تفسير سفر أيوب أصحاح 31 للقديس يوحنا ذهبي الفم

الإصحاح الحادي والثلاثون
ليس هناك في مسلك أيوب ما يبرر مصير كهذا
ألم يبصر الله مسلكه؟

1- “عهداً قطعت لعيني ألا أنظر إلى عذراء. فأى نصيب أعطاه الله من فوق؟ وهل يوجد أى ميراث يُعطى من القدير من الأعالى؟ وآسفاه هلاك للأثيم ورفض لعامل الشر. ألن يرى هو نفسه طريقي ويحصى جميع خطواتي ؟ لكن لو سرت في صحبة الهاذرين أو أسرعت رجلي إلى الغش… !” (31: 1- 5).

بالحق يا لها من صرامة! يستحيل ومستحيل القول أنه لأجل أنني بددت ثروتي وممتلكاتي السابقة في المسرات والبذخ، لذلك أقاسى هذه العقوبة الحالية. والآن أنا مطروح (أرضاً) لأن الله أعطاني العلاج المناسب.

وفى الواقع من يحب الضحك (الهزل) ومن أنعكف على الشهوانية ومن يحب التسلية (الخارجة عن حدود اللياقة) من الطبيعي أن يكون فى الموقف المعاكس بوضعه في حالة ضيق وحياة كئيبة. لكن الذى كان في السابق يهرب من الولائم ويدفع عنه الهاذرين واللعوبين، فأى سبب يجعله يسقط في حياة حزينة وكئيبة ؟ أنت ترى (أيها القارئ) أن كلمة المزمور القائلة: «ابتهجوا فيه برعدة» (مز 2: 11) تتحقق من جهته، وهو عبثاً قدم مائدة فخمة، وتنعم برخاء عظيم وعاش فى نعيم متواصل، فهو لم يختبر أبداً ولا حتى ليوم واحد ما اختبره الشعب العبراني[1].

إنه لم يقل «لو كنت ضحكت»، إنما قال لو سرت في صحبة الهاذرين»، وقال: إنني ولا حتى أخذتُ نفس الطريق الذى لهم. أى ناموس منعه عن هذا؟

“لو أسرعت رجلى إلى الغش”

يستحيل القول أننى سعيت إلى الملذات والبذخ وهذه الحياة الشهوانية بل أنا بالمقابل كنت صارماً وشديداً مع نفسى ولم أسقط فى الرذائل المقابلة لهذا النوع من الحياة وأقصد به الرداءة والإثم.. لا فأنا ضبطت نفسى وابتعدت عن كلتا الرذيلتين.

2- “لأنى وزنت في ميزان عادل” (31: 6)

يوجد قدر ( كبير ) من الصرامة فى حياتى حتى فى أدق التفاصيل، لذلك يوجد انضباط في ذراع الميزان. فأنا ما أهملت حتى ولا في أصغر التفصيلات لذلك . فأنا استدعى ليس شهادة إنسان يمكنه أن يصنع معروفاً والذى يجهل أيضاً كثير من الأمور، بل استدعى شهادة الله الذي يعرف بالضبط كل ما هو خفى والذى لا يمكن لأى من أفعالنا أن يفلت منه.

3- قال أيوب: “الرب يعرف براءتي. إن حادت رجلى عن طريقه وذهب قلبى وراء عيني”.(31: 6-7)

وهل هذا أمر طفيف؟ بل هو بالحق أمر مهم فى ذلك الزمان كما الآن أيضاً. فإنه من الأهمية بمكان ليس فقط بأن لا نشتهى، بل وأيضاً بالأولى عند قبول (فكر) الشهوة ألا نتممها. وأيوب ذهب إلى أبعد من هذا فأكد أيضاً على شيء ما أكثر أهمية وهو أن حتى عينيه لم تقبل أبداً شيئاً شبيهاً بهذا.

4- “وإن لمست يدي هدايا (أى أخذت رشوة)”. (7:31)

ليس فقط أنه يأخذ الله كشاهد له (فى العدد السابق) بل هو يلعن نفسه (أيضاً في العدد التالي لو كان حاد عن طريق الحق).

5 -” فلأزرع وغيري يحصد (حرفياً ياكل). ولأستأصل (أنا) من الأرض. إن غوى قلبى على امرأة رجل آخر، وإن كمنتُ على بابها فليتلذذ بامرأتى أيضاً رجل آخر، وليُذل أولادي”(31: 8-10)

لم يقل أيوب: إن زاغت عينى، بل قال: ولا حتى قلبى أيضاً، فأنا لم اسمح قط لفكري بأن يتدنس وبالأولى جسدي. وهذا بالتحديد ما قاله المسيح: «كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه» (مت 5: 28).

6- “لأن تدنيس امرأة رجل آخر هو انجراف للشهوة التى لم تكبح وهذه ستصير ناراً تحرق من كل جانب، ومن تهاجمه تقضى عليه تماما”.(31: 11-12)

لماذا ذكر أيوب العقوبة أيضاً؟ فقال: أنا أعلم عظم هذا الإثم، وقد تفحصت باعتناء ضرر هذه الرذيلة المهينة. فلو كان لنا نحن أيضاً مشاعر أيوب هذه لما أخطأنا (في حق الغير). ولو علم الإنسان الجشع (مقدار) الألم والاضطراب الذى يعانيه المسكين الذي هو ضحية لجشعه لما صنع ما صنعه.

فحتى لو لم تردعه مخافة الله، فإن الشفقة الطبيعية ستثنيه، إذ يعلم بدون شك عناء الآخر، لكن ليس بالقدر الذى يعانيه من يجوز هذا الظلم بصفة شخصية. وأيوب قال: بالنسبة لى، فأنا لم أكن أعلم بافتراءاتهم بأقل من الذين يعانونها هم أنفسهم. «وكل ما تكره أن يُفعل بك، لا تفعله أنت بأحد» (طو 4: 16) لهذا السبب حيث أننا نؤذى آخرين، فلكون الله على الرغم من التحذيرات الكثيرة لنا لا يحصل على استجابة وتجاوب مع وصاياه) فإنه يتركنا نجوز موقفهم، حتى تعلّمنا تجاربنا ونتعلم منها كم هو عظيم الألم. وهذا هو ما حدث أيضاً في حالة إيليا (انظر : 1مل 17: 1-16)، ولهذا السبب تركه (يجوز) المجاعة، وهذا أيضاً ما حدث فى زمن يونان. ولهذا السبب أيضاً عاتبه (حرفياً هاجمه) الله بشدة من جهة هذا الأمر قائلاً: أنت أشفقت على اليقطينة.. أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتى عشرة ربوة من الناس؟» (يون 4: 10-11) ، وهذا ما حدث أيضاً في زمن إرميا، فماذا قال؟ قال إن الرب قد طرحهم. وبعد ذلك صبّ إرميا اللعنات عليهم (انظر إر 19: 15) ويبدو لي أن أيوب أيضاً ذكر هذا الحدث لكي يُخفض من مدحه فيقول: أنا لم أفعل شيئاً غير عادى بكونى لم أُسلّم نفسی للزنا ولم اقترف هذا الخطأ الجسيم، لأن هذه الخطية ستستأصل البيت الذي تدخله.

أيوب لم يحتقر الضعفاء

7- “ها أنت قد رأيت (أيها القارئ) حكمته، فتأمل أيضاً تواضعه، وأيوب يقول: “إن كنت رفضت حق عبدى وأمتى فى دعواهما على”. (13:31)

وهو قال لا عبد ولا رجل حر قد لحقه منى أي ظلم.

8-” فماذا سأفعل لو حاكمنى الرب؟ ولو افتقدنى. أية إجابة أعطيها؟ أوليس صانعي في البطن صانعه وقد صورنا في الرحم” (14:31- 15).

انظر كيف هو فى كل موضع يقطع على المدح ويخفض من قدر أعماله الصالحة فيقول: أنا لم أصنع شيئاً غير عادى، فهذا ما تقتضيه الطبيعة نفسها، وكل شيء مشترك بيننا، فلنا نفس (فترة) الحبل ونفس الولادة، وطبيعتى ليست أكثر نبلاً من طبيعتهم.

9 – ” أما المساكين فلم أمنع عنهم شيئاً، أياً كان هذا الاحتياج. ولم أجعل عين الأرملة تبكي” (16:31).

أتنظر كيف كان يرفض الكبرياء، وكم كان متواضعاً وطبيباً للكل، والباب المفتوح للكل وكان ملجأ لكل من كانوا في الضيق.

“أياً كان هذا الاحتياج”

إنه لم يقل نعم لطلب معين ولا لطلب غيره، بل كان يقول نعم لكل احتياج بدون تمييز حتى لو كان طلباً فيه خطورة عليه، أو كان طلب غالى الثمن أو فيه مجازفة. ولاحظ أنه أتى إلى مساعدة من لم يأمل منهم شيئاً، إذ ساعد الأرامل والأيتام والمساكين. وهو لم يتصرف عن تباهى أو غرور بل لأجل الله، وهذا واضح أولاً لأنه لم يوافق على الكلام عن هذا الأمر قبل هذا الوقت مع أنه أفرد حديثاً طويلاً بهذا القدر واستغرقت المحادثة وقتاً طويلاً على مدى الإصحاحات السابقة، وهذا واضح أيضاً لأنه قوم حتى الأخطاء التي لم يكن أحد من البشر شاهد لها، أقصد خطايا الفكر التي تختص بأولاده.

«إن غوى قلبى وراء امرأة رجل آخر..» (31: 9). إن هذا النوع من الخطايا ولو أنه ليس له إنسان يشهد عليه، لكن عين الله دائماً يقظة.

ومع أن أيوب لم يتوان فى ممارسة تلك الفضائل، فمن الواضح أنه تصرف هكذا لأجل الله أيضاً.

«لم أجعل عين الأرملة تبكي» باحتقارها وإهمالها وجعلها تنتحب.

أيوب لم يكن مربوط بثروته

10- قال أيوب: “ولو أيضاً أكلت لقمتى بمفردى ولم أشرك فيها اليتيم، بل منذ شبابي أطعمتهم كأب (لهم)، ومن بطن أمه كنت مرشدا له ولو أغفلت العريان وهو على وشك الهلاك (العربة دون أن أكسيه، وإن لم يباركنى المسكين وأكتافهم لم تستدفئ بجزة غنمى، وإن رفعت يدى ضد اليتيم متكلاً على أن قوتى أعظم من قوته، فليسقط عضدى من كتفى ولينكسر ذراعى من مفصله. لأن مخافة الرب أجبرتني ولا أستطيع أن أفلت من جلاله لو جعلت الذهب كنزى ولو جعلت اتكالى على الأحجار الكريمة ولو ابتهجت لاقتنائى ثروة عظيمة، ووضعت يدى على ثروات لا تعد (من الكثرة)” (31: 17-25)

أي نوع من الخطية يوجد هنا ؟ وها أنت ترى أنه لم يرتبط أبداً بالثروات. انظر إليه وهو يتأمل ويعتبر بكل صدق الصفة الزائلة والعابرة والتافهة للأمور البشرية.

11- ومن جديد يخفض أيوب من مدحة (لنفسه)، ولكى لا يبدو أنه صنع شيئاً ما غير عادی، فانظر ما قاله: “ألم تر الشمس المنيرة تغيب والقمر يختفى؟ لأن ليس لهما القدرة على الاستمرار (26:31)

إنه قال : هذا النور يموت ويختفى ولن يُرى بعد.

ها أنت تنظر (أيها القارئ) إلى السبب الذي أعطاه لتغير النجوم. إذا فإن الطبيعة تكفينا لاقتناء الحكمة وليس فقط لمعرفة الله. فعندما تنظر الشمس في أوج عظمتها، مجد الخالق، وعندما تراها تغرب افهم الصفة الزائلة للأمور البشرية، فإن كانت الشمس وهي أبهى من كل موجودات الأرض، تختفى وتتلاشى وتموت، فكم بالأولى بقية الأشياء. إن كان الكوكب (يقصد الشمس) وهو مفيد وضرورى وبدونه تستحيل الحياة، خاضع للتغيير فكم بالأولى ما هو نافلة وليس بضرورى لنا.

12- “ولو انخدع قلبی سراً ووضعت يدى على فمى وقبلتها[2]، فليحسب هذا أيضاً كأعظم إثم، لأنى كذبت أمام الرب العلي” (31: 27- 28).

يظن البعض أن هذه الكلمات تختص بعبادة الأوثان، لكنى لا أعتقد هذا لأنه لم يضعها ضمن أعظم أعماله الصالحة، ولكن فى رأيى أن هذا بالضبط هو الذي يعمله المولعون بالهوى عندما يكون غائباً المستهدف من ولعهم، فهم يرسلون قبلات بأيديهم سواء فيما يختص بالغنى أو فيما يختص بمن هو محل إعجابهم.

«لأني كذبت أمام الرب العلي» وهو بالتكلم هكذا الآن يريد القول: إنني لم أكذب أمام الله، إذ الالتصاق بشدة بالأمور البشرية هي كذب.

أيوب لم يحقد أو يتكبر

13- “وأيضاً إن فرحت ببلية مبغضى وقلت في قلبي مرحى!، مرحى! فلتسمع أذنى اللعنة المنطوقة ضدى ولاكن نموذجاً وسط شعبي في بليتي” (31: 29، 30).

إن أيوب بكلماته حقق تلك الكلمة القائلة “لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك (حرفياً يتباهى) إذا عثر” (أم 17:24)

14- وبعد ذلك انظر كيف أظهر نفسه وديعاً تجاه عبيده! فتابع كلامه قائلاً: ” ولو قالت إمائي مراراً من يعطينا أن نشبع من أطعمته؟ لأنى كنت كريماً جداً” (31: 31).

في الواقع أن مصدر كل طيبة أن يكون الإنسان شفوقاً تجاه مخدوميه وغير عنيف معهم.

15- قال أيوب: “الغريب لم يقضى الليل خارجاً وبابى كان مفتوحا لكل عابر سبيل، ولو بعد أن أخطأت عن غير قصد أى لا إرادياً)، وأخفيت خطأى.. لأنى لم أرهب الجموع الكثيرة (من شعبي) لأتحاشى الاعتراف عن خطأى في محضرهم”. (31: 23- 24).

هوذا هنا حكمة عميقة، وها أنت ترى أنه لم يأبه لرأى الآخرين فيه أو يتصرف لأجلهم (أى يحابيهم). فمن يزدرى برأيهم لدرجة أنه يكشف أخطاءه الإرادية، من السهل عليه الاعتراف بالخطايا اللاإرادية لأنه ينتظر ( ويتوقع) الغفران من سامعيه.

قال أيوب: «لأني لم أرهب الجموع الكثيرة (من شعبي)»، أى عبيدى العارفين والعالمين حتى بخطيتي الظاهرة. إن هذا القول هو الحكمة الحقيقية. «اعترف أولاً بخطاياك لكى تتبرر (إش 43: 26).

لذلك فأنا لم اتخذ إنساناً كشاهد لأعمالى الصالحة، بينما أريد أن يكون كل العالم على علم بأخطائي وانحرافاتي.

هذه قمة الحكمة هذه هي قاعدة الفضيلة: أن يخفى الإنسان أعماله الصالحة بينما خطاياه يظهرها علانية، لكن العكس هو ما يعمله أُناس اليوم. 

أيوب لم يستخدم خيراته بطريقة ظالمة

16- “وأيضاً إن ترکت مسکیناً يتخطی بابی ویداه فارغتان”. (34:31).

إنه لم يقل: إننى أعطيت عندما طلب منى، بل إنه قال: إنني أعطيت حتى عندما رفض قبول شيء منى. إنه أجبر على الأخذ) حتى الذين بمجرد دخولهم، حاولوا التسلل هرباً (حتى لا يأخذوا منه شيئاً). إن أيوب فى الواقع علم جيداً مسئولية الغنى (والغني). لذلك فإن الحماس الذي جعل المعوزين الآن يلحون به على من يعطيهم ولمن يمد لهم يد الإحسان، هو نفسه كان يلح آنذاك على من يريد أن يعطيهم. وهو قال: إنني قدمت الإحسان لمن كان فى احتياج وأعطيتهم أن يشاركونى فى سقفى. بل وأكثر من هذا عندما ألمحهم في مكان عام أضع بيتى ومائدتي وكل شيء لى تحت تصرفهم. وأنا كنت أعتبر نفسي إن جاز القول كمدير لمن كانوا في احتياج دون أن اعتبر ممتلكاتي كشيء يخصني شخصياً، بل هل كملك للرب. إن الرب هو الذي أعطاها لى (12: 1)، بالتالي ينبغي أن يتشارك فيها كل عبيده إن هذه لم تكن مجرد توزيع لأسباب المعيشة (القوت والطعام) لأنه لم يكتفى بالاهتمام باستضافتهم فى بيته)، بل إنه قدم لهم الزاد لمواجهة العوز الذي يتبع ذلك، بحيث أنهم لا يستمتعون فقط بالمساعدة الحالية، بل أيضاً كانوا يتذوقون الرجاء للمستقبل.

ونحن على العكس على العكس نطردهم حتى عندما يتواجدوا أمامنا. ولاحظ أنه لم يقل عما أعطاه، بل فى وسط ضيقته، أخفى أعماله الصالحة وقلل من تمجيداته (لنفسه). إنه قال عن المحتاج أنه لم يخطو أعتاب بيته بيدين فارغتين.

17- قال أيوب: “من يعطيني شخصاً ما يسمعنى؟ فإن لم أخش يد الرب (فمن سأخشى). وبالنسبة إلى التهمة المكتوبة التى لى ضد أى شخص بعد أن وضعتها على أكتافي وأعصبتها (على عيني) كعصابة لى[3] نعم. فإن لم أمزقها دون أن أجعل شيئاً محفوظاً لمديني.. إن كانت الأرض قد صرخت عليّ، وتباكت أتلامها جميعاً، إن ” كنت قد أكلت ثمارها بمفردى بدون ثمن وأيضاً إن أحزنت قلب مالك الأرضِ وطردته من أرضه، فعوض الحنطة أجنى شوكاً وعوض الشعير أجنى زوانا (31: 35- 40).

«إن لم أخش يد الرب» لأننى لم أتصرف هكذا بخفة، بل بأعين متجهة نحو الله.

وهو قال: إنها لم تكن مجرد شفقة هي التي تقودني بل مخافة الله. ويستحيل القول أنه بعملي هذه الأعمال الصالحة كنت أتكبر وأتباهى بل كمثل الذين أدركوا خطاياهم ، فأنا أتوقف عن مخافة الله والارتعاب أمامه.

«إنني مزقت قيود الشر» (إش 58: 6).

إنني قد مزقت الصك دون أن أتباهي.

إن عبارة بعد أن وضعتها على أكتافي» تلمح إلى أن بعضاً من أصدقائه تباهى ببلايا الآخرين، فأنا لم أكتف بإرجاعه بل ابتدأت فى ملاشاته وتمزيقه. وهو قال: إن مزقت قيود الشر».

«إن كانت الأرض قد صرخت عليّ وتباكت أتلامها جميعاً»

ولكن فلا الأرض صرخت ولا هي بكت، فما الذي يريد أن يقوله؟ ليس الأرض فى الواقع هى التى تصرخ، بل حتى الكائنات الجامدة تستاء من المظالم، كما قال النبي «الأرض قامت وارتعبت»، وهكذا فإن الأرض تصرخ في كل مرة نستغل ثمارها ظلماً.

  1.  إنه يقصد هنا أن الشعب أكل وشرب ثم قام للعب، لذلك أتت عليه البلية (الهلاك). فأيوب لم يكن مثل هذا الشعب، أى أنه لم يتنعم ولم يكن فيترف مثلهم حتى تأتى هذه البلية عليه.
  2.  لثم اليد بالفم معناه إنكار وجحد الله، وتفسره (13: 18) في ترجمة بيروت التي بين أيدينا.
  3.  معذرة عزيزي القارئ لو بدا أن الجمل ناقصة أو غير مترابطة، فهكذا كان النص الذي أمامي. وجدير بالذكر أن هذا هو السبب الذى لأجله أكثر من إضافات من عندى بين قوسين كلما رأيته لازم لتوضيح المعنى.(المترجم)
تفسير أيوب 30سفر أيوب 31تفسير سفر أيوب
تفسير العهد القديم
تفسير أيوب 32
القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير سفر أيوب 31تفاسير سفر أيوبتفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى