تفسير المزمور ١ للقمص أنطونيوس فكري
المزمور الأول
هذا المزمور يضع أمامنا طريق الموت وطريق الحياة، البركة واللعنة، ويتركنا أحراراً أن نختار. فهو يتحدث عن سعادة الرجل الصالح وشقاوة الشرير وتعاسته.
آية (1): “طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس.”
طولى للرجل= قالها بالمفرد فليس صالحاُ سوى المسيح وحده. ونلاحظ التدرج لا يسلك في مشورة الأشرار=أي يفكر في طريقهم ويستحسنه ويعطي ظهره لله وهذه مخاطرة. ولا يقف في طريق الخطاة= هنا حدث استحسان للشر ووجد الإنسان لذة، فبدأ يجاري الأشرار ويخطئ. ونلاحظ قوله طريق الخطاة، ونقارن هذا بأن المسيح هو الطريق والحياة فالمسيح طريق الأبرار وأي طريق سواه فهو طريق الشيطان طريق الموت واللعنة. لا يجلس في مجلس المستهزئين= هنا نجد الاستسلام لطريق الشر، وصار الأشرار رفقاء لهذا الإنسان، والمستهزئين هم من يستهزئون بالأمور المقدسة. هنا استمرار إرادي في الشر.
آية (2): “لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً.”
قران مع خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك، فكلمة الله تحصن المسيحي من السقوط + (يش8:1). وقوله نهاراً وليلاً= يشير لكل فترات الحياة، الليل والنهار أيام الفرح وأيام الحزن، أيام الانتصار على الخطية وأيام السقوط.
آية (3): “فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في أوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح.”
كشجرة مغروسة على مجاري المياه[3] = مجاري المياه هي الروح القدس (يو37:7-39) هذه المياه تجري كالعصارة وتصل إلى جميع الأغصان والأوراق. وقوله مجاري يشير إلى أنها مياه حية جارية تحمل معها الحياة. والشجرة المثمرة هي سبب بهجة لكل إنسان وحيوان، ثمارها تشبع ويستفاد من ظلها. ونلاحظ أن المسيح هو شجرة الحياة (رؤ7:2) تعطي ثمرها في أوانه= قارن مع ثمار الروح القدس (غل22:5). والمسيح لعن التينة غير المثمرة. وورقها لا ينتثر= لأن غذاءها يأتيها في حينه. والمتعبين يأتون ليستظلوا بهذه الشجرة. كل ما يصنعه ينجح= قارن مع “أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني. فمن يثبت في المسيح يكون له نجاح في كل أموره مادية وروحية (فالله بارك ليوسف في كل ما عمله).
آية (4): “ليس كذلك الأشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح.”
العصافة= هذا وصف الأشرار، فهم عكس الأبرار، لا يستمتعون بالمياه الجارية فورق الشجرة يذبل ويصير عصافة تحمله الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساق وراءها الشرير= التي تذريها الريح. تصير حياتهم بلا معني فهم كعصافة حملتها الريح.
آية (5): “لذلك لا تقوم الأشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار.”
لا تقوم الأشرار في الدين= لا يستطيعون أن يقوموا للدفاع عن أنفسهم، ولا يكون لهم قيام الوجود الدائم في حضرة الله، إذ يقولون للجبال غطينا وللأكام أسقطي علينا من وجه الجالس على العرش (رؤ16:6،17). فالدينونة أكيدة بلا شك (يو29:5).
آية (6): “لأن الرب يعلم طريق الأبرار. أما طريق الأشرار فتهلك.”
الرب يعلم طريق الأبرار= العلم والمعرفة هنا هما معرفة الفرح والسرور والموافقة طريق الأشرار فتهلك= أي يمهلهم الله ويرذلهم ويطردهم من حضرته.
هذا المزمور نرنمه في صلاة باكر ونحن نذكر قيامة المسيح من الأموات لنسأل الله أن يعطينا الحياة المطوبة كنعمة إلهية قبل أن نبدأ حياتنا اليومية. هذا المزمور يذكرنا بأن الله خلق آدم أولاً في صورة الكمال ولما سقط أتى المسيح آدم الثاني الكامل ليكملنا.
فهرس | تفسير سفر المزامير القمص أنطونيوس فكري |
تفسير المزمور 2 |
تفسير العهد القديم |