تفسير إنجيل لوقا أصحاح 7 – أ. بولين تودري

14- كلمة منه تكفي (7: 1-10):

لقد كان هذا القائد رومانيًا وثنيًا، ولكنه كان يحترم اليهود وعبادتهم حتى أنه بنى لهم المجمع ليتعبدوا فيه. وكان يعلم أن الشريعة اليهودية تعتبر أن اليهودي يتنجس اليوم كله إذا دخل بيت وثنى، لذلك لم يشأ أن يكلف المسيح هذا العناء وقال له “لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي”.

تعالي نقترب معًا يا أخي وننضم إلى عبد قائد المئة الفقير المشلول، الذي لم يتأخر المسيح في شفائه، تعالي لنطلب كلمة واحدة من الرب مع قائد المئة، لننال شفاء من عاداتنا السيئة التي تتعبنا، ونرفضها في أنفسنا، مثل الكسل والفتور الروحي والتراخي في محبته.

15- الرب المتحنن (7: 11-17).

الرب المتحنن الذي تحرك لدموع الأرملة، ولمس نعش أبنها، هو نفسه الذي تقدم ولمس خشبة الصليب، التي كانت نعشًا لنفوسنا المائتة بالخطية، وحولها إلى قوة حياة. وكما فرحت هذه الأرملة بقيامة ابنها مع انه حتمًا سيموت ثانية، هكذا تفرح الكنيسة بقيامة أولادها من الخطية، وتضمن لهم حياة أبدية. ويقول القديس أغسطينوس [أنه لعمل معجزي أن يقوم شخص ليحيا إلى الأبد من أن يقوم ليموت ثانية].

والرب لم يعدنا بطرد الموت الجسدي عنا، وإنما بعد أن مات عنا، حول الموت إلى جسر للعبور بنا إلى الفردوس لانتظار يوم الرب العظيم مع القديسين.

16- هو الآتي وليس آخر (7: 18-23)

يوحنا لم يكن متشككًا من شخصية الرب يسوع، لأنه هو الذي شاهد حلول الروح القدس عليه وسمع الصوت من السماء يشهد له بعد أن عمده، ولكنه أراد بسؤاله أن يُحول تلاميذه من تبعيته هو إلى تبعية المسيح. كان يود من تلمذته للآخرين أن يبعث بهم إلى مخلصه، ويدفعهم للصداقة الإلهية.

ما أجمل الراعي الذي يحول حب شعبه له إلى أن يلتقوا مع الرب يسوع نفسه، ما أجمل الأب الذي يربي أولاده في مخافة الرب قبل مخافته، ما أحسن الأم التي تتعب في تحضير وجبات روحية تغذي بها أهل بيتها كما تتعب في تغذية أجسادهم.

أن يوحنا المعمدان في موقفه هذا يشبه النفس التي تقول مع بولس “ما كان لي ربحًا فقد حسبته خسارة لأجل فضل معرفة المسيح” (في 3: 7).

فإن المسيح هو الآتي، ويستحق وحده القبول وليس آخر، وطوبي لمن لا يتشكك في قوته وقدرته وخلاصه.

17- عظمة الأصغر في ملكوت الله (7: 24-35).

يوحنا أعظم الأنبياء، ليس لأنه فاق الأنبياء القدامى في الإيمان أو القداسة أو المحبة، بل لأنه فاقهم بوظيفته لأنه كان بها أقرب إلى المسيح منهم. ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه. والأصغر هو إنسان العهد الجديد المولود ولادة روحية من المعمودية، فهو أعظم من يوحنا المولود بالجسد فقط. والأصغر هو إنسان العهد الجديد الذي يستطيع أن يكون واحدًا في المسيح من خلال شركة جسده ودمه، فهو أعظم من يوحنا الذي خدم مع المسيح بدون أن يتحد به.

الإصحاح السابع والثامن

18- المحبة الكثيرة تغفر الخطايا الكثيرة (7: 36 – 8: 3).

لقد اعتاد اليهودي أن يعبر عن ترحيبه وإكرامه لضيفه بثلاثة أشياء، يقدم ماء لغسل قدميه لكي يريحه من تعب الطريق ويقبله بقبلة الترحيب. ويمسح رأسه بدهن لإزالة ملامح عناء الطريق. وسمعان أكتفي بأن دعا المسيح في بيته دون أن يقوم بواجب الضيافة الذي لم يكن يجهله. وعندما أدان المرأة الخاطئة. عاتبه المسيح لتقصيره، الذي كملته المرأة بمحبتها.

يا من تشعر أن خطاياك كثيرة. وإن حياتك أبعد ما تكون عن مسيحيتك. وأن الرجوع صعب لمن هو مثلك. لا تتعب في شيء فالحل لهذه المشكلة هو هذا. تعالي فقط وعبر عن شوقك للنجاة. تعالي وقدم شكواك ضد نفسك عند قدميه. تعالي وقل له مع بطرس، أنت تعلم يا رب أني أحبك، ولكن ضعفي يعرقل حركتي. فامنحني أن أقدم لك عمرًا نقيًا بالتوبة. وساعتها ستعرف كيف تقدم له من مالك ووقتك وجهدك لأن “كل من شفاهم من النساء، تبعنه وصرن يخدمنه من أموالهن”.

تفسير إنجيل لوقا – 6 إنجيل لوقا – 7 تفسير إنجيل لوقا تفسير العهد الجديد تفسير إنجيل لوقا – 8
أ. بولين تودري
تفاسير إنجيل لوقا – 7 تفاسير إنجيل لوقا تفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى