تفسير سفر أيوب أصحاح 28 للقديس يوحنا ذهبي الفم

الإصحاح الثامن والعشرون
نهاية رد أيوب
نظام العالم يُظهر قوة الله

1- واصل أيوب كلامه فقال: “يوجد موضع يؤتى منه بالفضة، وموضع يُستخرج منه الذهب لتنقيته. الحديد يأتى من التراب والنحاس يستخرج من المحاجر مثل الحجر. وقد عين (الله) موضعاً للظلمة، وقد عيّن بالضبط حدا للمواسم (الفصول) (28: 1-3).

إنه يريد القول أنه إن كان الله قد أقام نظاماً فيما يختص بالحقائق المعتادة فكم بالأولى يكون هذا فيما يختص بالحقائق البشرية. ولأنه يسبق ويرى الأشياء ويهتم بها، فلا شيء يحدث أبداً من ذاته أو اعتباطاً. أو أنه يريد القول أن الحقائق في مجموعها مرئية تماماً، لكن قصد الله غير مرئى لأن الفضة والنحاس لهما موضع، بينما موضع الحكمة لم يعرفه أحد، إنما الله وحده يعرفه وهو قال للناس مخافة الرب هي الحكمة» (29: 28)، وعمل الخير هو الفهم (حرفياً العلم).

2- قال أيوب: إن الله عيّن موضعاً للظلمة ، وأيوب مُحق فى قوله «موضعاً» لأن الظلمة تعرف كيف تُرجع خطاها وتتوارى أمام النهار من طرد هذه الظلمة؟ من أين يأتي مثل هذا الترتيب الرائع على هذا النحو ؟

بعد ذلك عالج أيوب موضوع قدرة الله ثم حكمته ليقنعنا أنه لا يريد أن يحاسب الله. وقال أيوب: لماذا الظلمة؟ هل نحن نعرف لماذا؟ الله يستطيع كل شيء، وهو يصنع كل شيء بحكمة.

لا يمكن محاسبة الله

3- ثم بعد أن أعطى أيوب أثناء ذلك، كثيراً من المعلومات، أضاف قوله “هوذا مخافة الرب هي الحكمة والحيدان عن الشر هو الفهم (حرفياً العلم)” (28:28). 

لا شيء يعادل هذه الخبرة لا شيء أكثر قوة من هذه الحكمة «مخافة الرب بدء الحكمة والذين يمارسونها لهم فهم جيد» (انظر أم 1: 7) إن المخافة أعظم الخيرات، وقمة التقوى هي في توقير الله ، وعبثاً ستكتشف حكمة أخرى غير هذه في سعيك من جهة إبداء الآراء أو محاولة معرفة أسباب الأحداث.

تفسير أيوب 27سفر أيوب 28تفسير سفر أيوب
تفسير العهد القديم
تفسير أيوب 29
القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير سفر أيوب 28تفاسير سفر أيوبتفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى