تفسير رسالة بطرس الأولى 1 للقس مكسيموس صموئيل
الخلاص والآلام ( 1 بط 1 )
(1) تحية افتتاحية 1 بط 1:1
هو الاسم الذي دعاه به ربنا يسوع ويعني صخرة ( يو 42:1 ) وبالسريانية يعني صفا أو كيفا.
رسول يسوع المسيح :-
لأنه من الـ 12 رسول ونلاحظ هنا لم يقل أنه رئيس للرسل كما يدعي البعض.
إلى المتغربين :-
الغربة في حياتنا المسيحية لا تعني يأس بل انتسابنا إلى السماء وملكوت السموات.
السلوك كأننا غرباء يعني :-
- ترك كل أمر زمني يعوقنا للوصول إلى السماء.
- تعني السلوك المتواضع.
- حكمة خفية.
- فطنة لا يعرفها الأكثرية.
- حياة مستترة
- هدف غير منظور .
- تأمل غير مرئي .
- رغبة في الألم.
- عزيمة دائمة إلى محبة الله.
- كثرة إحسان نبذ المجد الباطل.
- صمت عميق ( حسب ق . يوحنا الدرجي).
(2) عمل الله الخلاصي 1بط 1: 2-5
(1) حب الثالوث لنا :-
الرسالة تدور حول احتمال الآلام فلهذا بين عمل الثالوث لأجلنا فلهذا نحتمل الألم.
عمل الثالوث يشمل :-
- حب الأب في اختيارنا.
- حب الابن في صلبه عنا.
- حب الروح القدس في تقديسنا للطاعة.
أ) اختيار الآب لنا :-
الإختيار عند اليهود :-
حسب ضيق فكرهم أن الله ميزهم عن سرائر العالم واختارهم هم فقط دون سرائر البشر لهذا بين الرسول أن الله الآب اختار كل البشر.
سمات اختبار الآب لنا :-
1 – الإختيار بين العلم السابق والإرادة :-
- حيث أن الله يريد أن الجميع يخلصون هذا لا يتنافى مع علم من سيقبل ومن لا يقبل أبوته له وخلاصه (رو 29:8 ) ، كما فتح الابن ذراعيه على الصليب ليقبل كل البشر لكنه كان يعرف خرافه (يو 14:10).
- يدعو كل المؤمنين مختارين على أساس أن المختارين يكونوا من بين صفوف المؤمنين.
- الإختيار يكون بحرية الإرادة وليس قصراً ( تث 15:30 ، 19 ، إش 15 14-17 ) وفي الرسالة إلى فليمون يوضح معلمنا بولس لهم بدون رأي فليمون لم يرد أن يعمل شئ ( إش 1: 20،19 )
ب) تقديس الروح للطاعة :-
- حيث من خلال سر المعمودية والميرون يصيرنا الروح القدس هياكل لروح الله ومن خلال سر المعمودية تغفر الخطايا الجدية والفعلية قبل المعمودية.
- ومن خلال سر الإفخارستيا يثبتنا في الله.
- ومن خلال سر التوبة والإعتراف تغفر لنا الخطايا.
- والروح القدس هو الذي يثمر فينا ثماره وهي ثمار التقوى
ت)رش دم يسوع المسيح :-
- إذ فدانا ربنا يسوع على الصليب فنتج لنا ثمر هو النعمة والسلام.
- النعمة هي عطايا الله المجانية لنا.
- والسلام هو سلام قلبي مع الله ومع الآخرين ومع النفس والآخرين حتى المضايقين لنا نكون معهم في سلام لأن داخلنا ملئ بالسلام.
(3) عطايا الله الجديدة :-
1 – الميلاد الجديد :-
ويعني بها الرسول المعمودية حيث نولد ثانية من الماء والروح وننزع من الزيتونة البرية ونطعم في الزيتونة الجديدة (رو 11: 22 ) حيث نتعرى من خطايانا ونلبس المسيح كثوب لا يبلى.
2 – رجاء حي بالقيامة :-
- بقيامة ربنا يسوع صار لنا رجاء لأننا سنقوم مثله.
- وبالتالي لا يكون لنا رجاء في الزمنيات بعدما أخذنا المسيح أباً والكنيسة أماً على عكس بني إسرائيل الذي كان كل رجاؤهم في أرض تفيض لبناً وعسلاً وعلى مثالها تكون الأشياء الأبدية حتى أورشليم الأرضية صارت مثال الأبدية لكنهم أحبوا الأرضيات.
3- ميراثاً أبدياً :-
+ لكل ابن ميراث لكن الميراث الزمني يختلف عن الأبدي.
+ فالزمني قد يفنى بالإسراف والخداع أو الإختلاس لكن الميراث الأبدي لا يفنى ولا يضمحل
+ الميراث الزمني قد لا يتدنس أو يفسد أما الأبدي يظل باقياً كما ه .
+ الضامن في الميراث الزمني لاشئ أما الأبدي هو الله نفسه .
4- قوة جديدة :-
صارت طبيعتنا بدل الطبيعة الفاسدة القديمة الضعيفة أصبحت قوية بروح الله.
(3) موقفنا تجاه الخلاص ( 1 بط 1: 6-25 ) :-
إذ كان الخلاص وهب لنا مجاناً من جهتنا لكن ثمنه هو دم ربنا يسوع لكن نعمة الله وخلاصه لا تعمل بدون استحقاق الشخص فهناك جانب النعمة استحقاقات الخلاص مثل الإيمان والعمل وسر المعمودية والميرون والإفخارستيا وهناك أعمال ذكرها الرسول وهي الإيمان العملي.
(1) حياة مملوءة بهجة :-
البهجة داخل النفس بخلاصها هي تستطيع أن تنتصر على الظروف الخارجية والضغوط مهما كانت فتقول مع العذراء ” تبتهج روحي بالله مخلصي ” ومع داود ” رد لي بهجة خلاصك ” .
(2) التجارب المتنوعة :-
هي شركة إلزامية مع الرب المتألم لأن بدونها لا نستطيع أن يكون لنا خلاص مثل سمعان القيرواني.
(3) الرجاء :-
الرجاء الذي يسند النفس المجاهدة حيث يرفع الإنسان نظره إلى يوم الرب العظيم فيكون :-
1 – له المدح :-
من أجل صبره إلى المنتهى لأن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص
2 – الكرامة :-
أمام اخوته في أورشليم السماوية
3- المجد :-
أي يكون له الكرامة باتحاده بربنا يسوع الممجد
4- المحبة :-
وهي تعمتد على الإيمان والإيمان بخلاص نفوسنا في نهاية الدهور عند مجئ ربنا يسوع حيث يتغير شكل جسدنا إلى الجسد النوراني ونبتهج إذ نحيا مع عريس نفوسنا إلى الأبد.
هذا الإيمان والحب والإشتياق لخلاص نفوسنا هو:-
- موضوع نبوة الأنبياء.
- موضوع كرازة الإنجيل.
- موضوع دهش السمائيين.
1 – موضوع نبوءة الأنبياء :-
فقد كان ربنا يسوع هو موضوع كل الأنبياء بلا استثناء لأن شهادة يسوع هي روح النبوة فقد تنبأ عن نبوات تشمل أعمال ربنا يسوع وبالأخص النبوات عن الآلام وأيضاً الأمجاد التي بعدها وهنا معلمنا بطرس كما يذكر الآلام بالجمع هكذا المجد بالجمع ليحثهم على قبول الآلام.
2- موضوع كرازة الإنجيل :-
فإن كان الأنبياء رأوا المواعيد وحيوها كما قال ربنا يسوع ” إبراهيم رأى يومي فتهلل فكم يكون نحن المبشرين بالكرازة بالإنجيل ويقول أن الأنبياء كانوا بهذه النبوات كانوا يخدمون أي بالإتضاع وليس بالكبرياء.
3- موضوع دهش السمائيين :-
السمائيين يبتهجون ويحبون خلاصنا ففي إنجيل لوقا يقول ” السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب ” ( لو 15 ) فأصبح الخلاص موضع سرورهم بل كما قال معلمنا بولس بأن الكنيسة منوطة بتعريف السماء سر خلاصها.!!
(2) الجهاد والنعمة
1 – منطقة أحقـاء الذهن :-
كرر معلمنا بطرس الرسول ليوقظ العروس الراحلة لملاقاة عريسها 3 مرات وفي ( 7:4 ، 8:5 ) . وأخذ هذا التشبيه عن:-
- المسافرون غالباً في القديم يمنطقوا ملابسهم لكي لا يعوقهم في السير.
- وعندما يفكر الإنسان ويستغرق في التفكير يشمر ساعديه وعندما يعمل.
- المنطقة في عمل الصيادين عندما يغطسوا في المياه .
وهذا لتشابه ربنا يسوع كما في ( إش 5:11 ) إذ هو متمنطق بالبر والإماتة.
2 – الرجاء على النعمة التي يؤتى بها عند استعلان يسوع المسيح :-
- الرجاء كما يقول ق . يوحنا ذهبي الفم هو مثل الحبل النازل من السماء فالذي يتمسك به يعلو فوق العالم وكل تجاربه والذي لا يمسك به يسقط في هوة الشر ويختنق.
- يقول معلمنا بطرس الذي يؤتى به إلينا وهي تعني في الطريق إلينا في زمن مجئ مخلصنا الثاني.
3 – حياة القداس
الله نقلنا من شهوات الجسد والجهالة والبنوة للآباء الجسديين إلى أبوته هو والكنيسة.
فيجب أن نسلك كأولاد لكي نستحق الميراث.
كيف نسلك بالقداسة ؟ ولماذا ؟
- إن محبة السمويات تجعلنا نبغض الخطية.
- السلوك بالقداسة هو يليق بالدعوة التي دعيت إليها.
- السلوك بالقداسة هو خضوع الإرادة الله القدوس.
- السلوك بالقداسة لأننا في يوم ما سنقف أمام كرسي الله الديان لنعطي حساباً عن أعمالنا.
- السلوك بالقداسة مصدره الله وهو إدراك أبوة الله لنا والله قدوس غير محابي لأمة على أمة أو جنس على أخر ليس هو إله اليهود فقط بل إله الكل.
- السلوك بالقداسة في كل سيرة أي في كل طريق أو في كل تصرف سواء خارجي أو داخلي .
4- التأمل فى عظمة الخلاص :-
(1) الفداء ليس بذهب ولا فضة :-
+ كان أسرى الرب يفدوا بالمال وبالذهب أو الفضة وهذا ليس فيه تعب أما ربنا يسوع قدم ثمنها هو دمه الثمين لأنه هو حمل الله والحمل أطهر الحيوانات التي تقدم كذبيحة (خر5:12 ، تث 3:28)
+ الفداء مقدم للجميع سواء غني أو فقير دفع فيه نفس الثمن هو الدم وليس ذهب أو فضة ليكون الأغنياء أصحاب فضل على الفقراء.
(2) فداء أزلي :-
أزلية الفداء لأن الفداء كان في فكر وتدبير الله قبل إنشاء العالم وقبل خلقتنا وتم في الزمن عندما أتى ربنا يسوع مولود من إمرأة تحت الناموس ليفدي الذين تحت الناموس.
(3) يثبت إيماننا ورجائنا في الآب :-
حيث يؤكد معلمنا بطرس وحدة الآب والابن في الإرادة حيث بذل الأب ابنه الوحيد وأطاع الابن وأقامه الآب فليس هناك اختلاف بينهم لأنه في زمان معلمنا بطرس كانت توجد الأفكار الغنوسية أنه يوجد إلهين إله العهد القديم قاسي ويحاكم الخطاة وإله العهد الجديد وديع ومترفق.
(4) يهبنا إمكانية التطهير :-
يقول معلمنا بطرس طهروا نفوسكم فالطهارة هي نعمة لكن الذي يجاهد لأجل حياة الطهارة يقتنيها حيث يعمل الروح القدس مع الجهاد
يطالبهم بالآتي لأجل حياة الطهارة :-
- المحبة الأخوية حيث يتسع القلب بلا محاباة.
- عديمة الرياء محبة داخلية وليست خارجية.
- من قلب طاهر حيث يتطهر القلب بالروح القدس.
- بشدة على مثال حب ربنا يسوع.
(5) أعطانا الميلاد جديداً :-
قارن معلمنا بطرس بين الميلاد الجسدي والروحي :-
فالميلاد الجسدي يفنى ينتهي لأن زرعه يفنى أما الميلاد الثاني من الماء والروح والكلمة (اللوغوس) السرمدي هكذا صار الماء ليس بسيط بل بالصليب يعمل فيه الروح القدس على مثال ما عمل موسى في مارة.
مقدمة | 1 بطرس 1 | تفسير رسالة بطرس الأولى | تفسير العهد الجديد | تفسير 1بطرس 2 |
القس مكسيموس صموئيل | ||||
تفاسير 1 بطرس 1 | تفاسير رسالة بطرس الأولى | تفاسير العهد الجديد |