تفسير سفر يونان 3 – أ. بولين تدري

ذهاب يونان إلى نينوى:

“ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلاً: قُم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التي أنا مُكلمك بها.

فقام يونان وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب. أما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلثة أيام. فإبتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى” (يون3: 1-4).

الله يدعو يونان ثانية ليُتمم رسالته:

“لأن السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه” (مراثى3: 31). “بل طوبى للرجل الذي تُؤدبه يا رب وتُعلٍمه مِن شريعتك” (مز94: 12).

بعد أن حوًط الرب يونان مِن كُل جهة، ولو بأمور مُحزنة، أبقاه ليأخذ بركة الخدمة التي سبق ودعاه إليها، فهو الذي قال “هلُم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيًض كالثلج. وإن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف” (أش1: 18). فإن أخذتك أفكارك وخططك بعيداً عن الرب، فلا تتردًد في الرجوع إليه، لأنك ستجده فاتح أحضانه ومُنتظرك بإشتياق، وستسمعه يقول لك: “أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه وإجعلوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المُسمن واذبحوه فنأكُل ونفرح. لأن ابني هذا كان ميتاَ فعاش وكان ضالاً فوُجد” (لو15: 22- 24).

توبة أهل نينوى:

“فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مُسوحاً مِن كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كُرسيه وخلَع رداءه عنه وتغطى بمِسح وجلس على الرماد ونودى وقيل في نينوى عنْ أمر الملك وعظمائه قائلاً لا تذُق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترعى ولا تشرب ماء. وليتغطً بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كُل واحد عنْ طريقه الرديئة وعنْ الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عنْ حُمو غضبه فلا نهلك.

فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عنْ طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه” (يون3: 5- 10).

** التوبة معناها تغيير الاتجاه:

لا بد أن يُرافق مشاعر التوبة والندم على الضعف تغيير السلوك والعادات. لذلك نادى الملك على الشعب قائلاً: “يرجعوا كُل واحد عنْ طريقه الرديئة وعنْ الظُلم الذي في أيديهم”. فإن كُنت أخطأت في حق أحد، اذهب إليه واعتذر له. وإن ظلمت أحدًا، احرص أن ترفع عنه أسباب الظُلم. وإن سلبت حق أحد، أسرع برده إليه…. “لنفحص طُرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب. لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله في السموات” (مراثى3: 40، 41).

 التوبة يصحبها أعمال أخرى:

الصوم، والصراخ إلى الله، مع التذلل والخضوع، وساعتها سوف نسمع الرب يقول: “حوٍلى عنى عينيك فإنهما قد غلبتانى” (نش6: 5)، فالعين المملوءة دموع واتضاع تجعل قلب الرب يرحم. ألم يبكى مُتأثراً ببكاء مريم ومرثا على أخيهم لعازر، ألم يتحرك ويُدافع عنْ المرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها وغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً. ألم ينظر إلى اهتمام زكا العشار وطلوعه على الشجرة مِن أجل رؤياه ، وتحنن عليه وقال له اليوم أكون في بيتك. ألم يستمع لصراخ المرأة نازفة الدم وأعطاها الشفاء. إن الرب قريب مِن أنات قلوبنا، فقط يُريد أن نُعلن عن احتياجنا له.

 ندم الله على الشر:

نحن نعلم أن الله غير مُجرٍب بالشرور وهو لا يُجرٍب أحداً. ولكن كُل واحد يُجرًب إذا إنجذب وإنخدع مِن شهوته” (يع1: 13). أما إذا سمح بالشرور، مثلما حدث مع يونان، فهو يقصد بذلك أن يحميه مِن نفسه ولكي يرده إليه. والله في محبته لبنى البشر حينما يرى رجوعهم إليه يُسرع ويتحنن عليهم، فيقول المزمور: “هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته” (مز33: 18).

تفسير يونان 2 يونان 3  تفسير سفر يونان
تفسير العهد القديم تفسير يونان 4
أ. بولين تدري
تفاسير يونان 3  تفاسير سفر يونان تفاسير العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى