طوبى لآذانكم لأنها تسمع
“طوبى لآذانكم لأنها تسمع” (مت 16:13)
عندما تقرأ الإنجيل أو تسمعه فأنت لا تقرأ أو تسمع كلاماً عادياً ؛ بل هو كلمة الله الحية والأحد من كل سیف بتَّار ذي حدين ، أو كما قالها المسيح : « الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة » ( يو6: 63). بمعنى أن كلام الإنجيل فيه قوة الروح وقوة الحياة ، فقوة الروح تفعل کا فعلها في الروح ، وقوة الحياة تفعل فعلها في الحياة.
وكما نقول دائماً إن وصية الله تحمل داخلها قوة تنفيذها ، إذا دخلت القلب دخولاً صحيحاً بفرح . فالإنسان لا يحمل هم تنفيذ وصايا الرب ؛ فالرب يتكفل بنفسه أن يُثبت صحة ونفاذ وصيته ، فقط لمن يحبها ويلتصق بها ويُصمم على الخضوع لها بكل فكره وقلبه ونفسه وروحه : “إن ثبتم فيَّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تُريدون فيكون لكم” ( يو15: 7) .
علينا ، قارئي العزيز ، أن تُجدد العهد مع الله كل صباح : « لأن مراحمه لا تزول . هي جديدة في كل صباح » . فهي تحمل لنا على الدوام معانٍ جديدة ومشروعات صالحة للحياة الأبدية. هكذا ينبغي أن نقابلها كل صباح ، بل وكلما نقربها قراءة ، بالصلاة ، بالاعتراف ، بالتوبة ، بالفرح ، بتجديد الوعد والعهد ، باختصار بشوق متجدد من قلب وذهن متجدد.
« وُجد كلامك فأكلته ، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي » ( إر15 : 16 ). أما وقع كلمة الله على الأذان المفتوحة فلا يمكن وصفه بالكلام، فهي كالمطر على الأرض العطشانة تحييها حياة وتُنعشها إنعاشاً ، فيا لسعادة الأذن التي نجحت في الاستماع لكلمة الله ، ذلك لأن مع السمع رؤيا : “وطوبى لعيونكم لأنها تبصر” ( مت 16:13).
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين