تفسير المزمور 3 للقمص متى المسكين
دراسة :
المزمور الثالث والمزمور الرابع متصلان معاً ويلزم دراستهما معاً. الأول تسبحة الصباح بعد ليل انقضی بهدوء في وسط المخاطر، والآخر مزمور المساء بعد أن تكون المخاطر ولو أنها قليلة ولكنها مرت سريعاً. وروح المزمورین وظروفهما واحدة ، وهناك تشابه في اللغة والتركيب : قارن ما جاء في ( مز 1:3 ) ”هؤلاء مضايقي الذين يضايقوني” مع ( مز 1:4 ) : « في الضيق » ، و ( مز 2:3 ) مع ( مز 6:4 ) : « كثيرون يقولون » ، ( مز 3:3 ) مع ( مز 3:4) ، ( مز 5:3 ) مع ( مز 8:4).
ومن تركيبهما يظهر أن المؤلف لهما واحد في نفس المناسبة ، وأن المؤلف له وظيفة عالية ( 6:3 ) ويتكلم بنبرة آمر (2:4) ، وقد هوجم بواسطة الأعداء . ويظهر أنهم ليسوا غرباء من ( 3: 1و 6 ) ، والهدف الذي يسعون إليه باطل ، وبلا مبدأ ( 4 : 2 و 4 و 5 ) ، وتبدو حالته ميئوس منها ( مز 2:3) ، ولكن بإيمان غير مهتز يعود ويذكر نجاة سابقة ، وبثقة كلية يرمي نفسه على يهوه للحماية والخلاص.
ونحن بدون صعوبة نقبل أن يكون المزمور الثالث لداود حينما هرب من أبشالوم ابنه ، والمزمور الثالث يحمل مضمون الرابع معه. وبخصوص هذا الهروب بمفرده يوجد ما يشابهه في ( 2 صم 15-18) ، ونتحقق من ذلك بقراءة هذين المزمورين في ضوء هذه الأصحاحات الخاصة بهروب داود من ابنه أبشالوم من حيث اللفظ والحيوية و تخریب موقفه وعدم العرفان من الناس . وحتى نقدر قوة إيمانه و کرم مشاعره اللتين تظهران في هذين المزمورين . ولكن غياب أي إشارة إلى أبشالوم أمر طبيعي : قارن : ( ۲ صم 33:18) :
+ « فانزعج الملك وصعد إلى علية الباب وكان يبكي ويقول هكذا وهو يتمشى يا ابني أبشالوم یا ابني يا ابني أبشالوم ، يا ليتني مت عوضاً عنك يا أبشالوم ابني يا ابني».
ويُقترح أن المزمور الثالث كان هو في الصباح بعد الليلة الأولى بعد هروب داود من أورشليم ، أما الليلة فقد أمضاها في عبور الأردن بناء على الرسالة العاجلة التي أتته من حوشاي سريعا : ( 2 صم 17: 15-22)
+ «وَقَالَ حُوشَايُ لِصَادُوقَ وَأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنَيْنِ: «كَذَا وَكَذَا أَشَارَ أَخِيتُوفَلُ عَلَى أَبْشَالُومَ وَعَلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَكَذَا وَكَذَا أَشَرْتُ أَنَا. فَالآنَ أَرْسِلُوا عَاجِلاً وَأَخْبِرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: لاَ تَبِتْ هذِهِ اللَّيْلَةَ فِي سُهُولِ الْبَرِّيَّةِ، بَلِ اعْبُرْ لِئَلاَّ يُبْتَلَعَ الْمَلِكُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ». وَكَانَ يُونَاثَانُ وَأَخِيمَعَصُ وَاقِفَيْنِ عِنْدَ عَيْنِ رُوجَلَ، فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَخْبَرَتْهُمَا، وَهُمَا ذَهَبَا وَأَخْبَرَا الْمَلِكَ دَاوُدَ، لأَنَّهُمَا لَمْ يَقْدِرَا أَنْ يُرَيَا دَاخِلَيْنِ الْمَدِينَةَ. فَرَآهُمَا غُلاَمٌ وَأَخْبَرَ أَبْشَالُومَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا عَاجِلاً وَدَخَلاَ بَيْتَ رَجُل فِي بَحُورِيمَ وَلَهُ بِئْرٌ فِي دَارِهِ، فَنَزَلاَ إِلَيْهَا. فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ وَفَرَشَتْ سَجْفًا عَلَى فَمِ الْبِئْرِ وَسَطَحَتْ عَلَيْهِ سَمِيذًا فَلَمْ يُعْلَمِ الأَمْرُ. فَجَاءَ عَبِيدُ أَبْشَالُومَ إِلَى الْمَرْأَةِ إِلَى الْبَيْتِ وَقَالُوا: «أَيْنَ أَخِيمَعَصُ وَيُونَاثَانُ؟» فَقَالَتْ لَهُمُ الْمَرْأَةُ: «قَدْ عَبَرَا قَنَاةَ الْمَاءِ». وَلَمَّا فَتَّشُوا وَلَمْ يَجِدُوهُمَا رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَبَعْدَ ذِهَابِهِمْ خَرَجَا مِنَ الْبِئْرِ وَذَهَبَا وَأَخْبَرَا الْمَلِكَ دَاوُدَ، وَقَالاَ لِدَاوُدَ: «قُومُوا وَاعْبُرُوا سَرِيعًا الْمَاءَ، لأَنَّ هكَذَا أَشَارَ عَلَيْكُمْ أَخِيتُوفَلُ». فَقَامَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَعَبَرُوا الأُرْدُنَّ. وَعِنْدَ ضَوْءِ الصَّبَاحِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ لَمْ يَعْبُرِ الأُرْدُنَّ.» .
ونفكر أن الصباح بعد ليلة مشابهة بعد ذلك ، ربما الليلة الثانية التي لها علامة تعب بالنسبة للانزعاجات الفجائية في الليلة الأولى.
أما المزمور الرابع فقد كتب بعد ذلك بقليل عند توقف داود وقتاً ليتأمل في الأخلاق الحقيقية للثائر ، ربما عند محنايم التي كانت مقر قيادته بعض الوقت ( 2 صم 24:7).
وبينما المزمور الثاني يصف مملكة الرب ومسيحه مهددة بالأعداء من الخارج ، فإن الثالث والرابع يذكران وقتاً عندما كان الخطر من العدو في الداخل . وكل المزامير الثلاثة ملهمة باقتناع أن الخطوط البشرية لا توقف الغرض الإلهي .
والمزمور ينقسم إلى أربع وقفات كل واحدة منتهية بـ “سلاه” ما عدا الثالثة :
1 – الحزن الحاضر ( 1و 2) .
2- الله هو منبع الحماية والمعونة ( 3 و 4 ) .
3- الثقة وسط المخاطر ( 5و6 ) .
4 – الصلاة للخلاص وبركة الشعب ( 7 و 8 ) .
شرح و تفسير المزمور على مستوى كل التوراة
الحزن الحاضر (۱و۲) :
1- يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ.
2- كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي: «لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ». سِلاَهْ.
داود يضع حاجته أمام يهوه، فهو مهدد بالثائرين الذين يجتمعون كل ساعة ويجمعون أعضاء جددا ، وهو يضع مظلمته أمام الله وينطقها بفم یائس .
«یا رب ما أكثر مضایقي»:
أولئك الذين يضايقوني ، أصحاب المصائب الذين يحزنونني يكثرون ، كثيرون هم المتآمرون . وأقوياء، لأنهم يزيدون كل ساعة مع أبشالوم ، وإذ برسالة جاءت سريعاً لداود تقول إن قلب شعب إسرائيل قد ذهب وراء أبشالوم وهم يزدادون . انظر : (2صم 12:15و 13) :
+ « وكانت الفتنة شديدة وكان الشعب لا يزال يتزايد مع أبشالوم . فأتی مخبر إلى داود قائلا إن قلوب رجال إسرائيل صارت وراء أبشالوم » .
«كثيرون قاموا علي»:
الثائرون في زيادة مطلقة ويجمعون قوة . والجملة تفيد أهم ضد الحكومة كما ورد في ( 2 صم 18: 31و 32) :
+ « وإذا بكوشي قد أتی وقال كوشي ليبشر سيدي الملك لأن الرب قد انتقم لك اليوم من جميع القائمين عليك . فقال الملك لكوشي أسلام للفتى أبشالوم . فقال كوشي ليكن كالفتى أعداء سيدي الملك . وجميع الذين قاموا عليك للشر » .
هي أما الأصدقاء فقلبهم في إغماء إزاء الأعداء السفهاء مثل شمعي بن جيرا الذي تنبا أن مصائب الملك تأديب من الله على سابق جرائمه . انظر : ( 2 صم 8:16) :
+ « قد رد الرب عليك كل دماء بيت شاول الذي ملكت عوضاً عنه وقد دفع الرب المملكة ليد أبشالوم ابنك . وها أنت واقع بشرك لأنك رجل دماء » .
«كثيرون يقولون لنفسي»:
النفس تمثل الإنسان باعتبارها حياته ذات تفكير وإحساس .
« ليس له خلاص بإلهه » :
بمعنى روحي تجاه الله وليس الناس ، فكل المعونة الإلهية والبشرية لم تأته عند حاجته . ولكن داود يشرح ثقته الشخصية وتأكيده ( ۸ ) أو كأنه يطلب معونة ( 4 ) ، وهو يستخدم اسم یهوه وهو اسم الله المعلن لموسى عند إعطائه العهد (خر14:3)
الله هو منبع الحماية والمعونة ( 3 و 4 ) :
3- أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي. مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي.
4- بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ. سِلاَهْ.
الناس يقولون إن الله قد تركه ، ولكنه يعرف أن هذا ليس صحيحاً.
«أما أنت يا رب فترس لي » :
والمعنى أنه ترس يحوطني مثل وعد الله إبراهيم ( تك 1:15 ) :
+ « صار كلام الرب إلى أبرام في الرؤيا قائلا : لا تخف يا أبرام. أنا ترس لك أجرك كثير جداً» .
وأيضا ( تث 29:33) :
+ « طوباك يا إسرائيل من مثلك يا شعب منصوراً بالرب ترس عونك وسيف عظمتك» .
وأيضا ( مز2:18) :
+ « الرب صخرتي وحصني ومنقذي إلهي صخرتي به أحتمي ترسي وقرن خلاصي وملجإي » ..
« مجدي » :
إن كرامة ملك إسرائيل إنما هو يهوه الذي يمثله . انظر ( مز 5:21) :
+«عظیم مجده بخلاصك جلالاً وبهاء تضع عليه » .
وأيضا ( مز 7:62) :
+ « علی الله خلاصي ومجدي صخرة قوتي محتماي في الله » .
«ورافع رأسي » :
حقيقة معروفة وداود لا يزال يثق أن الله الذي رفعه من درجته الواطية إلى مجد الملوكية ونجاه من أعماق أتعابه في الزمان الماضي ، يقدر أيضاً الآن أن يخلصه ويعيده إلى تاجه. ( انظر 2 صم 25:15) :
+ « فقال الملك لصادوق : أرجع تابوت الله إلى المدينة . فإن وجدت نعمة في عيني الرب فإنه يرجعني ويريني إياه و مسکنه » .
«بصوتي إلى الرب أصرخ فيجيبني » :
عودة إلى خبراته السابقة ، كيف استجاب الله لصلواته : « عندما يدعوه » (مز3:4) وتفيد التكرار أنه استجاب . انظر ( مز 7:27)
+ « استمع يا رب . بصوتي أدعو فارحمني واستجب لي » .
وأيضا ( مز 15:91) :
+ «يدعوني فأستجيب له ، معه أنا في الضيق أنقذه وأمجده » .
«جبل قدسه» :
انظر ( مز 6:2) :
+ « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي » .
صهیون مکان تابوت العهد الذي كان رمزاً لحضرة الله کمرکز یدیر منه كل مهامه الأرضية . انظر ( مز 7:14 ) :
+ « ليت من صهيون خلاص إسرائيل . عند رد الرب سبي شعبه ، يهتف يعقوب ويفرح إسرائيل » .
وأيضا ( مز 2:20) :
+ « ليرسل لك عوناً من قدسه ومن صهيون ليعضدك » .
ويحتمل أن في هذا تلميح إلى أن عودة التابوت إلى أورشليم بعيداً عن داود . انظر ( 2 صم 20:15) : هو الذي تسبب في عدم شجاعة أتباعه فهو يؤكد لهم أن غيبته لا تقلل من قوة يهوه للمعونة .
الثقة وسط المخاطر ( 5و6) :
5-أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي.
6-لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب الْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي.
ليس فقط في السابق ولكن خبرة الحاضر تحقق الثقة .
« أنا أضجعت ونمت » :
إن الهدوء الذي به يستريح في مواجهة المخاطر كان برهاناً عملياً لإيمانه.
«استيقظت لأن الرب يعضدي » :
الفعل هنا يكشف أنها عملية دائمة لعناية الله التي أقامته . انظر ( مز 17:37و 29) :
+ « لأن سواعد الأشرار تنكسر وعاضد الصديقين الرب… إذا سقط لا ينطرح لأن الرب مسند يده » .
وأيضا مزمور ( 6:71) :
« عليك استندت من البطن وأنت مخرجي من أحشاء أمي » .
وأيضا ( مز 14:145 ) :
+ « الرب عاضد كل الساقطين ومقوم كل المنحنين » .
« لا أخاف من ربوات الشعوب المصطفين علىَّ من حولي » :
انظر ( مز 3:27) :
+ « إن نزل على جيش لا يخاف قلبي . إن قامت على حرب ففي ذلك أنا مطمئن » .
هؤلاء مع أبشالوم ، ولولا أن الرب أبطل مشورة أخيتوفل لكانوا قد طغوا على داود بلا جهد : ( 2 صم 17: 1- 14 ) ولكنهم وقفوا ولم يأخذوا بمشورة أخيتوفل أن يضربوا الملك وتكف حرب الشعب .
الصلاة للخلاص وبركة الشعب ( 7و8 ) :
7قُمْ يَا رَبُّ! خَلِّصْنِي يَا إِلهِي! لأَنَّكَ ضَرَبْتَ كُلَّ أَعْدَائِي عَلَى الْفَكِّ. هَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَار.
8لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ عَلَى شَعْبِكَ بَرَكَتُكَ. سِلاَهْ.
ينتهي المزمور بصلاة للخلاص كما في الماضي ولبركة الشعب.
«قم يا رب»:
الافتتاحية التي يقولها الشعب في مارش لمسيرة إسرائيل ، ولها ذكريات جميلة للخلاص والنصرة . انظر (عد 35:10) :
+ « وعند ارتحال التابوت كان موسى يقول قم یا رب فلتتبدد أعداؤك ويهرب مبغضوك من أمامك »
وأيضا ( مز 1:68) :
+ « يقوم الله ، يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه » .
« لأنك ضربت كل أعدائي على الفك » :
ومرة أخرى تذكاراً للماضي كأساس للصلاة حيث وضع يهوه أعداءه في الخزي والفضيحة وحطم قوتهم ، والضربة على الفك قمة التحقير . انظر : ( مرا 30:3) :
+ « يعطي خذه لضاربه ، يشبع عاراً » .
+ وأيضا : ( مي 1:5 ) :
+ « الآن تتجيشين يا بنت الجيوش . قد أقام علينا مترسة . يضربون قاضي إسرائيل بقضيب على خده».
وتظهر أن كل قوة المقاومة قد ذهبت ، کوحش هائج تحطمت قوته فجأة . انظر : ( مز 9:58) :
+ « اللهم كسر أسنانهم في أفواههم . اهشم أضراس الأشبال یا رب».
وهذه عادية من فم داود . انظر : ( 1صم 34:17و 35 ) :
+ « فقال داود لشاول كان عبدك يرعی لأبيه غنماً فجاء أسد مع دب وأخذ شاة من القطيع . فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه ولما قام علىَّ أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته » .
« للرب الخلاص » :
الكلمة تعني أيضا : ” النصرة ” ولكن في الصلاة تأتي “خلص”. وأساسها الخلاص من الحالة الموروط فيها والمحاصر وأن يعطيه الله القوة للحركة ، وهي تأتي من يهوه فقط كعلامة لرحمته .
« علی شعبك بركتك » :
هذا الدعاء يكشف عن نبل داود كملك حقيقي الذي يفضل بركة شعبه أكثر من سلامته وهي تشمل المتورطين في الثورة ولكنهم ضلوا ليقفوا ضد ملكهم ، لأن الثورة قد قادها جماعة قليلة وليس كل الشعب . انظر : ( 2 صم 9:19) :
+ « وكان جميع الشعب في خصام في جميع أسباط إسرائيل قائلين إن الملك قد أنقذنا من يد أعدائنا وهو نجانا من يد الفلسطينيين » .
تفسير مزمور 2 | مزمور 3 | تفسير سفر المزامير | تفسير العهد القديم | تفسير مزمور 4 |
القمص متى المسكين | ||||
تفاسير مزمور 3 | تفاسير سفر المزامير | تفاسير العهد القديم |