشئ عن حلاوة التوبة والشعور بالغفران، حينئذ فقط تتلذذ النفس بعريسها المسيح، وهذا هو هدف خطة الله مع كل نفس، أن تفرح وتتلذذ به. اكتشاف بطلان العالم هو نضج الحكمة. واكتشاف حب المسيح هو كمال النضج.

6-  كاتب السفر هو سليمان الملك ابن الملك داود. وهو أيضاً نبياً ابن نبي. وكان حكيماً بل لم يكن مثله في الحكمة، وكان غنياً لم يكن مثله في الغنى واتسع سلطانه جداً. ومع هذا كرس نفسه لدراسة الحكمة وطلبها وقام بتعليمها للناس. وسليمان سأل الله أن يعطيه حكمة ليقود شعب الله فأعطاه الله حكمة وثروة بحكمته أدار مملكته وحياته بل أعطانا خلاصة حكمته لكل البشرية ولكل العصور فهو تاجر بوزنته وربح كثيراً لحساب الله.

7-  والله لم يقتصر في تعامله مع الحكماء والملوك، بل استخدم الله العديد من الناس على مختلف درجاتهم لكتابة الكتاب المقدس، فإختار الله عاموس النبي الذي أتى به من وراء الضأن وكان يقطف الجميز أي فلاح بسيط واختار الله بطرس ويعقوب ويوحنا الصيادين، فإختار الله الجهلاء ليخزي بهم حكمة الحكماء (1كو27:1-29).

8-  العجيب أن سليمان في نهاية أيامه فعل عكس ما كتبه هنا وأنحرف عن طريق الله (راجع 1مل11) وكان هذا الارتداد لملك حكيم شئ محزن حقاً. ولكن نلاحظ أيضاً أن الشيطان هو ملاك ساقط ومن رتبة الكاروبيم المملوئين أعيناً أي حكمة ولكننا لم نسمع عن سقوط ملائكة من رتبة السارافيم الملتهبين حباً. فالمحبة لا تسقط أبداً (1كو8:13). بينما المعرفة تنفخ. وهذا هو الدرس من سقوط هذا الملك الحكيم أن نسعى للحب، حب الله وحب كل إنسان قبل أن نسعى للمعرفة، فربما حينما نحصل على المعرفة ننتفخ ونتكبر فنسقط. ولنفهم أنه ليس هناك من هو محصن ضد الخطية فلا داعي للكبرياء والافتخار بمعرفة أو بقوة أو بغني فكل قتلى الخطية أقوياء (أم26:7). ومن يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط (1كو12:10).

9-  دعوة سليمان في هذا السفر هي “اقتن الحكمة” وإذا فهمنا أن المسيح أقنوم الحكمة أو اللوغوس. فالمسيح هو حكمة الله (1كو24:1). واللوغوس (الكلمة يو1:1) يعنى عقل الله الناطق، فكيف نقتني المسيح؟ بأن نحفظ وصاياه (يو23:14) “إن احبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً”. + (يو21:14-25). فمن يريد أن يكون حكيماً ويقتني الحكمة عليه أن يحفظ الوصايا فيسكن الآب والابن عنده ويكون هيكلاً للروح القدس. وهذا معنى لقول المسيح “هوذا أحكم من سليمان ها هنا” فمن يقتني المسيح يقتني كل كنوز الحكمة المذخرة فيه (كو3:2) ونقتني المسيح بأن نتخلى عن خطايانا فلا شركة للنور مع الظلمة وأي إتفاق للمسيح مع بليعال (2كو14:6،15).

10-   الأمثال هي كلمات حكمة مصوغة في عبارات موجزة في صيغة سجع (في اللغة العبرية) وهي من أقدم طرق التعليم واستخدمتها كل الشعوب، ونفشها اليونانيون على الأعمدة. فهي طريقة سهلة وجيدة للتعليم، يسهل حتى على الأطفال حفظها، والله استخدمها كما قلنا لتعليم شعبه، ولكن الشيطان أيضاً استخدم هذه الوسيلة فبث في العالم الكثير من الأمثال المضللة التي تنافي روح الله حتى تضلل البشر عن معرفة الرب، وهذه الأمثال الشيطانية هي من روح الشيطان، لذلك على ابن الله أن يحفظ الأمثال الواردة في كتاب الله المقدس ويرددها ويعمل بها ولا يردد الأمثال الأخرى الشريرة ولا يقتدي بها. على ابن الله أن يحفظ أمثال هذا السفر ويتخذها مرشداً له في سلوكه اليومي في رحلة هذه الحياة وهو على أرض الغربة فهي صالحة للوالدين والأبناء، الأزواج والزوجات، السادة والعبيد، الرعاة والرعية، التاجر، الصانع، الناضج، الشاب…. لكل أحد.

