تفسير سفر الرؤيا اصحاح 14 للأنبا بولس البوشي

الأصحاح الرابع عشر

من الرؤيا: قال: «ثم رأيت حمل الله قائما على جبل صهيون، ومعه مائة ألف أربعة وأربعين ألفا، وعليهم اسمه واسم أبيه مكتوب مرسوم على جباههم. وسمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد عال. والصوت الذي سمعته كصوت مقيثرين يقيثرون بقياثيرهم[1]، ويسبحون تسبيحا جديدا قدام الكرسي وقدام الأربعة حيوانات والقسوس. ولم يقدر أحد (أن) يعلم أي شيء تلك التسابيح إلا المائة ألف أربعة وأربعين ألفا الذين اشتروا من الأرض، هؤلاء الذين لم ينجسوا ثيابهم مع النساء، بل هم أبكار، وهم الذين يمشون  مع الحمل إلى حيث يذهب. وهم الذين اشتروا واختيروا من الناس نقية الله وللخروف. ولم يوجد فيهم كذب بل هم أنقياء.

«ونظرت ملاگا آخر في وسط السماء معه إنجيل يبشر فيه سكان الأرض، لكل أمة وسبط ولسان وشعب بصوت عال يصرخ قائلاً: خافوا الله وأعطوا المجد له، لأن ساعة الدينونة قد اقتربت، واسجدوا للذي خلق السماء والأرض والبحار وينابيع المياه.

ثم يتبعه ملاك آخر قائلاً: قد خربت بابل العظمى وسقط كل الأمم في غضبها وزناها.

 

ويتبعهما ملاك ثالث قائلاً بصوت عال: كل من كان يسجد للوحش وصورته، ورسم اسمه على جبهته أو يده، فهو يشرب من خمر غضب الله الممزوج في كأسه برجزه وغضبه، ويعذب بالنار والكبريت قدام الملائكة المقدسين والخروف، ويكون دخان عذابهم وحريقهم صاعداً إلى أبد الآبدين. لا راحة لهم لا ليلاً ولا نهارا الذين يسجدون للوحش وصورته، أو من رسم عليه اسمه. هذا موضع صبر القديسين وثباتهم وحفظ وصايا الله والإيمان بيسوع المسيح».

«وسمعت صوتا من السماء قائلاً: اكتب: طوبى للذين ماتوا على اسم الرب من الآن، نعم يقول الروح، إنهم يستريحون من تعبهم، وأعمالهم تابعة لهم».

«ثم رأيت سحابة بيضاء، والجالس عليها يشبه ابن الإنسان، وعلى رأسه إكليل ذهب، وفي يده منجل حاد. ثم خرج من الهيكل ملاك آخر صائحا للذي هو جالس على السحابة بصوت عال قائلاً: أرسل منجلك واحصد، فقد دنا حصاد الأرض. فأرسل الجالس على السحابة منجله فحصد الأرض. وخرج ملاك آخر من المذبح، الذي على سلطان النار، فنادى لصاحب المنجل بصوت عال قائلاً: أرسل منجلك على كرمة الأرض واقطع عناقيدها لأنه حان القطاف. فأرسل الملاك منجله وقطع الكرمة وألقاها في المعصرة العظمى، معصرة غضب الرب، وديست المعصرة خارج المدينة، فخرج منها دم حتى بلغ لحجم الخيل، وانتهى إلى ألف وستمائة غلوة[2]» (رؤ14: 1-20).

  1. تأتي في المخطوط: مقيدين يقيثرون بقياثيرهم، وأعتقد أن صحتها مقيثرين يقيثرون بقياثيرهم، أي عازفين يلعبون بقيثاراتهم، وهكذا تكون ترجمة حرفية للنص اليوناني لسفر الرؤيا. وتأتي في مخطوط سمنود: كصوت مقيترين يقيتروا بقيتارتهم.
  2.  القلوة، وباليونانية وبالقبطية مقياس مسافات يبلغ حوالي 192 مترا. ونفس الكلمة اليونانية تعني: استاد رياضي.

تفسير سفر الرؤيا – 13 سفر الرؤيا – 14 تفسير سفر الرؤيا تفسير العهد الجديد تفسير سفر الرؤيا – 15
الأنبا بولس البوشي
تفاسير سفر الرؤيا – 14 تفاسير سفر الرؤيا تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى