تفسير المزمور 18 للقمص متى المسكين
مزمور 18 – دراسة:
وأخيراً دخل المُحَارِبُ ومَلكُ المستقبل في السلام بعد لأي عنيف.
وكانت حياته وخلاصه على قيد شعرة من الهلاك والموت والتشنيع من جراء مطاردة شاول الجبار القاسي المملوء غيرة وحسداً وعُقداً ونية سيئة للقتل. فكانت حياة داود في كل ساعة تواجه الهلاك، و لم يكن يعلم هل سيصبح عليه يوم يكون في أمان. فمأساته وبؤسه وصراعه الذي عاناه بالرغم من أنه مختار يهوه المحبوب والمعين سابقاً ليحكم شعبه، ولكن كان عليه أن يحارب ويفتتح طريقه إلى العرش في أمر وأصعب الظروف مع حروب إضافية من جراء جيران حاقدين متربصين به ناقمين عليه وناقمين على إسرائيل التي قد بدأت أن تصعد وتظهر في الوجود. وقد اجتمعت الشعوب وتضافرت معاً لكي تسحق هذه المملكة المتحدة بصورة نادرة.
هذا كله مضى وانتهى وصار قصة يُحكى بها، وقد حفظ داود بصورة نادرة ولكن بنعمة فائقة وسط هذه المخاطر كلها، وقد رافقته النصرة وارتفعت يمينه على أعدائه، وأخيراً صار ملكاً على إسرائيل، ورغم أنف الممالك المحيطة اعترفوا به ملكاً وصاحبوه وقبلوا سلطانه الملكي مرغمين، لكي يكون فوق الجميع. أما يهوه فأعطاه التاج وأعلنه بواسطة النبي ناثان عندما افتتح له علنا عصر المستقبل الزاهر.
في هذه الساعة لحظة بلوغه قمة النصرة والسعادة ألف داود رائعته الشعرية على أوتار قيثارته مادحاً مسبحاً مكرماً معظماً يهوه العظيم بكل الشكر.
وقد قدم موسوعته المليئة بالحوادث مترسماً آثار يد يهوه في كل خطوة، فكان قلبه يفيض بالفرح والامتنان.
والفكر الملهم في كل المزامير يتركز في أن يهوه قد حفظه وجعله كما هو! وبسبب محبة رعايته وبسبب إيمانه الذي لم يخب قط صار مديناً بأنه أخيراً قد حفظ وأيد وارتفع إلى أقصى حالات قوته.
وبواسطة أوصاف رمزية وصف يهوه كيف صار بالنسبة له (31) وبعدها دبجت يراعه في صور نافذة نهاية أعمال الهلاك المدبّرة (٤-٦)، ثم ذكر كيف استجاب الله لصلواته وكشف يهوه نفسه وأعلن قوته (٧-١٥)، وكيف نجاه من أعدائه الأقوياء بالنسبة له.(16-19). وفي قوة وبساطة يُعبر عن البراءة التي يتصف بها (20-23)، وكانت مسرّته أن يتابع في عمليات انقاذه برهاناً قاطعاً لأمانة يهوه للذين هم أمناء له انطباقاً للقانون العام لمعاملاته (24-27)، والله وحده الفضل في ما صار لداود (28-30). والله الذي لا يُقارن بآخر أعطاه القوة والنصاحة والفن للحرب (31-34)، فهو الذي صنعه ليكون محارباً وصاحب نصرة على أعدائه (35-42)، وهو وحده الذي جعله بعد أن تمرس تحت يده ملكاً على شعبه وسلطاناً فوق كل الشعوب المحيطة (43-45). هو يهوه وحده ومديحه سيكون محل احتفال في العالم كله لأن إحساناته لم تنحصر في داود وحده، فالوعد يعمل من أجل العالم كله ويختص ذريته إلى الأبد (46-50).
وكون داود هو مؤلف هذا المزمور فهو معروف ومسلّم به بالإجماع، إلا من بعض النقاد الذين يتساءلون عن وجود مزامير لداود كلية ولكن أمام هذا المزمور الذي جاء عن داود في سفر المزامير يوجد مرادف واضح قوي في سفر صموئيل الثاني (2صم 22) داخل عمله مما يُحسب قطعاً أصح وأجود برهان لداود وحياته وصفاته ونبالة أوصافه وروعة تأليفه.
وما تضمنه المزمور من ظروف حياة داود وأعماله يطابق التقليد العام الظاهري، لأن داود صاحب المزامير هو مميز وناجح سواء في أعماله كمحارب أو ملك (انظر: الأعداد 29 و 33 و 34و 37 و 43) وكان عليه أن يناضل مع أعداء أهل بيته وأعداء أجانب (43)، وقد قبل خضوع كل الأمم المحيطة (44) وكان يسترجع حياة غير عادية لمحاولات ومخاطر قد تعرّض لها من الأعداء وبينهم عدو متمرس (شاول) (4 الخ، 17، 48) وكان يستشهد بكمال أخلاقه وغرضه ويرى في خلاصه أن الله تذكر له هذه الاستقامة (20 إلخ)، ولو أن من خلال كل عروضه لاستقامته تواضع فريد وحاسية صافية أنه مدين ليهوه نعمة إلى ما صار إليه. فهذه الصفات إذا أخذت معاً تشير إلى داود وليس إلى أي أحد آخر يمكن أن يطرأ على تفكيرنا والشخصية الواضحة واتجاه المزمور هو محاجاة قوية ضد النظرية التي تقول إن تأليفه إنما وضع قسراً في فمه بواسطة شاعر آخر مجهول!
وإذا فحصنا عن زمن كتابة هذا المزمور نجد أنه بالرغم من الأقوال الكثيرة بخصوصه، ولكن عنوانه ومضمونه يوضح بلا أي لبس أنه كتب في منتصف زمن حكمه، حينما كان في أعلا مستوى نجاحه وقوته أكثر مما يُعتقد أنه في آخر أيامه فانتصاراته على أعدائه سواء في الداخل أو الخارج كانت لا تزال حوادثها ترن أصداؤها في تفكيره. فكارثة هروبه من شاول لا يزال يعيها ويذكرها بالأسى، وفي نفس الوقت لا يوجد أي أثر عن ذكر خطايا أو أسف التي غيمت في أفق نهاية أيامه في الحكم. ونغمة المزمور الحرة والمسرَّة وتأكيده الشجاع على نزاهته تحكي عن زمان ما قبل سقطة بتشبع أو ثورة أبشالوم ابنه. وتكوين المزمور ربما يكون من الطبيعي جدا وبإحكام يشير إلى المدة السلامية التي ذكرت في سفر صموئيل الثاني (7: 1): «وكان لما سكن الملك في بيته وأراحه الرب من كل الجهات من جميع أعدائه». ففي هذا الوقت السلامي راجع داود أعمال الله ومراحم يهوه في هذا المزمور العالي القيمة. وخطط لكي يرفع الحظة تشكراته في ترتيب بناء هيكل الرب الذي لم يسمح له الله ببنائه.
وعنوان المزمور مُركب فالجزء الأول الرئيس (الموسيقى لعبد الرب داود هو مساوي لعناوين مزامير أخرى كثيرة في هذه المجموعة، أما الجزء الثاني من العنوان فهو مأخوذ من (2صم 22: 1):
+ «وكلم داود الرب بكلام هذا النشيد في اليوم الذي أنقذه فيه الرب من أيدي كل أعدائه ومن يد شاول».
قارن هذا العنوان بما جاء في (خر 15: 1)
+ «حينئذ رنم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبحة للرب وقالوا: أرنم للرب فإنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر».
أو (تث 31: 30):
+ «فنطق موسى في مسامع كل جماعة إسرائيل بكلمات هذا النشيد إلى تمامه».
كذلك عنوان مزمور (36) حيث سُمِّي داود بخادم يهوه، وأيضاً: (2صم 3: 18):
+ «فالآن افعلوا. لأن الرب كلم داود قائلاً: إني بيد داود عبدي أُخلص شعبي إسرائيل من يد الفلسطينيين ومن أيدي جميع أ أعدائهم».
وأيضاً: (2صم 7: 5 و8)
+ «اذهب وقل لعبدي داود هكذا قال الرب أأنت تبني لي بيتاً لسكناي … والآن فهكذا تقول لعبدي داود. هكذا قال رب الجنود أنا أخذتك من المريض من وراء الغنم لتكون رئيساً على شعبي إسرائيل».
وأيضاً: (1مل 8: 24):
+ «الذي قد حفظت لعبدك داود أبي ما كلمته به فتكلّمت بفمك وأكملت بيدك كهذا اليوم».
وأيضاً: (مز 78: 70):
+ «واختار داود عبده وأخذه من حظائر الغنم».
وأيضاً: (مز 89: 3 و20):
+ «قطعت عهداً مع مختاري. حلفت لداود عبدي … وجدت داود عبدي. بدهن قدسي مسحته».
وأيضاً: (مز 132: 10):
+ «من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك».
وكذلك أي إسرائيلي له أن يُسمي نفسه عبد يهوه في مخاطبته، ولكن قليلين الذين رفعوا ليصنعوا خدمة خاصة أو وقفوا في علاقة خاصة مع يهوه مثل إبراهيم وموسى ويشوع وداود وأيوب هؤلاء تكرموا بأوصاف خاصة. ولكن شاول ذكر اسمه كأمر عدو، عدوّ غير لائق لداود. وحفظ داود في هذه المطاردة والاضطهاد الوحشي الذي كان يُقصد به موته كان أكبر علامة للعناية التي كانت ساهرة عليه. ومعظم لغة هذا المزمور توضّح أيام حيرته والهلاك المقصود.
***
تظل هناك نقطة خاصة بهذا المزمور وهي وجود نسختين منه تختلفان بعض الشيء، واحدة في سفر المزامير والأخرى في سفر صموئيل الثاني (2صم 22). وهذا قد أعطى فرصة للتحليل والتشخيص هامة للغاية. وهذا يعود على النسخة المأخوذة من الماسورية للعهد القديم. فأيهما الأفضل باعتبارها الأصل؟ فالذين يدافعون عن صحة الماسورية يقولون إن كلتا النسختين راجعة لنفس المؤلف أي داود، وأن كلتيهما أصيلة، باعتبار أن التي في سفر صموئيل الثاني هي لداود أصلاً، وأن التي في المزمور فهي مراجعة من داود أيضاً قرب نهاية حياته للاستخدام العام. وللأسف فهذه النظرية لا يمكن البرهنة عليها ولكن قليل مَنْ يأخذ بها .
والنظرية الأخرى تقول: إن الفروقات هي أخطاء في النقل خاصة في الآيات 4 و 10 و 41 و 42 و 50 وربما تكون من أحد الذين قد راجعوا المزمور قبل الأخذ به خاصة في الآيات 11 و 32 و 45. وكثير من العلماء يقولون إن نسخة صموئيل النبي هي التي تحمَّلت هذه الأخطاء بسبب التاريخ الطويل التي مرت فيه نساخته. وآخرون يقولون إن ثقل الأخطاء واقع على تساخ المزامير ومراجعتهم.
شرح وتفسير المزمور 18 على مستوى كل التوراة
۱ – «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي.»:
وهي الترجمة الأصح سأحبك يا رب يا قوتي. وربما بحرارة وإخلاص أنا أحبك. جملة ذكرت في مواضع أخرى بهذا الشكل وهي تدل على رقة ووفاء العواطف وللأسف هذا العدد غير موجود في نسخة سفر صموئيل النبي.
۲ – «الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي.»:
استخدم داود هذا الوصف من واقع الأرض التي حدثت فيها هذه المتابعة لقنص داود، والتي بها تلال وجبال ومغاير وحصون طبيعية اعتادها شبراً شبراً أثناء هروبه من شاول كل يوم. أما الصخرة أو قمة التل فهي التي كثيراً ما احتمى فيها خاصة الحصون القوية التي في برية يهوذا أو عين جدي المذكورة في (1صم 22: 4 و5)
+ «فَوَدَعَهُمَا عند ملك موآب فأقاما عنده كل أيام إقامة داود في الحصن. فقال جاد النبي لداود لا تقم في الحصن اذهب وادخل أرض يهوذا فذهب داود وجاء إلى وعر حارث».
وأيضاً : (1صم 23: 14)
+ «وأقام داود في البرية في الحصون ومكث في الجبل في برية زيف وكان شاول يطلبه كل الأيام ولكن لم يدفعه الله ليده».
وأيضاً: (1صم 23: 19):
+ «فصعد الزيفيون إلى شاول إلى جبعة قائلين: أليس داود مختبئاً عندنا في حصون في الغاب في تل حخيلة التي إلى يمين القفر».
وأيضاً: (1صم 23: 29):
+ «وصعد داود من هناك وأقام في حصون عين جدي».
وأيضاً: (1صم 24: 2)
+ «فحلف داود لشاول. ثم ذهب شاول إلى بيته وأمَّا داود ورجاله فصعدوا إلى الحصن».
وكان هناك صخرة تُدعى وعر المعيز انظر: (1صم 24: 2):
+ «فأخذ شاول ثلاثة آلاف رجل منتخبين من جميع إسرائيل وذهب يطلب داود ورجاله على صخور الوعول».
وأيضاً: (1أخ 11: 15):
+ «ونزل ثلاثة من الثلاثين رئيساً إلى الصخر إلى داود إلى مغارة عدلام وجيش الفلسطينيين نازل في وادي الرفائيين».
هذه كلها هي الرموز والشعارات التي استخدمها داود للتعبير عن الله، الذي كان المدير لاختبائه.
«الرب»:
(إيل) في آيات 30 و 32 و 47.
«صخرتي»:
القصد الصخرة التي أختبئ فيها. لهذا فكلمة الصخرة في المزامير (بالعبرية Tsûr) استخدمت كثيراً لوصف القوة والأمانة وعدم التغيير ليهوه. انظر: (تث 32: 4 و15 و 18 و 31,30):
تث 32: 4: «هو الصخر الكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل إله أمانة لا جور فيه صديق وعادل هو.
15: «فسمن يشرون ،ورفس سمنت وغلظت واكتسيت شحماً. فرفض الإله الذي عمله وغبي عن صخرة خلاصه.
18: الصخر الذي ولدك تركته ونسيت الله الذي أبدأك.
30: كيف يطرد واحد ألفاً ويهزم اثنان ربوة. لولا أن صخرهم باعهم والرب سلمهم.
31: لأنه ليس كصخرنا صخرهم ولو كان أعداؤنا القضاة».
وأيضاً: (1صم 2: 2):
+ «ليس قدوس مثل الرب. لأنه ليس غيرك. وليس صخرة مثل إلهنا».
وأيضاً: (مز 19: 14):
+ «لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب صخرتي وولي».
وأيضاً: (مز 28: 1)
+ «إليك يا رب أصرخ يا صخرتي لا تتصامم من جهتي لئلاً تسكت عني فأشبه الهابطين في الجب».
وهنا الجملة الاعتراضية “الذي به أحتمى” توضح الفكرة الأصلية الخاصة وهي أن الله ملجأ في وسط خطر. انظر: (مز 94: 22)
+ «فكان الرب لي صرحاً وإلهي صخرة ملجإي».
وأيضاً: (تث 32: 37):
+ «يقول أين آلهتهم الصخرة التي التجأوا إليها».
«ترسي وقرن خلاصي»:
فهو يدافع عني كقرن خلاصي يدفع أعدائي أمامه ويعطيني النصرة. فالقرن رمز القوة التي لا تعاند، مأخوذة من قرون الحيوان وخاصة الثور البري. انظر: (تث 33: 17)
+ «بكر ثوره زينة له وقرناه قرن رئم بهما ينطح الشعوب معاً إلى أقاصي الأرض».
وانظر: (لو 1: 69)
+ «وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه».
وأيضاً: (مز 28: 7و8)
+«الرب عزي وترسي عليه اتكل قلبي فانتصرت ويبتهج قلبي وبأغنيتي أحمده. الرب عز لهم وحصن خلاص مسيحه هو».
«وملجإي»:
انظر (مز 9: 9)
+«ويكون الرب ملجأ للمنسحق. ملجأ في أزمنة الضيق».
٣ – «أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ، فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي.»:
ليس هذا فقط تعبيراً عن الثقة للمستقبل، ولكن تعبيراً عن اقتناع كلّي في أمانة الله حينما يستجيب الصلاة، فوقتما أدعو فحينئذ أنا خلصت انظر: (مز 56: 8 و9)
+ «تيهاني راقبت. اجعل أنت دموعي في زقكَ. أما هي في سفرك. حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء في يوم أدعوك فيه».
هذا الاقتناع مبني على خبرة وهو موضح كما سيأتي في الآية (6):
[ 4- 6]
هي صورة مقدمة من داود يُصوّر بها نهاية المحتاج أن يصرخ من أجل المعونة. ولم يكن عبثاً. ومرة بعد مرة كان هناك خطوة واحدة بينه وبين الموت. انظر: (1صم 20: 3):
+ «فحلف أيضاً داود وقال إن أباك قد علم أني قد وجدت نعمة في عينيك فقال لا يعلم يوناثان هذا لئلا يغتم. ولكن حي هو الرب وحيَّة هي نفسك إنه كخطوة بيني وبين الموت!»
فالهلاك الذي تعرض له قد وصف كموجات ورياح عاصفة هدَّدت بأن تبتلعه أو تمسحه من على وجه الأرض. فالهاوية والموت كانت حاضرة كصياد بالمرصاد بشباك وفخاخ.
٤ – «اِكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ، وَسُيُولُ الْهَلاَكِ أَفْزَعَتْنِي.»:
«حبال الموت»:
اصطلاح قديم. انظر: (مز 116: 3):
+ «اكتنفتي حبال الموت. أصابتني شدائد الهاوية».
«سيول الهلاك أفزعتني»:
والأصح سيول الأشرار. فالهلاك كان يفزعه كالسيل تكسحه زوبعة مفاجئة وتكسحه أمامها والموت والهلاك والهاوية مشخصون كأنهم متفقون على هلاكه.
5- «حِبَالُ الْهَاوِيَةِ حَاقَتْ بِي. أَشْرَاكُ الْمَوْتِ انْتَشَبَتْ بِي.».
انظر: (أع 2: 24):
+ «الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه».
الموت والهاوية، العالم الآخر غير المنظور ويوضعا كصياد قابع ينتظر الفريسة بشباك وفخاخ.
«حاقت بي»:
واجهتني انظر: (مز 17: 13)
+ «قم يا رب تقدمه. اصرعه. نج نفسي من الشرير بسيفك».
6- «فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ.»:
حال الفعل المستمر، ومعه الصلاة تتكرر.
«من هیکله»:
من السماء حيث عرشه.
«وصراخي قدامه دخل أذنيه»:
قُرئت في سفر صموئيل الثاني: «وصراخي دخل أذنيه.» (2صم 22: 7)
[7 -15]
صلاة داود سمعت لمجيء يهوه، فكان قلقاً على أعدائه، وقد أعلن الله. عن حضوره بزلزال زلزل الأرض وعاصفة سبقته تكشف عن حضرته. ووصف الطبيعة بهذا العنف والتحدي تعبير عن قضاء يهوه وغضبه. ويعتبر هذا الوصف نموذجاً للظهور الإلهي. لأنه من الممكن أن داود يصف تفرق أعدائه بسبب هبوب عاصفة مرعبة مثلما في (يش 10: 11):
+ «وبينما هم هاربون من أمام إسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء إلى عزيقة فماتوا. والذين ماتوا بحجارة البَرَدِ هم أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف».
ولكن ليس عندنا تسجيل لمثل هذا الحدث في حياته على كل حال فإن الصورة مقصود بها أن تخدم وصف تدخل الله بعناية لخلاصه عامة، وليس من أجل حادثة فردية، فقوته أظهرها حقيقة وصدقاً كما لو كانت هذه المظاهر الطبيعية لها ما يؤكدها بالنظر لحضوره انظر حوادث الخروج وإعطاء الوصايا. انظر: (خر 19: 14-18)
+ «وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح أنه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا. فارتعد كل الشعب الذي في المحلة. وأخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله فوقفوا في أسفل الجبل. وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا».
وأيضاً: (مز 68: 7 و8)
+ «اللهم عند خروجك أمام شعبك عند صعودك في القفر سلاه الأرض ارتعدت السموات أيضاً قطرت أمام وجه الله، سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل».
وأيضاً: (مز 50: 2و3):
+ «من صهيون كمال الجمال الله أشرق. يأتي إلهنا ولا يصمت نار قدامه تأكل وحوله عاصف جدا».
وأيضاً: (مز 97: 2-5):
+ «السحاب والضباب حوله العدل والحق قاعدة كرسيه قدامه تذهب نار وتحرق أعداءه حوله. أضاءت بروقه المسكونة. رأت الأرض وارتعدت ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب قدام سيد الأرض كلها».
وأيضاً: (مز 144 كله). وأيضاً: (إش 29: 6):
+ «من قبل رب الجنود تُفتقد برعد وزلزلة وصوت عظيم بزوبعة وعاصف ولهيب نار اكلة». وأيضاً: (إش 30: 27 و28):
+ «هوذا اسم الرب يأتي من بعيد غضبه مشتعل والحريق عظيم شفتاه ممتلئتان سخطاً ولسانه كنار آكلة ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة».
وأيضاً: (إش 64: 1و2):
+ «ليتك تشق السموات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال. كما تشعل النار الهشيم وتجعل النار المياه تغلي».
وأيضاً: (حب 3: 3و4و6):
+ «الله جاء من تيمان والقدوس من جبل ،فاران سلاه جلاله غطّى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه وكان لمعان كالنور، له من يده شعاع وهناك استتار قدرته … نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية. وخسفت آكام القدم. مسالك الأزل له …».
وفي مزمور (29) ما يمكن مقارنته بأوصاف داود الضخمة للطبيعة وعظمة مظاهرها في مزمور (18): كالزلزال والبروق من بعيد (8)، وبجميع الظلمة العاصفة (119)، الشعاع قدامه، أرعد الرب وبروقه ظهرت أعماق المياه انكشفت أسس المسكونة (12 – 15) كلها مصورة بتدرج هائل.
7- «فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ، أُسُسُ الْجِبَالِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ لأَنَّهُ غَضِبَ.».
«ارتعشت أسس الجبال»:
الجبال القوية الهزمت حتى أساسها انظر: (إش 24: 18):
+ «وأسس الأرض تزلزلت».
وأيضاً: (حب 3: 6):
+ «وقف وقاس الأرض. نظر فرجف الأمم ودُكَّت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم مسالك الأزل له».
«لأنه غضب»
حينما يأتي يهوه ليفتقد خادمه حتماً فهو يحاكم ويعاقب. انظر: (رؤ 6: 16و17):
+ «وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف. لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومَنْ يستطيع الوقوف».
8 – «صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ.».
هذا الوصف المستجرئ الله هو على مستوى التعبير اليهودي، فهو ليس نوعاً من تشبيه الله بالإنسان. لأن الشاعر لم يقصد أن العين البشرية تلتقط هذا المنظر وتطبقه على الله على نحو مادي، ففرضه هو محاولة توضيح غضب الله بحرارة ظاهرياً مستخدماً صورة تبقى في الذهن دون أن يكون لها تحقيق.
«دخان من أنفه ونار من فمه»:
تعبير عن شدة غضب الله بشدة النار . بشدة النار لما يصير لها دخان، فيُقال دائماً إن للغضب دخان أو يدخن غضبه تعبيرا عن القوة النارية. انظر: (مز 74: 1)
+ «لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد. لماذا يُدخن غضبك على غنم مرعاك».
وأيضاً: (مز 80: 4):
+« يا رب إله الجنود إلى متى تُدخن على صلاة شعبك».
هذا تصوير جريء يوضح شدة الغضب. و«الخارج من أنف الله» تعبير تصويري لا يمت للبشرية، فهو تشكيلي من صاحب المزمور وموضوع النار عموماً لها وجود في العهد القديم. انظر: (خر 15: 7 و 8):
+ «وبكثرة عظمتك تهدم مقاوميك. ترسل سخطك فيأكلهم كالقش. وبريح أنفك تراكمت المياه. انتصبت المجاري كرابية. تجمدت اللجج في قلب البحر».
وأيضاً: (تث 32: 22):
+ «إنه قد اشتعلت نار بغضبي فتتقد إلى الهاوية السفلى وتأكل الأرض وغلّتها وتحرق أسس الجبال».
وأيضاً: (مز 97: 3)
+ «قدامه تذهب نار وتحرق أعداءه حوله».
«جمر اشتعلت منه»:
هذه وسائل متقدة تعبر عن غضب الله الناري انظر: (مز 140: 10)
+ «ليسقط عليهم جمر، ليسقطوا في النار وفي غمرات فلا يقوموا».
8- «طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ.»:
حينما تتجمع السحب والعواصف وكأنها رصيف تحت رجليه ينخفض حينما ينزل للمحاكمة. فالله يُقال إنه يتزل حينما يُظهر قوته في العالم. انظر: (تك 11: 7):
+ «هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض».
وأيضاً: (تك 18: 21)
+ «أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراحها الآتي إلي وإلا فأعلم».
وأيضاً: (إش 64: 1):
+ «ليتك تشق السموات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال».
«ضباب تحت رجليه»
ظلمة كثيفة بما يخفي الله نفسه من نظر البشر ، وهذه ترمز إلى السرية المطلقة المخوفة لمجيئه. انظر: (خر 19: 16)
+ «وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح أنه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا. فارتعد كل الشعب الذي في المحلة».
وأيضاً: (خر 20: 21):
+ «فوقف الشعب من بعيد وأمَّا موسى فاقترب إلى الضباب حيث كان الله».
وأيضاً: (1مل 8: 12):
+ «حينئذ تكلم سليمان. قال الرب إنه يسكن في الضباب».
وأيضاً: (مز 97: 2):
+ «السحاب والضباب حوله العدل والحق قاعدة كرسيه».
10 – «رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ.»:
هي الشاكيناه للمجد ترتاح على الشاروبيم التي كانت على كرسي الرحمة (غطاء التابوت)، انظر: (2صم 6: 2)
+ «وقام داود وذهب هو وجميع الشعب الذي معه من بعلة يهوذا ليُصعدوا من هناك تابوت الله الذي يُدعى عليه بالاسم اسم رب الجنود الجالس على الكاروبيم».
وأيضاً: (مز 80: 1):
+ «يا راعي إسرائيل اصغ. يا قائد يوسف كالضأن يا جالساً على الكاروبيم أشرق».
هنا يهوه موصوف كالراكب على الشاروبيم كأنه عرش حيّ وعليه يقطع الفضاء. والشاروبيم يظهر في الأسفار :
( أ ) كحارس للجنة: انظر: (تك 3: 24):
+ «فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة».
(ب) وكمحفور على تابوت العهد والهيكل ويظهر كشكل إنسان ذي أجنحة يمثل الحراسة الملائكية التي تخدم حضرة الله ومناظر حزقيال تظهره بشكل مركبة. انظر: (حز 10: 21 و22):
+ «لكل واحد أربعة أوجه ولكل واحد أربعة أجنحة وشبه أيدي إنسان تحت أجنحتها. وشكل وجوهها هو شكل الوجوه التي رأيتها عند نهر خابور مناظرها وذواتها كل واحد يسير إلى جهة وجهه».
وهي ترمز لكل قوى الطبيعة التي تقف أمام الله وتنفذ مشيئته.
«وطار»
يطير سريعاً. انظر: (تث 28: 49):
+ «يجلب الرب عليك أُمة من بعيد من أقصاء الأرض كما يطير النسر. أمة لا تفهم لسانها».
وأيضاً : (إر 48: 40):
+ «لأنه هكذا قال الرب ها هو يطير كنسر ويبسط جناحيه على موآب».
وأيضاً : (إر 49: 22):
+ «هوذا كنسر يرتفع ويطير ويبسط جناحيه على بصرة ويكون قلب جبابرة أدوم في ذلك اليوم كقلب امرأة ماخض».
«على أجنحة الرياح»:
انظر: (مز 104: 3و4)
+ «المسقف علاليه بالمياه الجاعل السحاب مركبته الماشي على أجنحة الريح. الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة».
11 – «جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتْرَهُ. حَوْلَهُ مِظَلَّتَهُ ضَبَابَ الْمِيَاهِ وَظَلاَمَ الْغَمَامِ.»:
إن ظلمة الغمام القائم المثقل بالماء خيمة حيث يهوه يستر جلاله. انظر: (أي 36: 29 و 30):
+ «فهل يعلل أحد عن شق الغيم أو قصيف مظلته. هوذا بسط نوره على نفسه ثم يتغطى بأصول اليم».
وأيضاً: (مز 97: 2)
+ «السحاب والضباب حوله العدل والحق قاعدة كرسيه».
12 – «مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ عَبَرَتْ سُحُبُهُ. بَرَدٌ وَجَمْرُ نَارٍ.»:
وميض البرق وحجارة البرد انظر (خر 9: 23 و 24)
+ «فمد موسی عصاه نحو السماء. فأعطى الرب رعوداً وبَرَداً وجرت نار على الأرض وأمطر الرب برداً على أرض مصر. فكان برد ونار متواصلة في وسط البرد. شيء عظيم جدا لم يكن مثله في كل أرض مصر منذ صارت أُمَّة».
وكأنها أشعة نور لا يُدنى منه، التي فيها يسكن في كثافة السحاب الذي يخفيه.
13-«أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ، بَرَدًا وَجَمْرَ نَارٍ.»:
«والعلي أعطى صوته»
يعتبر الرعد صوت الله. انظر: (مز29: 3)
+ «صوت الرب على المياه إله المجد أرعد الرب فوق المياه الكثيرة».
14 – «أَرْسَلَ سِهَامَهُ فَشَتَّتَهُمْ، وَبُرُوقًا كَثِيرَةً فَأَزْعَجَهُمْ،»:
تعتبر البروق في المفهوم اليهودي سهام يهوه انظر: (مز 77: 17 و18)
+ «سكبت الغيوم مياهاً أعطت السحب صوتاً. أيضاً سهامك طارت صوت رعدك في الزوبعة».
«فشتتهم»:
يقصد أعداءه الذين قصده تحطيمهم.
«فازعجهم»:
أربك العدو في نازلة مفاجئة والهزموا بقوة فائقة انظر: (خر 14: 24):
+ «وكان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين».
وأيضاً: (يش 10: 10):
+ «فأزعجهم الرب أمام إسرائيل وضربهم ضربة عظيمة في جبعون».
15- «فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْمِيَاهِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِكَ يَا رَبُّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِكَ.»:
مياه البحر رجعت إلى الوراء وقاع البحر انكشف وخفايا أساسات الأرض رؤيت لتعلن ربها وسيدها. مثل القديم أيام الخروج وانغلاق الماء وظهور القاع الذي سار عليه وتقدم بنو إسرائيل بقيادة موسى حينما انتهرها الرب انظر (خر 15: 8)
+ «وبريح أنفك تراكمت المياه. انتصبت المجاري كرابية تجمدت اللجج في قلب البحر».
وأيضاً: (مز 106: 9):
+ «وانتهر بحر سوف فيبس وسيرهم في اللجج كالبرية».
وأيضاً: (مت 8: 26):
+ «فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم».
[19-16]
النجاة التي كانت موضوع ظهور يهوه وإظهار قوته.
16 – «أَرْسَلَ مِنَ الْعُلَى فَأَخَذَنِي. نَشَلَنِي مِنْ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ.»:
فرد ذراعه ومسك بالغارق فانتشله من فيضان الكارثة التي كادت تغرّقه، كما انتشل موسى من مياه نهر النيل الذي كان مخلّص إسرائيل.
والمياه الكثيرة رمز للخطر. انظر: (مز 32: 6)
+ «لهذا يُصلّي لك كل تقي في وقت يجدك فيه عند غمارة المياه الكثيرة إياه لا تصيب».
وأيضاً: (مز 66: 12):
+ «ركبت أناساً على رؤوسنا دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب».
وأيضاً: (مز69: 2و3)
+ «غرقت في حمأة عميقة وليس مقر دخلتُ إلى أعماق المياه والسيل غمرني. تعبت من صراخي. يبس حلقي. كلت عيناي من انتظار إلهي».
17 – «أَنْقَذَنِي مِنْ عَدُوِّي الْقَوِيِّ، وَمِنْ مُبْغِضِيَّ لأَنَّهُمْ أَقْوَى مِنِّي.»:
العدو الشرس شاول وجماعته الذين أبغضوه، ولولا التدخل الإلهي ما كان قد رأى النجاة لأنهم كانوا أقوى منه.
18 – «أَصَابُونِي فِي يَوْمِ بَلِيَّتِي، وَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي.»:
وكأن الرب هو عصاه التي استند عليها في حروبه. انظر: (مز 23: 4):
+ «إذا سرتُ في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني».
19- «أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي.»:
أنقذه من الهلاك إلى الحرية والأمان، انظر: (مز 4: 1):
+ «عند دعائي استجب لي يا إله بري. في الضيق رحبت لي. تراءف علي واسمع صلاتي».
وأيضاً: (مز 31: 8):
+ «ولم تحبسني في يد العدو بل أقمت في الرحب رجلي».
«لأنه سُرَّ بي»:
كان هذا هو السبب الأساسي لما عمله الله في خلاصه وكان هو الفكر الرائد للمزمور كله. انظر: (مز 22: 8)
+« اتكل على الرب فلينجه. لينقذه لأنه سُرَّ به».
وأيضاً: (مز 41: 11):
+ « بهذا علمت أنك سُررت بي أنه لم يهتف علي عدوي».
وأيضاً: (2صم 15: 26):
+ «وإن قال هكذا إني لم أسرَّ بك فهأنذا فليفعل بي حسبما يحسن في عينيه».
وأيضاً: (مت 3: 17)
+ «وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».
ومعروف أن الملك المعين من قبل الله كان يُدعى ابن يهوه. انظر: (مز 2: 7):
+ «إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك».
وأيضاً: (2صم 7: 14):
+ «أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً».
[20-23]
لغة هذه الأبيات ملهمة في شجاعة طفولية وتمتاز ببساطتها ليست هي كبرياء فارغ باعتداد بمواهب، بل هي شهادة لأمانة أن يحرس ويعوض أمانته كخادم له فداود لا يدعي أنه بلا خطية بار ولكنه ذو قلب مستقيم واحد وله إخلاص وصدق في تقواه مع الله وعليك أن تقارن بين شهادته الخاصة وشهادة يهوه له.
شهادته الخاصة | شهادة يهوه وشهادة التاريخ |
(1صم 26: 23) «والرب يرد على كل واحد بره وأمانته لأنه قد دفعك الرب اليوم ليدي و لم أشأ أن أمد يدي إلى مسيح الرب» | (1مل 14: 8) ولم تكن كعبدي داود الذي حفظ وصاياي والذي سار ورائي بكل قلبه ليفعل ما هو مستقيم فقط في عيني». |
(1مل 11: 4) «وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه». | |
(1مل 15: 5) لأن داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما أوصاه به كل أيام حياته إلا في قضية أوريا الحثي». |
ولكي تعرف مقدار استقامته انظر: (مز 7: 3و4)
+ «يا رب إلهي إن كنت قد فعلت هذا إن وُجِدَ ظلم في يديَّ إن كافات مسالمي شراً وسلبتُ مضايقي بلا سبب».
وأيضاً: (مز 17: 3و4):
+ «جربت قلبي تعهدته ليلاً. محصتني. لا تجد في ذموماً لا يتعدى فمي. من جهة أعمال الناس فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف».
ومن هذا نُدرك أن وصف داود لمستوى قلبه الكامل يدل على أن هذا المزمور قد كتب قبل سقطة أوريا الحثي.
20 – «يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي. حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ لِي.»:
لكي تعرف المعنى انظر: (مز 13: 6):
+ «أغني للرب لأنه أحسن إلي».
«حسب طهارة يدي»:
وهو براءة سيرتي وسلوكي، انظر: (مز 24: 4)
+ «الطاهر اليدين والنقي القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذباً».
وأيضاً: (مز 26: 6و7):
+ «أغسل يدي في النقاوة فأطوف بمذبحك يا رب لأسمع بصوت الحمد وأحدث بجميع عجائبك».
21 – «لأَنِّي حَفِظْتُ طُرُقَ الرَّبِّ، وَلَمْ أَعْصِ إِلهِي.»:
هو تأكيد للعدد السابق، وقوله : « لم أعص إلهي»، تأكيد للعلاقة الوثيقة الدائمة. انظر: (عب 3: 12)
+ «انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي».
22- «لأَنَّ جَمِيعَ أَحْكَامِهِ أَمَامِي، وَفَرَائِضَهُ لَمْ أُبْعِدْهَا عَنْ نَفْسِي.»:
وصايا الله كان داود حريصاً لكي يذكرها في قلبه وجعلها قانون حياته، انظر: (تث 6: 6-9):
+ «ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك».
وأيضاً: (مز 119: 32):
+« في طريق وصاياك أجري لأنك تُرحب قلبي».
وأيضاً: (مز 119: 102):
+ «عن أحكامك لم أمل لأنك أنت علمتني».
23 – «وَأَكُونُ كَامِلاً مَعَهُ وَأَتَحَفَّظُ مِنْ إِثْمِي.»:
أعيش معه في شركة صادقة أمينه عابدة، وكنت ساهراً على نفسي حتى لا أخطئ لئلا تحدث خطية تبعدني عن إلهي.
[24-27]
عن القانون الذي يتعامل به الله مع الإنسان.
24- «فَيَرُدُّ الرَّبُّ لِي كَبِرِّي، وَكَطَهَارَةِ يَدَيَّ أَمَامَ عَيْنَيْهِ.» :
تأكيد للعدد (20) يُكرّر هنا كنهاية مأخوذة من سلوك داود (21-23) فمعاملة الله مع الإنسان مشروطة بسلوك الإنسان أمام الله، انظر: (1صم 2: 30)
+ «لذلك يقول الرب إله إسرائيل: إني قلت إن بيتك وبيت أبيك يسيرون أمامي إلى الأبد. والآن يقول الرب: حاشا لي. فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون».
وأيضاً: (1صم 15: 23):
+ «لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك».
لابد أن يكون هناك تواصل بين الإنسان والله لأن أخلاق الإنسان هي التي تجعل الله قادراً أن يُظهر ذاته للإنسان حينما يكون طاهراً نقياً.
25 – «مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيمًا. مَعَ الرَّجُلِ الْكَامِلِ تَكُونُ كَامِلاً.
26 -مَعَ الطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِرًا، وَمَعَ الأَعْوَجِ تَكُونُ مُلْتَوِيًا.»:
إن سلوك الإنسان إن كان مضبوطاً بروح اللطف والإحسان سيجد ولابد من الله إحساناً، انظر: (مز 4: 3)
+ «فاعلموا أن الرب قد ميّز تقيه. الرب يسمع عندما أدعوه».
انظر أيضاً: (مت 5: 7):
+ «طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون».
وأيضاً: (مت 6: 12و14و15):
+ «واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا … فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم».
ولكي نعرف معنى كلمة “رحيم” بالعبري: (حسيد) نقرأ مزمور (3:4):
+« فاعلموا أن الرب قد ميّز تقيه (حسيده). الرب يسمع عندما أدعوه».
وأيضاً: (مز 12: 1):
+ «خلص يا رب لأنه قد انقرض التقي (الحسيد) لأنه انقطع الأمناء من بني البشر».
«ومع الرجل الكامل تكون كاملاً »:
الذي بقلب واحد كامل في كل طرقه.
«ومع الطاهر تكون طاهراً»:
الذي ينقي ويطهر نفسه من الخطأ والدنس، انظر: (1یو 3: 3)
+ «وكل مَنْ عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر».
وأيضاً: (مز 24: 4):
+ «الطاهر اليدين والنقي القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذباً».
وأيضاً: (مز 73: 1):
+ «إنما صالح الله لإسرائيل لأنقياء القلب».
وأيضاً: (مت 5: 8):
+ «طوبى للأنقياء القلب. لأنهم يعاينون الله».
«ومع المعوج تكون ملتوياً»:
وترجمتها الصحيحة: “ومع الضال تظهر مقاومتك”. والرجل الضال هو صاحب الأخلاق المنحرفة، إنه يُترك من الله لكي يتبع طرقه حتى تنتهي به إلى الهلاك.
فالله دائماً يتعارض مع الأشرار ليوقف خططهم ويجازي شرورهم، انظر: (لا 26: 24,23):
+ «وإن لم تتأدبوا مني بذلك بل سلكتم معي بالخلاف فإني أنا أسلك معكم بالخلاف. وأضربكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم».
وأيضاً: (أي 5: 12و13):
+«المبطل أفكار المحتالين فلا تُجري أيديهم قصداً. الآخذ الحكماء بحيلتهم فتتهور مشورة الماكرين».
وأيضاً: (إش 29: 9-11):
+ «توانوا وابهتوا تلذذوا واعموا قد سكروا وليس من الخمر، ترنحوا وليس من المسكر. لأن الرب قد سكب عليكم روح سُبات وأغمض عيونكم. الأنبياء ورؤساؤكم الناظرون غطاهم. وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا أستطيع لأنه مختوم».
وأيضاً: (رو 1: 28):
+ «وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق».
وأيضاً: (رؤ 22: 11):
+ «مَنْ يظلم فليظلم بعد. ومَنْ هو نجس فليتنجس بعد. ومَنْ هو بار فليتبرر بعد. ومَنْ هو مقدَّس فليتقدس بعد».
وللمقارنة اقرأ لبلعام (عد 22: 20)
+ «فأتي الله إلى بلعام ليلاً وقال له إن أتى الرجال ليدعوك فقم واذهب معهم إنما تعمل الأمر الذي أكلمك به فقط».
27- «لأَنَّكَ أَنْتَ تُخَلِّصُ الشَّعْبَ الْبَائِسَ، وَالأَعْيُنُ الْمُرْتَفِعَةُ تَضَعُهَا.»:
«الشعب البائس»
الشعب الذي تمرس بالآلام فصار على مستوى التواضع المقبول، انظر: (مز 9: 12):
+ «لأنه مطالب بالدماء. ذكرهم. لم ينس صراخ المساكين».
وأيضاً: (صف 3: 12):
+ «وأبقي في وسطك شعباً بائساً ومسكيناً فيتوكلون على اسم الرب».
«والأعين المرتفعة تضعها»
الأعين المرتفعة واحدة من السبعة المكروهة ليهوه انظر: (أم 6: 16-19)
+ «هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه: عيون متعالية لسان كاذب، أيد سافكة دماً بريئاً، قلب يُنشئ أفكاراً رديئة، أرجل سريعة الجريان إلى السوء، شاهد زور يفوه بالأكاذيب. وزارع خصومات بين إخوة».
وأيضاً: (إش 2: 11و 12و17):
+ «توضع عينا تشامخ الإنسان وتخفض رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم. فإن لرب الجنود يوماً على كل متعظم وعال وعلى كل مرتفع فيوضع فيُخفض تشامخ الإنسان وتوضع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم».
[30-28]
المبادئ العامة التي يتعامل بها الله مع الناس يؤكدها داود بخبراته.
28- «أَنَّكَ أَنْتَ تُضِيءُ سِرَاجِي. الرَّبُّ إِلهِي يُنِيرُ ظُلْمَتِي.»:
السراج المضيء كناية عن الحياة المستمرة، وهي مأخوذة من عادة شرقية وهي ترك مصباح يضيء في الخيمة أو البيت، الذي يوضح أنه هنا حياة وعائلة ساهرة ناجحة، انظر: (أي 18: 6):
+ «النور يظلم في خيمته وسراجه فوقه ينطفئ».
وأيضاً: (أم 13: 9):
+ «نور الصديقين يُفرح وسراج الأشرار ينطفئ».
ثم يقول داود: «الرب إلهي ينير ظلمتي» معبراً عن نور الحياة المستمرة تحت عنايته، انظر: (مز 132: 17)
+ «هناك أنبت قرناً لداود. رتبت سراجاً لمسيحي».
وأيضاً: (1مل 11: 36):
+ «أعطي ابنه سبطاً واحداً ليكون سراج لداود عبدي كل الأيام أمامي في أورشليم المدينة التي اخترتها لنفسي لأضع اسمي فيها».
وأيضاً: (1مل 15: 4):
+ «ولكن لأجل داود أعطاه الرب إلهه سراجاً في أورشليم إذ أقام ابنه بعده وثبت أورشليم».
وأيضاً: (مز 27: 1)
+ «الرب نوري وخلاصي ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن أرتعب».
29- «لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشًا، وَبِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَارًا.»:
ولو أن الكلام عام إلا أنه يحمل تذكار حادثتين في حياة داود:
الأولى: نجاحه في تعقب جيش عماليق الذي كان قد هاجم صقلغ، (1صم 30: 8و 15و23):
(8) فسأل داود من الرب قائلاً: إذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل أدركهم. فقال له الحقهم فإنك تدرك وتنقذ.
(15) فقال له داود هل تترل بي إلى هؤلاء الغزاة. فقال احلف لي بالله أنك لا تقتلني ولا تسلّمني ليد سيدي فأنزل بك إلى هؤلاء الغزاة.
(23) فقال داود لا تفعلوا هكذا يا إخوتي لأن الرب قد أعطانا وحفظنا ودفع ليدنا الغزاة الذين جاءوا علينا».
والثانية: القبض على صهيون وقد كانت بطريقة غير منتظرة بسبب بساطتها، لأنه يظهر أنه تسور فوق السور الذي كان خط دفاعهم وكان المدافعون عنها يفتخرون أنه غير ممكن تسوّرها، انظر: (2صم 5: 6-8)
+ «وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض. فكلموا داود قائلين لا تدخل إلى هنا ما لم تترع العميان والعرج (والمعنى) أي لا يدخل داود إلى هنا، وأخذ داود حصن صهيون. هي مدينة داود وقال داود في ذلك اليوم إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود. لذلك يُقال لا يدخل البيت أعمى أو أعرج».
30ـ «اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ.»:
الله هنا هو إيل“ . طريقه كامل مثل عمله، انظر: (تث 32: 4):
+ «هو الصخر الكامل ،صنيعه، إن جميع سبله عدل إله أمانة لا جور فيه. صديق وعادل هو».
من عندي: لم يوجد إنسان تغنّى بالله ومجد أعماله وسبح مثل داود.
وبالنسبة لناموس الله، انظر: (مز 19: 7و8):
+ «ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين».
«قول الرب»
هو قول المواعيد ممحّص نقي كالذهب الصافي بلا شائبة من عدم الثقة أو عدم الإخلاص، انظر: (مز 12: 6):
+ «كلام الرب كلام نقي كفضة مصفاة في بوطة في الأرض ممحوصة سبع مرات».
وأيضاً : (مز 119: 140)
+ «كلمتك ممحصة جدا وعبدك أحبها».
[31 -34]
صفات يهوه الفريدة التي يدين لها داود بكل ما له. لاحظ كيف يتذكر منافع الالتجاء إليه طبيعياً بالقوة وبالنشاط والطاقة الفذة. وبالأكثر ظهرت عندما أصبح داود ملكاً وقاد شعبه في الحروب كلها وربحها كهدية من عند الرب، وهكذا كانت عناية يهوه وحفظه، انظر (1صم 17: 34-37):
+ «فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لأبيه غنماً فجاء أسد مع دب وأخذ شاة من القطيع فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه. ولما قام علي أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته. قتل عبدك الأسد والدب جميعاً. وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحد منهما لأنه قد عير صفوف الله الحي. وقال داود الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني».
31- «أَنَّهُ مَنْ هُوَ إِلهٌ غَيْرُ الرَّبِّ؟ وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلهِنَا؟»:
يهوه وحده هو Elâah الله الذي يُخاف ويُكرم والاسم بالمفرد Elah ليس هو المعتاد Elohim وهو ليس موجوداً في سفر المزامير إلا فقط في الآيات التالية، انظر: (مز 50: 22):
+ «افهموا هذا يا أيها الناسون الله لئلا أفترسكم ولا منقذ».
وأيضاً: (مز 114: 7):
+ «أيتها الأرض تزلزلي من قدام الرب من قدام إله يعقوب».
وأيضاً: (مز 139: 19):
+ «ليتك تقتل الأشرار يا الله».
ففي هذه المزامير بنوع خاص جاء الله بالمفرد Elâah. وبالنسبة لصفات الله التي ينفرد بها، انظر: (تث 32: 31)
+ «لأنه ليس كصخرنا صخرهم ولو كان أعداؤنا القضاة».
وأيضاً: (1صم 2: 2):
+ « ليس قدوس مثل الرب. لأنه ليس غيرك. وليس صخرة مثل إلهنا».
وهكذا وضح أن الرب هو Eloah
32 – «الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً.» (EL):
انظر: (مز 93: 1)
+ «الرب قد ملك. لبس الجلال لبس الرب القدرة. ائتزر بها».
وأيضاً: (1صم 2: 3و 4):
+ «لأن الرب إله عليم وبه توزن الأعمال قسي الجبابرة الحطمت والضعفاء تمنطقوا بالبأس».
«يصير طريقي كاملاً»:
رفع العقبات التي تعترضني التي منعتني عن العمل الذي صنعه لي انظر المقارنة التي عملها داود هنا بين كمال الله وطريق ،كماله انظر: (مت 5: 48)
+ «فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل».
وهكذا يرتفع فكر داود إلى أعلى مستوى. وقد جاءت هذه الآية في سفر صموئيل الثاني (2صم 22: 33) هكذا: «الله هو حصني الشديد ويقود طريقي إلى الكمال». (بحسب النص المقروء Qrê وأما النص المكتوب Ketib فهو كما في المزمور).
33- «الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي.»:
«الإيل»: هو نوع من الغزال أو ربما هو ذكر الغزال الذي يُسرع في الجري ويتمثل به الجيوش، انظر: (2صم 2: 18)
+ «وكان هناك بنو صروية الثلاثة يوآب وأبيشاي وعسائيل وكان عسائيل خفيف الرجلين كظبي البر».
انظر: (1أي 12: 8)
+ «ومن الجاديين انفصل إلى داود إلى الحصن في البرية جبابرة البأس رجال جيش للحرب صافو أتراس ورماح وجوههم كوجوه الأسود وهم كالظبي على الجبال في السرعة».
«وعلى مرتفعاتي يقيمني»:
لا يزال وصف الغزال الذي يجري على المرتفعات ومرتفعات داود هي الجبال المتحصنة التي كان يحتمي فيها، انظر: (تث 32: 13)
+ «أَرْكَبَهُ على مرتفعات الأرض فأكل ثمار الصحراء، وأرضَعَهُ عسلاً من حجرٍ وزيتاً من صوَّانِ الصخر».
وأيضاً: (حب 3: 19):
+ «الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالأيائل ويمشيني على مرتفعاتي».
وأيضاً: (تث 33: 29):
+ «طوباك يا إسرائيل. مَنْ مثلك يا شعباً منصوراً بالرب. ترس عونك وسيف عظمتك. فيتذلل لك أعداؤك وأنت تطأ مرتفعاتهم».
34- «الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ.»:
القدرة على ثني قوس من نحاس رمز القوة المتناهية، انظر: (أي 20: 24):
+ «يفر من سلاح حديد. تخرقه قوس نحاس».
[35 -38]
يلاحظ أن أوصاف داود لا تضاف لقيمته الشخصية بل للذي أعطاها له.
٣٥ – «وَ تَجْعَلُ لِي تُرْسَ خَلاَصِكَ وَيَمِينُكَ تَعْضُدُنِي، وَلُطْفُكَ يُعَلِّمُنِي»:
معونة يهوه كانت هي . دفاعه، انظر: (أف ١٧:٦) + وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله». ويمين يهوذا عضدته حتى لا تزل قدماه انظر: (مز ١٨:٩٤) + إذ قلت قد زلّت قدمي فرحمتك يا رب تعضُدُني».
وتواضع ولطف يهوه جعلته كبيراً وعظيماً. إنها كلمة ذات شجاعة أدبية حتى تقال على الله ولكن معناها يشرحه مزمور (۱۱۳: ۵-۸) «ومن مثل الرب إلهنا الساكن في الأعالي الناظر الأسافل في السموات وفي الأرض. المقيم
المسكين من التراب. الرافع البائس من المزبلة ليجلسه مع أشراف مع أشراف شعبه».
وأيضاً: (إش ١٥:٥٧): + «لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين».
وكونه يختار الصبي المتواضع راعي الغنم ملكاً لإسرائيل كان ذلك مثلاً شديد المعنى لصفات الله وأعماله الإلهية.
لطفك يعظمني»:
بحسب القديس جيروم: يعضدني”، وحسب السبعينية: “يتلمذني“.
٣٦ – «تُوَسِّعُ خُطُوَاتِي تَحْتِي فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ عَقِبَايَ» :
تعطيني سعة لكي لا أتعثر في حركتي ولكي أتقدَّم إلى الأمام بوثوق وبخطوات ثابتة غير مهتزة.
۳۷ – «أَتْبَعُ أَعْدَانِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلَا أَرْجِعُ حَتَّى أَفْنَيَهُمْ»:
انظر: (خر ٩:١٥):
+ «قال العدو أتبع أدرك أُقسم غنيمة . تمتلئ منهم نفسي. أجرد سيفي. تفنيهم يدي».
۳۸ – «أَسْحَقُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ رِجْلَيْ»:
انظر: (تث ۱۱:۳۳)
+ «بارك يا رب قوته وارتض بعمل يديه احطم (إسحق) متون مقاوميه ومبغضيه حتى لا يقوموا». وأيضاً: (أي ١٢:٢٦):
+ بقوته يزعج البحر وبفهمه يسحق رهب».
[٣٩-٤٢]
هكذا يعطيه الله النصرة فوق كل أعدائه.
۳۹ – «تُمَنْطِقُنِي بِقُوَّةٍ لِلْقِتَالِ. تَصْرَعُ تَحْتِي الْقَائِمِينَ عَلَيَّ»:
انظر: (خر ٧:١٥)
+ وبكثرة عظمتك تهدم مقاوميك. تُرسل سخطك فيأكلهم كالقش».
وأيضاً: (تث ١١:٣٣): بارك يا رب قوته وارتض بعمل يديه احطم (إسحق) متون مقاوميه ومبغضيه حتى لا يقوموا».
٤٠ – «وَتُعْطِينِي أَقْفَيَةَ أَعْدَانِي، وَمُبْغِضِيَّ أَفْنِيَهِمْ»:
الجزء الأول يعني أن يفرّ الأعداء من أمامه. انظر: (خر ۲۷:۲۳) ، أمامك وأزعج جميع الشعوب الذين تأتي عليهم وأعطيك جميع أعدائك مدبرين». + أرسل هيبتي .
أنه غرس قدميه على رقابهم وذلك رمزاً للنصرة، انظر: (يش ٢٤:١٠): + وكان لما أخرجوا أولئك الملوك إلى يشوع أن يشوع دعا كل رجال إسرائيل وقال لقواد رجال الحرب الذين ساروا معه: تقدَّموا وضعوا أرجلكم على أعناق هؤلاء الملوك، فتقدموا ووضعوا أرجلهم على أعناقهم». حتى
٤١ – «يَصْرُحُونَ وَلَا مُخَلَّص إِلَى الرَّبِّ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ»:
حينما يقول: «إلى الرب»، يبدو أن الأعداء هنا هم إسرائيليون ولكن الأصح أنهم غرباء وثنيون. فبعد خيبة رجائهم في آلهتهم وفي أقصى يأسهم صرخوا إلى يهوه، انظر: (١صم ١٢:٥): + والناس الذين لم يموتوا ضُربوا بالبواسير فصعد صراخ المدينة إلى السماء».
وأيضاً: (يون ٧:٣ و٨):
ونودي وقيل في نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلاً لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترع ولا تشرب ماء وليتغطّ بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة».
٤٢ – «فَأَسْحَقُهُمْ كَالْغَبَارِ قُدَّامَ الرِّيحِ مِثْلَ طِينِ الْأَسْوَاقِ أَطْرَحُهُمْ»:
يصف كيف ينهي على أعدائه، انظر: (۲ مل ۷:۱۳):
+ «لأنه لم يبق ليهو أحاز شعباً إلا خمسين فارساً وعشر مركبات وعشرة آلاف راجل لأن ملك
آرام أفناهم ووضعهم كالتراب للدوس».
وأيضاً: (إش ٥:٢٩):
+ ويصير جمهور أعدائك كالغبار الدقيق وجمهور العتاة كالعصافة المارة. ويكون ذلك في
لحظة بغتة».
«أطرحهم»
أطردهم بعيداً كشيء مهمل مرفوض، انظر: (صف ۱۷:۱): + «وأضايق الناس فيمشون كالعمي لأنهم أخطأوا إلى الرب فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجلة روث البهائم)».
وطين الأسواق يُقال عنه دائماً إنه يُداس بأرجل الناس، انظر: (إش ١٠: ٦,٥): + «ويل لأشور قضيب غضبي … ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة».
وأيضاً: (مي ١٠٧) + وترى عدوتي فيغطيها الخزي القائلة :لي: أين هو الرب إلهك عيناي ستنظران إليها. الآن تصير
للدوس كطين الأزقة».
وأيضاً: (زك ٥:١٠):
+ ويكونون كالجبابرة الدائسين طين الأسواق في القتال».
[٤٣-٤٥]
تكريم سيادة داود في بيته وفي الخارج.
٤٣ – تُنْقِدُنِي مِنْ مُحَاصَمَاتِ الشَّعْبِ. تَجْعَلُنِي رَأْساً لِلْأُمَمِ. شَعْبٌ لَمْ أَعْرِفْهُ يَتَعَبَّدُ لِي»:
والكلام عن الحرب المدنية والثورة داخل البلاد أقلقت حكم داود بينما كان بيت شاول لا يزال يحاول أن يتماسك ليأخذ موضعه، انظر: (۲صم ۱:۳) + وكانت الحرب طويلة بين شاول وبيت داود و كان داود يذهب يتقوى وبيت شاول يذهب
يضعف».
ومن خلال هذه المنازعات كان في أمان وصار فعلاً رأساً لشعوب والسائد بين كل الأمم، انظر:
(۲) صم : ١-١٤)
… + وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين وذللهم . وضرب الموابيين وقاسهم بالحبل. أضجعهم على الأرض … وصار الموآبيون عبيداً لداود يقدِّمون هدايا وضرب داود هدد عزر . عند نهر الفرات. فأخذ داود منه ألفاً مئة فارس وعشرين ألف .راجل. وعرقب داود جميع خيل المركبات … فضرب داود من أرام اثنين وعشرين ألف رجلٍ … وصار الأراميون لداود عبيداً وسبع
وكان الرب يُخلّص داود حيثما توجه وأخذ داود أتراس الذهب التي كانت على عبيد هددعزر وأتى بها إلى أورشليم … ونحاساً كثيراً جداً وكان الرب يُخلص داود حيثما
توجه».
تجعلني رأساً للأمم. شعب لم أعرفه يتعبد لي»:
وفي هذا وغيرها ظل داود يقدم الشكر الله الذي أقامه وجعله على ما هو. وقد أخضع أيضاً السوريين وحلفاءهم وهؤلاء هم الشعب الذي لم يعرفه وتعبد له انظر: (٢صم (٦:٨) وهي مذكورة أعلاه، وأيضاً: (۲صم ١٩:١٠): ولما رأى جميع الملوك عبيد هدد عزر أنهم انكسروا أمام إسرائيل صالحوا إسرائيل واستعبدوا لهم +
وخاف آرام …».
– ٤٤ – «مِنْ سَمَاعِ الْأُذُنِ يَسْمَعُونَ لِي. بَنُو الْغُرَبَاءِ يَتَذَكَّلُونَ لِي»:
انظر : (۲صم (۹۸) المذكورة أعلاه، وأيضاً: (تث ۲۹:۳۳) + «طوباك يا إسرائيل من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس عونك وسيف عظمتك. فيتذلل لك أعداؤك وأنت تطأ مرتفعاتهم».
وأيضاً: (مز ٣:٦٦):
+ «قولوا الله ما أهيب أعمالك. من عظم قوتك تتملّق لك أعداؤك».
وأيضاً: (مز ١٥:٨١):
+ مبغضو الرب يتذللون له. ويكون وقتهم إلى الدهر».
٤٥ – «بَنُو الْغُرَبَاءِ يَبْلُونَ وَيَرْحَفُونَ مِنْ حُصُونِهِمْ»:
+ شجاعتهم وقوتهم زالت كورقة ذابلة أو كزهرة قد فقدت ،زهوها، انظر: (إش ٢٨: ١و٤): ويل لإكليل فخر سكارى أفرايم والزهر الذابل جمال بمائه الذي على رأس وادي سمائن المضروبين بالخمر …. ويكون الزهر الذابل جمال بهائه …».
وقد أخضعوا تحت نصرة المقتحم وخرجوا من مختبآتهم، انظر: (اصم ١١:١٤): + «فأظهرا أنفسهما لصف الفلسطينيين، فقال الفلسطينيون هوذا العبرانيون خارجون من الثقوب التي اختبأوا فيها».
أي جاءوا من أمكنة محصناتهم.
:[٤٦-٥٠]
تشكرات وتمجيدات داود الله.
الحياة هي محصلة هي الصفة الأولى والعظمى ليهوه. فهو الله الحي مقارنة بالأصنام الميتة. وهذه الكلمات لداود خبرات داود الحية. كانت أعمال داود شهادة حقة أن الله حي! عامل وحاكم وقاض للمسكونة كلها، انظر: (يش ١٠:٣) + ثم قال يشوع بهذا تعلمون أن الله الحي في وسطكم وطرداً يطرد من أمامكم الكنعانيين والحثيين والحويين والفرزيين والجرجاشيين والأموريين واليبوسيين». ٤٧ – «الإلهُ الْمُنْتَقِمُ لِي، وَالَّذِي يُحْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتِي»: الله :(10-15 + «كما يقول مَثَلُ القدماء من الأشرار يخرج شر. ولكن يدي لا تكون عليك. وراء من خرج ملك إسرائيل. وراء من أنت مطارد؟ وراء كلب ميت وراء برغوث واحد؟ فيكون الرب
٤٦ – «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ صَحْرَتِي، وَمُرْتَفِعٌ إِلهُ خَلَاصِي»:
«ومرتفع إله خلاصي»:
انظر: (مز ٥:٢٤)
+ «يحمل بركة من عند الرب وبرا من إله خلاصه».
غضب على الشرير يصنع : نقمة، انظر: (مز ٩٤: ١و٢) + يا إله النقمات يا رب يا إله النقمات أشرق ارتفع يا ديان الأرض. جاز صنيع المستكبرين». وبره وتحقيق لاستقامة وبر أبراره مثل داود، وإن كان الرب وهذه النقمة . تحقيق العدالة الله هي قد انتقم من عدوه شاول فهذا لقسوة شاول الوحشية واضطهاده للبار كداود، انظر: (١صم ٢٤:
الديان ويقضي بيني وبينك ويرى ويحاكم محاكمتي وينقذني من يدك!». كذلك فبسبب قذف نابال لداود ورجاله انظر: (۱صم ٣٩:٢٥) + «فلما سمع داود أن نابال قد مات قال: مبارك الرب الذي انتقم نقمة تعييري من يد نابال
وأمسك عبده عن الشر وردّ الرب شر نابال على رأسه».
وانتقم من الذين قاوموا زوراً ورفضوا الاعتراف بداود ملكاً وهو مختار من الله
ومدعو، انظر:
(٢ صم ٨:٤): وأتيا برأس إيشبوشت إلى داود إلى حبرون وقالا للملك هوذا رأس إيشبوشت بن شاول عدوك الذي كان يطلب نفسك، وقد أعطى الرب لسيدي الملك انتقاما في هذا اليوم من شاول انتقاماً و من نسله».
ولكن داود لم يقبل هذه البشارة بل قتل المبشرين.
«والذي يخضع الشعوب تحتي:
هو نفس مضمون آية (٤٣) عن نجاح داود في الداخل والخارج، انظر: (مز ٢:١٤٤):
+ «رحمتي وملجإي صرحي ومُنقذي بحنّي والذي عليه توكلت المخضع شعبي تحتي».
لم يكن يذكر هذا كمنتصر عن افتخار ولكنها تشكرات وحمد لحاكم يُدرك أهمية وحدة ونجاح إسرائيل ويعلم أن مصالحة أطراف متنازعة في الأمة هي فوق مطلبه لنفسه.
٤٨ – «مُنَجِّيَّ مِنْ أَعْدَائِي رَافِعِي أَيْضاً فَوْقَ الْقَائِمِينَ عَلَيَّ مِنَ الرَّجُلِ الظَّالِمِ تُنْقِدْنِي»:
انظر: (مز ١٤٠: ١و٤ و ١١): + «انقذني يا رب من أهل الشر، من رجل الظلم احفظني احفظني يا رب من يدي الشرير. من رجل الظلم أنقذني. الذين تفكروا في تعثير خطواتي … رجل لسان لا يثبت في الأرض. رجل الظلم يصيده الشر إلى هلاكه».
٤٩ – «لِذلِكَ أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ فِي الْأُمَمِ، وَأَرَتْمُ لِاسْمِكَ»: الاحتفال بأمانة يهوه نحو خادمه لا يمكن أن تكون محدودة داخل إسرائيل، مديح يهوه يعلن بين الأمم الذين يُرجى أن يكونوا تحت خضوع شعب إسرائيل، لذلك يلزم أن يكونوا على علم بمعرفة يهوه انظر (مز ٩٤ ٢ و ١٠) «ارتفع يا ديان الأرض. جاز صنيع المستكبرين … المؤدب الأمم ألا يبكت. المعلم الإنسان
معرفة».
وقد اقتبس هذه الآية القديس بولس في رسالته إلى رومية (رو (٩:١٥)
+ «أَمَّا الأُمم فمحدوا الله من أجل الرحمة كما هو مكتوب من أجل ذلك سأحمدك في الأمم وأرتل لا سمك» [(مز ٤٩:١٨)]. وأيضاً: (تث ٤٣:٣٢): «قللوا أيها الأمم شعبه لأنه ينتقم بدم عبيده ويرد نقمة على أضداده ويصفح عن أرضه عن +
شعبه».
وأيضاً: (مز ١:١١٧): + «سبحوا الرب يا كل الأمم. حمدوه يا كل الشعوب».
وأيضاً: (إش ١٠:١١): + «ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب. إيَّاه تطلب الأمم ويكون محله محداً». هكذا فإن العهد القديم يشترك في السماح للأُمم ببركات الخلاص.
٥٠ – «بُرْجُ خَلاَصِ لِمَلِكِهِ، وَالصَّانِعُ رَحْمَةً لِمَسِيحِهِ، لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إِلَى الْأَبَدِ»:
بهذه الكلمات يختتم داود مزموره المطوَّل الذي يجمع في هذا البيت الأخير كل ما جاء في المزمور من دروس، وهو يصف حياته من خارج في ضوء الميعاد العظيم الذي أخبر به (٢صم ٧: ١٦,١٢): كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أُقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أ أحشائك وأثبت مملكته ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك. كرسيك يكون ثابتا إلى الأبد». + «متی
هذه هي معطيات يهوه التي صنعها للملك الذي كان قد اختاره، وهذه هي عينة لعمل المحبة والإحسان الذي صنعه مع مسيحه، وسوف يظهرها لنسله أيضاً إلى الأبد. والكلمات تبلغ كمالها في الحياة الأبدية بانتصار المسيح ابن داود على العالم أجمع.