11-   الأمثال الواردة هنا هي بلا ترتيب واضح بل يمكن اعتبارها مثل كومة لآلئ ثمينة غير منظومة في سلك واحد. ونفس الموضوع تجد عنه أمثال متفرقة عبر السفر وهناك من قام بتجميع الأمثال عن موضوع واحد لدراسة هذا الموضوع ولنأخذ أمثله لذلك:-

الاجتهاد وعدم الكسل:
الإتكال على الله:
الغضب:
الحسد:
النميمة:
العطاء:
الخمر:

 

 

4:6،11+ 5:10،26+ 24:12+ 4:13، 19:15+24:19.

5:3+ 3:16،20+22:20+ 19:22+ 25:18+ 25:29+25:23.

16:12+17:14،29+1:15،18+22:16+11:19،19+24:22+15:2.

31:3-33+30:14+17:23+1:24،2+4:27+34:16.

12:6-19+13:11+28:16+9:17+8:18+19:20+20:26.

9:3،10،27،28+21:14،31+17:19،25:21،26+9:22،22+21:2.

17:21 + 20:23،29

12-      تقسيم السفر:

(1)     الحكمة والحث على اقتنائها وطريق اقتنائها وبركات اقتنائها         (ص1-ص7)

     طريق اقتنائها= مخافة الرب/ قبول تأديب الآباء/ الهروب من الأشرار/

                    الحذر من النساء الشريرات.

      بركات اقتنائها= النجاة من الأشرار/ الحياة في بركة وسلام.

(2)     الحكمة هي الأقنوم الثاني، الكلمة المتجسد                             (ص8-ص9)

     في هذين الإصحاحين نرى الحكمة كائن حي عاقل مع الله منذ الأزل

     وأنه كان معه صانعاً. وفي هذا الجدول مقارنة بين الحكمة والكلمة.

الحكمة في سفر الأمثال

الكلمة المتجسد في العهد الجديد

(23:8) منذ الأزل، منذ البدء

(27:8) لما ثبت السموات كنت هناك أنا.

(14:8) لي المشورة والرأي. أنا الفهم.

 

(30:8) كنت عنده صانعاً. (هو الخالق).

 

(30:8) كنت كل يوم لذته (لذة الآب).

 

 

(35:8) من يجدني يجد الحياة (هو واهب الحياة).

(22:8) الرب قناني أول طريقه.

 

(1:8،4) العل الحكمة لا تنادي (الحكمة تتادي)

(32:8) طوبى للذين يحفظون طرقي

 

(6:8) أتكلم بأمور شريفة.

(5:8) يا جهال تعلموا فهماً.

 

(1:9) الحكمة بنت بيتها.

 

(1:9) نحتت أعمدتها السبعة.

 

 

 

 

(2:9) ذبحت ذبحها. مزجت خمرها (ذبيحة كفارية)

(2:9) رتبت مائدتها (التناول)

(3:9) أرسلت جواريها تنادي.

(يو1:1) في البدء كان الكلمة (الكلمة الأزلي).

(يو1:1،2) هذا كان في البدء عند الله.

(1كو24:1،30) يسوع الذي صار لنا حكمة من الله.

(يو3:1) كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان

(يو22:3) أنت هو ابني الحبيب بك سررت + (يو24:17) + (أفسس6:1) الكلمة هو الابن المحبوب.

(يو47:6) من يؤمن بي فله حياة أبدية.

(يو25:11) أنا هو القيامة والحياة.

(كو17:1) الذي هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل.

(يو37:7) وقف يسوع ونادى….

 

(يو10:15) إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي.

(لو22:4) كلمات النعمة الخارجة من فمه.

(لو21:10) أخفيت عن الحكماء.. وأعلنتها للأطفال.

(عب1:3-6) المسيح هو باني بيته (جسده) وهو الكنيسة

(مت16:16-18) الكنيسة مبنية على المسيح ابن الله الذي له الأرواح السبعة (رؤ1:3) والروح القدس عامل في الأسرار السبعة يبنى بهم الكنيسة.

(مت28:26) خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الكأس.. اشربوا منها.

(لو1:9،2) إرسالية التلاميذ للكرازة.

(لو1:10)

(3)     مجموعة من الأمثال لسليمان جمعها هو بنفسه                 (ص10-ص24)

(4)     مجموعة من الأمثال كتبها سليمان ونقلها رجال حزقيا         (ص25-ص29)

(5)     مجموعة أقوال أجور                                            (ص30)

(6)     مجموعة أقوال لموئيل                                          (ص31)

13-     كاتب السفر

      كتب سليمان السفر كله فيما عدا الإصحاحين الأخيرين (30،31) لذلك فالسفر كله ينسب لسليمان. وسليمان هو الذي أعطاه الرب حكمة وفهماً كثيراً جداً ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر. وفاقت حكمة سليمان جميع بني المشرق، وكل حكمة مصر، وكان أحكم من جميع الناس. وهذه الحكمة ملأته وأشبعته وفاضت منه علينا في هذا السفر. فجاء ترجمة عملية للحياة مع الله خلال السلوك العملي.

والإصحاح 30 منسوب إلى أجور بن متقية مسّا. ويُنْطَقْ أجور بن ياقة. وحيث أن كلمة أجور تعني الجامع وكلمة ياقة تعني مفيض بالحقائق قال بعض المفسرين أن أجور هو سليمان (الجامع) وياقة هو داود المملوء من روح الله وكانت مزاميره نبوات. ومسّا هي اسم سامي معناه حمل وهو ابن اسمعيل (تك14:25) وقد يكون هو أب لقبيلة أخذت اسمه قطنت شمال جزيرة العرب. ومنها أيضاً لموئيل ملك مسا والإصحاح 31 منسوب إلى لموئيل ومعنى اسمه “مكرس الله” وإذ لا يعرف ملك بهذا الإسم ظن بعض المفسرين أنه اسم آخر لسليمان وظن آخرين أنه ملك آخر لقبيلة مسّا.

وإذا فهمنا بحسب رأي بعض المفسرين أن أجور ولموئيل هما أسماء رمزية لسليمان يكون سليمان هو كاتب السفر كله. وعموماً فالسفر ينسب لسليمان فهو كاتب معظم السفر. ومن يظن أن كاتب السفر كله هو سليمان يفسر كلمة مسا على أنها “وحي” أو وسيط الوحي الذي عن طريقه أوحى الله بهذه الكلمات “تفسير آدم كلارك” وسليمان كمعلم وحكيم استخدم لفظ يا ابني كثيراً في هذا السفر كما يعلم ابنه وخصوصاً السبعة الإصحاحات الأولى وملخصهم “يا ابني اقتني الحكمة.. إصغ إلى حكمتي” ثم في الإصحاحات 8،9 نجد الحكمة هي التي تتكلم، وتبرز كشخص، وكأن الأب عندما كلم ابنه عن الحكمة اشتهاها ابنه فظهرت الحكمة نفسها كشخص أمامه وبدأ الابن يسمع الحكمة نفسها تتكلم. ونفهم أن المتكلم في الإصحاحات 1-7 هو الآب يكلمنا عن الابن وفي الإصحاحات 8،9 يتكلم الابن نفسه، بل أن الآب تكلم معنا في إبنه وقال “هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا” ثم تأتي الإصحاحات 10-29 وفيها أمثال عديدة، هي وصايا المسيح وتعاليمه، هي تعاليم الحكمة، من يتبعها يصير حكيماً ومن لا يتبعها يصير جاهلاً وأحمق. وكلمتي جاهل وأحمق يتكرران كثيراً في سفر الأمثال ويشيران لمن يرفض وصايا الله وتعاليم المسيح الذي أرسله الله “الذي صار لنا من الله حكمة وبراً وقداسة وفداء”. من يرفض هو الجاهل ومن يصر على الرفض والعناد هو الأحمق. أما من يستجيب ويسمع فيتعلم الحكمة يسمى حكيماً. ولابد أن نفهم أننا في العهد الجديد لنا الروح القدس وصوته يدعونا لأن نسمع بل يعطي معونة لو قررت أن أسلك في طريق الله وبذلك أصير حكيماً فهو روح الحكمة والمشورة. وهذه  الأمثال (ص10-ص29) تكون مرشد لكل واحد يطلب هذه الحكمة.

ثم يأتي إصحاح (30) وفيه نجد كلام أجور بن متقية مسّا أي الجامع بن داود وسيط الوحي ليكلمنا عن المسيح وعمله الفدائي بصورة رمزية ويكلمنا عن حالة الإنسان بعد سقوطه وعمل المسيح معه ثم واجب الإنسان الآن.

ثم يأتي إصحاح (31) وفيه نجد كلام لموئيل ملك مسا أي من هو لله أو المكرس لله وسيط الوحي ويعطي نصيحة لكل من يريد أن يكون حكيماً أي يستجيب لوصايا الله، هو وصايا الكنيسة لأولادها. ثم مواصفات المرأة الكاملة أي الكنيسة أو النفس الحكيمة التي استمعت ونفذت الوصايا أي عروس المسيح.

14-   سفر الأمثال ليس مجرد حكمة شخصية لسليمان بل هو وحي الروح القدس له. لذلك نجد تطابق في حكمة وأمثال هذا السفر مع تعاليم السيد المسيح ورسله.

بين تعاليم السيد المسيح وسفر الأمثال:

قارن

1)     (أم6:25،7)

2)     (أم11:14)

3)     (أم1:27)

4)     (أم4:30)

مع

(لو7:14-11)

(مت24:7-27)

(لو19:12)

(يو13:3)

ففي (1) الكلام عمن يحبون الجلوس في المتكآت الأولى. وفي (2) نجد الكلام عن الحكماء والجهلاء وبيوتهم وفي (3) مثل الغنى الغبي وفي (4) المسيح يجيب عن تساؤل أجور. هذا وفي (مت19:11) يقول المسيح عن الحكماء الذين يطيعونه “الحكمة تبررت من بنيها”.

وقد استخدم ربنا يسوع المسيح في أمثاله نفس الطريقة التعليمية الموجودة في سفر الأمثال بالضبط. فكلمة مثل بالعبرية هي نفس الكلمة اليونانية المستخدمة، فكان المسيح يكلمهم بأمثال وهم بسبب عماهم الروحي لا يفهمون (مر10:4-13). فكان المسيح يقدم كل شئ يتصل بملكوت الله إلى أولئك الذين لا يقبلوه في صورة ألغاز) وربما يكون هذا ليدفعهم للتفكير والتأمل وربما قادهم التفكير لقبول المسيح.

بين تعاليم تلاميذ المسيح وسفر الأمثال:

كما أحب المسيح سفر الأمثال وأخذ منه بل أخذ طريقته في التعليم هكذا صنع تلاميذه

قارن

(16:1)

(7:3)

(11:3،12)

(34:3)

(12:10)

(31:11)

(21:25)

مع

مع

مع

مع

مع

مع

مع

(رو15:3)

(رو16:12)

(عب5:12،6) + (رؤ18:3)

(يع6:4)

(1بط8:4)

(1بط17:4،18)

(رو20:12)

(11:26)

(1:27)

(13:17)

(13:17)

(13:17)

(21:24)

(7:16)

مع

مع

مع

مع

مع

مع

مع

(2بط22:2)

(يع13:4)

(رو17:12)

(1تس15:5)

(1بط9:3)

(1بط17:2)

(1بط13:3)

 

15-      كونوا حكماء كالحيات       “هذا الجزء من محاضرات لقداسة البابا شنوده الثالث”

يخطئ من يظن أن الإنسان الروحي هو إنسان يسلك بلا عقل (أو كما يقولون في اللغة العامية “هلهلي” أو “ماشي بالبركة”، لأن المسيح يمدح الحكمة فيقول “كونوا حكماء كالحيات” بل مدح المسيح وكيل الظلم إذ بحكمة فعل” (لو8:16). وعلينا أن نتعلم الحكمة، بل إن وجدنا حكمة لدى أي إنسان حتى لو كان عدواً لنا أن نأخذها منه. ولاحظ أن المسيح مدح وكيل الظلم لأنه تصرف بحكمة بالرغم من الشرور التي كانت فيه. وفي اختيار الشمامسة اختاروا أناساً مملوئين من الروح والحكمة. وخدام الله إن كانوا غير حكماء يفسدون العمل. وبولس الرسول يقول أما نحن فنتكلم بحكمة بين الكاملين. وقول الكتاب. اختار الله جهال العالم ليس معناها أن الكنيسة لا تجمع سوى الجهلة ولكن معناها أن الله يختار الذين مهما أعطاهم يقفون أمامه كجهال. ولقد اشتهر عن الأقباط أنهم “مكارين” وليسوا هو بمكارين بل حكماء وعلينا أن نحتفظ بميراث أبائنا. ولنلاحظ أن كون الإنسان ليس حكيماً في عيني نفسه تجعله يطلب المشورة، بل أن المشورة نوع من وسائل الحكمة، ومن لا يستمع المشورة فهو مغرور في نفسه، فلا تكن حكيماً في عيني نفسك، بل أطلب دائماً أن تتعلم شاعراً أنك لا شئ. فإنه توجد طرق تبدو للإنسان أنها مستقيمة وعاقبتها طرق الموت. وهذه العبارة كررها سليمان الحكيم مرتين لأهميتها (أم12:14،25:16) فكل إنسان متكبر مغرور يكون معجباً بالطرق التي يسلك فيها ويحاول أن يبرهن أنها أحسن طريق، لذلك ينبه الحكيم على ضرورة وجود مرشد نستمع منه ولمشورته (أم15:12). وعموماً فالهراطقة والشباب الطائش يرون كل منهم أن طريقه هي الطريق المستقيمة.

16-   سفر الأمثال هو سفر سلوكي يساعد على ضبط وتوجيه سلوك الإنسان أثناء حياته اليومية، لذلك إعتاد بعض الناس على قراءة إصحاح يومياً منه خصوصاً أنه (31) إصحاح خاصة أن العالم يؤثر فينا بمبادئه وفساده فنحتاج لكلمة الله التي توجهنا لتصحيح مسارنا أو ما أسماه بولس الرسول تجديد الذهن فلا ننحرف وراء مبادئ العالم الفاسدة.

17-   دعوة سفر الأمثال لأن نقتني الحكمة ونتمسك بها، هي ذات النغمة التي نجدها في سفر النشيد ولكن بصورة أخرى. فعروس النشيد (النفس البشرية) حينما وجدت عريسها (المسيح) قالت “أمسكته ولم أرخه” (نش4:3). ونلاحظ أن المسيح هو نفسه الحكمة أو أقنوم الحكمة المتجسد. والتمسك بالمسيح يملأ الحياة حكمة ويعطينا الروح القدس أن نرى التصرف السليم بل يعيننا في كل قرار ليكون قرار صحيح، أما الارتداد عن المسيح فهو جهل والإصرار والعناد في هذا الإرتداد هو الحماقة “ديماس تركني إذ أحب العالم الحاضر. أي أحب متع العالم وملذاته وخطاياه وشهواته. أما من اكتشف طريق الحكمة قبل بولس الرسول فيعتبر العالم بما فيه نفاية” (في7:3،8)

18-      في قراءة الأمثال ينبغي عدم التقيد بالحرف بل الفهم الروحي لمعنى المثل فمثلاً :

أ‌-   هلاك المساكين فقرهم (15:10) فهل معنى هذا أن كل فقير سيهلك. وقارن مع (9:30) ففي (9:30) نجد أن الفقر والغني كلاهما خطير، فالمسيح حذر أن دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من دخول غني إلى ملكوت السموات ولكنه كان يقصد المتكلين على أموالهم كما شرح السيد المسيح هذا بنفسه، وكم من غني دخل ملكوت السموات (إبراهيم، إسحق، يعقوب، يوسف ونيقوديموس….) وكما أن الغني الذي يتكل على أمواله يهلك، هكذا يهلك الفقير الذي يلعن فقره ويعيش يشتهي المال بل يحاول أن يحصل عليه بطرق ملتوية (أم9:30) + (1تي9:6،10). وهذا هو الفقر المهلك الذي لا يكتفي فيه صاحبه بما عنده ويقنع، هو الفقر الذي يشتهي ويجعل صاحبه لا يعتمد على الله.

ب‌- مخافة الرب تزيد الأيام أما سنو الأشرار فتقصر (27:10) وهذه أيضاً لا يمكن تطبيقها حرفياً فهابيل مات صغيراً وعاش قاتله كثيراً. ويوناثان القديس وشاول الملك الشرير ماتا سوياً ويوناثان هو ابن شاول. ولكن نفهم هذه الآية كما نفهم الوصية أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك، أي بمعني البركة. فتكون أيام خائف الرب كلها بركة هنا على الأرض وفي السماء، الأرض التي سوف يعطينا الرب إلهنا في الحياة الأخرى والتي يحيا فيها الآن الشهيد العظيم أبانوب الذي استشهد ومات وعمره 12سنة فقط…. وهكذا نفهم آيات هذا السفر.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى